NadorCity.Com
 


زرهون تكرم الزجال إدريس أمغار مسناوي في مهرجان ربيع الشعر السابع


زرهون تكرم  الزجال إدريس أمغار مسناوي في مهرجان ربيع الشعر السابع
تغطية: جمال أزراغيد

عاشت مدينة مولاي ادريس زرهون يومي 28 و29 مارس 2010 على إيقاع الإبداع من خلال احتضانها ل"مهرجان ربيع الشعر" في نسخته السابعة الذي نظمه فرع جمعية الأوراش للشباب بدعم من البلدية ووزارة الثقافة . جرت فعاليات المهرجان في المركب الثقافي الذي تحتضنه هذه المدينة الجبلية الساحرة بطبيعتها وهدوئها وطيبوبةأهلها والحاضنة لمجموعة من القبائل الريفية مثل: (بومندرة، دندانة،بني مرعاز، تازّة،آيت عاشور،دوار الخلف..).
افتتح المهرجان بكلمة لرئيس الجمعية عبد الرحيم الحليمي الذي رحب بالجمهور والضيوف والمشاركين من الشعراء والشاعرات الذين جاؤوا من كل أرجاء المغرب وبعض الأقطار العربية (مصر،تونس، العراق، السعودية، سوريا) والمهجر(هولندا) شاكرا كل الذين ساهموا ودعموا هذا المهرجان ليظل شعلة متقدة ومحجا سنويا . ثم اعتبر هذا المهرجان قفزة نوعية لانتقاله من المستوى الوطني إلى المستوى العربي ،مذكرا بدوراته السابقة التي كرمت رموز الشعر المغربي على التوالي: المجاطي ، والطوبي، وعبد الكريم الطبال والراحل محمد العلالي ابن المدينة المبدع الذي صدر له ديوان شعر ــ بعد رحيله ــ بعنوان:"كل ما يشتهيه القلب لك" الذي تكفل بإصداره الشاعر الحسيمي المهاجر إلى هولندا " محمد أعشبون" على نفقته الخاصة. وأبرز أن هذه الدورة أبت إلا أن تكرم شيخ الزجالين المغاربة "ادريس أمغارمسناوي" بعد إقناعه بهذا التكريم والاحتفاء ..كما بين وظائف الشعر في زمن العولمة وسيادة التكنولوجيا الرقمية في ترميم الذات الإنسانية وإعادة القيم النبيلة إليها. وبعدئذ أخذ الكلمة ممثل المجلس البلدي الذي نوه بهذه التظاهرة الثقافية التي ينبغي للمدينة أن تعتز بها بعدما استطاعت ترسيخها تقليدا يستقطب أنظار الجمهورالغفير من كل الأقاليم معتبرا التنمية الثقافية دعامة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. الأمر الذي يتطلب الاهتمام بها... ثم أعطيت الكلمة للمحتفى به الزجال المغربي ــ الأمازيغي الأصل (تيفلت) ــ الذي أصدر ما يقارب 11 ديوانا زجليا. وقد عبر عن سعادته بهذا الاحتفاء من مدينة تربطه بها علاقة المحبة والوفاء شاكرا لهم هذا التكريم الذي رأى فيه تكريما للزجل المغربي والثقافة المغربية. وما أثار الانتباه هو صعود المحتفى به إلى المنصة خالعا لحذائيه احتراما وتقديرا للمنصة والجمهور الذي احتضنه بود كبير. كما أن إزالة قبعته من طرف زوجته لرسم قبلة على جبينه اعترافا بجميله وإنسانيته ومكابداته الإبداعية الطويلة .ذلك ما أبكاه وأبكى الجمهور المتقاطر على القاعة بكثافة .. قدمت في حقه مجموعة من الشهادات من طرف أصدقائه الذين عايشوا تجربته وصادقوه. ثم أهديت له هدايا رمزية من الجمعية ومحبيه ... ومازاد للإفتتاح روعة هوتقديم وصلات من طرب الملحون بالفرنسية والعربية .احتفت إحدى قصائده بأسماء شعراء وشاعرات المشاركين في المهرجان ...
وفي المساء على الساعة الخامسة انتظمت الجلسة الأولى للشعر الفصيح التي استهلت بكلمة تنويهية في حق باشا المدينة القديم" حسن رشدي" الذي تجشم متاعب التنقل من الحسيمة إلى زرهون لحضور فعاليات المهرجان الذي شجع ودعم أعضاء الجمعية على إرسائه سابقا حتى كبر شيئا فشيئا وأصبح على هذه الصورة الرائعة. وقدمت له الجمعية تذكارا ــ بعدما ألقى كلمة مؤثرة ــ اعترافا بخدماته للمنطقة من الناحية الثقافية...سير الجلسة الشاعر ابراهيم قهويجي باقتدار إبداعي حيث قدم ما يقارب 15 شاعرة وشاعرا اختلفت أوطانهم وتجاربهم وحساسياتهم الشعرية ،منهم: وفاء عبد الرزاق ، عدنان الصائغ( من العراق مقيمان بلندن)،فاطمة بن محمود،فتحية الهاشمي ،ضحى بوترعة،سندس عمار ( من تونس)، جابر بسيوني( من مصر)، هاني نادين (من سوريا)، علي الحازم(من السعودية) ، أما الشعراء المغاربة فهم: محمد أعشبون (مغربي مقيم بهولندا) ، جمال أزراغيد،محمد الزرهوني، محمد مجدوب رشيد، محمد منير ، عبد الحميد شوقي، زين العابدين اليساري ، ابراهيم قهويجي. وأخيرا أعطيت جوائز تشجيعية للشعراء الناشئة.
وفي الليل قدمت الجلسة الثانية من الشعر الفصيح في مطعم فندق"ديار تيمناي"أدارها الزجال المغربي حميدة بلبالي، والتي شارك فيها الشعراء المغاربة: نجيب دكدوك،خالد الوكيلي، محمد بلبال، عبد الرحيم أبو صفاء ، محمد الرويسي، أحمد نصرافي،نجيب طبطاب سميرة جاودي ، ليلى ناسمي، رشيدة فقري ،مليكة العربي ، وعبد الله آيت بولمان. وكانت الجلسة مرفوقة بطرب الملحون وبفواصل موسيقية عذبة.
وفي صباح اليوم الموالي أقيمت جلسة نقدية في موضوع " خصوصية المتخيل الشعري في التجربة الشعرية لإدريس أمغار مسناوي" برئاسة الشاعر عبد الحميد شوقي. والتي شارك فيها الناقد الدكتور محمد رمصيص بمداخلة ركز فيها على التفريق بين الخيال والمتخيل ،الخيال المبدع والخيال العادي . ثم رجع إلى التراث الفلسفي ليستقرئ الحدود الفاصلة بين العقل والخيال عند كل من أفلاطون وأرسطو وديكارت الذين رفعوا من شأن العقل على حساب الخيال ولم يتم إعلاء الخيال وتبخيس العقل إلا مع ظهور علم النفس(الشعور واللاوعي..).أما التراث البلاغي والشعري العربي فإنه كان أكثر جرأة في إيلاء الخيال أهمية كبرى من العقل (حازم القرطاجني وابن عربي نموذجا).ثم ذكر ببعض خصوصيات التخييل الشعري كالتكثيف والتذويت والاستشراف...الخ وأخيرا طرح مجموعة من الأسئلة القلقة والمربكة ، مثل : هل القصيدة هي التي تكتب الشاعر أم العكس؟....
أما المداخلة الثانية التي جاءت تحت عنوان:"البعد الفلسفي وشعرية النور عند الزجال ادريس أمغار مسناوي" التي توقفت عند مجموعة من المميزات التي تنفرد بها تجربته على سبيل التمثيل لا الحصر:
ــ تجاوز التوصيف المتوارث في الزجل المغربي.
ــ الخصوصية الصوفية للمنجز الشعري وتبني المفاهيم العميقة للفكر الفلسفي.
ــ اعتماد النور كأداة للكتابة والاشتغال،وتوليد الدلالات الإنسانية التي تؤسس للعمل الإبداعي التفاعلي.
ــ الانفتاح على الكون والأبعاد الصوفية والأسطورية.
ــ علاقة الذات بالفضاء الزمني.
ــ الوقوف عند سؤال الوجود والبحث وكل ما يثير القلق الفكري.
ثم خلص الناقد إلى أن القصيدة عند الزجال رسالة إنسانية لتجاوز العبثية...
أما المداخلة الثالثة الحاملة لعنوان:"حوارية اللغة وأفق الرؤى في بعض دواوين الزجال ادريس مسناوي" فكانت للناقد خالد الموساوي الذي حاول تطبيق "نظرية الحوارية" عند باختين على بعض منجز الزجال ليكتشف بأن هناك مجموعة من الحواريات التي تتجاذبه منها:
ــ حوارية الإيقاع الخارجي والإيقاع الداخلي.
ــ حوارية بين نظام الأشطر الشعرية ونظام الأسطر الشعرية.
ــ حوارية بين الأثر الصوتي والأثر البصري.( التكرارات ـ ربط السابق باللاحق ـ موسيقية الصدى...)
ــ حوارية الضمائر.
ــ حوارية الرمز الذاتي والرمز الموضوعي.
ــ حوارية الأساطير المحلية والأجنبية .
توقف عند هذه الحواريات بالدرس والتحليل والتمثيل ليخلص إلى ضرورة دراسة المتن الزجلي للمحتفى به بشكل عميق ليستخلص مجموعة من الاستنتاجات:
ــ اعتبار نص الزجال مسناوي ملتقى لأشكال فكرية وتعبيرية متعددة على مستوى الشكل.
ــ اعتبار نصه معادلا أدبيا لشخصيته لأن نصه يشكل حلقة وصل بين التراث الزجلي والقصيدة الزجلية الحديثة.
ــ قابلية نصه للتداول والمحاورة والنقاش..
ــ عد نصه تجسيدا للديمقراطية الفكرية.
ــ نصه صوفي محب للحكمة...
أما المداخلة الرابعة المعنونة ب:"شعرية الشاعر:قراءة في هيرمينوطيقا الضوء والحب " التي تقدم بها الناقد ابراهيم قهويجي فقد ركزت على ثلاثة عناصر أساسية هي:
1ــ شعرية الشاعر وتجربة المسناوي بين الحياة والشعر.
2 ــ الضوء والحب وتجربة مسناوي من خلال الرؤيا الشعرية والمقومات الفنية.
3 ــ بنية الأمر في تجربة الزجال.
وبعدها فتح النقاش لإغناء المداخلات بالإضافات والأسئلة البناءة.
أما الجلسة الثالثة فقد خصصت لشعر الزجل التي قدمها كاتب الجمعية محمد شرادي ،والشاعر المصري جابر بسيوني والتي ابتدأها شيخ الزجالين بالمغرب ــ المكرم في هذا المهرجان ــ ادريس أمغار مسناوي الذي أعقبه مجموعة من الزجالين المرموقين والشباب،وهم: أحمد بنزها، توفيق الأبيض،حفيظ اللمتوني، خالد الموساوي، علي مفتاح،رضوان حجاج، ادريس فكري، ادريس بالعطار،نجيب أمين، توريا قاضي، ادريس الزاوي، فؤاد شردودي، وفاء عبد الرزاق، حميدة بلبالي ، ميلود العياشي، بنعيسى الحاجي ...
وبعدئذ أعلن رئيس الجمعية عن نهاية فعاليات المهرجان الناجح لما حققه من تقدم في المشهد الشعري المغربي ،إذ استطاع أن يستضيف شعراء عرب ومغاربة بإمكانيات متواضعة ومعنويات عالية تدل على كرم هذه المدينة الجميلة وعشقها للشعر.. شاكرا كل المدعمين والساهرين والمشاركين والموسيقيين وبالأخص الأستاذ حسن سليماني على وصلاته الموسيقية والجمهور الذواق للشعر الذي أبان عن وعيه وعشقه للشعر ومودته للشعراء، وكذا الشخصيات الحريصة على استمرارية المهرجان ودعمه ماديا ومعنويا . مؤكدا أن الدورات القادمة ستعرف تطورات نوعية..وقد قدمت للجميع شواهد تقديرية إشادة بمشاركتها الفعالة في المهرجان مع أخذ صور تذكارية جماعية تؤرخ لهذه اللحظة الجميلة في تاريخ زرهون الثقافي. أما الليلة الأخيرة فقد شهدت سمرا ليليا باذخا جمع بين الشعر والموسيقى استهوى الجميع.







1.أرسلت من قبل علي مفتاح في 11/04/2010 23:40

و مشيت خلف الظلال ،أبحث لنفسي عن لحظة لنوستالجيا الكلمة .أمد يدي للزمن الآتي عله يحضن لحظات الجنون التي تداهمني في صحوتي و غفواتي التي تتكرر بتكرار السفر .اني اعشق السفر في دروبك سيدتي ،أعشق الرحيل إلي فيك ،مدي أشرعة المكان و دعيني أنصهر في أزقتك المشرعة للريح و للشعر .زرهون جئتك ،و قد أفرغت ما تبقى من أرصدة التلوث المديني من صدري ،جئتك و قد أفرغت كل شطحات الموت الماجن الذي قد يعربد بين خطوة و خطوة في ممشاي .
زرهون ايتها العفيفة مدي أعناقك للجبل أصر أن يخيط رأسه و شموخه بجبلك المطرز بدفء الضريح .هنا يرقد ادريس،يزيح رداءه الأخضر ،و يطل عليك ادريس القديس .أزح عنك تراب السنين التي توارثناها ترانيم و ابتهالات الفتوحات .مزق ألوية الخنوع ،و أرسلنا نذهب إليك في ثوب لونه من فصيلة بياض بشرة ادريس القديس .عريس فوق العادة .قم أيها الضريح الطريح ،و انثر على سطح المرقد ابتسامة الفتح الذي جاء بحد الكلمة لا السيف .هذا ادريس جاء اليك فاتحا ،يوقظ بداخلك ركوب الخيل و الكلمة ،و اليك ان تعرج على وليلي ،و امر فأنت الآمر بأمره ،أعد تراكيب تماثيلها، نصبني حارسا على جدار قصر ادريس القديس ،سأدفع قلمي كي يحفر و يحفر ،سيعيد الحفر في أقبية الصمت ،يكسر رتابتها ،و الحفريات المشاكسة على سطح "ال جسد " لها ان تكشف عن صدرها لرياح الفهم :
ا ـ ألف : ألِفَ يألفُ ألفة
ل ـ لام : لامَ يلوم لوما
ج ـ جيم : جواب
س ـ سين : سؤال و الحرفان معا أي الجيم و السين يفيدان التواصل و الحوار
د ـ دال : دلالة و معنى
أتيتك ادريس القديس أحمل حقائب منفاي .سأمزق انتماءاتي جميعها ،سأحرق هويتي المدينية ،احفر لي في ذاكرة الصمت الشعري مرقدا ،أسكن الى حرفي ،عل الأوراق تعيد صياغة كل متخيلاتي ،أريد قبرا من الورق المقوى،أختلس النظر من فوق الى التيه الذي يسكن أودية الحبر ،قبري يطل على الموت و عينه تحيا ،تعانق صورتك و أنت تسير الى القصيدة ،تمد يدك لشجر الزيتون يعيد صياغته ،حسب ما تشتهيه الكتابة ،تصنع ورقا بلون قلبك الأبيض ،و الحبر يأتيك منسابا يتدفق كما الطيب من فمك . وجدت صوتي في ثنايا حروفك مزلزلا يكسر رتابة الكلمات التي سحبت لنفسها كفنا في ذاكرتي .
قلت لما لا أنصب نفسي سلطانا على نفسي ،أضع لغتك تاجا على رأسي ،و أمر إلى مملكة الحلم كما تشتهيه حروفي،كن ضوءا ،كن نورا ،كن شمسا ،كن قديسا على معابد القصيدة .أنقش على "ال جسد" مقامك أيها الطائر الأسطوري ،أوقع على انتماءي الأبدي للحالمين و القادمين عراة حفاة ،يلفهم الليل ،يعبرون به إلى مرفأ الكلمة .

أيها القديس ادريس ،
لما أنت هكذا حزين ؟ يكبر الحزن و يكبر بداخلك ،لكن تبقى أنت الكبير ،أكبر من الحزن ،و أكبر من كل دموعك .دعك مني و من حزنك ،و خبرني كيف هو الضوء المنبعث من وراء ضلوعك ؟ أهو عادي ؟ إنساني ؟كوني ؟ ...كلما أمد يدي لمصافحة يدك اليمنى التي أغرقتنا جميعا في بحر المسائلة ،ألتفت لنفسي و لا أجد غير أسئلتي التي انتصبت بداخلي .أنزوي بنفسي و خيالي ذلك الملحاح ،يحاول مرغما معانقة جميع استفهاماتك الوجودية .ما حدود الكون في رسمك للإنسان ؟ما حدود الإنسان في رسمه للكون ؟ هل اللذة نسبية ،كونية ،خالدة ؟ هل الموت انتقال طوعي لمعانقة اللذة الخالدة؟ أم أن الموت رجوع للجنينية ؟ كيف هي خارطة الحياة في علاقتها بالكتابة ؟ هل نحيا كي نكتب ؟أم نكتب كي نحيا ؟ و ال جسد ،آه ...آه ...آه مجسد بحبر اللذة يسير مشدوها بعبق التلذذ الى باب الرحم ،ينزوي بنفسه في أقصى الظلمة ،يعيد لحظة التشكل الأولى،يحمل رسوماته الدنيوية و يرحل نحو الإنطواء الخالد ،لحظة التوحد بنوستالجيا الحياة .
لك أن ترقص و تغني أيها القديس ،ف" ال جسد" لم يكن يوما مقصلة للنوتة ،خذ نفسا عميقا و اعزف كيفما تشتهيه اللحظات .خذ نفسا و راقص أفكارك ، و تأمل كم هي جميلة حروف البوح بداخلك ،داعب جسدها الفيروزي ،انفخ في فمها روحا و نشوة ،ستصفق لإنشادك الجبال ،مد يدك نحو وادي الخيال ،و اقطف من جنباته قصيدة بطعم وجهك أيها القديس .
أيها القديس ادريس ،
سر كيفما شئت أن تمشي ،فنعل الخلود يأتيك من وقع الخطوة ، افتح كتاب التاريخ،و اقرأ بطولاتك الفاتحة التي غزت أوراقنا البيضاء ،و الرمح قلم لا يعشق سوى صدر الفكرة .اكتب و ناور ،و ارسم خارطة لاقتحام أحلامك،لا تمهل الزمن لحظة استرخاء ،و المكان أكيد تحت عنايتك المركزة ،اسكب في فمه حروفا أو جرعة مداد .آه يا ادريس ...لو تسعفني لغتي ،هذه المراوغة بداخلي ،هذه الهاربة مني في زيها المتملص ،قد أستعيرك يا ادريس و أكتب بك و إليك ،فأنت لغة كونية تخطت المتاريس ،نسفت حدود الوهم بين كل الأبجديات ،إنك لغتي يا ادريس ،أرجوك أمهلني لحظة الارتقاء اليك ،سأصعد سلالم الحلم الذي ينتشي بك و بحضرتك ،قف حيث أنت ،مسافة الخطوة لديك تخترق الأمكنة ،و أنا هنا قاعد ،أعبر قفزاتك،من مكان الى مكان، و من زمان الى زمان،وقع خطواتك تعمر دهرا ،تنحت أساطير و شخوص بملامح الميلودراما ،تنبعث صورا من بريق عينيك ...كيف لا و أنت الإنسان الكوني الذي يختزن صورا للمتأملات الوجودية ،اسكب لي قدحا من إنسانيتك ،عله يمحو ما بداخلي من قسوة الإنسان . دلني على الطريق إلى الحلم المشاكس في اليقظة .لقد تعبت و تعبت لغتي،حروفي أعلنت عصيانها ،و تمردت المعاني ،و أنا ها هنا كما تركتني قد تجدني بعد قرن،متمرد على أبجديات الفكر ،أمشي مشية الحلزون إلى أحلامي .
أيها القديس ادريس ،
كلماتك تأشيرة أبدية نحو القلق ،و تأملاتك أرق دائم ،فكرك سفينة إبحار نحو جزر الأحلام ...وحدها القصيدة عصير كوكتيل ،يجمع كل الأسئلة و المتاهات ،كل القصائد جرعات متشابهة المذاق ،و طعم القصيدة لديك مختلف .فواكه من زمن الأساطير من أمكنة تحمل هم المتخيل ، تسكب البلسم صورا في جوف "ال جسد " .صبيب وادي الحبر مازال يعد بتشكل بحيرات ،لا ترضاها القصيدة بديلا للغوص و الاستجمام ،لقد جئتك اليوم متحدثا ،و أعلم مسبقا أنك أكبر من كل حديث و من كل تكريم ،و من كل ما قيل و يقال .انحني احتراما و طعم كلماتك في فمي ،ترغمني على الانحناء أكثر و أكثر ...


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح











المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

طفلة برلمانية من الناظور تحرج وزير التعليم بسؤال حول الذكاء الاصطناعي

انتخاب محمد محجوبي كاتبا إقليمياً لنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالناظور

عيد الاستقلال المجيد: تاريخ ودروس محور ندوة علمية للمجلس العلمي للناظور

نشطاء بسلوان يستنكرون إبادة الفلسطينيين في وقفة تضامنية

مشاريع عقارية في نفوذ تحكم وكالة مارتشيكا تعصف بمسؤولين في قطاع التعمير بإقليم الناظور

مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية بالناظور "سيكوديل" يكرم الإعلامي محمد العبوسي