هشام بوعلي
سليمة السقاطي شابة هولندية من أصول مغربية، تعمل مرشدة دينية، وفنانة تدافع عن الإسلام العصري والوسطي الذي يجمع بين "روح الإسلام" والقيم العصرية كالفن والجمال، وتجري أبحاثا في معاني الحب والتسامح ومساعدة الآخرين.
"سليمة المسالمة" هذا هو اللقب الذي اختارته لنفسها، في رحلتها ومغامرتها في "عصرنة الدين"، ونقله إلى فضاءات أرحب وأوسع، لذلك كانت أول امرأة مسلمة تقدم دروسا دينية مباشرة، على الأنترنيت، كما تقدم أعمالا فنية مبدعة ومتمردة.
عن السبب الذي يدفعها إلى خوض هذا المسار الديني، تحكي سليمة، لجريدة هسبريس الإلكترونية: "خلال إحدى الندوات بمدينة باريس، استرعى انتباهي إمام بدون لحية، يحمل أفكارا تتسم بالحداثة وروح العصر الحالي، ويحاور أشخاصا آخرين من ديانات أخرى، مسيحيين ويهود.. هذا ما أثار لدي الكثير من الفضول حول طريقة فهمه للدين وأفكاره، لأقرر أن أناقش معه حقوق المرأة، ومسألة الإرث في الإسلام. وعندما سألته عن موقفه من الإرث، قال إن هذا قانون إلهي ورفض الكلام في الأمر، وهنا صدمت من إجابته، لأنني كنت أنتظر إجابة أخرى، من شخص مثله".
وتضيف سليمة: "كان لدي رأي آخر في مسألة الإرث، فمن خلال تجربتي العائلية، خلصت إلى أن الإرث بشكله التقليدي ظالم للمرأة، وغير عادل؛ ذلك أن جدتي كانت سيدة كبيرة في السن، وتحتاج دائما إلى شراء الدواء وإلى حاجيات أخرى. وعند وفاة والديها، عند تقسيم الإرث حصلت على نصف ما حصل عليه أخوها الأصغر، الذي كان غنيا ولديه ما يكفي من الأموال ولم يكن في حاجة إلى المزيد".
"إجابة الإمام الذي يصف نفسه بالحداثي لم تعجبني"، تقول سليمة؛ لأن الإسلام تحدث عن مسائل أخرى، كالرق والعبودية والحد، ولكن هذه الأمور زالت مع تطور المجتمعات. هذا ما يعني أن الإسلام يتكيف مع متطلبات العصر"، تقول الشابة الهولندية المنحدرة من أصول مغربية قبل أن تواصل: "بعد هذه التجربة، توقفت عن الذهاب إلى المسجد، لأنني شعرت بخيبة أمل كبير، بعدها قررت البحث عن مساجد وأئمة بأفكار عصرية، لكنني لم أجد ولا واحد، وهنا قررت أن أنشئ مسجدا "أونلاين" خاصا بي، ومن خلاله بدأت أعطي دروسا دينية كل أسبوع، وأصبحت أول "مرشدة دينية" في العالم الافتراضي في كل العالم،.
وتضيف المتحدثة: "بعد سنة، قررت أن أصبح مرشدة دينية تقدمية، لأن مصطلح "امرأة إمام" لم يكن من عناصر الإسلام التقليدي وبالتالي العديد من المسلمين التقليديين يرفضون هذا الأمر، والأصعب هو أن لا أحد يأخذك محمل الجد؛ غير أنني لم أدخل إلى هذا المجال من أجل صورتي أو المال، بل أردت أن أساعد الناس على فهم جديد للدين، وأخدم ديني فيما يرضي الله.
عمل سليمة لا ينحصر فقط في المجال الديني بل تقوم أيضا بالعمل في المجال الفني، إذ تعتبر نفسها فنانة في كل ما يتعلق بالمكون الإسلامي. وتقوم، من خلال فنها، بمزج الإسلام والفن وتقوم بتصميم حلي وملابس إسلامية عصرية.
وتقول "المسالمة" إنها تجد السيدة خديجة، زوجة الرسول، محفز دائم لها، كونها كانت سيدة قوية، مبدعة وامرأة أعمال ناجحة، و"أراها كمثال وقدوة للمرأة المسلمة اليوم".
وفي جوابها عن سؤال حول ما يعنيه لها الفن وعلاقته بالإسلام، أجابت سليمة: "الفن لغة، وطريقة للتعبير عن الجمال، إذا قرأت القرآن، ستجد أنه يحمل قيما شاعرية وفنية كبيرة؛ الطريقة التي كتبت بها الآيات، شكله الخارجي، وقراءاته المتنوعة والجميلة، كل هذا يمثل عمل فنيا بديعا، كما تجده مليئا بآيات عن الحب والسلام".
وتضيف سليمة: "الفن والسلام هو الأصل في الدين، والإرهاب لم يكن أبدا جزءا من الإسلام.. مشددة على أن "الإرهاب الحقيقي هو عندما احتلت واستعمرت أوروبا مناطق كبيرة من العالم، وعندما قصف أهلي في الريف بالغازات السامة من طرف إسبانيا، لكن يتم التغاضي عن هذه الأمور".
وتختم المتحدثة كلامها بالقول: "عندما نرى الحالة التي وصلت إليها الكثير من البلدان الإسلامية اليوم، يتأكد أن الاسلام هو الحل، لأنه بعد الاستعمار الطويل الذي تعرضنا لها، فقدنا صلتنا بقيم الإسلام الحقيقية، ونحتاج اليوم إلى العودة إلى مبادئ الرحمة والشرف والأمانة لأنها المبادئ الأولى التي قام عليها هذا الدين".
عن هسبريس
سليمة السقاطي شابة هولندية من أصول مغربية، تعمل مرشدة دينية، وفنانة تدافع عن الإسلام العصري والوسطي الذي يجمع بين "روح الإسلام" والقيم العصرية كالفن والجمال، وتجري أبحاثا في معاني الحب والتسامح ومساعدة الآخرين.
"سليمة المسالمة" هذا هو اللقب الذي اختارته لنفسها، في رحلتها ومغامرتها في "عصرنة الدين"، ونقله إلى فضاءات أرحب وأوسع، لذلك كانت أول امرأة مسلمة تقدم دروسا دينية مباشرة، على الأنترنيت، كما تقدم أعمالا فنية مبدعة ومتمردة.
عن السبب الذي يدفعها إلى خوض هذا المسار الديني، تحكي سليمة، لجريدة هسبريس الإلكترونية: "خلال إحدى الندوات بمدينة باريس، استرعى انتباهي إمام بدون لحية، يحمل أفكارا تتسم بالحداثة وروح العصر الحالي، ويحاور أشخاصا آخرين من ديانات أخرى، مسيحيين ويهود.. هذا ما أثار لدي الكثير من الفضول حول طريقة فهمه للدين وأفكاره، لأقرر أن أناقش معه حقوق المرأة، ومسألة الإرث في الإسلام. وعندما سألته عن موقفه من الإرث، قال إن هذا قانون إلهي ورفض الكلام في الأمر، وهنا صدمت من إجابته، لأنني كنت أنتظر إجابة أخرى، من شخص مثله".
وتضيف سليمة: "كان لدي رأي آخر في مسألة الإرث، فمن خلال تجربتي العائلية، خلصت إلى أن الإرث بشكله التقليدي ظالم للمرأة، وغير عادل؛ ذلك أن جدتي كانت سيدة كبيرة في السن، وتحتاج دائما إلى شراء الدواء وإلى حاجيات أخرى. وعند وفاة والديها، عند تقسيم الإرث حصلت على نصف ما حصل عليه أخوها الأصغر، الذي كان غنيا ولديه ما يكفي من الأموال ولم يكن في حاجة إلى المزيد".
"إجابة الإمام الذي يصف نفسه بالحداثي لم تعجبني"، تقول سليمة؛ لأن الإسلام تحدث عن مسائل أخرى، كالرق والعبودية والحد، ولكن هذه الأمور زالت مع تطور المجتمعات. هذا ما يعني أن الإسلام يتكيف مع متطلبات العصر"، تقول الشابة الهولندية المنحدرة من أصول مغربية قبل أن تواصل: "بعد هذه التجربة، توقفت عن الذهاب إلى المسجد، لأنني شعرت بخيبة أمل كبير، بعدها قررت البحث عن مساجد وأئمة بأفكار عصرية، لكنني لم أجد ولا واحد، وهنا قررت أن أنشئ مسجدا "أونلاين" خاصا بي، ومن خلاله بدأت أعطي دروسا دينية كل أسبوع، وأصبحت أول "مرشدة دينية" في العالم الافتراضي في كل العالم،.
وتضيف المتحدثة: "بعد سنة، قررت أن أصبح مرشدة دينية تقدمية، لأن مصطلح "امرأة إمام" لم يكن من عناصر الإسلام التقليدي وبالتالي العديد من المسلمين التقليديين يرفضون هذا الأمر، والأصعب هو أن لا أحد يأخذك محمل الجد؛ غير أنني لم أدخل إلى هذا المجال من أجل صورتي أو المال، بل أردت أن أساعد الناس على فهم جديد للدين، وأخدم ديني فيما يرضي الله.
عمل سليمة لا ينحصر فقط في المجال الديني بل تقوم أيضا بالعمل في المجال الفني، إذ تعتبر نفسها فنانة في كل ما يتعلق بالمكون الإسلامي. وتقوم، من خلال فنها، بمزج الإسلام والفن وتقوم بتصميم حلي وملابس إسلامية عصرية.
وتقول "المسالمة" إنها تجد السيدة خديجة، زوجة الرسول، محفز دائم لها، كونها كانت سيدة قوية، مبدعة وامرأة أعمال ناجحة، و"أراها كمثال وقدوة للمرأة المسلمة اليوم".
وفي جوابها عن سؤال حول ما يعنيه لها الفن وعلاقته بالإسلام، أجابت سليمة: "الفن لغة، وطريقة للتعبير عن الجمال، إذا قرأت القرآن، ستجد أنه يحمل قيما شاعرية وفنية كبيرة؛ الطريقة التي كتبت بها الآيات، شكله الخارجي، وقراءاته المتنوعة والجميلة، كل هذا يمثل عمل فنيا بديعا، كما تجده مليئا بآيات عن الحب والسلام".
وتضيف سليمة: "الفن والسلام هو الأصل في الدين، والإرهاب لم يكن أبدا جزءا من الإسلام.. مشددة على أن "الإرهاب الحقيقي هو عندما احتلت واستعمرت أوروبا مناطق كبيرة من العالم، وعندما قصف أهلي في الريف بالغازات السامة من طرف إسبانيا، لكن يتم التغاضي عن هذه الأمور".
وتختم المتحدثة كلامها بالقول: "عندما نرى الحالة التي وصلت إليها الكثير من البلدان الإسلامية اليوم، يتأكد أن الاسلام هو الحل، لأنه بعد الاستعمار الطويل الذي تعرضنا لها، فقدنا صلتنا بقيم الإسلام الحقيقية، ونحتاج اليوم إلى العودة إلى مبادئ الرحمة والشرف والأمانة لأنها المبادئ الأولى التي قام عليها هذا الدين".
عن هسبريس