ناظورسيتي: محمد السعيدي
من منّا لا يتذكر قصّة المهاجر عمر الرّداد، ابن آيت وليشك، والبستاني البريء الذي حوكم ب 18 سنة سجنا بتهمة قلته لمشغلته جيزلين مارشال؟ ومن منّا لم يتطلع على فصول هذه الحكاية التي أثارت الكثير من الأسئلة التي يتداخل فيها ما هو قضائي بما هو عنصري؟ في هذا المقال، نعيد بعض من خيوط وملابسات هذه الواقعة التي شغلت الرأي العام الفرنسي لمدة طويلة بعدما اكتشفت الشرطة الفرنسيّة سنة 1991، أي منذ ما يقارب ربع قرن، مقتل سيدة فرنسية كان يشتغل عندها عمر الرّداد كبستاني.
من منّا لا يتذكر قصّة المهاجر عمر الرّداد، ابن آيت وليشك، والبستاني البريء الذي حوكم ب 18 سنة سجنا بتهمة قلته لمشغلته جيزلين مارشال؟ ومن منّا لم يتطلع على فصول هذه الحكاية التي أثارت الكثير من الأسئلة التي يتداخل فيها ما هو قضائي بما هو عنصري؟ في هذا المقال، نعيد بعض من خيوط وملابسات هذه الواقعة التي شغلت الرأي العام الفرنسي لمدة طويلة بعدما اكتشفت الشرطة الفرنسيّة سنة 1991، أي منذ ما يقارب ربع قرن، مقتل سيدة فرنسية كان يشتغل عندها عمر الرّداد كبستاني.
عمر الردّاد : البستاني البريء
كانت هذه الجملة التي وجدت مكتوبة بدم المقتولة على باب القبو بالمكان الذي وجدت فيه غارقة في دمائها، بمثابة صك الاتهام.
فقبل عشرة أعوام، بالضبط خلال يونيو من عام 1991، وجدت السيّدة الفرنسيّة، جيزلين مارشال، وهي امرأة ميسورة تعيش وحيدة في الفيلا التي تملكها في منطقة موجين القريبة من مدينة نيس على الريفيرا الفرنسية مقتولة في قبو منزلها. وبعد قدوم رجال الدرك للوقوف عن سبب غياب جيزلين بناء على تنبيه من جيرانها، وجدوها غارقة في دمائها ووجدوا على باب القبو جملة واحدة تقول: «عمر قتلني» مكتوبة بدم القتيلة. وبسرعة كبيرة وجه رجال الدرك تحرياتهم نحو عمر الرداد، وهو عامل مغربي شاب كان يعتني بحديقة القتيلة فأوقفوه.
وبعد التحقيقات التي أنجزت، تم اتهام المهاجر المنحدر من الريف، عمر الرداد، الذي أعلن دائما براءته من هذه الجريمة حكم عليه عام 1994 بالسجن 18 عاما، بعد محاكمة عاصفة.
من هنا شاعت فصول هذه القضية وأصبحت تشغل الرأي العام الفرنسي وحتى العالمي. كما تحولت إلى قضية كتبت بخصوصها عدة كتب أظهرت أن التحقيق كان قاصرا وحصلت خلاله أخطاء عديدة خصوصا أن إدانة عمر استندت إلى الجملة المكتوبة بدم القتيلة. واعتبرت المحكمة أن جيزلين مارشال، بناء على آراء المختصين هي التي كتبت الجملة التي تعين الجاني من غير لبس أو إبهام.
غير أن قضية عمر تطورت سريعا، ودخلت السلطات المغربية على الخط على اعلي مستوى. وأدت هذه التدخلات إلى حصول عمر على عفو جزئي من رئيس الجمهورية خرج بموجبه من السجن عام 1998. وبعد عام واحد، كان جاك فيرجيس وهو محام شهير يقدم طلبا لإعادة محاكمة عمر الرداد لدى لجنة مراجعة الأحكام التابعة لمحكمة تمييز باريس. ثم أمرت هذه اللجنة بإجراء دراسات جديدة على الجملة الشهيرة «عمر قتلني». وبعكس الآراء التي احتكمت إليها المحكمة، فان هذه الدراسات أكدت انه ليس من الثابت أبدا ان جيزلين مارشال هي التي كتبت هذه الجملة بدمها، مما يعني احتمال وجود شخص آخر ربما يكون القاتل وهو الذي تولى كتابة الجملة ليبعد الشبهات عنه ولإدانة العامل المغربي، فضلا عن ذلك فان دراسات مخبرية أفادت بوجود حامض نووي ذكري على باب القبو لا علاقة له بعمر الرداد، مما يعزز فرضية وجود الشخص الآخر.
بناء على هذه المعطيات الجديدة، قبلت لجنة مراجعة الأحكام التابعة لمحكمة التمييز النظر في طلب عمر الذي يريد من خلال طلب المحاكمة الجديدة، إثبات براءته وغسل شرفه والتعويض عن سنوات الإدانة والسجن. غير أن عمر إذا حصل على إعادة محاكمة، فانه سيدخل تاريخ القضاء الفرنسي كسابع محكمة تقبل إعادة محاكمته. وذلك ان المحاكم المشكلة من محلفين شعبيين يصعب كسر أحكامها.
كانت هذه الجملة التي وجدت مكتوبة بدم المقتولة على باب القبو بالمكان الذي وجدت فيه غارقة في دمائها، بمثابة صك الاتهام.
فقبل عشرة أعوام، بالضبط خلال يونيو من عام 1991، وجدت السيّدة الفرنسيّة، جيزلين مارشال، وهي امرأة ميسورة تعيش وحيدة في الفيلا التي تملكها في منطقة موجين القريبة من مدينة نيس على الريفيرا الفرنسية مقتولة في قبو منزلها. وبعد قدوم رجال الدرك للوقوف عن سبب غياب جيزلين بناء على تنبيه من جيرانها، وجدوها غارقة في دمائها ووجدوا على باب القبو جملة واحدة تقول: «عمر قتلني» مكتوبة بدم القتيلة. وبسرعة كبيرة وجه رجال الدرك تحرياتهم نحو عمر الرداد، وهو عامل مغربي شاب كان يعتني بحديقة القتيلة فأوقفوه.
وبعد التحقيقات التي أنجزت، تم اتهام المهاجر المنحدر من الريف، عمر الرداد، الذي أعلن دائما براءته من هذه الجريمة حكم عليه عام 1994 بالسجن 18 عاما، بعد محاكمة عاصفة.
من هنا شاعت فصول هذه القضية وأصبحت تشغل الرأي العام الفرنسي وحتى العالمي. كما تحولت إلى قضية كتبت بخصوصها عدة كتب أظهرت أن التحقيق كان قاصرا وحصلت خلاله أخطاء عديدة خصوصا أن إدانة عمر استندت إلى الجملة المكتوبة بدم القتيلة. واعتبرت المحكمة أن جيزلين مارشال، بناء على آراء المختصين هي التي كتبت الجملة التي تعين الجاني من غير لبس أو إبهام.
غير أن قضية عمر تطورت سريعا، ودخلت السلطات المغربية على الخط على اعلي مستوى. وأدت هذه التدخلات إلى حصول عمر على عفو جزئي من رئيس الجمهورية خرج بموجبه من السجن عام 1998. وبعد عام واحد، كان جاك فيرجيس وهو محام شهير يقدم طلبا لإعادة محاكمة عمر الرداد لدى لجنة مراجعة الأحكام التابعة لمحكمة تمييز باريس. ثم أمرت هذه اللجنة بإجراء دراسات جديدة على الجملة الشهيرة «عمر قتلني». وبعكس الآراء التي احتكمت إليها المحكمة، فان هذه الدراسات أكدت انه ليس من الثابت أبدا ان جيزلين مارشال هي التي كتبت هذه الجملة بدمها، مما يعني احتمال وجود شخص آخر ربما يكون القاتل وهو الذي تولى كتابة الجملة ليبعد الشبهات عنه ولإدانة العامل المغربي، فضلا عن ذلك فان دراسات مخبرية أفادت بوجود حامض نووي ذكري على باب القبو لا علاقة له بعمر الرداد، مما يعزز فرضية وجود الشخص الآخر.
بناء على هذه المعطيات الجديدة، قبلت لجنة مراجعة الأحكام التابعة لمحكمة التمييز النظر في طلب عمر الذي يريد من خلال طلب المحاكمة الجديدة، إثبات براءته وغسل شرفه والتعويض عن سنوات الإدانة والسجن. غير أن عمر إذا حصل على إعادة محاكمة، فانه سيدخل تاريخ القضاء الفرنسي كسابع محكمة تقبل إعادة محاكمته. وذلك ان المحاكم المشكلة من محلفين شعبيين يصعب كسر أحكامها.
عمر قتلني..
كثيرة هي الكتابات والتحقيقات التي تابعت قصة البستاني عمر الرّداد. ومن بين الكتب المهمة التي تناولت القضية نذكر على سبيل المثال لا الحصر: "عمر قتلني: قصة جريمة" للمحامي جاك فيرجيس الذي تابع القضية منذ البداية قبل أن يتخلى عنه "عمر الرداد"، وكتاب: "عمر الرداد – تحقيق مضاد لإعادة النظر في محاكمة مزورة" للكاتبين "كريستوف دولوار" و"روجي مارك مورو".
من جهة أخرى، استطاع الفيلم الموسوم بعنوان "عمر قتلني"، للممثل والمخرج رشيد زم من إعادة كشف الكثير من الملابسات والحقائق المتعلقة بهذه القصة التي أثارت جدلا واسعا ومازالت لحد الآن تثير نقاشات.
كثيرة هي الكتابات والتحقيقات التي تابعت قصة البستاني عمر الرّداد. ومن بين الكتب المهمة التي تناولت القضية نذكر على سبيل المثال لا الحصر: "عمر قتلني: قصة جريمة" للمحامي جاك فيرجيس الذي تابع القضية منذ البداية قبل أن يتخلى عنه "عمر الرداد"، وكتاب: "عمر الرداد – تحقيق مضاد لإعادة النظر في محاكمة مزورة" للكاتبين "كريستوف دولوار" و"روجي مارك مورو".
من جهة أخرى، استطاع الفيلم الموسوم بعنوان "عمر قتلني"، للممثل والمخرج رشيد زم من إعادة كشف الكثير من الملابسات والحقائق المتعلقة بهذه القصة التي أثارت جدلا واسعا ومازالت لحد الآن تثير نقاشات.