NadorCity.Com
 


قبل فوات الأوان


قبل فوات الأوان
بقــلم : مصطفى المـقـدم

بسم الله الرحمن الرحيم

من أوائل ستينيات القرن الماضي و المتتبعين للشأن المغربي يحذرون من تردي الأوضاع في عديد من المجالات بالمغرب و خاصة في مجال الحريات وتدني المستوى المعيشي بل جعلت من كل من يطالب بحق العيش الكريم و حرية التعبير سواء في المجال السياسي أو الإعلامي معارضا و عدوا مباشرا للدولة مما جعل الأزمة بالمغرب تزداد تفاقما في ظل عدم وجود مخرج واضح لمشاكل المغرب و لصعود مؤشر البطالة و خاصة في صفوف حاملي الشهادات اللذين باتوا معارضين للوضع في بداية تخرجهم كردة فعل تجاه الدولة التي تخلت عنهم مما زاد في اتساع الهوة بين طبقات المجتمع المغربي و رفع مستوى الأمية في أوساط الشعبية الذي جعل من الساحات الشعبية فتيلة الاشتعال و الخروج إلى الشارع فرصة للتعبير عن غضبهم و إحباطهم
و كانت هذه المشاكل هي المحرك الأساسي للشعب وهي أيضا الإشكالية الكبرى لدى الأنظمة العربية التي تعتقد بأن قوتها تأتي من المقاربة الأمنية البوليسية و الرهان على الحماية الخارجية من القوى الكبرى وهذه المقاربة جعلت الهوة بينها وبين الشعب الذي أصبح معزولا عن أي إسهام في شؤون بلاد السياسية و التنموية
إن ثورة الشعب التونسي البطل في وجه اكبر أنظمة الفساد و القهر جاءت كنتيجة للضغط المتواصل على الشعب المقهور وكان من الطبيعي على الشعب التونسي أن ينتفض محققا مقولة عبد الرحمان الكواكبي الذي كان سباقا إلى قراءة الواقع وكان محقاً في قوله حيث قال ( الاستبداد مفسدة للأخلاق، ويسوق إلى الحقد، ويضعف حب الوطن وتمرض به العقول، ويختل الشعور، وتتأثر الأجسام وتصيبها الأسقام، فالاستبداد يهدم ما تبنيه التربية، ويُلجئ النفوس إلى الرياء والكذب والنفاق فتروج في ظله، والاستبداد لذلك عدو الترقي، ويسير بالشعوب إلى الانحطاط، والتأخر ).
و يقول أيضا ( كما اتضح أن للاستبداد أثرا سيا بكل ماله من علاقة به فيتحول الدين إلى وسيلة استلاب و يمنع تداول العلم و يفسد الأخلاق و العلاقات الإنسانية و يعزز التفاوت بين الناس ليبقيهم في صراع دائم حول الامتلاك و يجعلهم يتدافعون لإحراز الثورات و تبين أن الاستبداد ضد التقدم لهذا لابد من هدم صرحه و دك حصونه و استبداله )
إن عملية التغير في العالم الإسلامي والعربي أثبتت بشكل قاطع فشل و سقوط المنظومة الاستعمارية و ذيولها و بداية سقوط نظرية الاستعمار السياسي عن بعد '' REMOTE CONTROL "
.
إن الصورة التي ظهرت عليها عملية التغير بكل من تونس و مصر و ليبيا و اليمن و سورية و ... والتي أعطت فيها مصر أروع مثال حضاري للثورات و التي عكست فيها ليبيا بدورها اكبر و أجمل صورة في رفض الظلم و إزاحته و هي رسالة قوية لكل الحكومات الدكتاتورية و أحزابها. كما لم و لن تسلم دول الخليج أيضا من ريح التغير و الإطاحة بالعائلات الحاكمة و المستبدة بالحكم فتزايد الفساد المذهبي و السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي سيكون هو محرك شرارة التغير في المنطقة.
و ألان بعد انهيار نظرية القمع و الاستغلال و سقوط التاريخي لها يستوجب على المجتمع العربي و الإسلامي بعد تحرره من سلاطين هده الأنظمة و أحزابها التي صنعتها أن تنتقل إلى بناء المجتمع المدني الحديث الذي يطلب تحقيق ( القطيعة المعرفية و الابستملوجية ) مع النظام المعرفي القديم و أسليب التفكير التقليدي الناتج عن التخويف و التحقير والذي ساهمت في نشره النخبة الفاسدة و الأقلام المأجورة التي سوقت لنمط الاستبداد و أجبرت الشعوب على التعايش معه و أنتجت لنا الجهل المعرفي والثقافي و السياسي فتمكنت الأنظمة الحاكمة من الهيمنة وتعطيل العقل العربي حيث احتكرته لنفسها باستمالته و استخدامه لمصالحها أو إقصائه فأعاقت تنويره وجمدت تطويره لسنين طويلة ، مما يجعله عاجزا عن تحرير نفسه و خياراته و الواضح في الأمر إن الدكتاتوريات العربية تستنسخ تجارب بعضهم البعض في تقتيل وتحقير شعوبهم و استغلالها و تسخير الاقتصاد الوطني لحسابهم الخاص و تراهم في أخر أيام حكمهم لا يستفيدون من الدروس و بنفس السيناريوهات و الطرق التي استعملوها قبل طردهم من طرف شعوبهم المتحررة التي لم تعد مقهورة بعد ثورتهم البطولية و التاريخية .
إن الدرس الذي يجب على الأنظمة المستبدة القائمة أن تستخلصه من ثورات المقهورين هو أن إرادة الشعب أصبحت اليوم فاعلا و قادرا على تسير بلده و هو الذي سيحكم البلد و يختار وجهته الذي يريد كما قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر"
إن الشعوب العربية و الإسلامية قادرة على التغير من اجل الحرية و الكرامة و رفض الاستبداد و الظلم ان هده الثورات الشعبية يجب أن تكون محض الدراسة و البحث و استخلاص منها قواعد تكون أداة تغيير وتطوير عقلية الشعوب العربية و الإسلامية من اجل التخلص من الظلم و الظلمة و الغريب في الأمر أن الأنظمة العربية لاستوعب الدرس كعادتها مما جعل القوة التي كانت تحمي ظهرها بدأت بالتخلي عنها جهارا بحثا عن وجوه جديدة تدعم أجندتها وأيضا جعلت الأنظمة العربية بلادها سوقا يتهافت عليها أصحاب البطون الكبرى و الجشعة من المسؤولين ذوي النفوذ في السلطة.
آن للأنظمة العربية أن تقف في وجه المؤامرات العالمية التي تستسيغ خيرات البلد و لقمة عيش المواطنين مع شعوبها بشكل حقيقي وتخدمه هو دون غيره من الطامعين و مصاصي دماء الشعب .
إن الثورات العربية في تقديري ما كانتا لتحدث لولا تأخر صانع القرار عن اتخاذ قرارات مهمة في لحظة مصيرية ومفصلية لمعالجة الوضع قبل أن تصل الأمور إلى مرحلة اللاعودة، لأنه ببساطة كان بالإمكان أفضل مما كان.
فلا أرى سوى تدارك الموقف قبل فوات الأوان و المغرب لم يكن بمنأى عن الحراك الشعبي في العالم العربي و الذي مهد لخطاب 9 مارس الذي يراه البعض خطاب تاريخيا ويراه بينما يرى البعض الأخر انه لا يرتق إلى مستوى تطلعات الشعب المغربي و لا يستجيب لمطالبه و يفتقد لضمانات حقيقية و التي عبرت عنها عشرات الآلاف من مختلف ربوع المغرب صباح يوم الأحد 20 مارس 2011 استجابة لنداء حركة 20 فبراير، وباقي حركات المجتمع المغربي وهيئاته، وجاءت هذه المسيرات ردا على خطاب ملك محمد السادس الأخير الذي كشف فيه عن استعداده لتغيير الدستور.
و يبدو أن شريحة واسعة من الشعب المغربي لم يقنعها ما جاء في الخطاب باعتباره ينسخ الخطابات السابقة، كفصل السلطة وتوسيع الحريات وتفعيل الجهات، واستقلال القضاء، و كلها كانت شعارات ملّ الشعب من سماعها ولم يلمس تحققها على ارض الواقع ،و لأنه أيضا يرفض الدستور الممنوح الذي يأتي من فوق ولا ينبثق من الإرادة الشعبية.
ومنهم من يرى خطاب الملك مناورة سياسية لربح الوقت، وخطوة استباقية لحجم رفع سقف المطالب الشعبية و امتصاص الغضب و الحراك الجماهيري بإجراءات شكلية تشكل التفافا على مطالب الشعب ولا تستجيب لمتطلبات المرحلة
كما يرى البعض بأن الخطاب الملكي لم يحمل أية ضمانات لإقرار ملكية برلمانية وأنه لم ترد فيه أية ضمانات لتأسيس ملكية برلمانية وعلى الشك في إرادة التغيير
ويرى البعض الأخر أن الخطاب الملكي بغض النظر على النوايا المخفية وراءه و كان إيجابيا وقدم مجموعة من الإصلاحات ستشكل ثورة حقيقية في المغرب إن تم تنفيذها
و برغم من المشاكل المتراكمة بالمغرب و الذي استطاع أن يسير الأوضاع و الهروب بها إلى الأمام دون إحراز تقدم ولا بوادر حلول لها و على رأسها قضية الصحراء وقضية و العدل و الإحسان و الفقر المدقع و الأمية إضافة إلى القضايا الأخرى التي تظهر حين تهب الثورات الشعبية الغاضبة و تجعلها وقودا تشتعل في الأنظمة و قياداتها
آن الأوان للأنظمة العربية أن تجعل من شعوبها حاميا لها لا عدوا يزعزع كيانها, إلى متى ستظل هذه الأنظمة لا تستجيب لمطالب و خيارات شعوبها و تتركها تعاني من الفقر و الجهل.
إن الأنظمة العربية التي قادت شعوبها لعقود من الزمن أثبتت هشاشة أنظمتها القهرية و كشفة عن الوجه الحقيقي سماته الخوف و البطش و تحقير شعوبها حتى أصبح المواطن العربي نموذجا لأكثر الناس تحقيرا في العالم نظرا للصورة التي رسمتها لهم قياداتهم أو الأحزاب الواحدة التي تحكمهم
ومن هذا المنبر ندعو صانع القرار بالمغرب إلى إعطاء تجربة ديمقراطية الصحيحة
و إفساح المجال أمام الأغلبية الصامتة الصامدة التي هي خارج تغطية الأحزاب السياسية والنقابية وبهذا النحو نكون قد أعطينا للشعب المغربي مكانته الذي يستحقها.


العنوان: مخاضات الحداثة الإبستمولوجية.
المؤلف: هاشم صالح.
الناشر: دار الطليعة-بيروت
عنوان الكتاب: طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد
المؤلــف: عبدالرحمن الكواكبي
تقديم: الدكتور أسعد السحمراني
الناشر: دار النفائس



1.أرسلت من قبل elkhazrouni في 03/06/2011 04:25
شكر الله لك اخي على الموضوع ، نطلب منك مزيدا من المبادرات.

2.أرسلت من قبل rifynet في 03/06/2011 22:30
اشكر السيد المقدم على مقاله الجريء والموضوعي
إن الأنظمة العربية البائدة أصيبت بشلل تام و بعضه بدء بالفعل بارتشاء الشعب
بزيادات في الرواتب الموظفين و هبات ضنا منهم أنها سوف تنجوا من الطوفان فدورهم آت وما درس ليبيا و اليمن
عن ببعيد

3.أرسلت من قبل Ameghnas n Arrif في 04/06/2011 14:29
متى ستتحررون من الاستلاب الثقافي؟
الشعب العربي ،الثقافة العربية
عرب أكثر من العربية السعودية

4.أرسلت من قبل najatswed في 05/06/2011 15:56
اشكر السيد المقدم على مقاله الجريء والموضوعي
شكر الله لك اخي على الموضوع ، نطلب منك مزيدا من المبادرات.
و إفساح المجال أمام الأغلبية الصامتة الصامدة التي هي خارج تغطية الأحزاب

5.أرسلت من قبل HOR.20.FBRAYAR في 06/06/2011 00:35
نحن في شباب حركة 20فبراير نرى في الخطاب مجرد مناورة سياسية لربح الوقت، ومحاولة لسرقة الاحتجاجات الشعبية والقفز على هذه الفرصة التاريخية، لامتصاص الغضب الجماهيري بإجراءات شكلية تشكل التفافا على مطالب الشعب ولا تستجيب لمتطلبات المرحلة، وأن المخزن ما يزال يفكر بنفس الطريقة التقليدية وبالتالي فالخطاب لم يقدم جديدا مادام يتحدث بنفس الآليات العتيقة شكلا ومضمونا.

فمثلا الدكتور محمد الساسي يصرح أن الخطاب الملكي لم يحمل أية ضمانات لإقرار ملكية برلمانية. وأنه "لم ترد فيه أية ضمانات لتأسيس ملكية برلمانية، ونخشى أن تكون الإصلاحات الموعودة مجرد تحسينات تتبعها تأويلات كما كان يحصل في السابق". وأكد الساسي أن مطلب حزبه واضح وهو "ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم

6.أرسلت من قبل AYAW MOH 3abdkarim alkhatabi في 06/06/2011 13:48


Ameghnas n Arrif رد على رقم. 3.


يبدو انك لم تقرأ جيدا او قرأت الموضوع بخلفية و حكم مسبق

لقد استعمل الكاتب عبارات و اسماء في العالم الإسلامي والعربي
1_ ن عملية التغير في العالم الإسلامي والعربي أثبتت بشكل قاطع فشل و سقوط المنظومة الاستعمارية و ذيولها و بداية سقوط نظرية الاستعمار السياسي عن بعد'' REMOTE CONTROL "
2_ على المجتمع العربي و الإسلامي بعد تحرره من سلاطين هده الأنظمة و أحزابها التي صنعتها
3_ إن الشعوب العربية و الإسلامية قادرة على التغير من اجل الحرية و الكرامة و رفض الاستبداد و الظلم
4_ تطوير عقلية الشعوب العربية و الإسلامية من اجل التخلص من الظلم و الظلمة
هل يكفيك هذ ام انك تعاميت

7.أرسلت من قبل ammar في 06/06/2011 19:49
ارحلو الى الا بد انتم واعوانكم لا احد يريدكم اقصد حكومة القديمة ٠
من عهد الحسن ٢ وهي ترضع في الشعب ---والا مثى٠٠

8.أرسلت من قبل mohamed fourkati في 07/06/2011 12:42
شكر الله لك اخي على الموضوع

9.أرسلت من قبل HOR.20.FBRAYAR في 07/06/2011 17:49
نسيت ان اشكر صاحب المقال
شكرامقالك المهم

10.أرسلت من قبل salim في 07/06/2011 19:28
اظن ان الدرس التونسي والمصري. وبعدهما الليبي والسوري واليمني. هو درس بليغ لكل الشعوب. التي تصدق ترهات الحرية. وشعارات الزيف. فالذين يعتقدون ان الفل والياسمين العربيين. كان نصرا وتقدما وتحررا. اصبحوا يوما بعد يوم يعاينون الفوضى الخلاقة في هذين البلدين. والحروب القبلية العصماء. التي اندلعت بين الاخوة الفرقاء. والازمات الاقتصادية المروعة. والسقوط المدوي لكل الاسهم. والهروب الكبيرللاستثمارات الاجنبية. والغرق في مستنقعات القروض الدولية. التي سترهن البلدين تحت شروط مجحفة.
حقيقة انها ثورة ضد النظام وضد الحزم وضد التطرف. نعم كان النظامان السابقان. مقصران وعميلان ومدعمي الفساد والمفسدين. لكن الحقيقة المرة. ان الشعبين المصري والتونسي. سيبكيان الدم على النظامان الراحلان. كما ترحم العراقيون على صدام حسين. بعد ان صدقوا شعارات الديمقراطية الغربية.
هذه الايام سقط المئات من الجرحى والقتلى في احداث كنيسة الجيزة المصرية. ووضع المصريون يدهم على قلوبهم من الخوف على مصر. وفي تونس. هزت الاحداث القبلية التي اندلعت في الجنوب الشرقي وادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى. كل امال الاصلاح التي وضعها التونسيون. وهي احداث لم يعهدها الشارع التونسي في ظل النظام الراحل. ووضعت التونسيين في صورة الحدث. وحطتهم امام الامر الواقع. الانفلات الامني الذي مازال يسري ويزداد توسعا في البلدين. هدم كل اوهام الحرية والخير العميم والاصلاح الديمقراطي.
اما النماذج العربية الاخرى. فهي فعلا كابوس ومستنقع اسن. لكل من يراوده الاصلاح على الطريقة الليبية واليمنية والسورية. وبعدها. اظن ان الشعوب العربية الاخرى ومن بينها الشعب المغربي. وباقي شعوب المعمور. ستفكر الف مرة. قبل خوض تورة او فتنة من اجل رفاه اقتصادي او محاربة الفساد. فليعمر الفساد مايشاء.و ليطغى في كل الارجاء. لكن ابدا لا نفضل ديمقراطية مزعومة ودمار ورعب وهستيريا في السماء والارض على الشاكلة الليبية او اليمنية او السورية. وبناء على هذا المعطى. يلاحظ المغاربة ارتفاع نسبة المعارضين لحركة20 فبراير. والمقاطعين مظاهراتها. وقد سجلت ارتفاع نسبة المغاربة الذين صفقوا للحل الامني والتعاطي الامني الزجري الذي تعرضت له مظاهراتها في جميع انحاء البلد. نعم لقد تعالت اصوات كثيرة من اطياف المجتمع المغربي تندد باستبداد حركة20 فبراير بالراي وتحركها باسم الشعب المغربي.
ومختصر الكلام. نفضل ان نقتات بالخبز والماء في اجواء امنة على موائد عامرة في ظل الرعب والخوف.

11.أرسلت من قبل marmara في 12/06/2011 21:58
اشم رائحة المخزن في موطوعك salim salim

12.أرسلت من قبل ayamocom halat في 12/06/2011 22:12
ولقد استخدم الطاغوت في تونس جنوده وحرسه، وحشد جلاوزته وعسسه، لمواجهة الفقراء المستضعفين، فكان النصر حيث يكون الله العزيز العظيم، الذي أمر بالعدل والإحسان، وحرم الظلم والطغيان، فقال {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}!
لقد رأى التونسيون كيف كان كيد الشيطان ضعيفا، وأضعف مما كانوا يتصورون، وأقل شأنا مما كانوا يظنون، فقد سقط الطاغوت عند أول مواجهة، وكان يوم اقتحام حرم وزارة الداخلية، يوما تاريخيا للشعب التونسي ومن أيام الله {فاذكروا أيام الله}! وأدركوا أنهم لو كشفت لهم الحجب لما صبروا كل هذه السنين، وأنهم {لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}!
وكفر خالد سعيد ومعه الشعب المصري بالطاغوت ونظام حكمه، وكفر بطغيانه وظلمه، وبفساده وفساد حزبه، فسفك المجرمون دمه ظلما وعدونا، وظن المجرمون، وأكذب الحديث الظنون، أن خالدا وحيد ضعيف مغمور لا شأن له، ولا طالب بثأره، وأن الله لا ينتقم له حين يقتلونه تحت التعذيب، فكان الله يعد لهم موعدا، ويرتب لهم مشهدا، ليجعلهم عبرة العالمين!
لقد استخف فرعون مصر ملأه وحزبه فأطاعوه، فخرج وزراؤه وهم يرون مصرع طاغوت تونس، فقالوا ليست مصر كتونس، فلا تحرقوا أنفسكم أيها الفقراء، بل موتوا موتا بطيئا، وعيشوا عيشا دنيئا، فسخرت السماء منهم، ومكرت بهم، فبعث الله لهم مائة وخمسين شابا أعزل في مظاهرة سلمية، واطمأن الطاغوت إلى مليون ونصف من رجال الأمن المركزي، فاستقلوا عددهم، وهزئوا بهم، وسخروا منهم ومن لافتاتهم التي يرفعونها، ومن هتافاتهم التي يجأرون بها، فكانت المواجهة بين الفريقين، وكان يوم الجسر يوم جمعة الغضب 28/1 بين الملأ المجرمين، والفقراء المستضعفين، يوما من أيام الله وآياته، وكان نصر الله المبين {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}!
ثم ثار المستضعفون في ليبيا على طاغوتها، وكفروا به، فقال لهم الطاغوت ليست ليبيا كمصر وتونس، وأراد أن يغالب قدر الله، وأن يدفع سنن الله التي لا تتبدل، وقضاءه الذي لا يتحول، فكانت المواجهة بين الفريقين، وكان النصر للمستضعفين!
لقد كفر الشباب بالطاغوت في تونس ومصر وليبيا، وأعلنوا عن كفرهم به، وخرجوا عليه، واتبع سنن الله في التغيير {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، فبدأوا بأنفسهم، وانطلقوا في ثورتهم على الطاغوت، فآواهم الله ونصرهم، وألقى الرعب في قلوب أعدائهم، لأنه وعد وقوله الحق ووعده الصدق أن ينصر المظلوم (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)، (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)!
لقد آمن الشباب المستضعفون الثائرون وآمنت شعوبهم












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

نائب رئيس جماعة بني انصار ينفي ترأسه اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس