جواد الغليظ
Yoba56@gmail.com
عملية تعداد السنوات في الدول المتقدمة هو بمثابة عداد يمكنهم من تحديد مدى قوة إنتاجيتها وبحثها المستمر عن الجديد الذي سيمكن سكان العالم من مسايرتها، لكن مع الأسف هناك نماذج لا مثيل لها في بعض أطراف العالم المتخلف ينتظرون فقط انتهاء سنة وبداية سنة أخرى جديدة ليطلقوا العنان لانتقاداتهم وشكاويهم على الوضع العام الذين يعيشون فيه، وما أكثر هذه النماذج، إذ يوجد الكثير منهم في مغربنا العزيز. لا يتحدثون الا في آخر يوم من عمر السنة
سأعطيكم هنا نموذجين لا غير لتقارنوا بين مقتطف مقالة صغيرة نشرتها جريدة أخبار اليوم المغربية وبين أخرى لمدون مغربي على الانترنت، مقارنة أتمنى أن تكون في حسن ضنكم لكي تستنتجوا معي مدى قدرة الشعب المغربي على السير قدما ببلده الى الأمام
قالت جريدة أخبار اليوم المغربية
نودع هذه السنةـ ونحن العرب والمسلمون اكبر الخاسرين على قوائمها.. فلسطين ما زالت تنزف نتيجة جرح الاحتلال وبسبب عاهة الفرقة والانقسام بين أبناء القضية الواحدة. العراق ليس أفضل حالا.. خطوط الطائفية والفساد والعنف مازالت تخترع جغرافيته التي استسلمت الاحتلال أمريكي أصبح مطلبا عراقيا قبل أن يكون طمعا أجنبيا.. أفغانستان مازالت منذ سنوات مفتوحة على الحرب على الإرهاب حرب يقودها الكبار ويؤدي ثمنها صغار المواطنين الأفغان.. اليمن، الذي فقد وصف السعيد منذ مدة، دخل في حرب عبثية ضد الشيعة المدعومين من إيران، حمم الحرب تطايرت عبر الحدود الى السعودية التي تورطت في مستنقع قد يتسع يوما بعد آخر ... الخ
يقول المدون المغربي
.... 2009 وكغيرها من السنوات هو تكرير لنفس السيناريوهات التي مرت على بلادنا لا يتغير فيها إلا الجنيريك العام أما لب الموضوع فهو نفسه بالكمال والتمام، جينيريك كبح الحريات العامة، اعتقالات، التضييق على حرية التعبير، اختطاف المواطنين على خلفية قضايا بسيطة في الشمال والجنوب بأكملهما، الإتيان على ما تبقى من حقوق المواطنين، غلاء الأسعار، البطالة ومطاردة المعطلين وسلخهم في الشوارع كالحيوانات، مطاردة النشطاء الجمعويين والسياسيين، مداهمة المنازل وترهيب الشعب : أحداث تخجيجت، ملاحقة المدونين وافضحي الانتقال الديمقراطي بالبلاد، تنامي الفقر والجهل، تراجع الخدمات العمومية والاستمرار في خوصصة القطاعات الهامة، الرشوة الفساد، استمرار في تدهور وضعية المغرب الحقوقية والاقتصادية والتربوية في الترتيبات العالمية.......
لقد لاحظتم أن جريدة أخبار اليوم المغربية كيف ترثي في زمن فلسطين والعراق وأفغانستان، وتبكي رثاء عل أطلال هزائم العرب مع الأسف، ومن حقها لان كل واحد يرى من زاويته جواهر الأشياء، لكن من حقنا أيضا من أن نسال من جديد الجريدة إن كانت تصدر في العراق أم في دولة أخرى غير المغرب، وهل المغرب مرت عليه سنة كاملة لم تجد فيه الجريدة من شيء يذكر لكي تستحضرها في ذكرى الوداع، أليس التقرير الذي صدر اليوم عن إدارة الأمن الوطني التي صرحت بمقتل آلاف المواطنين في حرب الطرقات غير مهم للجريدة، أليس آلاف المعطلين بالمغرب الذين لهم دبلومات مشرفة يضطرون الى الاشتغال في مهن مذلة
أليس البرد والفقر الذي يقتل المئات في الأطلسين الصغير والكبير بقضية تهم الجريدة، أليست الهجرة القسرية الجماعية في قوارب الموت بحثا عن الفردوس المفقود وهروبا من عذاب الوطن بقضية تهم الجريدة، أليست سيطرة عائلات عباس الفاسي على المناصب الحساسة في الدولة والعمل على توظيف أبناء العم والخال بدل عموم الشعب بقضية تستحق التذكير، وغيرها من الكوارث التي عاشها المغرب السنة الماضية، فيضانات فضحت البنية التحتية لمدن المغرب، وأكدت للجميع عدم قدرة المغرب على بلوغ ولو نسبة معينة لتك التقارير التي يتناغم بها مصطفى العلوي على القناة الأولى المغربية وجلها ترمي الى تزين المغرب المجسمات الهندسية
ألم تهزم أميناتو حيدر التي تنتمي الى "البوليزاغيول" من داخل المغرب مع الأسف حكومة عباس الفاسي ودبلوماسيته التي زادت من جرح فشل الدبلوماسية المغربية في معظم المحافل الدولية وعادت الى العيون المغربية وهي انفصالية وبدون رجعة. فأين جريدة أخبار اليوم المغربية من تلك القضايا
عليكم أن تتذكروا قرائي الأعزاء أن الشعب الذي ينسى قضايا وطنه ويعيش مع قضايا أوطان الغير ليس بشعب يستحق وطنا من أصله. فالوطن ليس بنايات وطرق وسهول وجبال، الوطن رجالات، مناضلين، مجاهدين في سبيل وطنهم الأم مهما كانت أحواله في السراء والضراء، ومن لا يعيش مهنا هنا فما عليه إلا أن يرحل الى البلاد التي يعتبرها وكنه الحقيقي، ويتركه بسلام. نحن نريد من يهتم بمشاكلنا وكوارثنا، وأمورنا الداخلية التي تهمنا نحن وتهم مستقبلنا ومستقبل أبنائنا مثلما يفعلون الأوربيين، ولا نريد أشخاص تعيش أجسادهم في فيلات بالرباط أو الدار البيضاء أو فاس، وعقولهم راسية في كابول والموصل، ويردون أن نرحل نحن معهم الى تلك البلاد وننسى مشاكلنا نحن التي هم المسؤولين المباشرين عنها.
هؤلاء يذكروننا بمشاكل الدول الأخرى لكي ننسى الواقع الذي فرضوه عليها، ويمدون الشعب بمسكنات عاطفية ومخدرات تنويمية بمشاكل غيرنا، فهم مستلبون عقلا وروحا ويريدون أن يقتلوا فينا روح الوطن، لكن يا ريت فالشعب لن يموت يوما ، مادام الشعب حي يرزق فقد تستطيعون قطف الزهور لكن لن تستطيعوا وقف زحف الربيع في السنة الأخرى القادمة من جديد.
Yoba56@gmail.com
عملية تعداد السنوات في الدول المتقدمة هو بمثابة عداد يمكنهم من تحديد مدى قوة إنتاجيتها وبحثها المستمر عن الجديد الذي سيمكن سكان العالم من مسايرتها، لكن مع الأسف هناك نماذج لا مثيل لها في بعض أطراف العالم المتخلف ينتظرون فقط انتهاء سنة وبداية سنة أخرى جديدة ليطلقوا العنان لانتقاداتهم وشكاويهم على الوضع العام الذين يعيشون فيه، وما أكثر هذه النماذج، إذ يوجد الكثير منهم في مغربنا العزيز. لا يتحدثون الا في آخر يوم من عمر السنة
سأعطيكم هنا نموذجين لا غير لتقارنوا بين مقتطف مقالة صغيرة نشرتها جريدة أخبار اليوم المغربية وبين أخرى لمدون مغربي على الانترنت، مقارنة أتمنى أن تكون في حسن ضنكم لكي تستنتجوا معي مدى قدرة الشعب المغربي على السير قدما ببلده الى الأمام
قالت جريدة أخبار اليوم المغربية
نودع هذه السنةـ ونحن العرب والمسلمون اكبر الخاسرين على قوائمها.. فلسطين ما زالت تنزف نتيجة جرح الاحتلال وبسبب عاهة الفرقة والانقسام بين أبناء القضية الواحدة. العراق ليس أفضل حالا.. خطوط الطائفية والفساد والعنف مازالت تخترع جغرافيته التي استسلمت الاحتلال أمريكي أصبح مطلبا عراقيا قبل أن يكون طمعا أجنبيا.. أفغانستان مازالت منذ سنوات مفتوحة على الحرب على الإرهاب حرب يقودها الكبار ويؤدي ثمنها صغار المواطنين الأفغان.. اليمن، الذي فقد وصف السعيد منذ مدة، دخل في حرب عبثية ضد الشيعة المدعومين من إيران، حمم الحرب تطايرت عبر الحدود الى السعودية التي تورطت في مستنقع قد يتسع يوما بعد آخر ... الخ
يقول المدون المغربي
.... 2009 وكغيرها من السنوات هو تكرير لنفس السيناريوهات التي مرت على بلادنا لا يتغير فيها إلا الجنيريك العام أما لب الموضوع فهو نفسه بالكمال والتمام، جينيريك كبح الحريات العامة، اعتقالات، التضييق على حرية التعبير، اختطاف المواطنين على خلفية قضايا بسيطة في الشمال والجنوب بأكملهما، الإتيان على ما تبقى من حقوق المواطنين، غلاء الأسعار، البطالة ومطاردة المعطلين وسلخهم في الشوارع كالحيوانات، مطاردة النشطاء الجمعويين والسياسيين، مداهمة المنازل وترهيب الشعب : أحداث تخجيجت، ملاحقة المدونين وافضحي الانتقال الديمقراطي بالبلاد، تنامي الفقر والجهل، تراجع الخدمات العمومية والاستمرار في خوصصة القطاعات الهامة، الرشوة الفساد، استمرار في تدهور وضعية المغرب الحقوقية والاقتصادية والتربوية في الترتيبات العالمية.......
لقد لاحظتم أن جريدة أخبار اليوم المغربية كيف ترثي في زمن فلسطين والعراق وأفغانستان، وتبكي رثاء عل أطلال هزائم العرب مع الأسف، ومن حقها لان كل واحد يرى من زاويته جواهر الأشياء، لكن من حقنا أيضا من أن نسال من جديد الجريدة إن كانت تصدر في العراق أم في دولة أخرى غير المغرب، وهل المغرب مرت عليه سنة كاملة لم تجد فيه الجريدة من شيء يذكر لكي تستحضرها في ذكرى الوداع، أليس التقرير الذي صدر اليوم عن إدارة الأمن الوطني التي صرحت بمقتل آلاف المواطنين في حرب الطرقات غير مهم للجريدة، أليس آلاف المعطلين بالمغرب الذين لهم دبلومات مشرفة يضطرون الى الاشتغال في مهن مذلة
أليس البرد والفقر الذي يقتل المئات في الأطلسين الصغير والكبير بقضية تهم الجريدة، أليست الهجرة القسرية الجماعية في قوارب الموت بحثا عن الفردوس المفقود وهروبا من عذاب الوطن بقضية تهم الجريدة، أليست سيطرة عائلات عباس الفاسي على المناصب الحساسة في الدولة والعمل على توظيف أبناء العم والخال بدل عموم الشعب بقضية تستحق التذكير، وغيرها من الكوارث التي عاشها المغرب السنة الماضية، فيضانات فضحت البنية التحتية لمدن المغرب، وأكدت للجميع عدم قدرة المغرب على بلوغ ولو نسبة معينة لتك التقارير التي يتناغم بها مصطفى العلوي على القناة الأولى المغربية وجلها ترمي الى تزين المغرب المجسمات الهندسية
ألم تهزم أميناتو حيدر التي تنتمي الى "البوليزاغيول" من داخل المغرب مع الأسف حكومة عباس الفاسي ودبلوماسيته التي زادت من جرح فشل الدبلوماسية المغربية في معظم المحافل الدولية وعادت الى العيون المغربية وهي انفصالية وبدون رجعة. فأين جريدة أخبار اليوم المغربية من تلك القضايا
عليكم أن تتذكروا قرائي الأعزاء أن الشعب الذي ينسى قضايا وطنه ويعيش مع قضايا أوطان الغير ليس بشعب يستحق وطنا من أصله. فالوطن ليس بنايات وطرق وسهول وجبال، الوطن رجالات، مناضلين، مجاهدين في سبيل وطنهم الأم مهما كانت أحواله في السراء والضراء، ومن لا يعيش مهنا هنا فما عليه إلا أن يرحل الى البلاد التي يعتبرها وكنه الحقيقي، ويتركه بسلام. نحن نريد من يهتم بمشاكلنا وكوارثنا، وأمورنا الداخلية التي تهمنا نحن وتهم مستقبلنا ومستقبل أبنائنا مثلما يفعلون الأوربيين، ولا نريد أشخاص تعيش أجسادهم في فيلات بالرباط أو الدار البيضاء أو فاس، وعقولهم راسية في كابول والموصل، ويردون أن نرحل نحن معهم الى تلك البلاد وننسى مشاكلنا نحن التي هم المسؤولين المباشرين عنها.
هؤلاء يذكروننا بمشاكل الدول الأخرى لكي ننسى الواقع الذي فرضوه عليها، ويمدون الشعب بمسكنات عاطفية ومخدرات تنويمية بمشاكل غيرنا، فهم مستلبون عقلا وروحا ويريدون أن يقتلوا فينا روح الوطن، لكن يا ريت فالشعب لن يموت يوما ، مادام الشعب حي يرزق فقد تستطيعون قطف الزهور لكن لن تستطيعوا وقف زحف الربيع في السنة الأخرى القادمة من جديد.