جمال أزراغيد :
اختتم فرع اتحاد كتاب المغرب موسمه الثقافي بعقد لقاء مفتوح مع الشاعر الأمازيغي المهاجر الحسن المساوي لتوقيع ديوانه " مارمي غانيري" بشراكة مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، وذلك يوم السبت:18 يوليوز 2009 بالمركب الثقافي بالناظور.
افتتح اللقاء التكريمي بكلمة رئيس الاتحاد الأستاذ جمال أزراغيد التي جاءت مثقلة بحرارة الترحيب والشكرلأصدقاء الاتحاد والشاعر ، وبالإعلان عن فكرة سلسلة " كاتب وكتاب " التي ستستضيف مستقبلا مبدعي الإقليم في مختلف المجالات وبمختلف اللغات الإبداعية.ولذا كان هذا اللقاء أولى الحلقات من هذه السلسلة. وقد دعا الكتاب والمبدعين بالإقليم إلى تقبل هذه الفكرة ودعمها ووضع ثقتهم في الاتحاد الذي يسعى جاهدا إلى تشجيع الطاقات الإبداعية لتؤسس موضعها في الثقافة المغربية. ثم انتقل إلى التعريف بالشاعر الذي ينتمي إلى منطقة بني سيدال بالإقليم والذي هاجر إلى فرنسا سنة 1980 ومع ذلك ظل مرتبطا بالإبداع الشعري إذ أنتج ثلاثة دواوين شعرية :ماتغيراس قانتو ــ ءيخاياق ءوجانا ــ مارمي غانيري.
ثم أعقبتها كلمة ممثل المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة السيد محمد هناتي الذي شدد على دعم هذه السلسلة الجديدة من أجل تشجيع مبدعي الإقليم على الإبداع والتواصل والحوار البناء والخلاق...مؤكدا أن المندوبية ستعمل على ترسيخ هذه الفكرة التي اقترحها فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور بالتعاون والشراكة.
وبعدئذ قدم الباحث الدكتور جميل حمداوي مداخلة نقدية حول تجربة الشاعر الحسن المساوي استهلها بوجود مدرستين تقتسمان الشعر الأمازيغي بالريف: مدرسة الداخل التي يمثلها مجموعة من الشعراء : سعيد أقضاض ــ سعيد الموساوي ــ عبد الرحيم فوزي ـ فاضمة الورياشي...
ومدرسة الخارج التي يمثلها الشعراء: الحسن المساوي ــ أحمد الزياني ــ محمد شاشا ــ وليد ميمون ــ كريم كنوف ــ أمنوس ــ نجيب الزوهري ــ أحمد الصادقي...
ورغم توزع هؤلاء الشعراء على جغرافيات متعددة بالمهجر ( اسبانيا ــ فرنسا ــ هولندا ) فإن هناك قواسم مشتركة تجمعهم أهمها:
ــ التغني بهموم الهجرة.
ــ الإشادة بالمقاومة المغربية.
ــ التعبير عن جدلية الأمل والألم....
ثم عرَّف بالشاعر موضوع القراءة والدراسة النقدية الذي أنجز في حقه دراسة مونوغرافية تناول فيها دواوينه الثلاثة التي جمع شتاتها في كتاب يحمل عنوان:"من أعلام الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف ــ الشاعر الحسن المساوي ــ " كاشفا عن مكانة هذا الشاعر في المشهد الشعري الأمازيغي ومعلنا عن الديوان الرابع:" ءيمحازون"
كما عمل على إبراز مميزات شعره على مستوى المضامين والموضوعات التي أجملها في :
ــ التعبير عن آلام وهموم الإنسان الأمازيغي.
ــ الإشادة برموز المقاومة الأمازيغية (مثلا الشريف محمد أمزيان)
ــ التعبير عن الغربة والوحدة والشوق إلى الوطن.
ــ التغني بالشعر الوطني والقومي (فلسطين)
ــ الدفاع عن الهوية الأمازيغية من خلال الدفاع عن أرضه وكينونته وكتابته "تيفناغ"
ــ السمو بالمرأة الأمازيغية ورفض الزواج بالمرأة الأجنبية.
ــ الانطلاق من رؤية إسلامية دينية.
ــ ثنائية الألم والأمل.
آما على المستوى الفني فان الشاعر يستعمل في قصائده أنظمة بنائية متنوعة منها:
ــ استخدام الشعر المقطعي الموحد من حيث القوافي.
ــ تكرار اللازمة في المقاطع الشعرية على غرار الشعر الأوربي والموشحات.
ــ تنويع القوافي والمقاطع.
ــ استخدام القصيدة الموحدة من حيث القافية والروي على غرار الشعر العربي التقليدي.
ــ تشغيل القصيدة الغنائية البسيطة وعدم استعماله القصيدة المركبة القصصية او الدرامية.
ــ حضور الوحدة العضوية والموضوعية.
ــ حضور الذاتية في شعره حتى في قصائده الموضوعية والغيرية.
ــ إضفاء خاصيتي الاتساق والانسجام والترابط اللغوي والمعنوي.
ــ استعمال لغة أمازيغية واضحة العبارة وسهلة الفهم وقريبة المقصد.
ــ استخدام إيقاعات موسيقية متنوعة تحيل على إيقاع "لالابويا".
ــ تمثل التوازي الصوتي على مستوى التركيب النغمي.
ــ توظيف صور مجازية قائمة على التشخيص والأنسنة والمشابهة.
ــ التأرجح بين الأسلوب التقريري المباشر والأسلوب الموحي.
وفي الأخير خلص إلى أن الشاعر الحسن المساوي شاعر أمازيغي مهاجر يتميز عن غيره من الشعراء الأمازيغيين الآخرين بالرؤية الإسلامية والمنظور الإصلاحي الديني وأنه أكثر إنتاجا من حيث الشعر في الساحة الإبداعية الأمازيغية بمنطقة الريف إلى جانب الشاعر أحمد الزياني.
وقبل ختام اللقاء التكريمي أعطيت الكلمة للشاعر بهدف التحاور مع الجمهور الذي أبان عن اهتمامه بالشعر الأمازيغي وتتبعه لتجربته الشعرية التي لا تخلو من بعض الهنات وتحتاج إلى الاجتهاد والبحث وهذا ما سيكشف عنه الديوان الرابع كما أباح الشاعر.كما قرأ قصيدة طويلة معبرة من ديوانه.ولحظتئذ قدمت له صورة تذكارية كدلالة رمزية تؤرخ لهذه المناسبة التكريمية والاحتفائية الجميلة. ثم تناول الكلمة رئيس جماعة بني سيدال السيد سعيد البركاني الذي استحسن كثيرا هذه الالتفاتة التي قام بها فرع اتحاد كتاب المغرب تجاه واحد من أبناء المنطقة المبدعين المهاجرين كما دعا إلى الالتفاف بين المبدعين والمهتمين والأخذ بيد بعضهم البعض لفرض ذواتهم داخل الحقل الثقافي المغربي بعيدا عن المثبطات التي تصدر من البعض مما يؤدي إلى موت المواهب وقتل الروح الإبداعية. وقبل أن ينفض الجمهور أخذت صورة تذكارية مع الشاعر على أمل اللقاء في الموسم الثقافي القادم مع أسماء إبداعية جديدة ترسيخا وتفعيلا لهذه السلسلة الثقافية المعبرة.
اختتم فرع اتحاد كتاب المغرب موسمه الثقافي بعقد لقاء مفتوح مع الشاعر الأمازيغي المهاجر الحسن المساوي لتوقيع ديوانه " مارمي غانيري" بشراكة مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة، وذلك يوم السبت:18 يوليوز 2009 بالمركب الثقافي بالناظور.
افتتح اللقاء التكريمي بكلمة رئيس الاتحاد الأستاذ جمال أزراغيد التي جاءت مثقلة بحرارة الترحيب والشكرلأصدقاء الاتحاد والشاعر ، وبالإعلان عن فكرة سلسلة " كاتب وكتاب " التي ستستضيف مستقبلا مبدعي الإقليم في مختلف المجالات وبمختلف اللغات الإبداعية.ولذا كان هذا اللقاء أولى الحلقات من هذه السلسلة. وقد دعا الكتاب والمبدعين بالإقليم إلى تقبل هذه الفكرة ودعمها ووضع ثقتهم في الاتحاد الذي يسعى جاهدا إلى تشجيع الطاقات الإبداعية لتؤسس موضعها في الثقافة المغربية. ثم انتقل إلى التعريف بالشاعر الذي ينتمي إلى منطقة بني سيدال بالإقليم والذي هاجر إلى فرنسا سنة 1980 ومع ذلك ظل مرتبطا بالإبداع الشعري إذ أنتج ثلاثة دواوين شعرية :ماتغيراس قانتو ــ ءيخاياق ءوجانا ــ مارمي غانيري.
ثم أعقبتها كلمة ممثل المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة السيد محمد هناتي الذي شدد على دعم هذه السلسلة الجديدة من أجل تشجيع مبدعي الإقليم على الإبداع والتواصل والحوار البناء والخلاق...مؤكدا أن المندوبية ستعمل على ترسيخ هذه الفكرة التي اقترحها فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور بالتعاون والشراكة.
وبعدئذ قدم الباحث الدكتور جميل حمداوي مداخلة نقدية حول تجربة الشاعر الحسن المساوي استهلها بوجود مدرستين تقتسمان الشعر الأمازيغي بالريف: مدرسة الداخل التي يمثلها مجموعة من الشعراء : سعيد أقضاض ــ سعيد الموساوي ــ عبد الرحيم فوزي ـ فاضمة الورياشي...
ومدرسة الخارج التي يمثلها الشعراء: الحسن المساوي ــ أحمد الزياني ــ محمد شاشا ــ وليد ميمون ــ كريم كنوف ــ أمنوس ــ نجيب الزوهري ــ أحمد الصادقي...
ورغم توزع هؤلاء الشعراء على جغرافيات متعددة بالمهجر ( اسبانيا ــ فرنسا ــ هولندا ) فإن هناك قواسم مشتركة تجمعهم أهمها:
ــ التغني بهموم الهجرة.
ــ الإشادة بالمقاومة المغربية.
ــ التعبير عن جدلية الأمل والألم....
ثم عرَّف بالشاعر موضوع القراءة والدراسة النقدية الذي أنجز في حقه دراسة مونوغرافية تناول فيها دواوينه الثلاثة التي جمع شتاتها في كتاب يحمل عنوان:"من أعلام الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف ــ الشاعر الحسن المساوي ــ " كاشفا عن مكانة هذا الشاعر في المشهد الشعري الأمازيغي ومعلنا عن الديوان الرابع:" ءيمحازون"
كما عمل على إبراز مميزات شعره على مستوى المضامين والموضوعات التي أجملها في :
ــ التعبير عن آلام وهموم الإنسان الأمازيغي.
ــ الإشادة برموز المقاومة الأمازيغية (مثلا الشريف محمد أمزيان)
ــ التعبير عن الغربة والوحدة والشوق إلى الوطن.
ــ التغني بالشعر الوطني والقومي (فلسطين)
ــ الدفاع عن الهوية الأمازيغية من خلال الدفاع عن أرضه وكينونته وكتابته "تيفناغ"
ــ السمو بالمرأة الأمازيغية ورفض الزواج بالمرأة الأجنبية.
ــ الانطلاق من رؤية إسلامية دينية.
ــ ثنائية الألم والأمل.
آما على المستوى الفني فان الشاعر يستعمل في قصائده أنظمة بنائية متنوعة منها:
ــ استخدام الشعر المقطعي الموحد من حيث القوافي.
ــ تكرار اللازمة في المقاطع الشعرية على غرار الشعر الأوربي والموشحات.
ــ تنويع القوافي والمقاطع.
ــ استخدام القصيدة الموحدة من حيث القافية والروي على غرار الشعر العربي التقليدي.
ــ تشغيل القصيدة الغنائية البسيطة وعدم استعماله القصيدة المركبة القصصية او الدرامية.
ــ حضور الوحدة العضوية والموضوعية.
ــ حضور الذاتية في شعره حتى في قصائده الموضوعية والغيرية.
ــ إضفاء خاصيتي الاتساق والانسجام والترابط اللغوي والمعنوي.
ــ استعمال لغة أمازيغية واضحة العبارة وسهلة الفهم وقريبة المقصد.
ــ استخدام إيقاعات موسيقية متنوعة تحيل على إيقاع "لالابويا".
ــ تمثل التوازي الصوتي على مستوى التركيب النغمي.
ــ توظيف صور مجازية قائمة على التشخيص والأنسنة والمشابهة.
ــ التأرجح بين الأسلوب التقريري المباشر والأسلوب الموحي.
وفي الأخير خلص إلى أن الشاعر الحسن المساوي شاعر أمازيغي مهاجر يتميز عن غيره من الشعراء الأمازيغيين الآخرين بالرؤية الإسلامية والمنظور الإصلاحي الديني وأنه أكثر إنتاجا من حيث الشعر في الساحة الإبداعية الأمازيغية بمنطقة الريف إلى جانب الشاعر أحمد الزياني.
وقبل ختام اللقاء التكريمي أعطيت الكلمة للشاعر بهدف التحاور مع الجمهور الذي أبان عن اهتمامه بالشعر الأمازيغي وتتبعه لتجربته الشعرية التي لا تخلو من بعض الهنات وتحتاج إلى الاجتهاد والبحث وهذا ما سيكشف عنه الديوان الرابع كما أباح الشاعر.كما قرأ قصيدة طويلة معبرة من ديوانه.ولحظتئذ قدمت له صورة تذكارية كدلالة رمزية تؤرخ لهذه المناسبة التكريمية والاحتفائية الجميلة. ثم تناول الكلمة رئيس جماعة بني سيدال السيد سعيد البركاني الذي استحسن كثيرا هذه الالتفاتة التي قام بها فرع اتحاد كتاب المغرب تجاه واحد من أبناء المنطقة المبدعين المهاجرين كما دعا إلى الالتفاف بين المبدعين والمهتمين والأخذ بيد بعضهم البعض لفرض ذواتهم داخل الحقل الثقافي المغربي بعيدا عن المثبطات التي تصدر من البعض مما يؤدي إلى موت المواهب وقتل الروح الإبداعية. وقبل أن ينفض الجمهور أخذت صورة تذكارية مع الشاعر على أمل اللقاء في الموسم الثقافي القادم مع أسماء إبداعية جديدة ترسيخا وتفعيلا لهذه السلسلة الثقافية المعبرة.