NadorCity.Com
 


مرحبا برشيد نيني بيننا مجددا، يا فارس زمانك خذ القلم بقوة


مرحبا برشيد نيني بيننا مجددا، يا فارس زمانك خذ القلم بقوة
بقلم: بدر أعراب

وأخيرا تم الإفراج عن صاحب أشهر عمود صحفي على الإطلاق بالمغرب، الصحافي والأديب غزير الكتابة رشيد نيني، ليعانق حريته من جديد، بعد أن أمضى حولا كاملا بين جدران باردة، خلف قضبان سجن عكاشة المعروف، محروما من ممارسة أبسط حقوقه المتمثلة في فعل إنساني راق يستهويه حدّ الافتتان هو عشقه الأبدي للكتابة التي يحيى من خلالها ولا شيء يحترفه سواها، على غرار العديد من أشقائه في الرضاعة من ثدي هموم الكلمة والإبداع، وعام كامل مطوق بين أربع جدران في السجن كما يذكرون ليس كمثله ممّا تعدون في حياة سجننا الكبير هذا الفسيح في الهواء الطلق، بيد أنه يتبادر إلى أذهان الكثيرين مجموعة من الأسئلة، قد تأخذ بعضها حيزا هامّا من الاهتمام لدى شريحة واسعة من القراء، خصوصا أولئك الذين يجدون ضالتهم في ركن شوف تشوف، وأدمنوا قراءته باستمرار، كل صباح، معية أول رشفة من فنجان قهوتهم الأولى التي يبتدئون بها نهاراتهم، قبل التوّجه رأسا إلى مقرات عملهم.

وعلى ذكر قراء رشيد نيني، فهم كثر ولا حاجة بنا لإسقاط الضوء عليهم وتعدادهم، فقد أنابت بذلك عنّا الدراسات البحثية التي تناولت بإسهاب هذا الشق من مختلف الزوايا والقراءات التفسيرية، حول ظاهرة اكتساح عمود "شوف تشوف" قلوب القراء المغاربة أجمع، ولمن يهمّه المزيد من التقصّي في هذا الصدد أحيله على المحرك الالكتروني الحاج "غوغل"، بحيث تكفي نقرة خفيفة على لوحة الأزرار لتقفز في الشاشة أمامه قوائم طويلة من عناوين البحوث المنجزة بشأن الجماهير الغفيرة المعجبة بالركن المعلوم.

وفعلا، لعل أول سؤال يمور في خلد هؤلاء، ولو من باب الوفاء للذكرى الجميلة الراسخة في وجدان الذاكرة المشتركة بين عموم قرائه الأوفياء، هو ذاك الذي يتعلق بمسألة عودة رشيد نيني للكتابة الصحفية من عدمها، فبما أن الجواب الذي يقطع أوصال الشك، مكتوب بالنبط العريض، ربما إمعانا في تأكيد حتمية عودته مجددا، غداة انبعاثه من مرقده كطائر الفينيق، بارزا على متن النافذة التي دأب نيني أن يطل علينا من خلالها بطلاته الأنيقة كل صباح، بعد طلائها بالأسود القاتم حدادا على مصادرة حرية الكلمة والزج بها في صمت الزنازن، فإن السؤال الأكثر إلحاحا اليوم لدى قراء الصحف المغاربة في اعتقادي هو كيف سيكون أول مقال سيخطه نيني للخروج به إلى نور النشر مستهلا بذلك استئناف مشواره، عقب عودة طالما انتظرها الجميع وعدّدوا بشأنها الأيام والشهور تبعا للعداد اليومي الذي حلّ محل صورة نيني بمانشيت الصفحة الأولى لجريدة المساء الغراء، دون أن يبرح مكانه إلى الآن.

لا شك أن جلّ المتتبعين القدامى والجدد لكتابات رشيد نيني الصاروخية التي يطلقها من منصة قاعدة الإطلاق "شوف تشوف"، مصوبّا عن بُعد اتجاهات رؤوس أقلامها بتركيز، نحو بؤر الفساد أينما وجدت، لإصابة رؤوسها اليانعة في مقتل، هُم على عجل من الأمر لقراءة أولى القصفات النارية التي عوّدنا صاحبها على طلقها مدوية، بواسطة قلمه الذي يدخل به، ضد البشاعة، أشرس الحروب ضراوة، منافحا بأعلى ما في الصوت من صوت وبلغة عربية فاخرة، لجعل الصرخة في مستوى الوجع، حتى تكون مساحة الأمل أكبر وأوسع، فيما مساحة اليأس أدنى وأقل.

إن رشيد نيني بحوزته سلاح متطور خطير مع حيازته شهادة التصريح العام بحقه في امتلاكه، مخولة له من لدن الشعب ومصادق عليها من قبل العدو والصديق على حد سواء، تمّ منحه إياها عن جدارة واستحقاق لأنه آهل لثقة المغاربة و ذو يد "ذكية" يعرف كيف يحسن استخدام قلمه أو بالأحرى مسدسه كاتم الصوت الذي لا يخطئ هدفه، عبر طلقات ليست شاردة كالعشوائيات الأخرى التي سرعان ما يخبو رصاصها فور اصطدامها بأقرب جدار سميك. ولأن كتاباته ليست مثل المفرقعات الكرتونية كتلك التي كان صبيان جيل الثمانينات يلهون بها أيام الأعياد ورأس كل سنة، لا تُحدث دوّيا حقيقيا بما يكفي لإثارة الفزع بل كلّ ما تخلفه سوى "طرطقة" كفقاعات العلكة تماما.

ودفعا لشماتة البالونات، أقول إن الرقم العددي الذي من المفترض أن يكون رشيد قد حمله فوق قميصه داخل السجن الذي أودع في أرجاء ليله الدامس على حين غرة، بتهمة جاهزة ما فتئت أن تحركت الأصابع خفية وراء ستار المحكمة، لإعادة غزل خيوطها ونسجها وفق المقاس، هو بالنسبة إلى الجميع لا يعّد مجرد رقم إحصائي بارد على غرار ألاف الأرقام المماثلة، بل يعتبر بمثابة وسام فخر فوق صدره هيهات أن يؤتى بهكذا وسام من داخل أسوار السجن في زمن قد ولت فيه أيام تطاحن الرفاق والإيديولوجيات والعسكر بلا رجعة.
إني لست خبيرا في حيثيات القانون الذي تمّ بموجبه أمر النيابة العامة إيقاف النيني بغية إيداعه السجن، لكن أعي جيدا أن هامش حرية التعبير وحرية ممارسة الصحافة في بلدان الناس تخطّى في عمومه، كل حدود قوانين الردع البدائية كالتي عندنا وتجاوز كل رموز الصّم والبكم كلغة رسمية لدول القروسطى وكلّ إشارات الضوء الحمراء المستنبتة بوفرة على نحو شبيه بالفطريات، على درب الصحافة ببلدنا.

ختاما، ومن منطلق ردّ ولو بعض الجميل لصاحبه، دعونا نكتب كلمات احتفائية، ترحيبا برشيد نيني، قائلين له في الوقت نفسه خُذ لك بعضا من الوقت لاستعادة الشعور بحريتك بالكامل، فنحن قراؤك ما زلنا على العهد أوفياء لكتاباتك وفي انتظارك، وبعدها يا رشيد اسحب قلمك من غمده، خذه بقوة والتحق بالصفوف يا فارس زمانه، والحمد لله على سلامتك مقدما...




1.أرسلت من قبل moutatabi3 في 01/05/2012 16:43
tout simplement c un vrai journalist et le seul o maroc qui fait les points-,sur les i min kan massjoun machhal min sahafi kan farhan,ha houwa daba zadat achouhra anta30 fi al3alam.o najah adyalou annahou 3andou damir,o makaybich rasso min ajli almal o alkhoubz

2.أرسلت من قبل mosa man nador في 01/05/2012 21:07
alah yansrak 3la almkhzan achfar

3.أرسلت من قبل mosa man nador في 01/05/2012 21:08
ana baghi na3raf a3lach famaroc ali kaykol al7a9 kaygbroh NNN?????

4.أرسلت من قبل أم هبة في 02/05/2012 19:17
أولا أقول للأخ رشيد حمدا لله على السلامة..فماأجمل أن يكون الإنسان حرا. ثانيا أسجل إعجابي بقلمك أخي بدر، لك أسلوب جميل ومتمكن من أدواتك اللغوية جدا. وأكثر ماشدني في مقالتك عشقك للحرف واحترامك لمن يتقن استعماله واستخدامه أيضا. شكرا لك يافارس الكلمة

5.أرسلت من قبل ابتسام الحسين في 07/05/2012 22:05
حمدا لله على عودتك يا بطل المساء لقد نورت صحيفة الصدق والحقيقة بمجئك يارمز القوة والديمقراطية المطبوعة على ابواب جريدتك
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ
ما أجمل أن تبتسم حين يظن الآخرون أنك سوف تبكي.
الألم جزء من الحياة ومن لم يتألم لم يعرف معنى الحياة.
في قلب كل شتاء ربيع نابض ووراء كل ليل فجر باسم
من يعرف باب الأمل لا يعرف كلمة مستحيل.
بدر اعراب جميل صحيفة المساء

6.أرسلت من قبل ابتسام الحسين في 07/05/2012 22:07
الابتسامة جواز المرور للدخول إلى قلوب الآخرين.
يا بدر اعراب

7.أرسلت من قبل ابتسام الحسين في 07/05/2012 22:08
لا يصل الإنسان إلى حديقة النجاح من دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف عند هذه المحطات.
الف مبروك روجوعك يا نيني












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما