المزيد من الأخبار






ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف


ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف
كتب: محمد زرو

عرضت قناة الثامنة "تمازيغت" قبل أشهر قليلة المسلسل الاجتماعي والدرامي الموسوم ب"ميمونت"، وهو مسلسل أنتجته شركة "تازيري للإنتاج"، ويُعتبر أول مسلسل بأمازيغية الريف، أشرف على إخراجه المخرج المغربي "الجلالي فرحاتي "، ويتكون من 20 حلقة، أول حلقاته عرضت السبت الأول من رمضان المنصرم، واستمر بثه حلقاته الأخرى على شكل حلقتان في الأسبوع، يومي السبت والأحد. وبعد انقضاء شهر رمضان تم تقليص الحلقتان إلى حلقة ليتم عرضها في يوم الأحد فقط.

وشارك في هذا العمل ثلة من الممثلين الريفيين منهم من كان ظهوره على الشاشة هو الأول في مساره، وهناك وجوه أخرى سبق للمشاهد التعرف عليها من خلال أعمال سابقة كانت "تازيري" تولت انتجاها. وقد أشرف على انتقائهم الممثل المزدوج الجنسية (مغربية/فرنسية) ابن قرية كبدانة "الريفية"، بعدما التقى بهم في كاستينغ أجرته الشركة بمدنيتي "الناضور" و"الحسيمة".

ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف
المسلسل صورت أحداثه ببلدة "دار الكبداني" الواقعة بقبيلة "ايت سعيد"، وهي منطقة معروفة بتنوع تضاريسها وتوفرها على مؤهلات طبيعية (بحر، جبال، هضاب) جد ساحرة، مما يؤهلها لاستقبال فريق عمل مكون من مغاربة ومن جنسيات مختلفة (كوبا واسبانيا وفرنسا وفلندا)، عبَر بعضهم لنا عن اعجابهم بالمنطقة وسكانها اللذين استقبلوهم بحفاوة.

وتدور أحداث مسلسل "ميمونت" حول قصة حب بين "ميمونت" و"سلام"، الذي ينتمي كل واحد منهما إلى فئتين متناقضتين كلَيا، بحيث لا يجمع بينهما أي رابط يذكر. وفي الحقيقة قصة الحب هذه ما هي إلا خلفية لمجموعة من الأمور حاول السيناريست أن يُمرر عبرها مجموعة من الرسائل، من خلال إبراز أفكار عديدة كانت سائدة في المجتمع الريفي حول ما يسمى بالفئات المنبوذة في "الريف" والمتمثلة في "امذيازن" والحدادين، خاصة في فترة ما قبل تسعينات القرن الماضي.

لقد تمكن كاتب سيناريو مسلسل "ميمونت" "محمد بوزكو" من أن يبصم اسمه في التاريخ الإبداعي بالريف كأول كاتب يتمكن من فتح نقاش حول موضوع شائك وملغوم. بحيث امتلك جرأة كبيرة عندما تطرق لهذا الموضوع/الطابو "امذيازن". خاصة أن هذه الفئة لم يشملها أي اهتمام بحثي علمي، لا نظري ولا ميداني، إلى غاية الآن.

وسنحاول أن نشارك كاتب السناريو في هذا المنجز التلفزيوني من خلال طرحنا أسئلة تتعلق أساسا بفئة "امذيازن"، مُركزين على أسباب عدم استمرار هذه الفئة في المشوار الغنائي، ومنها نُورد: لِم ترك الكثير من فرق "امذيازن" العزف والغناء في بعض مناطق "الريف"؟ لماذا أصبح بعض "امذيازن" يعتبر الغناء عيب ووصمة عار؟ هل اندمجت فئة "امذيازن" حقا في المجتمع بمجرد تركهم لهذا النشاط الفني؟ هل للخصوصية الريفية دور في جعل فئة "امذيازن" لا تستمر في الغناء والعزف على الآلات التراثية؟ لماذا في الجهة الشرقية) بركان ووجدة وبوعرفة...) لا زال "أمذياز" ذا قيمة وشأن، بحيث لا زال يعتز ب"مشيخته" رغم تطور وضعه الاجتماعي، عكس الريف الذي اندثر فيه كل شيء؟ ماهو دور الدولة عامة، ووزارة الثقافة خاصة، في دعم "امديازن" ألا تتحملان مسؤولية استمرارهم؟

إنها أسئلة شائكة لا يسعُ المقام لتناولها، خاصة وأنّها تحتاج للإجابة عنها إلى دراسة نظرية وميدانية، سنكتفي في هذا المقال التوجّه إلى المشرفين عن هذا العمل بمجموعة من الملاحظات، التي استرعتنا خلال مشاهدتنا لحلقات المسلسل، والتي لابدّ من إثارتها، خاصة وأن هذا العمل التلفزيوني يُعدَ الأول من نوعه على مستوى "الريف". لا بُد من المساهمة في تقييمه نقديا، كي يتمكن صاحبو هذا العمل من تجاوز بعض الأخطاء إن استمروا في إنتاج جزء ثانٍ لهذا المسلسل أو عاودوا إنتاج عمل تلفزيوني آخر.

ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف
دلالة عنوان المسلسل

هل لعنوان المسلسل علاقة بالفنانة الريفية المعتزلة "ميمونت نسلوان" أم أن الأمر يتعلق بمحض صدفة؟ طرح هذا السؤال العديد ممن شاهدوا المسلسل، إذ بدا للمشاهد كما لو أن هناك تشابه بين قصة "ميمونت" بطلة المسلسل و"ميمونت نسلوان"، خاصة على مستوى الاسم و المسار الفني. لكن نحن نعرف أن "ميمونت نسلوان" قصتها مغايرة تماما عن قصة "ميمونت" في المسلسل، فهي لم تكن ابنة عائلة "امذيازن"، كما إن عائلتها رفضت امتهانها الغناء، حتى إنها اتخذت لقبا غير اسم عائلها.

ويكفي أن نلحظ عنوان صغير يظهر في بداية المسلسل الذي يشير إلى أن هذا العمل تكريم ل"إمذيازن" ولتراثهم. وهذا دليل أن المسلسل يهدف إلى إعادة الاعتبار لشريحة من المجتمع كانت تعتبر منبوذة. كما نجد في ملخص المسلسل الذي تم توزيعه على الممثلين المشاركين في هذا العمل، والذي توصلت به عبر أحد أبطال هذا المسلسل، ما يؤكد على طرحنا هذا.

كان من الأفضل لو تم تغيير عنوان المسلسل، بحيث لا يجب أن يُختزل في" ميمونت". كاختيار كان يجب أن يكون ذا دلالة، بحيث يجمع الصراع بين "امذيازن" وعامة الناس. عنوان هذا المسلسل يناسب الأفلام التلفزيونية وليس المسلسلات ذات الطابع الدراما الاجتماعية.



السيناريو/القصة

السيناريو اعترته بعض التناقضات، كان من الأفضل لو تم إعادة قراءته مرات عديدة للوقوف على مكامن الخلل والنقص، ثم العمل على تعديله. كما أن الزمن في المسلسل ليس بالطويل، قصة المسلسل ستلعب في تسعة أشهر فقط، فحملُ "ملعيون" الذي اكتشفناه في الحلقة الثانية والذي انتهى بوضع مولودها في الحلقة الأخيرة دليل واضح لما قلناه.

عن أي "إمذيازن" يتحدث المسلسل، هل "إمذيازن" ايت سعيد، أم تمسامان، أم ازغنغان، أم بن طيب؟ صحيح أن هناك علاقة قرابة بينهم جميعا، وصحيح أن لديهم تقاسمات كثيرة على مستوى المعاناة، لكن ألا توجد خصوصية لكل واحد منهم. يصعب الإجابة عن هذا السؤال خاصة وأننا لا نملك دراسات ميدانية تُبين واقع كل منطقة.

جلوس الفقيه مع ميمونة أمر لا يمكن تقبله في الثقافة الريفية. كما أن التركيز على المشاهد الرومانسية بشكل مبالغ فيه، شوّش على الفيلم كثيرا.


ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف
لقد تم تهميش الشيخ "محند". حيث لم تعط له مساحة كبيرة في دوره، كان من الأولى التركيز عليه من خلال إبراز دوره في الحفاظ على الموروث الغنائي "الريفي". لقد ظهرت "ميمونت" أكثر ممّا ظهر الشيخ "محند" .لم يُعرف عن "امذيازن" أنّ امرأة منهم امتهنت الشعوذة، هذا الأمر يسيء إليهم أكثر مما يعيد الاعتبار إليهم.

تم الإساءة ل"إمزيرن/الحدادين" وتم إظهارهم كفئة من الانتهازيين لا من فئة المنبوذين. خاصة عندما تحالفوا مع عبد القادر على حساب "امذيازن" مقابل مساعدتهم لاسترجاع بقعة أرضية كان الحاج "علال" هو سبب تنازلهم عنها لفائدة أراضي الأحباس، تعلم الأجيال الريفية السابقة كيف تعرضت فئة "الحدادين" هي الاخرى للحيف والإقصاء، هناك أمثال تراثية في الريف كانت تضرب مثلا على دونية مركزهم الاجتماعي.

المسلسل لم يتطرق إلا للنزر القليل من معاناة "امذيازن"؛ لقد تعرضوا لشتى صنوف الاحتقار، بحث لم يكن أحد يجلس معهم أو يصاحبهم، كان يتم رشقهم بالحجارة، وهذا ما كان يمنعهم من الذهاب إلى المدارس، كان يتم سلبهم من كل ما يملكون من أشياء أثناء مرروهم بالطريق .إقحام ساعي البريد في القصة لا معنى له على الإطلاق، كان من الأفضل أن يُعوض ببقّال، بحيث يلعب دور تواصلي بين أفراد الدُوار، مما يجعل قدوم النساء إليه مقبول، على عكس ساعي البريد الذي لم يكن "الريف" يَعرفه في مداشره، بحيث كان "المقدم" هو الذي يتكلف بإيصال الرسائل إلى أصحابها.

لم يتم إبراز دور "المقدم" أبدا في هذا المسلسل، إذن إن هذه الشخصية كان لها دور مهم في المجتمع الريفي. ربما كان يجب أن يكون البقال يتوفر على عنوان للبريد وإليه ترسل الرسائل.

وكان بالإمكان إضافة ابن ذكر لعبد القادر، بحيث يتقمص دور العصبي والمتسكع والزّاني ومساند والده في كل شيء، والاكتفاء بدور عبد القادر في الخصام مع أخيه.

من هي شخصية "هموت" التي كانت "طيموش" تدق في بابها حيث أجابها أحد المارة بأنها غير موجودة (شاهد الحلقة الأولى). جميع الحلقات لا تحمل إشارة تدلنا على علاقة هذه الشخصية بزوجة الحاج "علاَل". كان بالإمكان استغلال ندرة المياه ونقصها كعامل في تحريك الصراع بين "امديازن" وعامَة النَاس، فنحن نعرف علاقة "الريفيين" بالجفاف وشح الموارد المائية في ما مضى من السنين، حيث تسببت هذه العوامل في مجموعة من الهجرات.

"ملعيون" هي التي أنقذت المسلسل بحيث أوصلت رسالة مفادها هو، أن مثلهم يمكن أن يفقدوا الشرف وليس فئة إمذيازن فقط، خاصة وأنها تعاطت لمجموعة من العلاقات غير الشرعية مع مجموعة من أفراد القرية، وهي فتاة تنتمي إلى فئة من عامة الناس. ملخص المسلسل فيه أفكار جد مهمة لهذا يجب قراءته، لقد كُتب بإتقان أفضل من السيناريو.


الإخراج

يبدو أن مخرج الفيلم لم يقرأ بتاتا سيناريو مسلسل "ميمونت" أو أنه قرأ جزءا يسيرا منه، نكتشف ذلك من خلال أخطاء كثيرة في حوارات الممثلين. لقد تم تهميش الفضاء الداخلي للمقهي، حيث تم التركيز فقط على الفضاء الخارجي، ولم يتم تصوير أي مشهد من الداخل. خروج "ملعيون" و"ميمونة" بدون غطاء الرأس أمر لا يمكن تقبله. كما إن جلوس "ميمونة" مع الحاج "علال" بدون غطاء الرأس أمر لا يمكن تقبله أيضا.

لا يمكن تقبل مجيء "سلاَم" إلى أخته عتيقة عند المقبرة كي تفاجئه بوفاة والده، وهو الخبر الذي لم يكن يعرفه أبدا، كان بالإمكان إخراج هذا المشهد بطريقة أخرى أو معالجة هذا الأمر قبلا في السيناريو.


بعض اللقطات كان من الأفضل لو تم تصويرها فيلميا أي على الطريقة السينمائية خاصة تلك المشاهد المؤثرة.جميع الحفلات كانت ضعيفة وإخراجها ضعيف.أيضا سجلنا عدم استعمال "الديكوباج" بشكل كبير في هذا المسلسل. ويعني تصوير لقطة من اللقطات بطرق متنوعة (plusieurs plans).

لم نلحظ في المسلسل أي لقطة تم تصويرها داخل المسجد، كإظهار المصلين يؤدون الصلاة جماعة أو فرادى.هناك أخطاء كثيرة على مستوى الحوار. لم نلحظ تبدل الفصول، الفصل الوحيد المهيمن في كل المشاهد هو فصل الربيع.

هناك الكثير من المشاهد إخراجها ضعيف، ظهور المحتجزين أول مرة حينما ذهبت إليهم "مليكة".

لم نر في مسلسل "ميمونت" لمسة خاصة ومتميزة وضعها المخرج "الجيلالي فرحاتي"، حتى إنَه لم يقدم إضافة كبيرة في هذا العمل، اللهم إلا تسجيل اسمه في الجينيريك.

الأداء

الحاج "علال" أتقن دوره، لقد دخل في الشخصية المجسدة، حيث فهمها وفهم المطلوب منه، وإن كان المخرج لم يظهره في المسلسل كما أراد السيناريست أن يكون، أي أن يجسد دور كبير القبيلة"أمغار نتقبيتش". لكن وجب الإشارة إلى أن الحاج "علال" لم يكن يُحضر حواره بشكل جيد، فقد بدا كما لو أنه يستظهر الحوار في بعض الأحيان.

أما بالنسبة ل"صديق"و "راضية"، فلقد شكلا ثنائيان متجانسان استطاعا أن يؤديا دورهما ببراعة واستحقا أن يكونا في صدارة الممثلين اللذين أتقنوا دورهم بشكل جيد في هذا المسلسل.

أما بشأن الشيخ "محند"، فمن وجهة نظري استطاع أن يلبس الشخصية ولكن بدون أن يدعمه السناريست بحضور أكثر في المسلسل، من خلال دور يجعله يبرز طاقته أكثر، لقد وقع"محمد بوزكو" في خطأ حينما لم يعتمد على "الشيخ محند" لكي يوصل رسائله عبره.


ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف
وبخصوص "المسطول" و"كنزة" و"طيموش" يمكن اعتبار أدائهم في المستوى المطلوب. كما أن الخادمة "روازنة" أتقنت دورها بينما "مرزوق" كان أداؤه ضعيفا؛ لا بد وأن السبب في ذلك كون هذه هي المشاركة الأولى له في عمل تلفزي. فهو ممثل مسرحي حصل على جوائز وطنية. أما بالنسبة للكومبارس فلاحظنا أنه كان ضعيف جدا على مستوى العدد.

الكاسنتغ كان يجب أن يشمل أكثر من منطقة لا أن يقتصر على منطقتين فقط ممَا يسمح ببروز طاقات جديدة.

كان هناك تدبدب في أداء الممثلين، ففي بعض المشاهد تجد بعض الممثلين أدوا بشكل جيد فيها، لكن في مشاهد أخرى ظهر أداؤهم ضعيفا، ربما هذا ناتج لكون خطة التصوير كانت مبنية على إنهاء تصوير مشاهد كل ديكور، ثم الإنتقال إلى مشاهد الديكور الآخر، وليس على أساس تسلسل المشاهد الموجودة في السيناريو.

الديكور ، الصورة، الماكياج

الخلفية غالبا ما تظهر في شكل واحد كأن الأمر يتعلق بمشاهد مسرحية.هناك عملية تركيب للديكور، بحيث المُتمعن يظهر له أن الديكور غير منسجم في بعض الأحيان.

مدير التصوير"IVAN OLMS" وفق في "أديوس كارمن"لكنه لم يوفق في مسلسل "ميمونت"، حيث ظهرت الكثير من العيوب على مستوى الإضاءة، وعدم تجانس زوايا التصوير من خلال مختلف كاميرات التصوير. لم يكن الماكياج احترافيا أبدا. لا يتم التنويع في فضاءات التصوير.

الحوار

لم ينجح بعض الممثلين في إتقان لغة كاتب السيناريو، مما جعل يبدو هناك تمايزا على مستوى اللغة، مما أعطى انطباع عدم تجانس الممثلين، وهو ما يجعل القصة كما لو أنها متخيلة ولا علاقة لها بالقرية التي شهدت أحداث المسلسل. لم يكن جل الممثلين في مسلسل "ميمونت" في مستوى الممثلين المصريين الذين يجيدون المخاطبة بلهجات مصر كُلها.

هناك تلعثُمات على مستوى الحوار، ويبدو أن بعض الممثلين لم يحفظوا حواراتهم جيدا، لقد استطاع بعض الممثلين تحضير الشخصية المجسدة جيدا، لكن الأمر ليس كذلك مع الحوار.


ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف
المونتاج، الموسيقى التصويرية

هناك أخطاء كثيرة في المونطاج، بحيث في بعض المشاهد ظهر أحد المصورين (cadreur)، كما ظهر اللاقط الصوتي (la perche). أيضا هناك بعض الأخطاء على مستوى إعادة استعمال اللباس عند الاستمرار في تصوير نفس المشاهد (faux raccord).

بالنسبة للموسيقى المرافقة للناي والمزمار (آلة العزف التراثية)، التي تم ادخالها عبر "المونطاج"، غير مناسبة، مما يجعلها تبدو غير طبيعية.يجب تطوير الموسيقى التصويرية، فهي فقيرة على مستوى المسلسل.


ختاما

هناك بعض الحلقات القوية والغنية دراميا وجميلة فنيا وبأداء تمثيلي رائع تمكنت من إنقاذ المسلسل من الفشل خاصة الحلقات الأخيرة، وهناك حلقات كانت ضعيفة جدا كادت أن تفسد المسلسل.

كما أن طريقة عرض المسلسل كانت فاشلة، كان من الأفضل لو تم عرض الفيلم على شكل ثلاث حلقات متتالية، لكي يركز المشاهد أكثر، فعرض حلقة واحدة في الأسبوع يجعل تركيز المتفرج مشتت.

ولا بد أن نشير إلى أن العمل التلفزيوني لا يمكن أن ينجح إلا إذا توفرت له مجموعة من الشروط والإمكانيات المادية، فمشكل التمويل هو عائق يقف أمام نجاح أي عمل، لهذا أعتقد أنه لو وُفر دعم مادي كبير لهذا المشروع لكان أفضل مما كان عليه، ولأستحق أن ينال الإعجاب والتقدير من النقاد والجمهور، ويحصل على جوائز مهمة.

لكن وجب الاعتراف أنه مهما الأخطاء التي تحدثنا عنها فإن هذا العمل يعد إنجازا غير مسبوق، يجب التصفيق له خاصة وأنه أول تجربة للريفيين الذين أصبحوا يضعون الخطوات الأولى في خلق تراكم سينمائي ريفي.


ميمونت .. أول مسلسل تلفزي يجتاز الاختبار بأمازيغية الريف
ونشيد كذلك بما حققه المسلسل من ايجابيات عدة، كاكتساب الممثلين 'الريفيين" لتجربة جديدة لم يسبق لهم خوضها. أيضا هي تجربة للسيناريست "محمد بوزكو" الذي زادته خبرة أكثر، لا شك أنها ستساهم في تطوير كتابته للتلفزيون أو السينما. ثم نذكر الإيجابية الأخرى المتمثلة في التعريف بقبيلة ايت سعيد.

و كما بدأنا موضوعنا بطرح بعض الأسئلة سنحاول أيضا في الأخير أن ننهيه بأسئلة أخرى لا تقل أهمية عن تلك التي سبق إبرازها، ومنها: هل كان من الواجب أخلاقيا أن يستشير منتج المسلسل مع فئة "امذيازن"، ليأخذ ملاحظاتها ومؤاخذاتها على السيناريو، أي ما يجب أن يكون و ما يجب ألا يكون، أم أن المنتج كان يعلم حق المعرفة أن هذه الفئة ستصدَ أبواب الحوار معه، مما يجعل الجلوس معها لا جدوى منه؟

ماذا بعد عرض الفيلم هل سيفتح نقاشا؟ هل المنتج هو الذي سيكون المستفيد الأكبر من المسلسل بعد تطرقه لهذا الموضوع في حين أن وضع "امذيازن" سيبقى على حاله ولن يلتفت إليهم أحد؟ هل يضيف المسلسل شيئا ما لفئة "امذيازن"، أم أنه سيعمل على تكريس نفس الواقع؟ ألم يقم المسلسل بإحياء موضوع دفنه البعض منهم، وهذا ما ظهر من خلال تصريحات بعض أفراد "امديازن"؟


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح