المزيد من الأخبار






وزراء في حكومة العثماني لا يعرفهم المغاربة ونشطاء يدرجونهم في ركن المختفون


وزراء في حكومة العثماني لا يعرفهم المغاربة ونشطاء يدرجونهم في ركن المختفون
متابعة

تضم حكومة العثماني 39 وزيرا، بعضهم يعرفهم المغاربة، بسبب ظهورهم الدائم في الإعلام، أو ربما بسبب زلة أو فضيحة التصقت بأسمائهم، فيما البعض الآخر لا تعرف أسماءهم و لا المناصب التي يشغلونها.

من بين هؤلاء الوزراء "المختفين" عثمان الفردوس، منية بوستة، نور الدين بوطيب، حمو أوحلي، رقية الدرهم ومحسن الجزولي.. وغيرهم، ويتساءل بعض النشطاء والمتتبعين هل غياب هؤلاء الوزراء مرتبط بإحجامهم عن الظهور إعلاميا، مقابل "العمل في صمت"، أم إنهم غائبون فعلا عن المشهد السياسي.

وعلاقة بالموضوع يقول الباحث المغربي في العلوم السياسية، خالد يايموت، أن عدم معرفة المغاربة لوزراء معينين، مرتبط أساسا بالمشاركة السياسية في المغرب، "حين تكون المشاركة السياسية واسعة، والجو السياسي فيه نوع من التوجه الديمقراطي للدولة، يكون هناك اهتمام بالحياة السياسية بجميع تفاصيلها".

ويضيف المتحدث ذاته، أن هناك "إهمالا متبادلا"، إهمال من طرف الحكومة للمواطنين، وإهمال من طرف المواطنين للحكومة، مؤكدا على أن الحكومات السابقة عرفت اهتماما بأدوار وزراء الحكومة والبرلمانيين، أما "اليوم فقد أصبح الانتقاد بشكل عام دون الدخول في التفاصيل".

ويؤكد يايموت أنه "حين لا يعرف مواطن اسم وزير معين، فنحن نتحدث عن المشاركة السياسية السلبية، أي أن المواطن لا ينتظر من السياسي أي تعيير، وبالتالي لا يلقي له بالا".

فيما اعتبر الكاتب المغربي وأستاذ العلوم السياسية، حسن طارق، أن المسألة طبيعية، تتعلق بعلاقة المواطن المغربي بالمجال السياسي، الذي يشهد ضعف التسييس، وهشاشة الفضاء العام والتواصلي، ويعزو طارق أسباب هذه الظاهرة، إلى غياب عدد كبير من الوزراء عن الساحة، بطبيعة الحقائب المسنودة إليهم أو مسارهم السياسي، الذي لا يكون معروفا للعامة، إضافة إلى العدد الكبير من الوزراء في الحكومة.

وقال أن الظاهرة عامة وممتدة لا تتعلق بالمواطنين فقط، بل هناك من النخب والإعلاميين من لا يعرف أسماء بعض الوزراء وأدوارهم، الاهتمام ببعض الشخصيات في الحكومات السابقة يرجع لمهاراتهم التواصلية، حتى أصبحوا مادة يومية لمتتبعي الأخبار.

أما المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، فيرى أن غياب بعض الوزراء عن الإعلام وعدم معرفة المواطنين بهم، مرتبط أساسا بطريقة اقتراحهم للتعيين في تلك المناصب، حيث قال "لا يكون التعيين بطريقة مبنية على الحجم النضالي أو المكانة الاجتماعية، أو المسار المهني والتعليمي، بل بطرق ملتوية، حتى يصبح الوزير مغمورا في أداء مهامه ومبتعدا عن الأضواء".

ليس بالضرورة أن يكون الوزراء مختفون بسبب بريع سياسي، لكن في أغلب الأحيان هم كتاب وزراء، وغالبا يعملون في الظل خلف وزراء آخرين، فمثلا كاتب الدولة المكلف في الاستثمار، عثمان الفردوس، يعمل تحت إشراف وزير الصناعة مولاي حفيظ العلمي.

من جهته، يشير أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، محمد العمراني بوخبزة، إلى أن المواطنين لا يهتمون بما تنجزه الحكومة، بل يهتمون بالأخطاء والفضائح، وحين لا تكون فضائح لا يكون هناك اهتمام.

ويضيف المحلل السياسي أن: "من الوزراء من لا يتقن فن التواصل، يفضل العمل في صمت ونوع من التكتم"، فالاهتمام قل مقارنة بالحكومة السابقة بشكل عام، ولذلك ارتباط بشخصية رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، التي كانت شعبوية في الولاية السابقة، أما شخصية رئيس الحكومة الحالية، سعد الدين العثماني، فهي شخصية تبتعد عن المواجهة وتختار خطابها بدقة، يردف بوخبزة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح