تراجع أعداد الماشية بنسبة 38% يهدد عيد الأضحى في المغرب

ناظورسيتي: متابعة

يشهد قطاع اللحوم الحمراء في المغرب أزمة غير مسبوقة بسبب تراجع أعداد الماشية بنسبة 38% مقارنة بعام 2016، وفقا لما أعلنه وزير الفلاحة أحمد البواري. هذا الانخفاض الحاد أثر على السوق، حيث تراجعت عمليات الذبح من 230.000 رأس سنويا إلى حوالي 130.000 رأس فقط، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

ولتخفيف حدة الأزمة، قامت الحكومة بإجراءات لدعم السوق، من بينها إعفاء استيراد المواشي واللحوم الحمراء من الضريبة على القيمة المضافة. ونتيجة لذلك، شهدت واردات اللحوم ارتفاعا كبيرا خلال يناير وفبراير 2025، حيث تم استيراد 21.800 رأس من الأبقار و124.000 رأس من الغنم و704.000 طن من اللحوم الحمراء.

ورغم هذه التدابير، لا تزال الأسعار مرتفعة، خاصة مع الفجوة بين أسعار الجملة وأسواق التجزئة، مما يضعف القدرة الشرائية للمواطنين. هذا الوضع دفع العديد من المغاربة إلى التساؤل حول إمكانية الاحتفال بعيد الأضحى في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث أصبح شراء الأضاحي عبئا على الأسر ذات الدخل المحدود.

في محاولة لدعم قطاع الثروة الحيوانية، أطلقت الحكومة برنامجا يعتمد على ستة محاور، من بينها توفير 15 إلى 18 مليون قنطار من العلف، ودعم صغار المربين، وتأمين صحة المواشي، مع التركيز على الحفاظ على إناث الماشية لتعزيز التكاثر وإعادة بناء القطيع الوطني.

في ظل هذه الأزمة، ارتفعت الأصوات المطالبة بإلغاء عيد الأضحى هذا العام، معتبرة أن الأولوية يجب أن تكون لدعم الفئات المتضررة من غلاء الأسعار، خاصة مع استمرار تدهور القدرة الشرائية للمواطنين. ويرى بعض الخبراء أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في عادات الاستهلاك والاحتفالات الدينية مستقبلا.