NadorCity.Com
 


فتاوى العقيدة: كيف تصنع وكيف تطبق ...


فتاوى العقيدة: كيف تصنع وكيف تطبق ...
الدكتور عبد القادر بطار

لقد أخذت تظهر في عصرنا الحاضر فتاوى غريبة بعنوان فتاوى العقيدة، أحيانا في مؤلفات خاصة، وأحيانا أخرى بمواقع إلكترونية تخصص مساحات واسعة للإجابة عن أسئلة المتعاملين مع الشبكة العنكبوتية تحت عنوان فتاوى العقيدة. وهذه الفتاوى لا تخلو من تهويل لبعض القضايا العقدية التي قد تفضي بالمستفتي إلى الغلو والتطرف وإحداث الفتنة في الدين التي هي أشد من القتل كما أخبر الحق سبحانه وتعالى:" وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ [البقرة: 191]. لكن المتصفح لتلك الفتاوى، الخبير بالمذاهب والعقائد الإسلامية يدرك بسهولة تهافتها وافتقارها إلى الفضيلة الخلقية العلمية أحيانا، وابتعادها عن مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة أحيانا أخرى.

إن الناظر فيما يصطلح عليه اليوم بفتاوى العقيدة يلاحظ أنها عبارة عن أجوبة تصدر وفق منظور عقدي خاص، ولكن أصحابها يصرون على صياغتها في شكل فتوى مطلقة حتى تأخذ قوتها ومشروعيتها وتأثيرها في طالب الفتوى وتوجيهه وجهة عقدية معلومة، تعادي التاريخ العلمي للأمة الإسلامية، وأكثر من ذلك كله فإن أصحاب تلك الفتاوى يوهمون طالب الفتى أن ما يقولونه ويصدرونه من فتاوى هو الصورة الوحيدة للإسلام، ويضللون من خلال فتاويهم مذاهب عقدية سنية عريقة، اختارتها الأمة الإسلامية منذ قرون، فإذا علمنا أن العوام يجعلون تلك الفتاوى بمثابة أدلة شرعية أدركنا خطورة هذا الوضع وما يمكن أن ينتج عنه من مفاسد وأضرار. وهو ما يخالف المبدأ الفقهي العام في مجال الإفتاء: درء المفاسد أولى من جلب المصالح.

لقد ظل موضوع الفتاوى من الموضوعات الخطيرة لا يتصدرها إلا الفقهاء العالمون بالأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلة بالاستدلال. (1 )
كما وجدنا بعض العلماء القدامى ممن يتصدى للإجابة عن أسئلة تتعلق بمجال الاشتغال العقدي، كما هو صنع الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه" الحاوي في الفتاوي" فقد خصص قسما مهما منه لفتاوى أصول الدين، الإلهيات، ثم النبوات، ثم المعاد، وقد ختم هذا القسم بلطائف طريفة لها صلة وثيقة بالعقيدة. ( 2) وقد سلك الإمام السيوطي مسلكا يأخذ بين الاعتبار اختيارات الأمة في مجال العقيدة، فهو عندما يتصدى لمفهوم الإيمان يعرفه على الطريقة الأشعرية فيقول: الإيمان هو التصديق بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعلم من الدين بالضرورة ... كما يشير إلى المذاهب السنية في قضية زيادة الإيمان ونقصانه فيقول: وهو يزيد وينقص عندنا وعند أكثر السلف، وخالف في ذلك الحنفية ...(3 )

وقد جرت العادة أن يلجأ العامة في تعرف أحكام دينهم إلى العلماء ويستفتوا المجتهدين ويقلدوهم. فالواجب على هؤلاء أن يفتوهم ولا يكلفوهم ما لا طاقة لهم به من استنباط الأحكام.(4 )

إن من مقاصد فقه الفتوى أن يحرص المفتى على تحقيق مبدأ اليسر الذي هو مبدأ أساسي في الشريعة الإسلامية، وكما يقول الإمام الشاطبي: "المُفْتي البالغ ذروة الاجتهاد الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور، فلا يذهب بهم مذهب الشدة، ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال". (5 )

لكن هذا المبدأ لا نجد له أثرا فيما يصطلح عليه بفتاوى العقيدة، حيث لغة التهويل والتجريح والتبديع والتكفير والتقليل من مذاهب سنية عريقة والإسهام في تمزيق جسم الأمة عن طريق التشكيك في اختياراتها العقدية والفقهية نتيجة التشبع بمنهج عقدي معين، في غياب ملحوظ للرؤية العلمية الموضوعية وتجاهل تام لسنن التطور التي عرفتها العلوم الإسلامية بعامة.

إن الدارس لما يصطلح عليه بفتاوى العقيدة لابد أن يتعرف على شخصية المفتي وانتمائه العقدي والمذهبي لأن هذه الأمور مهمة في تنزيل الفتوى وصناعتها، لا سميا في مجال الاشتغال العقدي، وهذا الأمر ليس جديدا، فقد اختارت الأمة الإسلامية مناهج في دراسة العقيدة لا تختلف من حيث المقصد أو المضمون، وإن كانت تختلف من حيث الشكل، فقد يجد المشتغل بالعقائد الدينية الإسلامية بعض الاختلافات بين الأشاعرة والماتريدية في مسائل معدودة، كما يجد اختلافات واسعة بين الأشاعرة والحنابلة المتأخرين الذين أحدثوا في المذهب الحنبلي ما ليس منه كما يقول الإمام عبد الرحمن بن الجوزي. ( 6)

إن الاتجاه الحنبلي المتأخر على وجه التحديد الذي أصبح يحمل اليوم اسم السلفية قد سلك طرقا تهويلية في تقرير العقائد الدينية، مدعيا أنها هي الطرق الشرعية الوحيدة التي سلكها الشرع الحكيم في تقرير تلك العقائد، مع العلم أن ما يقرره هذا الاتجاه يرجع معظمه إلى قرون متأخرة ولا علاقة له باختيارات السلف الصالح الذي تمثله القرون الثلاثة الأولى، إنهم يحيلون وبالضبط إلى القرن السابع الهجري، حيث ظهور الفقيه ابن تيمية، الذي عمل على جعل الاتجاه الحنبلي الظاهري مذهبا رسميا لا يساويه إلا الإسلام نفسه، وبذل جهودا جبارة في تأصيله لبعض القضايا والآراء والفهوم التي لم يكن له فيها سلف، بل واعتقاده أنها هي الصورة المرادفة للإسلام في قدسيته وتعاليه، مع الإصرار على التقليل من أهمية مذاهب سنية كانت تمثل قبل القرن السابع الهجري اختيارات الأمة الإسلامية ومرجعها الأساس، كما هو الشأن بالنسبة للمدرستين: الأشعرية والماتريدية اللتين تهدفهما بالنقد الصارم.

أما في عصرنا الحاضر فقد وجدنا كثيرا من الشيوخ ممن يجتهد في نشر آراء ابن تيمية في أسلوب يفتقر إلى الفضيلة الخلقية العلمية لكونه يهول من أمر ابن تيمية ويروج لآرائه بدعوى أن ما يقوله هذا الفقيه هو الإسلام بعينه، مع أن ابن تيمية نفسه يمثل حلقه في تطور الدرس العقدي السني، إن لم يكن استئنافا للدرس الظاهري القديم، بل إن كثيرا مما يقرره ابن تيمية لا سلف له فيه كما سلف.

إن الدارس لتاريخ المذاهب والعقائد الإسلامية يدرك بداهة أن هناك اختيارات عقدية معينة، كما أن هناك اختيارات فقهية معينة، وقد كان بعض العلماء يصرح أنه حنبلي في العقيدة، مالكي في الفقه، أو أنه مالكي في الفقه أشعري في العقيدة، أو ماتريدي في العقيدة حنفي في الفقه ... في سياق احترام اختيارات الطرف الآخر، لكن هذا التسامح أو التعايش المذهبي على الأصح وجد اليوم من يعمل على طمسه من أجل فرض اختيار عقدي بعينه، بأسماء موهمة أن هذا هو منطوق الإسلام ومفهومه، وهو إجراء من شأنه أن يضيق واسعا ويحرم الأمة الإسلامية من الاستفادة من تراثها العلمي الغني. بل إن هذا الأسلوب يسهم بشكل كبير في بث روح الكراهية بين المسلمين، ويشجع العوام على التطاول على العلماء والنيل منهم، خصوصا من منظري المدرستين السنيتين: الأشعرية والماتريدية.

لقد وضع الإمام تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين علي السبكي المتوفى سنة 771 هجرية، قاعدة جليلة في الجرح والتعديل يحسن توظيفها في مجال الاشتغال العقدي، من أجل تجاوز الكثير من الخلافات العقدية. والمتمثلة في الدعوة إلى ضرورة تفقد حال العقائد واختلافها بالنسبة إلى الجارح والمجروح، فربما خالف الجارحُ المجروحَ في العقيدة فجرحه لذلك .( 7)

ويتساءل تاج الدين عن المقصود من تفقد حال العقائد، هل معناه أنه لا يقبل قول مخالف عقيدة فيمن خالفه مطلقا، سواء السني على مبتدع وعكسه أو غير ذلك ؟

فيقول: هذا مكان معضل يجب على طالب التحقيق التوقف عنده لفهم ما يلقى عليه، وأن لا يبادر لإنكار شيء قبل التأمل فيه.

ويضيف تاج الدين في توضيح كيفية تنزيل القاعدة السالفة الذكر: واعلم أنا عَنينا ما هو أعم من ذلك مطلقا، ولسنا نقول: لا تقبل شهادة السني على المبتدع مطلقا معاذ الله، ولكن نقول: مَن شهد على آخر وهو مخالف له في العقيدة أوجبت مخالفته له في العقيدة ريبة عند الحاكم المنتصر لا يجدها إذا كانت الشهادة صادرة من غير مخالف في العقيدة، ولا ينكر ذلك إلا فَدْم أخرق.( 8 )

ويمثل تاج الدين لاختلال هذه القاعدة بقول بعض المجسمة في أبي حاتم بن حبان: لم يكن له كبير دين، نحن أخرجناه من سجستان، لأنه أنكر الحد لله. فياليت شعري مَنْ أحق بالإخراج؟ مَنْ يجعل ربه محدودا أو من يُنزهه عن الجسمية ؟ (9 )

وقد لاحظ تاج الدين أن بعض الشيوخ في زمانه لم تكن أحكامهم موضوعية بسبب الاختلاف في العقائد، وقد مثل بشيخه الذهبي الذي لم يكن منصفا في تراجمه لأئمة العقيدة الأشعرية بسبب تشبعه بمذهب الإثبات ومنافرة التأويل حتى قال فيه: والذي أفتي به أنه لا يجوز الاعتماد على كلام شيخنا الذهبي في ذم أشعري ولا شكر حنبلي. ( 10)

وسنقف في هذه المداخلة على بعض النماذج من فتاوى العقيدة، من أجل فحصها وبيان أسسها ومرجعيتها ومقارنتها بفتاوى أخرى أكثر اعتدالا ...

العقيدة الأشعرية في فتاوى العقيدة:

يلاحظ الباحث في تاريخ الفرق والمذاهب الإسلامية أن هناك حملة غير مسبوقة يقودها شيوخ المذهب الحنبلي المعاصرين، ضد أئمة العقيدة الأشعرية، بل وضد كل من يخالفهم في اختياراتهم العقدية والفقهية، وهذه الحملة التي تفتقر إلى الموضوعية والفضيلة الخلقية العلمية بدأت منذ القرن الخامس الهجري مع بعض الشيوخ المتقدمين المنتسبين للمذهب الحنبلي، مثل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي في كتبه" ذم الكلام" الذي لا يخفي عداءه الشديد لأئمة العقيدة الأشعرية، وتشدده في إقرار المذهب الحنبلي في جانبه العقدي.( 11)

وقد سار على هذا النهج متأخروا الحنابلة، خصوصا الفقيه تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية إلى أن انتهى الأمر إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب والسلفية المعاصرة عموما. فهؤلاء اختاروا توجها عقديا له جذوره التاريخية يميل إلى الظاهر مخالفين، بذلك تأويلات أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية الذين كان مقصودهم تحقيق التنزيه في مجال الاعتقاد بصورة مفصلة ...

ومن النماذج الغريبة لما يصطلح عليه بفتاوى العقيدة التي لا تخرج عن هذا الاتجاه، سؤال بعضهم عن إمامة المخالف لأهل السنة، الذي يتحدد عند أصحاب هذه الفتوى بالأشعري.

فقد طرح بعضهم السؤال الآتي:

هل تجوز الصلاة خلف صاحب عقيدة مخالفة لأهل السنة والجماعة كالأشعري مثلا ؟

فكان الجواب كالآتي:" الأقرب والله أعلم أن كل من نحكم بإسلامه يصح أن نصلي خلفه، ولا نكفره، هذا قول جماعة من أهل العلم وهو الأصوب، وأما من قال: إنها لا تصح خلف العاصي، فقوله هذا مرجوح، والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص بالصلاة خلف الأمراء، والأمراء منهم الكثير من العصاة، وابن عمر وأنس وجماعة صلوا خلف الحجاج وهو أظلم الناس، فالحاصل أن الصلاة تصح خلف مبتدع بدعة لا تخرجه عن الإسلام، أو فاسق فسقا ظاهرا لا يخرجه من الإسلام، لكن ينبغي أن يولى صاحب السنة، وهكذا الجماعة إذا كانوا مجتمعين في محل يقدمون أفضلهم.(12)

هذا نموذج واحد لما يصطلح عليه بفتاوى العقيدة، وكيف يصور أصحابه أئمةَ العقيدة الأشعرية الذين حملوا لنا الشريعة الإسلامية والذين أصبحوا في نظر البعض موضوع تساؤل من قبيل: هل تصح الصلاة خلفهم أم لا، فمجرد طرح هذا السؤال يعبر عن قصور منهجي، وخلق غير علمي.
لقد أصبح أئمة العقيدة الأشعرية في رأي المفتي وطالب الفتوى مجرد مبتدعة، في حين أن المخالف لهم في العقيدة، هو السني وهو الأفضل والأجدر الذي ينبغي أن يؤم الجماعة إذا كان مجتمعين.

مثل هذا السؤال سبق وأن وجهه بعض الأفاضل منذ قرون إلى بعض العلماء المشهود لهم بالرسوخ في العلم والصلاح والتقوى، ويتعلق الأمر بالفقيه الجليل أبي الوليد محمد بن رشد القرطبي الجد المتوفى سنة 520 هجرية.

لقد سأل أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، ثاني ملوك دولة المرابطين، المتوفى سنة 537 هجرية أبا الوليد محمد بن أحمد بن رشد عن رأيه في أئمة العقيدة الأشعرية، وحكم من ينتقصهم، وهذا نص الفتوى:

فتوى ابن رشد الجد في أئمة العقيدة الأشعرية:

" سؤال أمير المسلمين، رضي الله عنه، للقاضي أبي الوليد بن رشد رضي الله عنه:

ما يقول الفقيه القاضي الأجل الأوحد أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده، ونهج إلى كل صالحة طريقه، في الشيخ أبي الحسن الأشعري، وأبي إسحاق الأسفرايني، وأبي بكر الباقلاني، وأبي بكر بن فورك، وأبي المعالي، وأبي الوليد الباجي، ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام، ويتكلم في أصول الديانات، ويصنف للرد على أهل الأهواء، أهم أئمة رشاد وهداية، أم هم قادة حيرة وعماية ؟

وما تقول في قوم يسبونهم، وينتقصونهم، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية، ويكفرونهم، ويتبرؤن منهم، وينحرفون بالولاية عنهم، ويعتقدون أنهم على ضلالة، وخائضون في جهالة، فماذا يقال لهم، ويصنع بهم، ويعتقد فيهم؟ أيتركون على أهوائهم أم يكف عن غلوائهم؟ وهل ذلك جرحة في أديانهم، ودخل في إيمانهم؟ وهل تجوز الصلاة وراءهم أم لا؟

بين لنا مقدار الأئمة المذكورين ومحلهم من الدين، وأفصح لنا عن حال المنتقص لهم والمنحرف عنهم، وحال المتولي لهم، والمحب فيهم مجملا مفصلا، ومأجورا إن شاء الله تعالى.

فأجاب ابن رشد رحمه الله:

تصفحت عصمنا الله وإياك، سؤالك هذا، ووقفت عليه، وهؤلاء الذين سميت من العلماء أئمة خير وهدى، وممن يجب بهم الاقتداء، لأنهم قاموا بنصر الشريعة، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة، وأوضحوا المشكلات، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات.

فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة، لعلمهم بالله عز وجل، وما يجب له، وما يجوز عليه، وما ينفى عنه، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الأصول.

فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم، ويقر لهم بسوابقهم، فهم الذين عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله:" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين". فلا يعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق مائل، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق. وقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُوذُونَ الْمُومِنِينَ وَالْمُومِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً). [الأحزاب : 58]

فيجب أن يبصر منهم الجاهل منهم، ويؤدب الفاسق، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق، إذا كان مستسهلا ببدعة فإن تاب وإلا ضرب أبدا حتى يتوب، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بصبيغ المتهم في اعتقاده من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين، إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضعَ الداء، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي، فخلى سبيله. والله أسأله العصمة والتوفيق برحمته.(13 )

التعليق على فتوى ابن رشد:

* السائل هو أبو الحسن علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني أمير المسلمين بمراكش، ثاني ملوك دولة المرابطين. المتوفى سنة 537 هـ وسؤاله للفقيه أبي الوليد بن رشد الجد يدل على عدم اقتناعه بما كان يرج له بعض خصوم العقيدة الأشعرية من تهم وافتراءات، وباستصداره لفتوى من العلماء المعتبرين الثقات من أمثال أبي الوليد يضع حدا فاصلا لهذه التهم الباطلة التي يتعالى عنها أعلام المدرسة الأشعرية، كما أنه بسؤاله مهد لظهور العقيدة الأشعرية التي ستصبح فيما العقيدة الرسيمة للمغاربة.

• إن التشويش على العقيدة الأشعرية ظهر منذ ظهور هذه العقيدة السنية الجماعية من قبل أناس قصر نظرهم، وضعفت بضاعتهم، ثم إن الطعن كان موجها بالأساس إلى كبار أئمة المذهب الأشعري، ربما لاعتقادهم أن النيل من هؤلاء الأعلام كاف لهدم المذهب الأشعري من أساسه، ولكن سقط في أيديهم، حيث أصبح المذهب الأشعري مذهبا رسميا مجمعا عليه من قبل الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة كما قال العز بن عبد السلام.

• لقد سأل أمير المسلمين عن كبار شيوخ المذهب الأشعري ويتعلق الأمر بالأعلام:

* الإمام المجدد أبو الحسن الأشعري علي بن إسماعيل بن بشر بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن بلال بن بردة بن موسى الأشعري. وكنيته أبو الحسن ويلقب بناصر الدين. ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، توفي عام 324 هـ.

* أبو إسحاق ركن الدين إبراهيم بن محمد الإسفرايني، المتوفى سنة 418 هجرية، وهو متكلم على مذهب الإمام الأشعري، قال عنه الإمام أبو المظفر الإسفرييني: عقمت النساء عن أن يلدن مثله، ولم تر عيناه في عمره مثل نفسه، وكان شديدا على خصمه، يفرق الشيطان من حسه قدس الله روحه، وله تصانيف في أصول التوحيد، وفي الأصول، كل واحد منها معجز في فنه... ( 14)

وقال عنه ابن عساكر الدمشقي: "... وفوائد هذا الإمام وفضائله وأحاديثه وتصانيفه أكثر وأشهر من أن تستوعب في مجلدات، فضلا عن اطباق الأوراق. (15)
* أبو بكر محمد بن الطيب الباقالاني المتوفى سنة 403 هجرية، وقد كان من كبار المتكلمين على مذهب الإمام الأشعري، له عدة مؤلفات: منها تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل، في العقيدة، الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به في العقيدة أيضا...

* أبو محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني المتوفى سنة 406هجرية، وهو من كبار المتكلمين على مذهب الإمام الأشعري، قال عنه الإمام الاسفراييني: "لم ير مثله في نشر دينه، وقوة يقينه، وله أكثر من 120 تصنيفا في نشر الدين والرد على الملحدين، وتحقيق أصول الدين". (16 )
من أشهر مؤلفاته: "مشكل الحديث وبيانه" وكتاب "الحدود في الأصول" كتاب "مجرد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري".

* أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الملقب بإمام الحرمين، المتوفى سنة 474 هجرية، وهو من كبار شخصيات المذهب الأشعري، له عدة مؤلفات منها: الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، والعقيدة النظامية، والشامل في أصول الدين، ولمع الأدلة...

* أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي من كبار فقهاء المالكية، ومن حفاظ الحديث وهو متكلم أيضا على الطريقة الأشعرية له عدة مؤلفات، منها المنتقى شرح الموطأ... كما له مؤلف في التوحيد مفقود، وله "التسديد إلى علم التوحيد".

ولقد تصدى كثير من العلماء للمفترين على المدرسة الأشعرية وعلمائها، مثل ما فعله الإمام الحافظ ابن عساكر الدمشقي في كتابه: "تبيين كذب المفتري فيما نَسَبَ إلى الإمام أبي الحسن الأشعري"، وقد قال في مقدمته: " لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم..." ( 17)

لقد بنى ابن رشد جوابه على العناصر الآتية:

* أن أئمة العقيدة الأشعرية قاموا عبر التاريخ بحفظ الشريعة والرد على المخالفين لعقيدة أهل السنة والجماعة. في إطار رسالة العلماء التي حددها الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" والذي حمله ابن رشد على أئمة العقيدة الأشعرية.

* أن مهمة الأشاعرة واشتغالهم العقدي ارتكز بالأساس على بيان أمور العقيدة بخاصة مع الرد على الشبه التي كانت تثار حول العقائد الإسلامية بعامة.
* حدد ابن رشد عدة مستويات للرد على من يطعن في أعلام المدرسة الأشعرية، منها:
تبصير الجاهل منهم بحقيقة هؤلاء الأعلام، ومعاقبة المبتدع والفاسق.

• عمد بعض الباحثين المعاصرين إلى العبث بهذه الفتوى، وقراءتها قراءة غير منصفة. فقد كتب هذا الباحث فصلا بعنوان: موقف علماء المغرب من على الكلام والأشعرية، أورد فيه نص سؤال أمير المسلمين الذي أثبتناه فوق، ولم يعرج قط على جواب ابن رشد. بل اكتفى بالقول:" وبغض النظر عن جواب أبي الوليد ابن رشد عن السؤال فإن مضمونه يشير إلى وجود اتجاه في المغرب كان أصحابه ينقمون على علماء الأشعرية خصوصا". ( 18)

وتعليق الباحث على فتوى علمية بهذا الشكل في سياق الحديث عن مواقف علماء المغرب على زعمه، خلق غير علمي وغير نبيل، الهدف منه النيل من السادة الأشاعرة، تمشيا مع الخط الذي رسمه لنفسه منذ البداية، وهو يصدر عن منهج آخر ليس هو منهج أهل السنة والجماعة، الذي نهض بالدعوة له أئمة العقيدة الأشعرية، فالزعم أن هناك اتجاها في المغرب كان يعارض الأشعرية ليس صحيحا، إذ كيف يعارض عاقل عقيدة سنية جماعية التي تعتبر العقيدة الأشعرية الصياغة النهائية لها. وقد رأينا ابن رشد الجد وهو واحد من كبار علماء المغرب، وهو ثبت ثقة موضوع إجماع كيف يقدم لنا أئمة العقيدة الأشعرية في صورة سنية ويعتبرهم المتكلمين حقيقة ... فإذا كان مقصود الباحث عوام المشبهة فهؤلاء لا يلتفت إليهم وعداؤهم للأشعرية، بل لكل منزه قديم.

وصفوة القول فإن الأمة الإسلامية في حاجة ماسة اليوم إلى من يقرب ويسدد ويعمل على جمع كلمتها، من أجل مواجهة تحديات خطيرة تتجاوز الخلافات اللفظية التي شغلت الناس وملأت الدنيا في فترة من فترات التاريخ.

المصادر والمراجع:

(1) فتاوى البرزلي، المسمى جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام، للإمام الفقيه أبي القاسم بن أحمد البلوي التونسي المعروف بالبُرزُلي، 1/62 تقديم وتحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة، طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 2002
(2 ) الحاوي في الفتاوي، في الفقه وعلوم التفسير والحديث والأصول والنحو والإعراب وسائر الفنون، تألفي الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي 2 /313 تحقيق وتعليق محي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت 1995.
(3) المصدر السابق 2/213
(4 ) المصدر نفسه 1/62.
(5 ) أصول التشريع الإسلامي، علي حسب الله ص: 102 دار المعارف بمصر، سنة 1967.
(6 ) الموافقات في أصول الأحكام، تأليف الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المعروف بالشاطبي، 4/172 تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، مطبعة المدني بمصر بدون تاريخ.
(7 ) دفع شبة التشبيه ص:8 تحقيق وتعليق زاهد الكوثري، المكتبة الأزهرية للتراث، 1998.
(8 ) قاعدة في الجرح والتعديل، وقاعدة في المؤرخين، للإمام تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن تقي الدين علي السبكي، الصفحة: 30 تحقيق عبد الفتاح أبي غدة، طبعة دار الوعي حلب، الطبعة الثانية القاهرة 1978
(9) المصدر السابق، الصفحة: 46
(10) المصدر نفسه الصفحة: 32.
(11 ) المصدر نفسه الصفحة: 85
(12 ) أنظر كتابه: ذم الكلام، باب ذكر كلام الأشعري، الصفحة 307 تحقيق د. سميح دغيم، طبعة دار الفكر اللبناني، بيروت، الطبعة الأولى 1994.
(13 ) فتاوى إسلامية لمجموعة من العلماء الأفاضل، الشيخ بن باز، الشيخ محمد بن عثيمين، الشيخ عبد الله بن جبرين ، قدم له وأشرف عليه الشيخ قاسم الشماعي الرفاعي، 1/92 طبعة دار القلم بيروت الطبعة الأولى 1988.
(14 ) فتاوى ابن رشد ، 2/802 لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور المختار بن الطاهر التليلي، طبعة دار الغرب الإسلامي. بيروت لبنان الطبعة الأولى 1987.
(15 ) التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ص: 426 تحقيق المجيد الخلفية، طبعة دار ابن حزم الطبعة الأولى 2007.
(16) تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري للحافظ بن عساكر الدمشقي، ص 244 طبعة دار الكتب العلمية.
(17 ) التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين للأسفراييني ص: 428 تحقيق المجيد الخلفية، طبعة دار ابن حزم الطبعة الأولى 2007.
(18 ) تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري ص 29 طبعة دار الكتب العلمية.
(19 ) جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة، د. إبراهيم التهامي، الصفحة: 276، مؤسسة الرسالة ناشرون بيروت الطبعة الأولى 2005.
(20) الملل والنحل للشهرستاني، 1/ 104.
(21) مقدمة ابن خلدون، ص: 459.
(22) أساس التقديس للإمام فخر الدين الرازي، القسم الثاني: تأويل المتشابهات من الأخبار والصفات، ص: 103، 222.
(23) غاية المرام في الكلام، للآمدي، ص: 138.
(24) المصدر السابق، ص: 136. انظر أيضا الآمدي وآراؤه الكلامية د. حسن الشافعي، ص: 335.
(25) المواقف في علم الكلام، للإيجي، ص: 272، 275.
(26) شرح المقاصد للتفتراني، 4/174، تحقيق عبد الرؤوف عميرة، عالم الكتب، بيروت.
(27) – العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية، للجويني، ص: 32.
(28) شرح العقائد النسفية للتفتزاني، ص: 35.
(29) شرح جوهرة التوحيد للباجوري، ص: 153-154.
(30) – المصدر السابق، ص: 154.
(31) إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني (تـ1041ﻫ) أحد علماء القرن العاشر الهجري، صاحب المنظومة الشهيرة بجوهرة التوحيد.
انظر على سبيل المثال:
(32) التمهيد للباقلاني، ص: 47.
(33) منهاج السنة النبوية لابن تيمية، 1/108.



من الاحدث الى الاقدم | من الاقدم الى الاحدث

25.أرسلت من قبل الدكتور عبد القادر بطار في 16/02/2011 13:36
يبدو أن السيد نوح شملال لا يرجع إلى المصادر والمراجع، بل يكتفي بترديد كلام شيوخ المدرسة السلفية المعاصرين على علاته طبعا. حتى إنه التبس عليه الأمر إزاء تقرير آراء ابن تيمية، في تعليقه رقم 22.
فحسب كلام السيد نوح شملال فإن ابن تيمية لا زال حيا يرزق، بل وكأنه طالب باحث في احدى الجامعات السلفية المعاصرة. حيث يعد رسالة دكتوراه في عدة مجلدات يناقش فيها آراء الإمام فخر الدين الرازي ... ما هذا الخلط يا السي نوح ؟
ومهما يكن من شيء، فابن تيمية رحمه الله ألف كتابا في مجلدين، واسمه " بيان تلبس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية" يرد فيها على الإمام فخر الدين الرازي فيما ذهب إليه في كتابه " أساس التقديس"
ومن المسائل التي لا أتفق فيها مع ابن تيمية في هذا الكتاب، تسميته للسادة الأشاعرة بالجهمية، وهي تسمية لا تليق بهذه المدرسة السنية الجماعية. إن الجهمية- نسبة إلى جهم بن صفوان- تختلف مع الأشاعرة اختلافا بينا وكبيرا في مسائل العقيدة. فهي تنفي الصفات جملة وتفصيلة، وتقول بالقدر ... ولعل المعتزلة كانوا أقرب إلى الجهمية فيما يتعلق بنفيس الصفات.
إنني أتفق شخصيا مع ابن تيمية رحمه الله في كون الإمام الرازي قد أسرف في التأويل، وهو ما يخالف منهج المدرسة الأشعرية في مرحلتها الأولى، بل وفي مرحلتها الأخيرة التي استقرت على التفويض أو التأويل مع التنزيه، وإن كان التفويض هو الأصل، ولا يلجأ إلى التأويل إلا عند الضرورة.
يقول صاحب جوهرة التوحيد:
وكل نص أو التشبيها * أوله أو فوض ورم تنزيها


24.أرسلت من قبل الدكتور عبد القادر بطار في 16/02/2011 10:00
بسم الله الرحمن الرحيم
استنتج السيد نوح شملال، من مقالاتي شيئين إثنين
الاستنتاج الأول: هو أنني أدافع عن العقيدة الأشعرية وفي الوقت نفسه التنقيص من علماء الدعوة السلفية.
وبخصوص هذا الاستنتاج فأقول للسيد نوح شملال، صحيح أنني أدفاع عن المدرسة الأشعرية، لأنني عرفت فضائل هذه المدرسة السنية من خلال دراستي العقيدة الأشعرية على يد علماء أجلاء من خريجي جامع القرويين العامر رحمهم الله.
وأعتقد أنني عندما أدفاع عن المدرسة الأشعرية فإنما أدفاع عن الحق، كما أنني حينما أدافع عن المدرسة الأشعرية، فإنما أدافع عن الإسلام، لأن معظم محلة الشريعة كانوا أشاعرة، ولا يخفى عليك أن الطعن في أعلام المدرسة الأشعرية والنيل منهم هو سعي إلى هدم للعلوم الشرعية التي شيدها السادة الأشاعرة طيلة قرون مضت.
الاستنتاج الثاني: يزعم السيد نوح شملال أنني أنتقص من علماء الدعوة السلفية ومن رموزها.
وهذا استنتاج باطل، لقد تعلمت على يد شيوخنا الأجلاء وجوب حب السلف الصالح والاعتراف بقدرهم ومكانتهم، وفي طليعتهم الصحابة الكرام والتابعون وأتباع التابعين ... بعبارة أوضح: أهل القرون الثلاثة الأولى، ومن ضمنهم إمامنا مالك بن أنس رضي الله عنه.
أما شيوخ المدرسة السلفية المعاصرين، الذين امتداد للمدرسة الظاهرية أو الحنبلية، فإننا نحترمهم ونحبهم ونقدرهم، لأنهم من أهل السنة والجماعة.
أخير أقول للسيد الكريم نوح شملال ومن خلاله أقول لجميع الإخوة السلفيين: إن الأمر الذي يشغل بالي منذ فترة غير قصيرة، هو البحث عن سبل التقريب بين مدارس أهل السنة والجماعة من أشاعرة وماتريدية وسلفية، من أجل تشكيل مدرسة سنية واسعة، في مواجهة الإلحاد والتطرف والغلو.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.


23.أرسلت من قبل rifinio في 16/02/2011 02:59
لا حول ولا قوة إلا بالله، أقول لزكاريا الذي تطاول على العلماء الربانيين : أتعلم أن العقيدة الأشعرية، تفسر يد الله تعالى بقدرته أو نعمته واستواءه على عرشه بالاستيلاء عليه...
إن كنت تعلم وتتقبل ذلك فسمع هداني الله وإياك :

هؤلاء الذين يفسرون القرآن بهذا التفسير سواء كانوا أشعرية أو غير هذا الاسم ، قد أخطئوا طريقة السلف الصالح ، فإن السلف الصالح لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب إليه هؤلاء المتأولون ،

!!!!! فليأتوا بحرف واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أبي بكر ، أو عمر ، أو عثمان ، أو علي ، أنهم أولوا اليد بالقدرة أو بالقوة أو أوَّلوا
الاستواء بالاستيلاء ، أو أولوا الوجه بالثواب ، أو أولوا المحبة بالثواب أو بغير الثواب!!!!!!!!!!

يا أخي أطلب منهم أن

يأتوا بحرف واحد عن هؤلاء أنهم فسروا هذه الآيات وأمثالها بما فسَّر به هؤلاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فإذا لم يأتوا لك بذلك عندها :

إما أن يكون السلف الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إمام المتقين عليه الصلاة والسلام إما أن يكونوا على جهل بمعاني هذه العقيدة
العظيمة ،

وإما أن يكونوا على علم ، ولكن كتموا الحق وكلا الأمرين لا يمكن أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه الراشدين ولا من صحابته المرضيين ، فإذا كان ذلك لا يمكن في هؤلاء وجب أن نسير على هديهم .

إن نصيحتي لك ولهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل ، وأن يدعوا قول فلان وفلان وأن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده وأن يعلموا أن لهم مرجعاً يرجعون إلى الله تعالى فيه ، ولا يمكن أن يكون لهم حجة فيما قال فلان وفلان ،
"""""""""
والله والله إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً إن الله تعالى يقول : ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) القصص/65، ولم يقل ويوم يناديهم فيقول : ماذا أجبتم فلان وفلان وإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العظيم : ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون )
الأعراف / 158 """""""""""""""""""""".

لبد من الإيمان به واتباعه وإذا كان كذلك فهل يمكن أن يكون الإنسان مؤمناً بالله ورسوله تمام الإيمان ثم يعدل عن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في عقيدته بربه ويحرف ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لمجرد وهميات يدعونها ًعقليات ً .

إنني أنصحك وهم أن يرجعوا إلى الله عز وجل وأن يدعوا كل قول ، لقول الله ورسوله فإنهم إن ماتوا على ذلك :
ماتوا على خير وحق وإن خالفوا ذلك فهم على خطر عظيم ، ولن يغنوا عنهم من الله شيئاً ،

قال الله تعالى : ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ) النحل / .111

أكرر النصيحة لكل مؤمن أن يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فيما يعتقده بربه ومعبوده جل وعلا وفيما يعتقده في الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ، وفيما كان عليه أئمة المسلمين الذين قادوا الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دون التحاكم إلى العقول التي هي وهميات في الحقيقة فيما يتعلق بالله تعالى وأسمائه وصفاته . ولقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية حق الإجادة في قوله عن أهل الكلام : ( أنهم أوتوا فهوماً ولم يؤتوا علوماً ، وأوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء ) ، فعلى الإنسان أن يوسع مداركه في العلوم المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أسأل الله تعالى أن يتوفانا جميعاً على الإيمان ، وأن نلقاه وهو راضٍ عنا إنه على كل شيءٍ قدير ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وإني أدعوكم يا طلبة العلم أن تدعوا إخوانكم إلى ما سمعتم ، فإنه والله هو الحق ، ومن اطلع على حق سواه فإننا له قابلون وبه مستمسكون .

22.أرسلت من قبل نوح شملال في 16/02/2011 01:00
بسم الله الرحمان الرحيم
قضية أني انسب الحلول إلى الأشاعرة فهذا لم اقله إلا ما فصله اهل العلم في ذلك، ولكن قصدت ان من يعتقد أن الله ليست له صفة العلو الحقيقية سيؤول به الأمر كما وقع لغلاة الصوفية والجهمية أن الله في كل مكان، لذلك أنقل لكم فتوى عبد العزيز الراجحي حول سؤال وهو هل الأشاعرة يقولون بان الله في كل مكان فكان جوابه:

المعروف عن قدامى الأشاعرة أنهم لا يعتقدون هذا الاعتقاد؛ وإن كان أبو الحسن الأشعري وغيره من القدامى لا يثبتون العلو، وقد يفسرون الاستواء بالقدرة، لكن لا يقولون بالحلول، لكن المتأخرون - متأخرو الأشاعرة - كالرازي قالوا بنفي النقيضين عن الله وهو أشد من القول بالحلول. فالرازي أشعري وهو إمام المتأخرين، وهو صاحب المصنفات المعروفة في أصول الدين على طريقة الجهمية كتاب الأربعين وأساس التقديس، ورد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتاب سماه: "تلبيس الجهمية" في مجلدات ضخمة وصلت إلى ثمان رسائل دكتوراة، كلها في الرد على الرازي في أساس التقديس، كلها نوقشت، وسيطبع الكتاب إن شاء الله.

فالرازي هو أشعري، لكنه تحول إلى جهمي ينفي النقيضين عن الله، فقرر في كتابه أساس التقديس وغيره أن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايف، ولا متصل به ولا منفصل عنه، وهذا أشد من القول بالحلول، فالأشاعرة لا يقولون بالحلول، وإنما يقول بهذا الجهمية إلا من تحول منهم مثل الرازي تحول للجهمية.

والجهمية طائفتان من يقول بالحلول والاتحاد، وهم القدامى، وهم العباد الصوفية والثاني: من يقول بنفي النقيضين عن الله، وهم أشد كفرًا ممن يقول بالحلول والاتحاد؛ لأنه يصف الله بأنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مباين له ولا محايف، ولا متصل به ولا منفصل عنه، فهذا يكون معدومًا، بل أشد، يكون ممتنعًا مستحيلًا ووجود هذا الذي يتصف بهذه الأوصاف ممتنع.

أما الذي يقول بالحلول والاتحاد أثبت وجودين أحدهما حل في الآخر، وإن كان هذا كفرًا، لكنه أقل كفرًا ممن ينفي النقيضين.

المقصود أن الأشاعرة الأصل أنهم لا يقولون بهذا، لكن من قال بالحلول أو الاتحاد، أو قال بنفي النقيضين فهذا تحول من كونه أشعريًا إلى كونه حلوليًا، واتحاديًا، أو يكون ينفي النقيضين، أو أنه جمع بين الأمرين، فصار ينتسب إلى الأشاعرة ومع ذلك يقول بالحلول والاتحاد، أو يقول ينفي النقيضين عن الله سبحانه وتعالى.انتهى كلامه.
وإن كان الشيخ الألباني قد نسب هذا الأمر إلى بعض الماتردية من الأشاعرة ولم يعممه.

أما قضية يالبطار تنقصك من بعض علماء الحنابلة وخاصة المعاصرين فأرى ان لا محل له من الاعراب هنا لكون عقيدة مالك وإمام احمد واحدة ولا تمت للأشعري بصلة فيما يخص الأسماء والصفات والمسائل الأخرى، وقولك عن اقتدائي بإمام مالك عقيدة وفقها وكذلك الامام احمد فأقول أني لست مقلدا إلى للنبي صلى الله عليه وسلم مما نقلوه لنا هؤلاء الأئمة، فما وجدنا من كلامهم موافق للكتاب والسنة أخذنا به وماهو مخالف تركناه ، فانا لست مذهبيا بل أتبع العلماء وخاصة أئمة المذاهب الأربعة على ما لديهم من الأدلة من الكتاب والسنة وانت تعرف أدب الخلاف بين اهل العلم فيما يخص الاستدلال بالنصوص وفهمها وصحيحها وضعيفها.

21.أرسلت من قبل zakaria في 15/02/2011 21:19
إلى صاحب التعليق ٢ هل سمعت بالمثل الذي يقول تزبب قبل أن يتحصرم والله ما قاله من قاله إلا وقد علم أن أمثالك أهل لما قاله ما دمت يا متفيهق يتطاول لسانك على العلماء لماذا تستنجد بابن حمزة ليقف صدا منيعا لعقيدة ابن تيمية وأنت تتطاول عليه وعلى تلميذه إبن القيم ،وهدا نص قولك موجود في التعليق٧ إذا كان ابن تيمية يمهل مخالفيه ثلاث سنوات كي يأتوا بدليل يردوا به عليه، فسوف أكون كريما و سأمهل مشايخ الوهابية مهلة تمتد إلى يوم القيامة كي يجيبوا، هذا ليعرفوا سخف سؤالهم و تهافته .لله الحمد المنابر الدعوية في زمننا هذا كثيرة ،قم بنفسك وما أوتيت من علم لتبين فساد عقيدة ابن تيمية وأتباعه وصلاح عقيدة الأشاعرة ولا تسثغت بابن حمزة وعلماء المغرب حفظهم الله وزاد في علمهم وورعهم

20.أرسلت من قبل نوح شملال في 15/02/2011 17:30
بسم الله الرحمان الرحيم
أقول للأشعري المغربي ما بالك تتهمني بالتقليد الأعمى وإذا بالبطار عندما سألته عن الله أعطاني جوابا للباجي أوليس هذا تقليدا منه له؟
نحن نتبع العلماء في فتاويهم لقول الله عزوجل : فاسالوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، ام تريدون أن اجتهد في دين الله وانا لست أهلا لذلك، وما نقلي لكلام اهل العلم إلا لكون كلامهم مسموع عند المسلمين وخاصة علماء الدعوة السلفية الذين هم على منهج اهل الحديث قولا وعملا.
لذلك انصحك أن تقرا جيدا على التقليد والاتباع وكيف التفريق بينهم.
أما الأستاذ البطار فمقالاته الدينية تنصب في شيئين الدفاع عن العقيدة الأشعرية وفي نفس الوقت التنقص من علماء الدعوة السلفية ومن رموزها إمام مالك رحمه الله.

19.أرسلت من قبل rifinio في 15/02/2011 15:52
أخي نوح شملال لا نزكي على الله أحد ولكنك لا تترك لي مجالا لرد لبد أنك من الذين اخترو المنهج الحق الذين فضلوا التواضع على الكبر و العلم على الجهل.
انا لا أتعصب لأي عالم ولكن ابن تيمية من العلماء الربانيين و عبد الوهاب من مجددي التوحيد في الجزيرة العربية بعدما كان قد انتشر فيها الشرك دعوة الأولياء والأموات والعياذ بالله وكما سبقت وذكرت آنفا فمن الأعشرية من لم يحقق جميع صفات الله ودخلوا في علم الكلام غير أن الأشعري عاد إلى مذهب السنة قبل موته.
أخي مهما كثر الجاه والسلطة في أيادي المبتدعة (ايقاف بث قناة الرحمة بطلب من اليهود واللتي عادت حاليا) إلا أننا نلاحظ انتشار عقيدة السلف في الدول العربية وخاصة الأوربية والأمريكية على يد الشباب الجامعي أمثالي و القساوسة معتنقي الإسلام أمثال برين و استس و و و..
يكفي للإنسان أن يكون صادقا ويبحث والباقي على الله

18.أرسلت من قبل عبد الله الكبداني في 15/02/2011 14:08
مقال علمي في المستوى المطلوب، هكذا يكون التحليل وإلا فلا، مزيدا من المقالات العلمية الهادفة....

17.أرسلت من قبل الخطابي في 15/02/2011 13:23
الحمدلله كثيرا والصلاة والسلام على من بعثه بالنور والفرقان بشيرا ونذيرا، أحمده سبحانه على نعمه المتوالية وآلائه الظاهرة والباطنة، أحمده أن هداني للإسلام وأنعم عليَّ بالسنة وجنَّبني طرق المتكلمين وبدع المحدَثين، تفضلا منه وإنعاما فكم قد سقط في الطريق من أهل العقول والألباب؟ فوالله لولا هداية الله لكنَّا في غيابات الضلال فلم تعصمنا علومنا وعقولنا بل لله المنة الكاملة التامة ومنا التقصير والعجز والفقر، سبحانه ربي لا إله إلا هو عال على عرشه له الأسماء الحسنى والصفات العلى. أما بعد:
فقد كان من نفسي العزم على الالتزام بكتابة مقال أو مشاركة مطولة كلما دخلت منتدانا الحبيب -بين الحين والآخر - تنشيطا لنفسي على نشر الخير وعونا لإخواني وتعويضا عن انشغالي عنه في كثير من الأوقات مؤخرًا، فلم يتيسر ذلك وغلبتني العوارض، فصالحتها على المشاركة بما تيسر في كل مرة ولو بفائدة وإن طال الغياب.
والفائدة التي أذكرها هنا كلاما لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني -رحمه الله وغفر له- وهو من أئمة أهل الأصول أو (الأصلين) - على اصطلاحهم- قال الشوكاني في ترجمته: الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة المعروف بسعد الدين ولد بتفتازان في صفر سنة 722 ...وفاق في النحو والصرف والمنطق والمعانى والبيان والأصول والتفسير والكلام وكثير من العلوم وطار صيته واشتهر ذكره ورحل إليه الطلبة وشرع في التصنيف وهو في ست عشرة سنة...وتوفى يوم الأثنين الثانى والعشرين من شهر محرم سنة 792..-(قلت: وذُكر أن سببه موته مناظرة وقعت له مع الشريف الجرجاني) - قال الشيخ منصور الكازرونى والحق في جانب الشريف وجرت بينهما ايضا المناظرة المشهورة في قوله تعالى ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ) ويقال بأنه حكم بأن الحق في ذلك مع الشريف فاغتم صاحب الترجمة ومات كمدا والله أعلم ا.هـ ملخصًا من كلام الشوكاني -رحمه الله-. (البدر الطالع)
قلت: وهذه القصة تدل على علو همة التفتازاني وإلا فالنفوس الدنية لا تتحرك ولو وطئت بالنعال، وانظر لحال كثير من أهل عصرنا مع الغرب الكافر فأولئك يحاربونهم وهؤلاء يتشبهون بهم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فائدة: تعجب الشوكاني -رحمه الله- من ابن حجر حيث لم يترجم للتفتازاني فقال: وبالجملة فصاحب الترجمة متفرد بعلومه في القرن الثامن لم يكن له في أهله نظير فيها وله من الحظ والشهرة والصيت في أهل عصره فمن بعدهم مالا يلحق به غيره ومصنفاته قد طارت في حياته إلى جميع البلدان وتنافس الناس في تحصيلها ومع هذا فلم يذكره ابن حجر في الدرر الكامنة في أهل المائة الثامنة مع أنه يتعرض لذكره في بعض تراجم شيوخه او تلامذته وتارة يذكر شيئا من مصنفاته عند ترجمة من درس فيها أو طلبها فإهمال ترجمته من العجائب المفصحة عن نقص البشر ا.هـ
قلت: وليس كذلك بل قد ترجم له ابن حجر -رحمه الله- فقال: العلامة الكبير صاحب شرحي التلخيص وشرح العقائد..وله غير ذلك من التصانيف في أنواع العلوم الذي تنافس الأئمة في تحصيلها والاعتناء بها وكان قد انتهت إليه معرفة علوم البلاغة والمعقول بالمشرق بل بسائر الأمصار لم يكن له نظير في معرفة هذه العلوم مات في صفر سنة 792 ولم يخلف بعده مثل[ه] ا.هــ
فحُق لنا أن نقول: "كم ترك الأول للآخر"، وسبب اللبس فيما أظن أن النسخة التي اعتمدها الشوكاني من "الدر الكامنة .." هي نفس النسخة التي اطلع عليها ابن العماد فقد أشار الأخير في ترجمة التفتازاني من كتابه "شذرات الذهب.." أنَّ الحافظ أورده باسم "محمود بن عمر بن عبدالله.." فلعل الشوكاني بحث عنه تحت من اسمه "مسعود" فلم يجده فالحمدلله رب العالمين.


موضوع الفائدة:
تتعلق الفائدة بمسألة العلو حيث أقرَّ التفتازاني -وهو من هو عند القوم فهو شارح كتاب "المقاصد في علم الكلام" و شرح "العقائد النسفية" وغيرها من الكتب المعتمدة التي عليها المعوَّل عند الأشاعرة والماتريدية- أقرَّ بأن أدلة العلو لا حصر لها أي: متواترة، وأن الكتب السماوية دلت عليها، وأن الفطرة دلت عليها كذلك، ويكفي هذا دليلا على دحض كل أقوال القوم فكيف يُكَفَّر أو يُتهم بالتشبيه من اتَّبع ظاهر النصوص المتاوترة وما اتفقت عليه الكتب السماوية، والفطر السليمة التي خلقها الله سبحانه، وسيأتي التعليق على تأويله بعد ذلك وإنا لله وإنا إليه راجعون.

نص الفائدة:
قال رحمه الله في شرح المقاصد:
فإن قي:ل إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة، فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك، من غير أن يقع في موضع منها تصريح بنفي ذلك وتحقيق؟، كما كررت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع، وأكدت غاية التأكيد مع أن هذا أيضا حقيق بغاية التأكيد والتحقيق، لما تقرر في فطرة العقلاء، مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ورفع الأيدي إلى السماء/
أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة، حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب إلى صلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات، مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمات الحدوث، وتوجه العقلاء إلى السماء ليس من جهة اعتقادهم أنه في السماء بل من جهة أن السماء قبلة الدعاء ا.هــ

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، أعوذ بالله ربي من الزيغ والردى، أبعد هذا التقرير يحرف هذه الصفة الجليلة؟ لا! بل يزيد في الانحراف فيدعي أن الله أضلهم عن الاعتقاد الصحيح عمدًا وقصدًا لأنَّ هذا بزعمهم هو الأليق بهم والأصلح لهم!!! آآه!! أليس هذا هو عين قول الفلاسفة كابن رشد الحفيد؟ وهل دخل الفلاسفة إلا من هذا الباب فقالوا: وكذلك النصوص المتاوترة الأخرى في إثبات المعاد والبعث ..الخ إنما هي إشارات وخيالات وحقيقتها الكذب من أجل إصلاح الناس وتقويم سبل حياتهم.
فاحفظ أيها السني هذا النقل واجعله سلاحا تنحر به حجج القوم. فأيُّ تشبيه في إثبات ما تواترت عليه النصوص، والكتب السماوية، والفطر السليمة؟!!، أكان الله عاجزًا عن أن يفطرهم على العقيدة الحقة؟! بدلا من أن يفطرهم على التشبيه والتجسيم ثم تأتي الرسل بالتشبيه خوفا من مخالفة فطرهم الممسوخة ابتداءً!!! ولا أدري! كيف يصح هذا في عقله؟! وقد قال نبيه عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي "وَإِنِّى خَلَقْتُ عِبَادِى حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِى مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا" أخرجه مسلم فالحمدلله على هدايته وأسأل الله لي ولكم الهداية وأسأل الله أن يغفر لي ولكم وللتفتازاني، وقد قدَّمت ما وُصف به الرجل من الذكاء والإحاطة بالعلوم فكن أيها المسلم السني مفتقرا إلى الله في جميع حالاتك، متوجهًا إليه، معترفًا بقصورك وتقصيرك، فالهداية بيد الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

16.أرسلت من قبل اسد الريف في 15/02/2011 11:44
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم
بارك الله فيك يا فضيلة الدكتور بطار في ردك على السيد مصطفى القرمودي الذي يبدو أنه متعصب.
يا مصطفى القرمودي كن متأدباً، و بارك الله فيك أخي نوح شملال ورفع الله قدرك وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك.

هناك من الاشاعرة من يكفر من قال بالعلو...؟!!


كتاب «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيتمي (ص151 – 154) لوجده يذكر اختلاف الأشاعرة في تكفير مثبت صفة (العلو )، ونقل عن بعضهم قوله: «من اعتقد الجهة في حق الله جل وعلا فهو كافر بالإجماع، ومن توقف في كفره فهو كافر... الخ» وقال في: «الفتاوى الكبرى الفقهية» (ص10): «وقال جماعة من الأئمة بكفرهم».

15.أرسلت من قبل الدكتور عبد القادر بطار في 15/02/2011 06:41
غريب أمرك يا نوح شملال، تأبى إلا أن تستنتج نتائج باطلة انطلاقا من مقدمات فاسدة. من قال لك يا سيدي الفاضل: إن السادة الأشاعرة رضي الله عنهم، يقولون: إن الله في كل مكان، هذه عقيدة صوفية جهمية فاسدة. ثم قل لي بالله عليك: هل أنت تقتدي فعلا بالإمام مالك في الفقه والعقيدة ؟ أجزم أنك حنبلي فقها وعقيدة. وليتك على طريقة الإمام أحمد رضي الله عنه في الفقه والعقيدة، بل أنت ظاهري جديد، من الذين أحدثوا في المذهب الحنبلي ما ليس منه. إنني أعتقد جازما أن الله عز وجل في السماء، كما ورد في الحديث الصحيح. وأنت وأصحابك تعتقون أن الله في السماء، ولكن الفرق بيني وبينكم: أنكم تنتهون إلى التجسم، حيث تقولون بعلو حقيقي، أما أنا فأنتهي إلى التنزيه. تسألني عن السبب فأقول لك: لأنني أفوض، أو بعبارة السلف الصالح: أمر الآيات كما جاءت. وأنت وأصحابك الظاهرية الجدد تعمدون إلى تأويل النصوص الدينية على طريقتكم الخاصة طبعا فتثبتون علوا حقيقا، أليس كذلك ؟
اعلم يا تنوح أنك بعيد كل البعد عن مذهب السلف الصالح، أنت على طريقة متأخري الحنابلة، أنت متشبع بمقالات لا سلف لك فيها أصلا. أنت تتبع شيوخ القرن الواحد والعشرين، وليس أهل القرون الثلاثة الأولى. إنني أقول هذا الكلام كخبير في المذاهب والعقائد ولا فخر.
شيء آخر أود أن أختم به هذا الرد، وهو أننا جميعا أنت وأنت من أهل السنة والجماعة، ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.


14.أرسلت من قبل مصطفى القرمودي في 15/02/2011 05:19
حبيبي المدلل نوح ائتيني بمصدر واحد يقول فيه أحد من الأشاعرة أن الله في كل مكان بذاته أمهلك أنت و شيوخك مهلة إلى يوم القيامة أما الحلول هو ما ما تقوله شيوخك أن الله ينزل الى سماء الدنيا بذاته و هذا لم يقله لا النبي عليه الصلاة و التسليم و لا الصحابة رضوان الله عليهم بمعنى أنه لا علاقة للوهابية بالسلف الطالح بل سلفهم هم الحشوية

13.أرسلت من قبل مصطفى القرمودي في 15/02/2011 04:54
هناك سؤال دائما ما يردده شيوخ الوهابية - الذي أتمنى أن نحرر مكة و المدينة من ألسنتهم التي لا شغل لها إلا إشغال المسلمين بما يمزق وحدتهم أكثر - هذا السؤال الذي ظن نوح شملال أنه سؤال خطير و لا أحد يستطيع أن يجيب عنه، بدون أن أقول لك أن الحديث مضطرب و قد بين الأستاذ الفاضل بعض الروايات التي تبين اضطرابه المهم سأعطيك إجابة واحدة عن أين الله؟ الجواب الذي يصفع مشايخك يا نوح : الله معنا فليرد علي شيوخك الآن أما أنت لن تستطيع أن تعقب، و تعاملي معك هكذا لأنني أعرف أن شيوخ الوهابية يعلمون طلبتهم الوقاحة و قلة الأدب قبل تعليمهم العلم و هناك كتاب عنوانه : قاموس شتائم الألباني بدون تعليق.
كما يردد هؤلاء قول الإمام مالك رضي الله عنه الاستواء معلوم و الكيف مجهول و السؤال عنه بدعة و لم يثبت عن الإمام مالك هذا بل قال الاستواء معلوم و الكيف غير معقول و السؤال عنه بدعة و هذا ما ذكره الإمام البيهقي في كتابه الأسماء و الصفات و معنى غير معقول معناه مستحيل في حق الله أن تتصور لله كيفا حتى تجرأ احد الوهابية و قال أن يد الله له شكل و العياذ بالله ، و هذا ما قصدته أن الوهابية تجر الأمة إلى التجسيم.
أما فيما يخص العلو فالوهابية تدعي و تزعم أن الأشاعرة معطلة و الحقيقة المعطل الحقيقي لصفة العلو لله هم الوهابية و دعني أخبرك سرا يا نوح أنك و شيوخك تعتقدون أنه إن وفر لكم العلم سلما طويلا فإنكم تستطيعون الوصول به إلى الله سبحانه و تعالى علوا كبيرا عن اعتقادكم الهوليودي في رب العزة و الجلالة.

12.أرسلت من قبل مصطفى القرمودي في 15/02/2011 02:58
للذي قال أنني متعصب جدا جدا أقول أنك مغيب جدا جدا بكل بساطة، و إذا أردت أن استفزك أستطيع أن أقول لك أنه لا غيرة لك على أئمتنا فهؤلاء يتطاولون عليهم هل تريد أن نقف مكتفين مقيدين أمام هجمتهم الشرسة و لك أن تتجول في المكتبات و ستعرف ما هي الكتب العقائدية الموجودة فيها في بلد أشعري العقيدة .
مع ذلك أؤكد لك إن كنت تعرف الأشاعرة و من هم و فضلهم و تعرف الوهابية جيدا كما أعرفهم لأنني مطلع على كتب القوم فسوف تكون متعصب جدا جدا جدا ........ هذا إن كنت غيورا على أئمتنا

11.أرسلت من قبل نوح شملال في 14/02/2011 19:48
بسم الله الرحمان الرحيم الرحيم
إذا كان إمام مالك قبل أبي الحسن الأشعري فعلى أي عقيدة كان هذا الامام المبجل؟
ولماذا أنتم تتمسكون بعقيدة الأشعري رغم بعده عن الصحابة والقرون الثلاثة الذي كان فيه إمام مالك؟
اما قضية العلو لله فهذا ما كنت انتظره منك من حيث تأويلك لصفة العلو مستعينا بأحد علماء الأشاعرة، الجارية أجابت بجواب واضح وهو ان الله في السماء، ولم تتكلف أن تؤول العلو انه الشرف والرفعة والحال كما تفعلون.
وكل هذا من اجل تصلوا إلى شيء واحد وهو ان الله في كل مكان وهي عقيدة الحلول ووحدة الوجود.
فالسلفيون نسبوا انفسهم إلى السلف الصالح وهم الصحابة ومن تبعهم من القرون المفضلة اما انتم فانتسبتم إلى إبي الحسن الأشعري هذا وإن دل فإنما يدل على ان هناك خلاف بين السلف الصالح ممن ذكرت وبين الأشعري، وإلا فلماذا هذا الخلاف إن لم يكن هناك أصلاخلاف.

10.أرسلت من قبل اشعري مغربي ولا فخر في 14/02/2011 16:48
لله در فضيلة الأستاذ الدكتور عبد القادر بطار الباحث الجامعي المتخصص كيف يناقش مخالفيه بهدوء، وكيف يقنع خصومه بحجج واضحة أما السيد نوح شملال فهو مجرد مقلد لا قدرة له على الاجتهاد والفهم. أما السيد مصطفى القرمودي فهو فاهم لما يقول واعي بفضائل المدرسة الأشعرية، .
على كل حال جزى الله فضيلة الأستاذ الدكتور عبد بطار على طرحه لهذا الموضوع الهام

9.أرسلت من قبل عبد تامعم الريفي في 14/02/2011 14:58
لقد أفدت وأجدت يا فضيلة الدكتور بطار في هذا المقال المهم، كما أفدت وأجدت في ردك على السيد مصطفى القرمودي الذي يبدو أنه متعصب جدا جدا

8.أرسلت من قبل الدكتور عبد القادر بطار في 14/02/2011 08:11
قرأت تعليق السيد نوح شملال فوجدته ينطوي على عدة مغالطات أوقعه فيها تقليده لبعض الشيوخ، وسوف أقف معه عند بعض النقط :
يقول السيد نوح شملال: "... السلفيون ومنهم أمام مالك والذي لم يكن يوما من حياته أشعريا" هذا الكلام ينم عن جهل كبير بالتاريخ، إذ كيف يكون الإمام مالك رضي الله عنه أشعريا وهو كان يعيش قبل زمان الإمام الأشعري بعشرات السنين؟
ثم يقول السيد نوح شملال: إن مالكا رضي الله عنه كان سلفيا، وهذا كلام يحتمل معنيين: فإن كان مقصوده أنه من أهل القرون الثلاثة الأولى فهذا صحيح، وإن يقصد أنه كان سلفيا بالمعنى الحديث للسلفية، فهذا غير صحيح، لأن السلفية الحديثة هي امتداد للمدرسة الظاهرية التي ازدهت مع ابن تيمية ...
والقول: إن العقيدة الأشعرية هي عقيدة ابن كلاب، هذا مجرد تقليد لما يقرره كثير من شيوخ المدرسة السلفية المعاصرين، ليكن في علمك أيها الأخ الفاضل أن الإمام عبد الله بن سعيد بن كلاب رحمه الله كان سنيا، وكان شديدا على المعتزلة، حتى إنه لقب بابن كلاب لهذا السبب. ونجد الفقيه ابن تيمية رحمه الله يمدح هذا الرجل في أكثر من موضع في مؤلفاته، راجع كتابه" مناهج السنة النبوية " لتقف على كلام كثير في هذا الباب.
ثم من قال لك يا سيدي الفاضل: إن بعض العلماء ندموا على تمسكهم بمنهج الإمام الأشعري، أجزم أنك لم تقرأ كتاب " إلجام العوام عن علم الكلام للإمام الغزالي" ولو قرأته لما نطقت بهذا الكلام، ليكن في علمك أن الإمام الغزالي يدعو إلى التمسك بمنهج الصوفية في إقرار العقائد الدينية، ولذلك، فمصطلح العوام عنده يعني جميع العلماء ما عدا الصوفية، وليس العوام أي عموم الناس.
أما سطره الإمام الجويني في كتابه المسمى "العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية" والذي يستشهد به كثير من شيوخ المدرسة السلفية فهؤلاء إما أنهم لم يقراوا الكتاب أو أنهم يحرفونه عن مواضيعه . إن الإمام الجويني يؤدك في هذا الكتاب على ضرورة الرجوع إلى مذهب السلف الصالح فيما يتعلق بالصفات الخبرية فقط. أما باقي المسائل العقدية التي يقررها السادة الأشاعرة فلم يتراجع عنها أبدا.
تسألني أخيرا هذا السؤال البسيط العنيق: أين الله ؟ ثم تزعم أن الجواب يعرفه صغار المسلمين ...
وقبل أن أجيبك أقسم بالله العظيم، أنني بعدما صليت الفجر، وكنت قبلُ قد قرأت تعليقك، أخذت " من خزانتي كتاب "المنتقى شرح الموطأ" للإمام الباجي، ثم فتحت الكتاب بشكل عفوي فوقع بصري على كتاب " العتق والولاء" حيث يوجد حديث الجارية التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله ؟ فقالت في السماء. فقال من أنا ؟ قالت أنت رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها.
وبعد هذا الحديث مباشرة يرد حديث آخر يرويه مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله بجارية له سوداء، فقال: يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت تراها مؤمنة أُعتقها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ قالت نعم، قال: أتشهدين أن محمدا رسول الله ؟ قالت نعم. قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت ؟ قالت نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها.
قال الإمام الباجي في شرحه للحديث الأول: وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية "أين الله" فقالت في السماء؟ لعلها تريد وصفه بالعلو، وبذلك يوصف كل من شأنه العلو، فيقال مكان فلان في السماء، بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه . المنتقى 9/320 .
أما الحديث الثاني فلا إشكال، لأنه جاء على أصله، بمعنى أن الدخول في الإسلام يكون بالنطق بالشهادتين.
والله أعلم.




7.أرسلت من قبل مصطفى القرمودي في 14/02/2011 07:27
أخي نوح شملال لأمثالك تجرأت و قلت أين الشيخ مصطفى بن حمزة و هو شيخ جليل و أحبه في الله و أقدره و أحترمه و أعرف تقريبا خدماته و انشغالاته و ذبه لنصرة الاسلام و ليس لأمثالي أن يتزايد عليه في شيء، لكن جرأة المتفيهقين الذين لم يبلغوا الحلم بعد هو الذي وفر لي قناعة بضرورة تدخل العلماء لعلاجك قبل أن تنتقل إلى الحالة الميِِؤوسة منها التي وصل إليها شيوخ الوهابية .

كل ما نقلته أخي نوح هو من كلام شيوخ الوهابية و إذا أردت أن نحدد لك أين يذكر شيوخ الوهابية أن الإمام الأشعري قد مر بثلاث مراحل و أن عقيدة ابن كلاب عقيدة مخالفة لأهل السنة و هذا لا يقول به إلا جاهل و شيوخ الوهابية يجهلون هذا كما أنهم قائلين أن أئمة الأشاعرة رجعوا عن العقيدة الأشعرية كعادتهم و لما لا يقولون ذلك و علمائنا في سبات شتوي أمام البترو دولار الذي يمتلكه دولة آل سعود في طبع و توزيع كتبهم الرثة التي لا تسمن و لا تغني من جوع.
و النكته الطريفة التي تبين خفة عقول مشايخ الوهابية ما ذكرته في تعليقك و هو كذلك من كلام شيوخك أن الإمام مالك لم يكن أشعريا فهذا الكلام يدل على سخافة هؤلاء و ضحالة فكرهم و انطفاء بصيرتهم و نذالة أخلاقهم ، ربما يقف القارئ و يقول هذا لا يجب أن نلفظ به لكن الواقف على كتب القوم يعرف أن هؤلاء أنذال بالجملة .
سؤال لشيوخ الوهابية مجتمعين ردا على قولهم هل كان الصحابة رضوان الله عليهم أشاعرة ؟ هل كان الإمام مالك أشعري؟ نسألهم هل كان الصحابة طحاويين هل كان الإمام مالك طحاويا؟
إذا كان ابن تيمية يمهل مخالفيه ثلاث سنوات كي يأتوا بدليل يردوا به عليه، فسوف أكون كريما و سأمهل مشايخ الوهابية مهلة تمتد إلى يوم القيامة كي يجيبوا، هذا ليعرفوا سخف سؤالهم و تهافته.

6.أرسلت من قبل مصطفى القرمودي في 14/02/2011 07:07
أجدد شكري للأستاذ عبد القادر بيطار و كذلك على اهتمامه بالموضوع و ليسمح لي أن أبين بعض الأمور الذي لا أظنه تخفى عنه، شخصيا لست من الذين يتجرؤون على علمائنا و لا أظن أنني قد قدحت في الشيخ ابن تيمية. لكنني حين قلت أن هناك تمجيد للشيخ فهذا ملحوظ و الأدلة على ذلك كثيرة، و أنا أتكلم عن المغرب أما في السعودية فهم يقتربون من تأليهه و تقديسه، فلا أجد وهابيا إلا و لسانه يلهج بابن تيمية و هذا ليس استنقاصا بالشيخ لأن هناك من الشيعة من ألهت سيدنا علي رضي الله عنه فهل ذكر هذا انتقاص به ، و كما ذكرت في مقالتك أستاذ عبد القادر بيطار نصا للإمام تاج الدين السبكي يذكر فيه أن الإمام الذهبي لم يكن منصفا في تراجمه للأشاعرة و الإمام الذهبي هو من هو فهل هذا انتقاص منه، بل ذكر للحقائق و أتيت أستاذنا الكريم بهذا النقل لا للانتقاص من الإمام بل لأنه نقل يفيد الموضوع.
أما في ما يخص التمجيد فلا أظن أجد مكتبة إلا و قد نشر فيها كتب ابن تيمية و تلميذه ابن القيم الجوزية بكثرة بحيث لا تجد كتبا مخالفة إلا القليل خاصة في مجال العقيدة، و هذا بسبب سياسات آل سعود الساعين في خدمة المشروع الصهيوني من خلال تصدير عقيدة الوهابية و تطرفها الفكري كما ذكرت في مقالتك عن تمزيقهم لجسد الأمة و هي تركز على المغرب باعتباره قلعة مهمة في حماية عقيدة المسلمين هذا من جهة، أضف عليه أن من نحترم من علمائنا نجد في كلامهم يكثر شيخ الإسلام ابن تيمية. لكننا نقول هل انعدم العلماء من الأمة عبر تاريخها الطويل كي نجد الذي يذكر كثيرا هو ابن تيمية أم هي سياسة مقصودة ، أقول هي سياسة مقصودة فابن تيمية له منزلقاته العقدية التي خالف بها الأمة و قد حوكم من طرف مشايخ المذاهب الأربعة بسببها و حادثة أن الله ينزل كنزولي هذا التي تقال أن ابن تيمية قائل بها فمهما حاولت الوهابية تبرئة ساحة الشيخ منها فكتبه تقرر مثل هذا القول .
كما لا يفوتني أستاذنا الكريم أن أذكرك بأن من شيوخ الوهابية مثل الفوزان - مع احترامي لعلمه و النظر إليه بعين الريبة - هذا الشيخ يكفر المعتزلة و الأشاعرة و الماتريدية و هذا التكفير يدرسونه لطلاب الصف الثانوي بالسعودية، ثم من هؤلاء الشيوخ كي يتجرؤوا على الإمام ابن حجر و الإمام النووي و يقول أنهما من العوام في العقيدة أليست هذه أستاذي الكريم هي الوقاحة التي عهدناها من الوهابية ,
حقيقة لست من الذين يهولون من هؤلاء، لكني أستاذي الكريم أؤكد لك أن هذه الوهابية سرطان في الأمة الإسلامية يجب بتره، و لا أنظر إلى شيوخ الوهابية إلا أنهم منجرين ضمن مشروع صهيوني مخطط له سلفا و هنا يأتي واجب العلماء في تحصين عقيدة المسلمين و حمايتهم من أمثال هؤلاء.


أخي نوح شملال لأمثالك تجرأت و قلت أين الشيخ مصطفى بن حمزة و هو شيخ جليل و أحبه في الله و أقدره و أحترمه ، لكن جرأة المتفيقهين الذين لم يبلغوا الحلم بعد هو الذي وفر لي قناعة بضرورة تدخل العلماء لعلاجك قبل أن تنتقل إلى الحالة الميِِؤوسة منها التي وصل إليها شيوخ الوهابية .

5.أرسلت من قبل نوح شملال في 14/02/2011 00:04
بسم الله الرحمان الرحيم

بداية و انا أقرا مقالك علمت ان من تخصهم بالذكر هم السلفيون ومنهم أمام مالك والذي لم يكن يوما من حياته أشعريا، وهو صاحب المقولة المشهورة: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة.
كان عليك قبل ان تجعل السلفيين أهل ظلم وتجريح أن تبين مالذي جعلهم يردون على الأشاعرة ويقولون عنهم أنهم لهم اخطاء في عقيدة الأسماء والصفات بحيث انهم ينفون بعض الصفات ويثبتون بعضها، ولكن لابأس ان نعطي فكرة عن ما هو أبي الحسن الأشعري بكلام بعض العلماء السنيين السلفيين الذين تكرهونهم حيث قال:

الأشاعرة: فرقة من أهل الكلام، الأشاعرة: نسبة إلى أبي الحسن الأشعري - أبو الحسن الأشعري - ينتسب إلى أبي موسى الأشعري - الصحابي -، أبو الحسن الأشعري نشأ نشأته الأولى على طريقة تسمى طريقة المعتزلة، لأن شيخه كان زوج أمه، أخذ أمَّه وهو طفل صغير، تربى عند أبي علي الجُبَّائي - زوج أمه -، فتتلمذ عليه وأبو علي الجُبَّائي من كبار المعتزلة، والكلام يجر بعضه بعضًا، لسائل أن يقول ما هي المعتزلة نفسها؟!

المعتزلة: فرقة من أهل الكلام ينفون صفات الله - تعالى - لا يثبتون لله أي صفة، في زعمهم تنزيه الله تعالى معناه: نفي الصفات، لا قدرة له، ولا إرادة، ولا سمع، ولا بصر، ولا كلام إلى آخره، هذه يُقال لها: طريقة المعتزلة؛ لأنهم كانوا في مجلس أبي الحسن - مجلس الحسن البصري - واصل ابن عطاء - رئيسهم – اعتزل، خرج من مجلس الحسن، فاعتزله، فأتى بأفكار جديدة واعتزل المسلمين في عقيدتهم، لم يسموا معتزلة لكونه اعتزلوا مجلس الحسن فقط، اعتزلوا مجلس الحسن ثم اعتزلوا المسلمين في كثير من عقائدهم، أطلق عليهم: معتزلة، وهي طائفة كبيرة معروفة.

وإذا سألت هل لها وجود الآن !؟ نعم. كل شيعي فهو معتزلي، خذوا هذه قاعدة: كل شيعي بدءًا من أقرب الشيعة إلى السُّنَّة، وهم: الزيدية، ونهايةً إلى أبعدهم الإمامية الجعفرية كلهم على عقيدة الإعتزال في العقيدة، هذه قاعدة. هذه المعتزلة عاش فيها أبو الحسن الأشعري نحو أربعين عامًا حتى أصبح إمامًا بعد عمِّه، ولكن أراد الله، اختلف مع عمِّه في بعض المسائل منها: هل يجب على الله أن يفعل لعباده الأصلح فالأصلح؟! على عقيدة المعتزلة.

أبو الحسن أنكر بفطرته كون العبد يقول: يجب على الله أن يفعل كذا وكذا ففارقه، فجعل يبحث عن الحق، يشبه موقفه موقف سلمان الفارسي الذي فارق المجوسية ليبحث عن الحق وعكف عند الرهبان حتى هداه الله، ولحق برسول الله - عليه الصلاة والسلام - بالمدينة، تمامًا يشبه هذا، أبو الحسن خرج من الإعتزال فيبحث عن الحق وعكف عند ابن كُلاَّب فأخذ العقيدة الكُلاَّبية، ولكن لكونه كان إمامًا ومشهورًا، ولكونه عالي النسب، مشهور النسب، نُسِيَ صاحبُ العقيدة الكُلابيُّ فنُسي؛ فنسبت إليه العقيدة الأشعرية وهي التفريق بين الصفات، بدلاً أن تُنفى جميعُ الصفات على طريقة المعتزلة، يُفرَّق بين الصفات، ما كان من الصفات العقلية يُثبت لله، وما كان من الصفات الخبرية يُؤوَّل، هذه طريقة الأشعرية، عاش على هذا فترةً من الزمن وأخيرًا كما لحق سلمان الفارسي برسول الله - عليه الصلاة والسلام - وهداه الله إلى الحق، لحق أبو الحسن بمنهج السلف الصالح، وألَّف كتابًا سماه ((الإبانة))، وذكر في مقدمته - الكتاب مطبوع موجود - أنه على طريقة إمام أهل السنة والجماعة يعني: الإمام أحمد بن حنبل، وأثنى عليه ثناءً عاطرًا يليق به في مقدمة الكتاب، فأعلن أنه رجع إلى منهج السلف الصالح.

والأشعرية الموجودة الآن التي تدرس في كثير من الجامعات خارج هذا البلد؛ إنما هي على العقيدة الكُلابية التي كان أبو الحسن عليها بعد رجوعه من الإعتزال، لا يزالون يكذِّبون ما في ((الإبانة)) يقولون: ما هو صحيح رجوع أبي الحسن إلى منهج السلف، وهذا الكتاب ليس له، وإنما من يدَّعون السلفية هم الذين ألَّفوا على لسانه وكَذَبوا عليه، ولكن أراد الله، أن كبار أتباع أبي الحسن رجعوا منهم: الإمام الغزالي ندم ندمًا بكى فيه، وألَّف كتابًا سماه: ((إلجام العوام عن علم الكلام))، وإمام الحرمين، ووالد إمام الحرمين، والرازي، والشهرستاني - هؤلاء فطاحلة علماء الأشاعرة - كلهم ندموا، وذمُّوا علم الكلام بما فيه الأشعرية، أما والد إمام الحرمين فرجع رجوعًا صريحًا وألَّف رسالةً بيَّن فيها عقيدته، وكيف كان وكيف رجع، ورسالته موجودة ضمن مجموعة ((المتون المنيرية)) لكم أن ترجعوا إليها لتعرفوا، الأشعرية إذن، عقيدةٌ كان عليها أبو الحسن الأشعري قبل رجوعه إلى منهج السلف ثم رجع عنها، وهي المدروسة الآن في كثير من الجامعات التي تُسمَّى الجامعات الإسلامية خارج هذا البلد كـ ((الأزهر))، وفروع ((الأزهر)) كل ما يدرس في كلية الدعوة وأصول الدين في ((الأزهر الشريف)) وأتباع ((الأزهر الشريف)) كلها عقيدةٌ كُلابيةٌ أشعريةٌ تاب عنها أبو الحسن الأشعري. هذه هي الأشعرية.)). انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
لذلك أسالك سؤال ياكاتب المقال والجواب يعرفه صغار المسلمين قبل كبارهم: أين الله؟ والحديث معروف عندما سال النبي الكريم الجارية : أين الله ؟ فقالت في السماء، ترى ما هو جوابك؟

4.أرسلت من قبل الصديق في 13/02/2011 12:06
نشكر فضيلة الاستاذ الدكتور على هذا الطرح الجيد لمثل هذه الموضوعات غير ان موضوع العقيدة في التاريخ الاسلامي موضوع متشعب ومعقد لكثرة المذاهب العقدية والناظر في هذه المذاهب يجد نفسه تائها في بحر من الشكوك والتخبط والاسلام جاء بعقيدة صافية سمحة ميسرة لكل مسلم مهما كان مبلغه من العلم

3.أرسلت من قبل الدكتور عبد القادر بطار في 13/02/2011 09:34
لا أتفق مع صاحب التعليق رقم 2 ( مصطفى القرمودي) فيما ذهب إليه، وما تلفظ به من كلام خطير لا يجوز أبدا أن نصف به مسلما مهما اختلفنا معه، إنني كمسلم أشعري سني أرفض رفضا قاطعا مثل هذا الكلام، ولا أقبله ولا أرضاه لأي مسلم مهما كان انتماؤه العقدي والمذهبي. إن ابن تيمية شخصية عالمة ينبغي أن نناقشه في أدب جم وخلق علمي نبيل. ولا ينبغي أن نحول العقيدة الأشعرية إلى سلاح نشهره في وجه جماعات المسلمين ممن نختلف معهم ويختلفون معنا.
أما الأخ خالد الركراكي صاحب التعليق رقم 1 فهو واحد من طلبتي النجباء بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور سابقا، وأود بهذه المناسبة أن أشكره على متابعته لما أنشر من مقالات علمية بهذا المنبر الحر "ناظور سيتي".

2.أرسلت من قبل مصطفى القرمودي في 12/02/2011 03:20
أشكر موقع ناظور سيتي التي فتحت الباب لمثل هذا الموضوع القيم و كل الشكر للأستاذ عبد القادر بيطار, لأن هذا الموضوع فعلا قد تأخر طرحه فهؤلاء الوهابية قد استفحل امرهم و قد تأسدوا مع أنهم خفافيش الصهاينة و هم يجرون الأمة الاسلامية الى عقيدة التجسيم جرا لكن أستغرب لكثير من العلماء خاصة المغاربة منهم باعتبار المغرب معقل العقيدة الأشعرية و حاميها أستغرب لسكوتهم الشديد و تمجيدهم اللامحدود للشيخ ابن تيمية لذلك أقول ألم يآن لعلمائنا أن يستيقضوا من غفوتهم لماذا هم ساكتون عن أمثال هؤلاء الذين تجرؤوا على ائمتنا و يسعون في تمزيق الأمة باسم العقيدة و اي عقيدة عقيدة الملاعين اليهود و النصارى عقيدة التجسيم
أين الشيخ مصطفى بنحمزة لماذا يصمت و يمجد في ابن تيمية ؟
فهؤلاء قالوا ان ابن حجر العسقلاني ضال و النووي ضال و الشاطبي ضال و القرطبي كذلك و صلاح الدين الايوبي ضال و محمد الفاتح ضال و الامام الطحاوي أخطأ اصبحوا هم الاسلام و يقدمون أنفسهم شعب الله المختار و عوام الناس و المثقفين منهم مغررين بهم لأنهم حريصون على العقيدة في شبه غياب لعلماءنا لماذا ؟

1.أرسلت من قبل خالد الراكراكي ـــــ بني شيكر في 11/02/2011 14:34
السلام عليكم
جزاكم الله أستاذي الفاضل خير الجزاء على هذه المواضيع القيمة ، فأنت الذي عودتنا دائما بالجديد فأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل الذي تقوم به في ميزان حسناتك وأن يوفقك لما فيه الخير والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه .

1 2











المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

نائب رئيس جماعة بني انصار ينفي ترأسه اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس