NadorCity.Com
 


إزدواجية لا تخلو من...ذات الشيء ولكن بشكل أخر


إزدواجية لا تخلو من...ذات الشيء ولكن بشكل أخر
محمد بوتخريط / هولندا .


ما سر كل هذه "السلطة" التي نملكها فينا وهذه الإزدواجية الغريبة التي نمتلكها وتجعلنا نقبل اعمال وتصرفات هنا ونرفضها هناك ولا نقيِّم بالتالي الأشياء برؤية ومسطرة واحدة .
بل وحتى عندما نقيم بعض الأشياء ، نقيمها دائما حسب مزاجاتنا بل وانفعالاتنا أحيانا، كتقييمنا مثلا لبعض المواقع الإلكترونية .التي كثيرا ما يقال عن بعضها أنها " مخزنية "..أو " عميلة " أو ما شابه ذلك .
فما القياس والمقياس في ذلك ؟!!

قبل أيام اتصل بي صديق زميل ، سألني ان كنت اطلعت على ما أُثير مؤخرا حول تدخل البرلمانية فاطمة تبعمرانت باللغة الأمازيغية داخل البرلمان المغربي ،فأجبت متضاهرا بالنفي .علني أجد عنده تفاصيل أكثر،أو أخبار جديدة. عندها أخبرني باسم موقع من المواقع التي تناولت الخبر.

ومن خلال دردشة جمعتني به للحظات ، أدركت خطورة مكنونات أفكارٍ لا زلنا نحملها ،وتكشف بعض ما في أحوالنا الراهنة من مظاهر يعجز العقل عن فهمها أحيانا .خاصة حين قلت له ( من باب الدعابة ) أن ذات الموقع الذي ذكره ،كثيرا ما تثير بعض مواضيعه بعض التساؤلات عبر اعتمادها وميلها احيانا إلى الإثارة والتهييج على حساب الموضوع /الحدث ...على طريقة قناة الجزيرة !. وأن موضوع البرلمانية أمر عادي لا يجب ان نحمله اكثر مما يستحق...وننسى بالتالي ما هو أعمق في الأمر كله...!

فبدا لي صديقي كما لو أنه يريد ابتلاعي فانتفض قائلا :
- الإثارة المجانية هي تلك التي تثيرها تلك المواقع التي تنشر لك بعض مقالاتك ، وانا شخصيا لا أتعامل معها.
- ولماذا ؟ سألته ...
- لأنها كلها " مخزنية " .
- وكيف عرفت بذلك ؟
لم يجب عن سؤالي.. بل لم تكن لديه إجابة اساساً...أحسست أن فكره ربما يكون قد ثلوث بأفكار تغريبية في لحظة غباء ما ...ليس إلا .
حاولت إعادة صياغة السؤال وقلت له:
- وما "المخزنية" فيها ؟
قال حتى دون أي تفكير :
- القائمون عليها كلهم " مخزنيون " ..
- ولكني لست من القائمين عليها!
- وكذلك المتصفحون لهذه المواقع ...هم كلهم "مخزنيون"!.
- إذن فأنا “مخزني " وانت كذلك ، أولَم تتصفح انت أيضا هذه المواقع،وإلاَّ فكيف علمتَ بمقالي ؟.. -

حاولت استدراك الأمر داخل الموضوع قبل ان يتطور ويخرج عن السيطرة قائلا:
- إذن فنحن يا صديقي العزيز مجموعتان لا غير :أنا و"المخزنيون" أمثالي ،نكتب على هذه المواقع ونتصفحها، وأنت ومن معك تتصفحونها و تراقبوننا نحن "المخزنيين"...اليس كذلك ؟ !!
- ماذا تقصد ؟
- لا شيء . فقط أصنف الأشياء بنفس منطقك . فغالبا ما تصنف حالات أخرى من طرف جهات أخرى بنفس منطقك هذا ...فمثلا . كل من يجرؤ على الحديث عن الديمقراطية...ويتحدث عن العدالة الإجتماعية والحرية ومحاربة الفساد ، فهو ايضا يُصنف من قِبل "جهات" ما على انه ، معارض وعميل أجنبي ... بل أحيانا يصنف على انه كافر وملحد !! أليس هذا هو نفس منطقك في الحكم على الأشياء ؟.
وكأنه أراد هو الآخر استدراك الآمر فقال :
- لا بأس فمفاهيم كثيرة تزداد الآن وضوحا بعد " الربيع العربى " .

ورغم ان استدراك الخطأ ومحاولة اصلاحه وارد في كل المواقف ، إلا أن محاولة استدراك صديقي للأمر لم تكن مقنعة وكافية , فعلقتُ قائلا :
- عن أي ربيع تتحدث ؟ إن كنتَ تقصد ربيع الشعوب الذي قلب الأنظمة في مصر وليبيا وما جاورهما ، فأخاف يا صديقي العزيز ان يكون هذا " الربيع" ( الذي تصر على ان تسميه ب"العربي" ) مجرد ربيع سيعقبه شتاء عربى وخريف عربى ...!!

انتهت الدردشة وانتهى الموقف ولم تنته الأسئلة في رأسي...
ماذا يكفينا لإحداث تغير فى أنفسنا وذواتنا وثقافتنا...؟

اختلفنا أنا وصديقي ... ولم نتفق !..رغم أن الأمر لا يستدعي هذا الإختلاف ...اختلفنا لأن "المواقع" في مدينتي تختلف...تصنع الحدث وتصنع كذلك "الإختلاف"...والأمر ليس بصدفة ...ليس صدفة أن نجد عدد المواقع في المدينة يكاد يساوي عدد المتصفحين لها ...وقريبا سنسمع :" لكل متصفح ...موقع" .

اختلفنا أنا وصديقي ... وسنختلف ايضا -لا محالة- لا حقا.. سنختلف ما دامت ثقافة “الإتهامات" معششة بداخلنا و مادام الكثير منا -كما حال بعض المواقع في المدينة- يتحرك بتعليمات وأوامر خارجة عن كل حساباتنا... أو وكما يُقال (خلاصةً لِلْمعنى) :"مادام من يورد الكيف هو من يحاسب المدمن" ...ستبقى أمور كثيرة تحجب عنا حقائق الأشياء .
نحن فى حاجة الى استعادة الثقة في بعضنا البعض وزرعها بالتالي فى الأجيال القادمة ...علها تُدرك الأمور أحسن وتقصر المسافات أكثر.

نعم قد لا ينكر أحد أن الصحافة الإلكترونية أصبحت مؤخرا ، تثير بعض الجدل حول مكانتها داخل المشهد الإعلامي. خاصة بعد بعض الانزلاقات التي شهدتها وتشهدها والتي تدفع بها احيانا الى مجالات بعيدة شيئاً ما عن مجال الاشتغال الصحافي المتعارف عليه .
ولكن ومن جهة أخرى أيضا .. وجب استنكار كل الأعمال المعبرة عن مشاعر الحقد والكراهية تجاهها والمتلبسة بشخصيات تكون في احيان كثيرة ملوثة بثقافة تمقت الحرية والإبداع، فيكون نتاجها دائما العداء للآخرين الذين تعدهم خصوما وخارجين عن القانون والتقاليد والأعراف . بل وجب ايضا إدانتها واستقباحها كونها اعمال مشينة وإغتصاب للحقوق وانسلاخ عن المبادئ والقيم .

من يقيِّم...من ؟
نعتبر بعض الأعمال والتصرفات على انها "مخزنية" ولا نقيِّم اعمال أخرى لبعض الأشخاص بل ولنفس الأشخاص (ولو بجلاليب مختلفة) بنفس التقييم ، بل نشيد بها أحيانا ولا نتورع من إقامة إحتفاليات لهؤلاء الأشخاص !!
هكذا نحن...
ولأننا لا نقرأ الأشياء ونقيمها تقييماً صحيحاً فإننا نفقد بالتالي وفي أحيان كثيرة ،حقيقة ومنهجية تقييم الأشياء والنتيجة :
منهج تفكير إزدواجي النزعة...واختلافات كبيرة وغير مبررة ... بالمرة.
هي إزدواجية لا تخلو من ... ذات الشيء ولكن بشكل أخر.




1.أرسلت من قبل Neder-marokkaan في 03/05/2012 19:15
ما كنت أظن أنك عنصريا ضد العرب يا بوتخريط.

إنه الربيع العربي رغم أنفك وباعتراف كل العالم.

المصريون والليبيون والتونسيون يعتبرون أنفسهم عربا، ومن تكون أنت يا بوتخريط لتقرر لهم هويتهم وآنتماؤهم الذي آختاروه لأنفسهم؟

أحترمك لكون كتاباتك جميلة ولأنني كنت أعتبر آكتواءك بحقد فيلدرس وتحامل اليمين الهولندي على المغاربة والمسلمين أكسبك مناعة ضد الحقد والعنصرية. على ما يبدو فالعنصرية مرض معد والعدوى بدأت تتسرب إلى أفكارك.

دافع عن هويتك ولغتك وريفك وثشبذانتك أو جهويتك أو وطنك القومي الممتد من قبيلة إشبذانن إلى تخوم أ يث واريغر أو إيبقيون لكن عروبة مصر وتونس وليبيا لا دخل لك في ذلك.

وتقبل تحيات مغربي يشاركك قهر الألم في هذه الأراضي المنخفضة التي رمت بشبابنا في أحضان الفشل الدراسي وبالتالي التهميش ومايصاحبه من آفات.

2.أرسلت من قبل Mohamed في 04/05/2012 12:21
الى العزيز صاحب التعليق (رقم1) أعلاه.

أمرك غير مفهوم يا عزيزي ...خفت ان أشم في تحليلك / نفس ما اتهمتني به... أمرك يحيلنا إلى ما ذهبت اليه فلسفة الوضعية المنطقية حول ضرورة تحديد معاني المصطلحات والألفاظ حتى يمكنها أن تدل على مسمياتها .
أنا لست عنصريا يا صديقي العزيز وأنت (ربما) تعلم ذلك جيدا !!!
أنا يا عزيزي لا أطلق المصطلحات جزافاً (خارج معانيها أ وخارج سياقها... أعني جيدا ما اقصد ..واتمنى فقط قراءة كتاباتي دون تأويلات أو خلفيات مسبقة جاهزة وإلا فسنصير من دعاة :
"حوار الطرشان «Dialogue of the Deaf»
الحكاية كلها هي ان تحاول ربط الأشياء ببعضها البعض بين الشعوب كل الشعوب التي قهرت وظلمت واستبدت... ثم ثارت وانتفضت وأصرت على ان لا تتراجع الا برحيل الحكام ...فقتل منهم من قتل وتشرد منهم من تشرد ودمرت بيوت و...و...و...
وبين لعبة أخرى كانت تحاك خارج الحكاية كلها ( وهي التي غابت عنكَ في تحليلك)،لعبة قذرة للقضاء علي نفس هذه الشعوب خاصة فيما يتعلق بالناحية الاقتصادية ... (راجع سياسات الغرب ،خاصة امريكا وشقيقتها الكيان الصهيوني ...)
إذن فهل هو ربيع عربي أم هو ربيع (...) بثوب عربي؟
اما الجانب الذي لم ترى انت اِلاَّه... والذي ذهبتَ أنت إليه واعتمدت عليه في اتهامك لي بالعنصرية فهو أمر تعددت فيه التسميات ،هل هو ربيع ديمقراطي ؟ أم ربيع عربي ؟ أم ثورة الياسمين كما اصطلِح عليها بتونس أم ثورة الفيسبوكيون الشباب كما اصطلح عليها بمصر الخ... فهي أمور لا أتوقف عندها كثيرا .وهذا أمر آخر قد نعود اليه آجلا إن احببتَ رغم ان الأمر كله هو تحصيل حاصل...

شكرا جزيلا لمرورك ووقتك...
أقاسمك نفس كلامك أعلاه وأقول...
تحيات "مغربي يشاركك قهر الألم في هذه الأراضي المنخفضة..."

3.أرسلت من قبل Neder-marokkaan في 04/05/2012 15:52
سيدي الفاضل،

أنا لا أقرأ النوايا، فقط أحاول أن أفهم جملا وعبارات خطتها أناملك. يسعدني أنني فهمتك خطأ. فشكرا لك على تصحيح نظرتي الخاطئة عنك.

4.أرسلت من قبل أم هبة في 04/05/2012 20:55

ومالغريب في ذلك أخي محمد، فأغلب أبناء الريف بهولندا يشاركون في الحوار ويختلفون مع الآخر لمجرد الإختـلاف حتى بدون منح أنفسهم الغوص في الموضوع ورأيته من جميع الجوانب.أجدك قد أجدت التعبير هنا بحرفنة جميلة وبأسلوب رائع، وأنا هنا أسجل إعجابي بقلمك وسجلني كمتابعة لكتاباتك سيدي الكريم.












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما