تقرير إخباري :
في أول نشاط لها منذ أن تأسست، نظمت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بإمزورن اليوم الأربعاء 19 رمضان 1433 هـ الموافق ل 8 غشت 2012، ندوة تاريخية تحت عنوان " غزوة بدر ومعركة أنوال قيم حضارية متجددة " أطرها كل من الأستاذ المهدي صالحي الذي تكلف بالمحور الأول للندوة بعنوان " غزوة بدر وقيمها الحضارية" و الدكتور مصطفى معصومي الذي تكلف بالمحور الثاني للندوة المعنون ب " معركة أنوال و قيمها الحضارية " بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني بإمزورن .بعد تلاوة آيات ببنات من الذكر الحكيم للقارئ الأستاذ أحمد بوعلوس استهل مسير الندوة الأستاذ حسن أمغار بكلمة ترحيبية ركز فيها على الحيثيات والسياق و الدوافع التي بلورت فكرة انعقاد الندوة حيث أتت تزامنا مع ذكرى معركة أنوال المجيدة التي تخلد يوم 21 يونيو من كل سنة و تأتي الندوة أيضا تزامنا مع تخليد ذكرى غزوة بدر التي تتزامن مع 17 رمضان من كل سنة.
المداخلة الأولى:
وأكد الأستاذ المهدي صالحي في مداخلته على أن غزوة بدر كانت محطة تأسيسية للإسلام بحيث أن انتصار المسلمين فيها على رغم قلتهم، يؤكد قيمة أساسية وهي قابلية انتصار الحق على الباطل كحقيقة لا غبار عليها ولقد لخص القيم الحضارية لغزوة بدر في ثلاثة عناصر وهي :
1- التزام القائد بمبدأ التشاور مع الأصحاب في اتخاذ القرار بحيث يتم التشطيب على عنصر الاستبداد للرأي و المبادرة و استبداله بعنصر الشورى والاستشارة لإنجاح الخطة الإستراتجية لتحقيق الانتصار وهذا ما يسمى في المفهوم الحديث بالمقاربة التشاركية .
2- قيمة الدعاء لله باعتباره مخ العبادة والتوكل على الله بعد القيام بالواجب مع الصدق في النية والعمل بإخلاص من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض
3- قيمة التحام القيادة بالقاعدة للسير قدما نحو إحراز الانتصارات
المداخلة الثانية:
كانت مداخلة الدكتور مصطفى معصومي مطولة ونلخصها فيما يلي :
• إن إصابة الحضارة الغربية بمرض الغرور النرجسي وعقدة التفوق العرقي أدى بهم إلى استعمار الدول المتخلفة فتشكلت موازين قوى عالمية تصبو إلى تقسيم كعكة المستعمرات. لكن ظهور المقاومة (الريف نموذجا ) قلب كل المعادلات و أضفى على الكعكة مذاقا مرا.
• إن انعقاد مؤتمر إمزورن كان انطلاقة المقاومة عبر رفض كل ما يتعلق بالصراع القبلي وتركيز المجهود على صد المحتل وبعد تجاوز محنة الفتنة التي أثارها عملاء الاستعمار بمؤتمر" مارقيث" بأجدير وارتفاع الروح المعنوية للمقاومة تأسس مركز المجاهدين ب "القامة" بحيث تم تنصيب مولاي موحند قائدا للريف وأميرا للمجاهدين.
ولخص الدكتور في مداخلته القيم الحضارية لمعركة أنوال في النقط التالية:
• إن انتصار أنوال قد خلف نتائج ايجابية مثل التفاف الريفية حول الخطابي وعائلته مما دفعه إلى تأسيس دولة المؤسسات وجيش قوي.أما فيما يخص انعكاساته على الإسبان فكانت كارثية بحيث خلف استياء كبيرا في إسبانيا وحربا طائفية أدت إلى بزوغ نظام ديكتاتوري في شخص" بريمو ديريفيرا" و" فرانكو" , أما ردود الأفعال الدولية فقد بصمها الإعجاب خاصة من طرف الدول الراغبة في التحرر بينما أصاب قوى الاستعمار رعب خطير.
• بالإضافة إلى العوامل المادية التي ساهمت في انتصار أنوال هناك عوامل ربانية يغفلها الكثير لأنها لمجرد أنها لا تنسجم مع المنطق البشري كمثال : ريفي واحد يقاتل 40 اسبانيا في حلبة المحركة وهنا يطرح السؤال نفسه بإلحاح " كيف لهذا أن يحدث في إطار المنطق المعهود؟ثم كيف أن ألفا من المجاهدين الريفيين انتصروا على 25 ألف من الغزاة الاسبان؟ويجب ألا نهمل في هذا الحدث المستحيل بالإضافة إلى الإيمان بالله،طبيعة شخصية مولاي موحند القيادية.
• إن هزيمة الاسبان تعني هزيمة جميع دول الاستعمار وان الريف رغم فقره أعطى بعدا جديدا لمعنى الحرية والشجاعة خاصة وأن الانتصار قد مورس على أعتى القوات الاستعمارية وعندما ينتصر الحق غالبا ما تتحالف عناصر الشر وتماسيح الفساد للحفاظ على مصالحها.
• في عمق الحرمان و الفقر استطاع القائد الريفي أن يخترع مفهوما حربيا جديدا اسمه حرب العصابات استفادت منه فيما بعد شعوب مقهورة عديدة ( كالشيلي في شخص "شيغيفارا " و فييتنام في شخص "هوشيمنه" والصين في شخص" ماوتسيتون"
• إن المجاهد مولاي موحند متينا متيقن من أهمية العقيدة في قيادة الشعوب نحو التحرر من الاستعمار,كما أن الإسلام منظومة قيمية وتشريعية متكاملة لتنظيم شؤون الحياة
• من آثار المسيرة التربوية للمجاهد مولاي موحند هو توحيد الصف الريفي لتجاوز مشكل العصبية القبلية التي كانت تنخر جسد المنطقة في عهد الريفوبليك. إن نشر الاستعمار ثقافة التقاعس واليأس والإحساس بعقدة النقص دفع الريف إلى التخبط ا في وهم اللامسؤولية .مما دفع مولاي موحند للاعتراف بأن عدم الإحساس بقيمة المسؤولية هو بداية الفشل ،وبأنه ليس هناك نجاح أو فشل / انتصار أو هزيمة وإنما هناك شيء اسمه الواجب ولقد قام به على أحسن وجه.
في أول نشاط لها منذ أن تأسست، نظمت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بإمزورن اليوم الأربعاء 19 رمضان 1433 هـ الموافق ل 8 غشت 2012، ندوة تاريخية تحت عنوان " غزوة بدر ومعركة أنوال قيم حضارية متجددة " أطرها كل من الأستاذ المهدي صالحي الذي تكلف بالمحور الأول للندوة بعنوان " غزوة بدر وقيمها الحضارية" و الدكتور مصطفى معصومي الذي تكلف بالمحور الثاني للندوة المعنون ب " معركة أنوال و قيمها الحضارية " بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني بإمزورن .بعد تلاوة آيات ببنات من الذكر الحكيم للقارئ الأستاذ أحمد بوعلوس استهل مسير الندوة الأستاذ حسن أمغار بكلمة ترحيبية ركز فيها على الحيثيات والسياق و الدوافع التي بلورت فكرة انعقاد الندوة حيث أتت تزامنا مع ذكرى معركة أنوال المجيدة التي تخلد يوم 21 يونيو من كل سنة و تأتي الندوة أيضا تزامنا مع تخليد ذكرى غزوة بدر التي تتزامن مع 17 رمضان من كل سنة.
المداخلة الأولى:
وأكد الأستاذ المهدي صالحي في مداخلته على أن غزوة بدر كانت محطة تأسيسية للإسلام بحيث أن انتصار المسلمين فيها على رغم قلتهم، يؤكد قيمة أساسية وهي قابلية انتصار الحق على الباطل كحقيقة لا غبار عليها ولقد لخص القيم الحضارية لغزوة بدر في ثلاثة عناصر وهي :
1- التزام القائد بمبدأ التشاور مع الأصحاب في اتخاذ القرار بحيث يتم التشطيب على عنصر الاستبداد للرأي و المبادرة و استبداله بعنصر الشورى والاستشارة لإنجاح الخطة الإستراتجية لتحقيق الانتصار وهذا ما يسمى في المفهوم الحديث بالمقاربة التشاركية .
2- قيمة الدعاء لله باعتباره مخ العبادة والتوكل على الله بعد القيام بالواجب مع الصدق في النية والعمل بإخلاص من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض
3- قيمة التحام القيادة بالقاعدة للسير قدما نحو إحراز الانتصارات
المداخلة الثانية:
كانت مداخلة الدكتور مصطفى معصومي مطولة ونلخصها فيما يلي :
• إن إصابة الحضارة الغربية بمرض الغرور النرجسي وعقدة التفوق العرقي أدى بهم إلى استعمار الدول المتخلفة فتشكلت موازين قوى عالمية تصبو إلى تقسيم كعكة المستعمرات. لكن ظهور المقاومة (الريف نموذجا ) قلب كل المعادلات و أضفى على الكعكة مذاقا مرا.
• إن انعقاد مؤتمر إمزورن كان انطلاقة المقاومة عبر رفض كل ما يتعلق بالصراع القبلي وتركيز المجهود على صد المحتل وبعد تجاوز محنة الفتنة التي أثارها عملاء الاستعمار بمؤتمر" مارقيث" بأجدير وارتفاع الروح المعنوية للمقاومة تأسس مركز المجاهدين ب "القامة" بحيث تم تنصيب مولاي موحند قائدا للريف وأميرا للمجاهدين.
ولخص الدكتور في مداخلته القيم الحضارية لمعركة أنوال في النقط التالية:
• إن انتصار أنوال قد خلف نتائج ايجابية مثل التفاف الريفية حول الخطابي وعائلته مما دفعه إلى تأسيس دولة المؤسسات وجيش قوي.أما فيما يخص انعكاساته على الإسبان فكانت كارثية بحيث خلف استياء كبيرا في إسبانيا وحربا طائفية أدت إلى بزوغ نظام ديكتاتوري في شخص" بريمو ديريفيرا" و" فرانكو" , أما ردود الأفعال الدولية فقد بصمها الإعجاب خاصة من طرف الدول الراغبة في التحرر بينما أصاب قوى الاستعمار رعب خطير.
• بالإضافة إلى العوامل المادية التي ساهمت في انتصار أنوال هناك عوامل ربانية يغفلها الكثير لأنها لمجرد أنها لا تنسجم مع المنطق البشري كمثال : ريفي واحد يقاتل 40 اسبانيا في حلبة المحركة وهنا يطرح السؤال نفسه بإلحاح " كيف لهذا أن يحدث في إطار المنطق المعهود؟ثم كيف أن ألفا من المجاهدين الريفيين انتصروا على 25 ألف من الغزاة الاسبان؟ويجب ألا نهمل في هذا الحدث المستحيل بالإضافة إلى الإيمان بالله،طبيعة شخصية مولاي موحند القيادية.
• إن هزيمة الاسبان تعني هزيمة جميع دول الاستعمار وان الريف رغم فقره أعطى بعدا جديدا لمعنى الحرية والشجاعة خاصة وأن الانتصار قد مورس على أعتى القوات الاستعمارية وعندما ينتصر الحق غالبا ما تتحالف عناصر الشر وتماسيح الفساد للحفاظ على مصالحها.
• في عمق الحرمان و الفقر استطاع القائد الريفي أن يخترع مفهوما حربيا جديدا اسمه حرب العصابات استفادت منه فيما بعد شعوب مقهورة عديدة ( كالشيلي في شخص "شيغيفارا " و فييتنام في شخص "هوشيمنه" والصين في شخص" ماوتسيتون"
• إن المجاهد مولاي موحند متينا متيقن من أهمية العقيدة في قيادة الشعوب نحو التحرر من الاستعمار,كما أن الإسلام منظومة قيمية وتشريعية متكاملة لتنظيم شؤون الحياة
• من آثار المسيرة التربوية للمجاهد مولاي موحند هو توحيد الصف الريفي لتجاوز مشكل العصبية القبلية التي كانت تنخر جسد المنطقة في عهد الريفوبليك. إن نشر الاستعمار ثقافة التقاعس واليأس والإحساس بعقدة النقص دفع الريف إلى التخبط ا في وهم اللامسؤولية .مما دفع مولاي موحند للاعتراف بأن عدم الإحساس بقيمة المسؤولية هو بداية الفشل ،وبأنه ليس هناك نجاح أو فشل / انتصار أو هزيمة وإنما هناك شيء اسمه الواجب ولقد قام به على أحسن وجه.