NadorCity.Com
 


الانتخابات..وجحا الانتخابات..!؟


الانتخابات..وجحا الانتخابات..!؟
محمد حدوي

لا أعرف السبب الحقيقي والخفي الذي يدفعني كل مرة لأستحضر في ذهني مع اقتراب كل موعد للانتخابات التشريعية في البلاد مسرحية الفنان المغربي أحمد الطيب العلج التي تحمل عنوان، "جحا وشجرة التفاح".ومضمون المسرحية﴿وبالتصرف ﴾ لمن لا يعرفها ،أنه مع اقتراب كل موعد للانتخابات في كل مرة يحاول كل مرشح أن يجهز نفسه ليقود جوقته للدعاية الانتخابية، فهذا معلم، وآخر تاجر، وآخر مقاول وآخر عاطل، وآخر..الكل يحاول أن يقوم بدعايته وحملته الانتخابية بكل ما أوتي من قوة وبيان ، ويكثر الهرج والمرج لاستمالة الناخبين ولكسب أصواتهم والكل يحمل شعار:"القوي الأمين".. و في خضم هذه المعركة الانتخابية يظل جحا الذي يعرف كل شيء عن أوضاع الناس قابعا في زارية من الزوايا يراقب عن بعد هرج ومرج المرشحين ، كيف لا وهو الذي خبر أحوال الناس مع انتخابات كثيرة ويعرف أسرارهم جيدا. وفي كل مرة هو الذي ينجح حتى صار كائنا انتخابيا بامتياز،حتى إذا دخل في النهاية ميدان الدعاية في مراحلها الحاسمة بسحره الانتخابي العجائبي، وبحنكته المعهودة ،يحصد أغلب الأصوات، وينجح، ويسحق كل منافسيه..

الفكرة الثانية من المسرحية: أن هناك شجرة من التفاح من المفترض ومن حيث المبدأ ودون تمييز أن ثمارها للجميع ، ولابد من مرشح يحمله الناس على أكتافهم ليمثلهم أثناء الصعود إلى الشجرة المعلومة ليقطف الثمار ويوزعها على قدم المساواة بين الجميع، وعلى هذا الأساس يتعاقد الجميع منذ البداية.لكن ما أن ينجح جحا في الصعود على أكتاف الناس الذين اقترعوا لصالحه في لحظة نحس ما، وما أن يقطف أول تفاحة ويقضمها ويستلذ طعمها وهو على الشجرة المباركة حتى يشرع في إلقاء خطبته الأولى ، وهي خطبة النجاح وحصوله على عضوية المجلس النيابي، فيقول:

أيها الناس، يبدو لي الآن من هنا وأنا على أعلى الشجرة وأنا أنظر إليكم من الأعلى وأنتم من تحت وكأن قاماتكم القزمية تلك لم تكن هي السبب الحقيقي في نجاحي ووصولي إلى هنا.وعليه ، فيبدو لي أنكم لستم سببا في صعودي إلى أعلى هذه الشجرة.. ولهذا أعلن اليوم بعد نجاحي، وبعد حصولي على العضوية في المجلس الموقر، أنني سأقطف التفاح لحسابي الخاص وليس لحساب الجميع كما تزعمون وتنتظرون..

هكذا يتنكر جحا منذ خطبته الأولى للناس الذين صوتوا عليه، ليبدأ في قطف التفاح لحسابه الخاص..ويتفرق جموع الناس ليعودوا إلى أشغالهم وأعمالهم التي جاؤوا منها يوم التصويت..كم من جحا خدع الناس في الانتخابات الماضية .. وكم من جحا يجهز نفسه هذه الأيام للانتخابات، وكم من جحا سبب في زعزعة الثقة بين الحاكمين والمحكومين، وكم من جحا ساهم في إفراغ اقتراعات واستفتاءات وانتخابات من مضمونها ودفع بالكثير من الناس المخدوعين إلى أن يكفروا بالانتخابات إلى الأبد ويقاطعوها لأنها بلا معنى ولا أهمية لها، كم من جحا جعل الناس يجترون في كل مرة انتخابات لا قيمة ومعنى لها، وكم من جحا أفرغ الناس أيضا من آمالهم.. ترى هل ستتغير مثل هذه المهازل والمسرحيات في الانتخابات الحالية التي يقولون عنها أنها لن تكون مثل الانتخابات الماضية؟، وهل فعلا من صعد هذه المرة على أكتاف ولو قليل من الناس إلى الشجرة سيحيي الأمل في النفوس ويقطف الثمار ليس لحسابه الخاص أو لحساب حزبه أو عائلته أو قبيلته، بل لحساب الجميع بما فيهم حتى حركة 20فبراير ؟












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما