بقلم الحسن بلعربي.
1 دلالة العنوان:يحيلني عنوان الخبز الجافي بشكل تلقائي على عنوان كتاب آخر، مشابه له، الا وهو الخبز الحافي لاحد عمالقة الأدب المغربي المرحوم محمد شكري. فإذا كانت التركيبة الهجائية للعنوانين تجمع بينهما قواسم مشتركة عديدة، باستثناء النقطة تحت حرف الحاء في الحافي، التي حولتها إلى جيم في الجافي، فإن هذه النقطة قد قلبت جل اوجه التشابه بين العنوانين، خالقة فارقا عميقا يمكن حصره في نقطتين أساسيتين:أ- على مستوى المعنى: فإذا كان "الحافي" يدل على التجرد من كل غطاء، أو خليط وبالتالي التعري (العاري) كما جاء في الترجمة الفرنسية: nu،؛ فإن "الجافي" يدل على النفور، والمخاصمة والابتعاد.ب- على مستوى الحركة والسكون: يبدو "الحافي" ساكنا هامدا في مكانه، فيكفي أن تمد يدك لتظفر به، بينما يظهر "الجافي" ديناميكيا وحركيا ونشطا في جفائه ونفوره؛ فهو في ابتعاد دائم، وهروب مستمر لا يتوقف فيه وضع العقبات في وجه من يتبعه بحيث يحتاج المرء معها إلى الكثير من الصبر ، والقدرة على التحمل، للتمكن من قضم بضعة أشداق منه.
2- على مستوى الشكل:قسم الكاتب ميمون حرطيت عمله الأدبي أو سيرته الذاتيةإلى ثلاثة مراحل: مرحلة الطفولة، مرحلة الشباب، أو العطالة، ثم المرحلة المهنية. تتخلل هذه المراحل عناوين فرعية لنصوص قصيرة نسبيا، راعى فيها الكاتب (برأيي) انشغالات القارئ الراهن، حيث يمكن له أن يطالع نصين أو ثلاثة دون أن يشعر برتابة السرد، ودون أن تشوش عليه الأحداث.
3- على مستوى زمن الأحداث وتسلسلها:تمتد أحداث السيرة من بداية الاستقلال، إلى سنة 2015 وهي سنة حصوله على التقاعد، على شكل مقاطع تبدوا منفصلة غير أنها مترابطة بخيط تسلسل زمني متواصل.
4- على مستوى المكان.تنطلق أغلب وقائع السيرة من حي عاريض، أحد أحياء مدينة الناظور، ثم تتوزع بعد ذلك على أمكنة أخرى متعددة.
5- على مستوى المضمون: تحكي السيرة الذاتية من ضمن ما تحكيه، على لسان طفل، وهو الكاتب نفسه، قصة الكفاح المستميت لخلية من خلايا المجتمع، في سبيل ضمان مكان للاستقرار، ورغيف خبز حلال، و ما تفرع عن ذلك من سلوكيات سادت بين عناصر المجتمع الذي يحكي عنه السارد، في خضم حيز زمني أحال عليه في أكثر من مناسبة.أتمنى أن تروقكم السيرة الذاتية، وأن تجعلكم تجرون أنتم أيضا برفقة الراوي خلف هذا الخبز الجافي.
1 دلالة العنوان:يحيلني عنوان الخبز الجافي بشكل تلقائي على عنوان كتاب آخر، مشابه له، الا وهو الخبز الحافي لاحد عمالقة الأدب المغربي المرحوم محمد شكري. فإذا كانت التركيبة الهجائية للعنوانين تجمع بينهما قواسم مشتركة عديدة، باستثناء النقطة تحت حرف الحاء في الحافي، التي حولتها إلى جيم في الجافي، فإن هذه النقطة قد قلبت جل اوجه التشابه بين العنوانين، خالقة فارقا عميقا يمكن حصره في نقطتين أساسيتين:أ- على مستوى المعنى: فإذا كان "الحافي" يدل على التجرد من كل غطاء، أو خليط وبالتالي التعري (العاري) كما جاء في الترجمة الفرنسية: nu،؛ فإن "الجافي" يدل على النفور، والمخاصمة والابتعاد.ب- على مستوى الحركة والسكون: يبدو "الحافي" ساكنا هامدا في مكانه، فيكفي أن تمد يدك لتظفر به، بينما يظهر "الجافي" ديناميكيا وحركيا ونشطا في جفائه ونفوره؛ فهو في ابتعاد دائم، وهروب مستمر لا يتوقف فيه وضع العقبات في وجه من يتبعه بحيث يحتاج المرء معها إلى الكثير من الصبر ، والقدرة على التحمل، للتمكن من قضم بضعة أشداق منه.
2- على مستوى الشكل:قسم الكاتب ميمون حرطيت عمله الأدبي أو سيرته الذاتيةإلى ثلاثة مراحل: مرحلة الطفولة، مرحلة الشباب، أو العطالة، ثم المرحلة المهنية. تتخلل هذه المراحل عناوين فرعية لنصوص قصيرة نسبيا، راعى فيها الكاتب (برأيي) انشغالات القارئ الراهن، حيث يمكن له أن يطالع نصين أو ثلاثة دون أن يشعر برتابة السرد، ودون أن تشوش عليه الأحداث.
3- على مستوى زمن الأحداث وتسلسلها:تمتد أحداث السيرة من بداية الاستقلال، إلى سنة 2015 وهي سنة حصوله على التقاعد، على شكل مقاطع تبدوا منفصلة غير أنها مترابطة بخيط تسلسل زمني متواصل.
4- على مستوى المكان.تنطلق أغلب وقائع السيرة من حي عاريض، أحد أحياء مدينة الناظور، ثم تتوزع بعد ذلك على أمكنة أخرى متعددة.
5- على مستوى المضمون: تحكي السيرة الذاتية من ضمن ما تحكيه، على لسان طفل، وهو الكاتب نفسه، قصة الكفاح المستميت لخلية من خلايا المجتمع، في سبيل ضمان مكان للاستقرار، ورغيف خبز حلال، و ما تفرع عن ذلك من سلوكيات سادت بين عناصر المجتمع الذي يحكي عنه السارد، في خضم حيز زمني أحال عليه في أكثر من مناسبة.أتمنى أن تروقكم السيرة الذاتية، وأن تجعلكم تجرون أنتم أيضا برفقة الراوي خلف هذا الخبز الجافي.