نجيم مزيان
إن الفهم الأعمق للسياسة الأمريكية بشكل عام والسياسة الخارجية بشكل خاص،لايستمر إلا بتحديد أهم المرتكزات السياسية للمحافظين الجدد نظرا للدور المهم الذي يلعبونه في دواليب الحياة السياسية الأمريكية،وبذلك،فان فهم إيديولوجية المحافظين الجدد و مرتكزا تهم الفكرية أمر ليس بالسهل.ويمكن تعريف إيديولوجيتهم بكونها عملية لإعادة إنتاج الريغانية وتزاوج بين القوة و المبادئ، حيث تختلط القوة الأمريكية البالغة لتغيير النظم،مع اعتقاد يحمل الصبغة الانجليكانية بان نظام الحكم الحق هو الديمقراطية ولا شيء سواها.
وإجمالا يمكن اختصار أهم المرتكزات الفكرية و السياسية للمحافظين الجدد في ما يلي:
- يتفقون مع تروتسكي على أن الثورة دائمة،وقد تستخدم فيها القوة أو الوسائل الفكرية.
- يطالبون بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط،وهم على استعداد لاستخدام القوة لتحقيق ذلك.
- لايخجلون من مبدأ الإمبراطورية الأمريكية،وعلى العكس من دلك يدافعون على هذا الأمر.
- يؤمنون بالحرب الوقائية لتحقيق النتائج المطلوبة.
- يعتقدون بان الحيادية في شؤون السياسة الخارجية أمر لا يوصى به.
- يؤمنون بان الكذب أمر ضروري لكي تحيى الدولة.
- يرون أن الحقائق المهمة حول كيفية إدارة المجتمع لابد أن تظل بيد النخبة الحكومية، وإخفاؤها عن أولئك الذين ليس لهم الشجاعة للتعامل معها.
- يؤمنون بان الامبريالية إذا كانت تقدمية بطبيعتها فهي أمر جيد.
- استخدام القوة لفرض المثل والقيم الأمريكية أمر مقبول وان القوة لا يجب أن تكون قاصرة على الدفاع عن امن البلاد فقط.
- يساندون إسرائيل بشكل غير مشروط ولديهم تحالف وثيق لحزب الليكود.
وتعتبر"الفوضى الخلاقة" نظرية المحافظين الجدد في التعامل مع العالم ومع من حولهم.إذ يراد بها إغراق الجميع بالفوضى كي تتمكن الصفوة من ضمان استقرار وضعها.
ويرى الستراوسيون بان السلطة لايمكن ممارستها إلا بعد تكسير كل أشكال الثبات والاستقرار،وهي أيضا فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم إلى مناطق غير مأهولة، فبالنسبة لمنظري الفوضى البناءة يجب سفك الدماء قصد الوصول إلى المناطق الحافلة بالثروات.
وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها سياسة أمن قومي أمريكية من قبل مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون.وقدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي 200"،ومن أهم افتراضاتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديدا للأمن القومي الأمريكي وحلفاء واشنطن الغربيين ،لان تزايد أعداد السكان في تلك البلاد سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب إما عن طريق التطور التكنولوجي أو بسبب الحاجة إلى إعالة الأعداد المتزايدة من السكان.
وتفترض تلك الدراسة أن هذا الأمر يعتبر تهديدا للأمن القومي الأمريكي وحليفاتها، من الدول الصناعية التي تعتمد في بقائها وتطورها مستقبلا على تلك الموارد المعدنية في تلك البلدان من العالم الثالث.وذكرت تلك المذكرة مجموعة من البلدان الإفريقية والأسيوية من بينها مصر التي أوصت بتحديد النسل فيها.
ومن بين ما تقوم عليه الفكرة استبدال الدول القائمة بدويلات اصغر تتسم بأحادية الطابع العرقي ،وتحييد هده الدويلات بجعل كل واحدة منها ضد الأخرى على نحو مستمر.وبعبارة أخرى،فالفكرة تتضمن تدمير الدول القائمة من اجل إنشاء كيانات ضعيفة يسهل توجيهها والتلاعب بثرواتها ومقدراتها.
ويستطيع أي ناقد ودارس لنشاط المحافظين الجدد أن يجد أدلة كثيرة على أنهم ليسوا كما وصفهم احد الكتاب "صهاينة قدامى" فحسب.بل إن المحافظين الجدد هم الاسم الحقيقي لصهاينة متعصبين وليس لقوميين أمريكيين متطرفين.فهم مع إسرائيل التي تبيع التكنولوجيا العسكرية المتقدمة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين.وهم مع إسرائيل التي تدخل في مفاوضات مع الزعيم الفنزويلي شافيز لتحديث قواته العسكرية.وهم ضد الدول العربية التي تخوض حربا عنيفة ضد الجماعات الإرهابية وتتعرض إلى ضغوط مستمرة منها،ومع السياسة الإسرائيلية التي أمدت هده الجماعات بأهم الحجج والبيانات التي تزيد نفوذها بين الشباب العرب وقطاعات واسعة من الرأي العام.
*باحث في الدراسات الدستورية والسياسية
إن الفهم الأعمق للسياسة الأمريكية بشكل عام والسياسة الخارجية بشكل خاص،لايستمر إلا بتحديد أهم المرتكزات السياسية للمحافظين الجدد نظرا للدور المهم الذي يلعبونه في دواليب الحياة السياسية الأمريكية،وبذلك،فان فهم إيديولوجية المحافظين الجدد و مرتكزا تهم الفكرية أمر ليس بالسهل.ويمكن تعريف إيديولوجيتهم بكونها عملية لإعادة إنتاج الريغانية وتزاوج بين القوة و المبادئ، حيث تختلط القوة الأمريكية البالغة لتغيير النظم،مع اعتقاد يحمل الصبغة الانجليكانية بان نظام الحكم الحق هو الديمقراطية ولا شيء سواها.
وإجمالا يمكن اختصار أهم المرتكزات الفكرية و السياسية للمحافظين الجدد في ما يلي:
- يتفقون مع تروتسكي على أن الثورة دائمة،وقد تستخدم فيها القوة أو الوسائل الفكرية.
- يطالبون بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط،وهم على استعداد لاستخدام القوة لتحقيق ذلك.
- لايخجلون من مبدأ الإمبراطورية الأمريكية،وعلى العكس من دلك يدافعون على هذا الأمر.
- يؤمنون بالحرب الوقائية لتحقيق النتائج المطلوبة.
- يعتقدون بان الحيادية في شؤون السياسة الخارجية أمر لا يوصى به.
- يؤمنون بان الكذب أمر ضروري لكي تحيى الدولة.
- يرون أن الحقائق المهمة حول كيفية إدارة المجتمع لابد أن تظل بيد النخبة الحكومية، وإخفاؤها عن أولئك الذين ليس لهم الشجاعة للتعامل معها.
- يؤمنون بان الامبريالية إذا كانت تقدمية بطبيعتها فهي أمر جيد.
- استخدام القوة لفرض المثل والقيم الأمريكية أمر مقبول وان القوة لا يجب أن تكون قاصرة على الدفاع عن امن البلاد فقط.
- يساندون إسرائيل بشكل غير مشروط ولديهم تحالف وثيق لحزب الليكود.
وتعتبر"الفوضى الخلاقة" نظرية المحافظين الجدد في التعامل مع العالم ومع من حولهم.إذ يراد بها إغراق الجميع بالفوضى كي تتمكن الصفوة من ضمان استقرار وضعها.
ويرى الستراوسيون بان السلطة لايمكن ممارستها إلا بعد تكسير كل أشكال الثبات والاستقرار،وهي أيضا فكرة تحويل مناطق واسعة من العالم إلى مناطق غير مأهولة، فبالنسبة لمنظري الفوضى البناءة يجب سفك الدماء قصد الوصول إلى المناطق الحافلة بالثروات.
وهي فكرة تم تكريسها باعتبارها سياسة أمن قومي أمريكية من قبل مستشار الأمن القومي السابق هنري كيسنجر في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون.وقدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي 200"،ومن أهم افتراضاتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديدا للأمن القومي الأمريكي وحلفاء واشنطن الغربيين ،لان تزايد أعداد السكان في تلك البلاد سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب إما عن طريق التطور التكنولوجي أو بسبب الحاجة إلى إعالة الأعداد المتزايدة من السكان.
وتفترض تلك الدراسة أن هذا الأمر يعتبر تهديدا للأمن القومي الأمريكي وحليفاتها، من الدول الصناعية التي تعتمد في بقائها وتطورها مستقبلا على تلك الموارد المعدنية في تلك البلدان من العالم الثالث.وذكرت تلك المذكرة مجموعة من البلدان الإفريقية والأسيوية من بينها مصر التي أوصت بتحديد النسل فيها.
ومن بين ما تقوم عليه الفكرة استبدال الدول القائمة بدويلات اصغر تتسم بأحادية الطابع العرقي ،وتحييد هده الدويلات بجعل كل واحدة منها ضد الأخرى على نحو مستمر.وبعبارة أخرى،فالفكرة تتضمن تدمير الدول القائمة من اجل إنشاء كيانات ضعيفة يسهل توجيهها والتلاعب بثرواتها ومقدراتها.
ويستطيع أي ناقد ودارس لنشاط المحافظين الجدد أن يجد أدلة كثيرة على أنهم ليسوا كما وصفهم احد الكتاب "صهاينة قدامى" فحسب.بل إن المحافظين الجدد هم الاسم الحقيقي لصهاينة متعصبين وليس لقوميين أمريكيين متطرفين.فهم مع إسرائيل التي تبيع التكنولوجيا العسكرية المتقدمة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين.وهم مع إسرائيل التي تدخل في مفاوضات مع الزعيم الفنزويلي شافيز لتحديث قواته العسكرية.وهم ضد الدول العربية التي تخوض حربا عنيفة ضد الجماعات الإرهابية وتتعرض إلى ضغوط مستمرة منها،ومع السياسة الإسرائيلية التي أمدت هده الجماعات بأهم الحجج والبيانات التي تزيد نفوذها بين الشباب العرب وقطاعات واسعة من الرأي العام.
*باحث في الدراسات الدستورية والسياسية