اليزيد الدريوش
عشقي لآثار الريف والمعالم الأثرية التي تؤرخ لتاريخنا المجيد، جعلني أتتبع خيوط والمحطات التي بصمت لتاريخ ريفنا من حبر لا يمحى وكان التحدي الذي صممت عليه منذ مدة طويلة هو البحث عن مقر الذي جرت فيه مفاوضات وجدة أو مؤتمر وجدة الذي جمع بين الريفيين والإسبان والفرنسيين سنة 1926، فكان نصيبي هو الفشل في كل محاولة أطمح فيها إلى تحديد مكان انعقاد مؤتمر وجدة التاريخي. فكم من أساتذة أزعجتهم طامعا أن نجد عندهم مبتغاي لكن باءت محاولاتي كلها بالفشل.
أساتذة عدة تحدثوا عن مفاوضات وجدة لكن لم يُحدّد أحدهم مكان إجراء هذه المفاوضات. فمثلاً ذ. رشيد يشوتي تحدث بتشويق عن مؤتمر وجدة في مجلة حفريات مغربية (عدد3، ص71-87) وكذلك الأستاذة زكية داوود في كتابها "عبد الكريم، ملحمة الدم والذهب" وكذلك الصحفي مصطفى العلوي في كتابه "الحرب المغربية الفرنسية الاسبانية 1906/1936)، وغيرها من الكتب والمؤلفات التاريخية (العياشي، عمر القاضي، روبرت فورنو، والعلمي وغيرهم).
فكلما حاولت أن أمسك بخيط يوصلني إلى هذه البناية التاريخيّة، إلاّ وأصيبت بالخيبة والفشل. لقد دام البحث أكثر من سنة.
وفي الأخير وجدت الشخص الذي يعرف البنايات الكولونيالية في وجدة. إنه الصديق توفيق جامع البطاقات البريدية وجدة القديمة، فبمجرد ما بادرته بالسؤال عن معرفته لهذه البناية فكان جوابه إيجابا ومفاجأة بالنسبة لي. إنه يملك صورتان قديمتان من مجموعته الخاصة (انظر الصورتين). إنه فندق المغرب (hotel Maroc) المجاور لباب الغربي الشهير لمدينة وجدة القديمة.
توجد هذه البناية في شارع الأمم المتحدة (شارع باريس سابقا). وإلى جانب هذا الفندق أتذكر انه كانت توجد على مقربته سينما المغرب ( هُدم) والذي يعد أول قاعة سينما فتحت بالمغرب.
وقد وقفت مشدوها إلى هذه البناية التي أصبحت حاليا صيدليّة وأحسست أني رجعت بنفسي (88) سنة إلى الوراء بمجرد وقوفك أمام هذه البناية فأنت تقطع تذكرة سفر عبر الزمن، زمن الذي كان المفاوضون الريفيون ( القايد حدّو، القايد الشّدي، أزرقان محمد) يبحثون فيه عن السلام عكس الاسبان والفرنسيين الذين كانوا يبحثون عن الاستسلام للمقاومة الريفية التي كبدتهم الكثير من الخسائر.
هذه المفاوضات التي شارك فيها 9 مفاوضون، ثلاثة أشخاص عن كل دولة بالإضافة إلى وسيط انجليزي. اما الماريشال فليب بيتان فكانت له رؤية أخرى حيث كان يعتبر مؤتمر وجدة مجرد هدنة حرب. وقد دامت المفاوضات من 27 أبريل 1926 إلى 6 ماي 1926. وبعدها صمت منطق العقل وفسح المجال للجزار الماريشال بيتان ليعبث بالريف قتلاً وتدميراً، مما أدى إلى استسلام الأمير الخطابي ونهاية حلم رجال آمنوا بريف يعشق الحرية وينبذ الظلم والاستبداد.
عشقي لآثار الريف والمعالم الأثرية التي تؤرخ لتاريخنا المجيد، جعلني أتتبع خيوط والمحطات التي بصمت لتاريخ ريفنا من حبر لا يمحى وكان التحدي الذي صممت عليه منذ مدة طويلة هو البحث عن مقر الذي جرت فيه مفاوضات وجدة أو مؤتمر وجدة الذي جمع بين الريفيين والإسبان والفرنسيين سنة 1926، فكان نصيبي هو الفشل في كل محاولة أطمح فيها إلى تحديد مكان انعقاد مؤتمر وجدة التاريخي. فكم من أساتذة أزعجتهم طامعا أن نجد عندهم مبتغاي لكن باءت محاولاتي كلها بالفشل.
أساتذة عدة تحدثوا عن مفاوضات وجدة لكن لم يُحدّد أحدهم مكان إجراء هذه المفاوضات. فمثلاً ذ. رشيد يشوتي تحدث بتشويق عن مؤتمر وجدة في مجلة حفريات مغربية (عدد3، ص71-87) وكذلك الأستاذة زكية داوود في كتابها "عبد الكريم، ملحمة الدم والذهب" وكذلك الصحفي مصطفى العلوي في كتابه "الحرب المغربية الفرنسية الاسبانية 1906/1936)، وغيرها من الكتب والمؤلفات التاريخية (العياشي، عمر القاضي، روبرت فورنو، والعلمي وغيرهم).
فكلما حاولت أن أمسك بخيط يوصلني إلى هذه البناية التاريخيّة، إلاّ وأصيبت بالخيبة والفشل. لقد دام البحث أكثر من سنة.
وفي الأخير وجدت الشخص الذي يعرف البنايات الكولونيالية في وجدة. إنه الصديق توفيق جامع البطاقات البريدية وجدة القديمة، فبمجرد ما بادرته بالسؤال عن معرفته لهذه البناية فكان جوابه إيجابا ومفاجأة بالنسبة لي. إنه يملك صورتان قديمتان من مجموعته الخاصة (انظر الصورتين). إنه فندق المغرب (hotel Maroc) المجاور لباب الغربي الشهير لمدينة وجدة القديمة.
توجد هذه البناية في شارع الأمم المتحدة (شارع باريس سابقا). وإلى جانب هذا الفندق أتذكر انه كانت توجد على مقربته سينما المغرب ( هُدم) والذي يعد أول قاعة سينما فتحت بالمغرب.
وقد وقفت مشدوها إلى هذه البناية التي أصبحت حاليا صيدليّة وأحسست أني رجعت بنفسي (88) سنة إلى الوراء بمجرد وقوفك أمام هذه البناية فأنت تقطع تذكرة سفر عبر الزمن، زمن الذي كان المفاوضون الريفيون ( القايد حدّو، القايد الشّدي، أزرقان محمد) يبحثون فيه عن السلام عكس الاسبان والفرنسيين الذين كانوا يبحثون عن الاستسلام للمقاومة الريفية التي كبدتهم الكثير من الخسائر.
هذه المفاوضات التي شارك فيها 9 مفاوضون، ثلاثة أشخاص عن كل دولة بالإضافة إلى وسيط انجليزي. اما الماريشال فليب بيتان فكانت له رؤية أخرى حيث كان يعتبر مؤتمر وجدة مجرد هدنة حرب. وقد دامت المفاوضات من 27 أبريل 1926 إلى 6 ماي 1926. وبعدها صمت منطق العقل وفسح المجال للجزار الماريشال بيتان ليعبث بالريف قتلاً وتدميراً، مما أدى إلى استسلام الأمير الخطابي ونهاية حلم رجال آمنوا بريف يعشق الحرية وينبذ الظلم والاستبداد.