تحقيق من انجاز : طارق الشامي
على هامش من هوامش مساحات مدينة الناضور المهمشة، في منطقة بوعرورو تحديدًا، حطت كاميرا "ناضورسيتي" الرحال هذه المرة.. فبعد سيل من المكالمات الهاتفية التي وردت إلينا من مواطنين يرغبون في إيصال معاناتهم و مشاكلهم إلى المسؤولين، ومن اجل إشراك الرأي العام ما يعيشه سكان الحي من بؤس ومعاناة يومية تؤرق حياتهم في ضل انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة..!
مشاهد مؤلمة تأسفنا لالتقاطها سيما أنها تشكل فسيفساء منوعة من أحلك صور البؤس والتراجيديا التي يمكن للكائن البشري تحملها.. فَوَادي بوسردون الذي يخترق الحي ويتوسطه ليجعل من قاطنيه يتواجدون على ضفتين، يعتبر مصنعا لجميع أنواع الجراثيم والأمراض المتعفنة.. إذ تصب فيه أنابيب الصرف الصحي المربوطة بمنازل الحي في ضل غياب قنوات تصريف المياه التابعة لبلدية الناضور، وهو الأمر الذي يتسبب في إصابة العديد من أطفال الحي بأمراض الحساسية والربو ومشاكل صحية أخرى..ناهيك عن استفحال الناموس بشكل مهول بالمنطقة لنفس السبب الآنف الذكر، وهو رسو المياه العادمة بالوادي المذكور الذي (للتذكير فقط) ينطلق صبيبه من مَنْبَعِه بجبال ازغنغان ليخترق مجموعة من الأحياء الكبرى بالناضور كــ: "براقة" مروراً باولاد لحسن.. حتى منتهاه ببوعرورو.
و تتواصل معاناة سكان حي بوعرورو مع مشاكل التلوث و انتشار النفايات مقابل غياب كلي لمسؤولي المجلس البلدي الجديد الذين يبدو أنهم لا يزالون منشغلين في هموم هي بعيدة كل البعد عن مشاكل الساكنة وانشغالاتهم.. فبالإضافة إلى مشكلة وادي بوسردون العويصة، تعرف أغلب زوايا حي بوعرورو انتشارًا مُلفتا للأزبال والنفايات المتعفنة بسبب تجاهل شاحنات شركة جمع النفايات التي عُهد إليها مجلس بلدية الناضور مهام التنظيف بالمدينة، إذ تغيب شاحنات هاته الشركة لأسابيع قبل أن تزور الحي بشكل محتشم..أما البنيات التحتية في بوعرورو فهي منعدمة تمامًا، و تتجلى سلبيات ذلك على الخصوص خلال فصل الشتاء، حيث يتحول الحي، وكافة الأحياء المجاورة له، إلى شبه بحيرة عائمة نتيجة الفيضانات التي يتسبب فيها ارتفاع منسوب الوادي المذكور.
على هامش من هوامش مساحات مدينة الناضور المهمشة، في منطقة بوعرورو تحديدًا، حطت كاميرا "ناضورسيتي" الرحال هذه المرة.. فبعد سيل من المكالمات الهاتفية التي وردت إلينا من مواطنين يرغبون في إيصال معاناتهم و مشاكلهم إلى المسؤولين، ومن اجل إشراك الرأي العام ما يعيشه سكان الحي من بؤس ومعاناة يومية تؤرق حياتهم في ضل انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة..!
مشاهد مؤلمة تأسفنا لالتقاطها سيما أنها تشكل فسيفساء منوعة من أحلك صور البؤس والتراجيديا التي يمكن للكائن البشري تحملها.. فَوَادي بوسردون الذي يخترق الحي ويتوسطه ليجعل من قاطنيه يتواجدون على ضفتين، يعتبر مصنعا لجميع أنواع الجراثيم والأمراض المتعفنة.. إذ تصب فيه أنابيب الصرف الصحي المربوطة بمنازل الحي في ضل غياب قنوات تصريف المياه التابعة لبلدية الناضور، وهو الأمر الذي يتسبب في إصابة العديد من أطفال الحي بأمراض الحساسية والربو ومشاكل صحية أخرى..ناهيك عن استفحال الناموس بشكل مهول بالمنطقة لنفس السبب الآنف الذكر، وهو رسو المياه العادمة بالوادي المذكور الذي (للتذكير فقط) ينطلق صبيبه من مَنْبَعِه بجبال ازغنغان ليخترق مجموعة من الأحياء الكبرى بالناضور كــ: "براقة" مروراً باولاد لحسن.. حتى منتهاه ببوعرورو.
و تتواصل معاناة سكان حي بوعرورو مع مشاكل التلوث و انتشار النفايات مقابل غياب كلي لمسؤولي المجلس البلدي الجديد الذين يبدو أنهم لا يزالون منشغلين في هموم هي بعيدة كل البعد عن مشاكل الساكنة وانشغالاتهم.. فبالإضافة إلى مشكلة وادي بوسردون العويصة، تعرف أغلب زوايا حي بوعرورو انتشارًا مُلفتا للأزبال والنفايات المتعفنة بسبب تجاهل شاحنات شركة جمع النفايات التي عُهد إليها مجلس بلدية الناضور مهام التنظيف بالمدينة، إذ تغيب شاحنات هاته الشركة لأسابيع قبل أن تزور الحي بشكل محتشم..أما البنيات التحتية في بوعرورو فهي منعدمة تمامًا، و تتجلى سلبيات ذلك على الخصوص خلال فصل الشتاء، حيث يتحول الحي، وكافة الأحياء المجاورة له، إلى شبه بحيرة عائمة نتيجة الفيضانات التي يتسبب فيها ارتفاع منسوب الوادي المذكور.
مشاكل بالجملة، ومسؤولون خونة..!
و أمام كل هته المعضلات الاجتماعية التي يعرفها حي بوعرورو في غفلة من المسؤولين والمنتخبين، بدأ اليأس والإحباط يدب في نفوس ساكنة الحي، واتضح ذلك بجلاء خلال الانتخابات الجماعية الماضية، حيث تراجعت نسبة المصوتين إلى أدنى مستوياتها منذ استقلال المغرب.. وهذا ما اعتبره العديد من المتتبعين آنذاك، غضب المواطنين من مسؤوليه المحليين خاصة بعد كارثة الفيضانات التي عرفها الحي المذكور في السنة الماضية.. فلم يعد المواطن البسيط يثق في وعود المنتخبين ولا مسؤوليه الذين يمثلونه في مختلف المجالس الأخرى، ذلك لان ساكنة الحي تجرعت في أكثر من مرة، مَرَارَة الوعود الكاذبة التي يتغنى بها المرشحين خلال كل فترة انتخابية، هؤلاء المسؤولين الذين يجسدون أقوى أدوار الخيانة الوطنية بإمالهم لأبسط مطالب الناخبين..!
و أمام كل هته المعضلات الاجتماعية التي يعرفها حي بوعرورو في غفلة من المسؤولين والمنتخبين، بدأ اليأس والإحباط يدب في نفوس ساكنة الحي، واتضح ذلك بجلاء خلال الانتخابات الجماعية الماضية، حيث تراجعت نسبة المصوتين إلى أدنى مستوياتها منذ استقلال المغرب.. وهذا ما اعتبره العديد من المتتبعين آنذاك، غضب المواطنين من مسؤوليه المحليين خاصة بعد كارثة الفيضانات التي عرفها الحي المذكور في السنة الماضية.. فلم يعد المواطن البسيط يثق في وعود المنتخبين ولا مسؤوليه الذين يمثلونه في مختلف المجالس الأخرى، ذلك لان ساكنة الحي تجرعت في أكثر من مرة، مَرَارَة الوعود الكاذبة التي يتغنى بها المرشحين خلال كل فترة انتخابية، هؤلاء المسؤولين الذين يجسدون أقوى أدوار الخيانة الوطنية بإمالهم لأبسط مطالب الناخبين..!
جمعية الحي تراسل الملك..
و في إطار المبادرت الفردية التي يقوم بها بعض شباب الحي، و على ضوء هاته المعاناة التي يعيشها سكان بوعرورو، ارتأى ثلة من أبناء الحي، تأسيس جمعية تُعنى بمشاكل الحي وهموم قاطنيه، وكذا الإسهام في قاطرة التنمية و البناء على غرار تلك التي تعرفها مختلف مناطق المغرب، وهي جمعية تحت إسم: "جمعية بوعرورو للبيئة و التنمية والتضامن" وهي الجمعية التي دشنت أنشطتها بالتعريف بمشاكل الحي إعلامياً، تلى ذلك مراسلة مفتوحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بخصوص ما يعرفه حي بوعرورو من تهميش عم جميع الأصعدة..
ومما جاء في تلك الرسالة: "...يؤسفنا أن نرفع إلى مقامكم هذه الرسالة من أجل الإحاطة علمًا بأسوأ كارثة بيئية تهدد المنطقة برمتها نتيجة إهمال المسئولين وعدم اكتراثهم بمتطلبات الساكنة المحلية..وذلك بسبب التلوث البيئي الخطير الذي يسببه وادي بوسردون الذي يخترق الحي على غرار العديد من أحياء مدينة الناضور، فأمام انعدام قنوات الصرف الصحي لدى ساكنة حي بوعرورو، اضطروا مُكرهين إلى ربط قنوات تصريف المياه العادمة بهذا الوادي الذي يفرغ بدوره ما يحمله من صبيب ملوث، في بحيرة مارتشيكا، هذه الأخيرة التي أصبحت مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى بكارثة بيئية غير مسبوقة. والبوادر بهذا الشأن بدأت تظهر جلية للعيان، فقد رَصَدْنا إصابة العشرات من أطفال الحي المذكور بعدة أمراض لها علاقة بالحساسية و أمراض الجلد…كما تغير لون البحيرة ليصبح قاتم السواد، ناهيكم سيدي عن الرائحة الكريهة والنتنة التي تنبعث من البحيرة والوادي الذي يتوسط حي بوعرورو.."
و أمام هذا التلوث البيئي الذي تعرفه بحيرة مارتشيكا، حيث تحتوي البحيرة على أطنان من مادة البلاستيك و نفايات الفلاحة التي تشكل خطورة على التوازن الايكولوجي للبحيرة. تضيف الرسالة: "يضل سكان الأحياء المجاورة يعيشون أوضاعاً مأساوية بفعل انبعاث الروائح الكريهة التي لها أثر بالغ على صحة السكان، خاصة الأطفال منهم، كما أن مجموعة من الأحياء غير المربوطة بشبكة الوادي الحار تصب مباشرة في بحيرة مارتشيكا بدون تطهير.."
وختمت الجمعية رسالتها بالتوسل لدى جلالة الملك من أجل إعطاء أوامره السامية للجهات المختصة للنضر في المعضلة، والتدخل العاجل من أجل إنقاذ ساكنة بوعرورو، والأحياء المجاورة، من معاناتهم الدائمة مع الوادي المذكور الذي يهددهم بكارثة محققة إذا لم يتم استدراك الأمر.
و في إطار المبادرت الفردية التي يقوم بها بعض شباب الحي، و على ضوء هاته المعاناة التي يعيشها سكان بوعرورو، ارتأى ثلة من أبناء الحي، تأسيس جمعية تُعنى بمشاكل الحي وهموم قاطنيه، وكذا الإسهام في قاطرة التنمية و البناء على غرار تلك التي تعرفها مختلف مناطق المغرب، وهي جمعية تحت إسم: "جمعية بوعرورو للبيئة و التنمية والتضامن" وهي الجمعية التي دشنت أنشطتها بالتعريف بمشاكل الحي إعلامياً، تلى ذلك مراسلة مفتوحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بخصوص ما يعرفه حي بوعرورو من تهميش عم جميع الأصعدة..
ومما جاء في تلك الرسالة: "...يؤسفنا أن نرفع إلى مقامكم هذه الرسالة من أجل الإحاطة علمًا بأسوأ كارثة بيئية تهدد المنطقة برمتها نتيجة إهمال المسئولين وعدم اكتراثهم بمتطلبات الساكنة المحلية..وذلك بسبب التلوث البيئي الخطير الذي يسببه وادي بوسردون الذي يخترق الحي على غرار العديد من أحياء مدينة الناضور، فأمام انعدام قنوات الصرف الصحي لدى ساكنة حي بوعرورو، اضطروا مُكرهين إلى ربط قنوات تصريف المياه العادمة بهذا الوادي الذي يفرغ بدوره ما يحمله من صبيب ملوث، في بحيرة مارتشيكا، هذه الأخيرة التي أصبحت مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى بكارثة بيئية غير مسبوقة. والبوادر بهذا الشأن بدأت تظهر جلية للعيان، فقد رَصَدْنا إصابة العشرات من أطفال الحي المذكور بعدة أمراض لها علاقة بالحساسية و أمراض الجلد…كما تغير لون البحيرة ليصبح قاتم السواد، ناهيكم سيدي عن الرائحة الكريهة والنتنة التي تنبعث من البحيرة والوادي الذي يتوسط حي بوعرورو.."
و أمام هذا التلوث البيئي الذي تعرفه بحيرة مارتشيكا، حيث تحتوي البحيرة على أطنان من مادة البلاستيك و نفايات الفلاحة التي تشكل خطورة على التوازن الايكولوجي للبحيرة. تضيف الرسالة: "يضل سكان الأحياء المجاورة يعيشون أوضاعاً مأساوية بفعل انبعاث الروائح الكريهة التي لها أثر بالغ على صحة السكان، خاصة الأطفال منهم، كما أن مجموعة من الأحياء غير المربوطة بشبكة الوادي الحار تصب مباشرة في بحيرة مارتشيكا بدون تطهير.."
وختمت الجمعية رسالتها بالتوسل لدى جلالة الملك من أجل إعطاء أوامره السامية للجهات المختصة للنضر في المعضلة، والتدخل العاجل من أجل إنقاذ ساكنة بوعرورو، والأحياء المجاورة، من معاناتهم الدائمة مع الوادي المذكور الذي يهددهم بكارثة محققة إذا لم يتم استدراك الأمر.