لقاء . فكرة وإعداد : محمد العلالي
وسط صخب الحياة و همومها ، ينشغل المرء ، دون أن يمنح لنفسه ، فسحة أمل ، ويجلس مع الذات ، في لحظة محاكمة النفس للنفس ، جلسة لترتيب أوراق الحياة التي إختلطت بالإنشغالات اليومية ، وتراكمات تكاليف الزمن ومرارته ، في خضم هذا التياهان الذي يعيشه المرئ دون أن يدرك ، وهو على متن قطار الحياة الذي يمر دون أن ينتظر أحد ، ودون حتى أن يستأذن أي كان ، نسعى من خلال زاوية " لقاء " أن نوقف عقارب الزمن ولو لبرهة ، لنجالس بين الفينة والأخرى ، أسماء ، وفعاليات ، وشخصيات ... من شتى المجالات ، كل حسب ميدان إهتمامه ، لننقل لزوارنا الأعزاء ، حميمية اللقاء ، بأجواءه الحية ، لنكتشف ، مضمون زاوية " لقاء " ومتعته ،رويدا رويدا ، فدمنا متواصلين ولكم منا ألف تحية كل لقاء ...
وسط صخب الحياة و همومها ، ينشغل المرء ، دون أن يمنح لنفسه ، فسحة أمل ، ويجلس مع الذات ، في لحظة محاكمة النفس للنفس ، جلسة لترتيب أوراق الحياة التي إختلطت بالإنشغالات اليومية ، وتراكمات تكاليف الزمن ومرارته ، في خضم هذا التياهان الذي يعيشه المرئ دون أن يدرك ، وهو على متن قطار الحياة الذي يمر دون أن ينتظر أحد ، ودون حتى أن يستأذن أي كان ، نسعى من خلال زاوية " لقاء " أن نوقف عقارب الزمن ولو لبرهة ، لنجالس بين الفينة والأخرى ، أسماء ، وفعاليات ، وشخصيات ... من شتى المجالات ، كل حسب ميدان إهتمامه ، لننقل لزوارنا الأعزاء ، حميمية اللقاء ، بأجواءه الحية ، لنكتشف ، مضمون زاوية " لقاء " ومتعته ،رويدا رويدا ، فدمنا متواصلين ولكم منا ألف تحية كل لقاء ...
تحدى الأمية ويجيد كتابة الشعر وإلقاءه باللغة الإسبانية
إنجاز : محمد العلالي
تصوير : كمال قروع
الحرمان من الدراسة ..
إزداد بومدين مختاري ، سنة 1958، بإحدى الدواوير التابعة لجماعة بني شيكر بإقليم الناطور ، يتذكر جيدا أيام الطفولة وذكريات البادية الجميلة إلى جانب والده ، حيث كان وهو في سنه الثامنة ، يساعد والده في عمله الفلاحي بالمنطقة ، قبل أن ينتقل رفقة باقي أفراد أسرته سنة 1968 للعيش بمدينة مليلية ،وبهذه الأخيرة يتذكر يوم رافق والده إلى إحدى المؤسسات التعليمية ، قصد ولوجه إلى المدرسة ، وعمره آنذاك 11 سنة ، غير أن الحظ عاكسه لتحقيق حلمه في حصوله على مقعد بقاعة الدراسة ، بحكم مواجهة والده من طرف إدارة المؤسسة ، بحجة عدم قبول إبنه نظرا لتجاوزه السن القانوني للتمدرس بسنة واحدة .
دروس البحر ..
ظل بومدين مختاري بعد عدم السماح له بدخول المدرسة ، يساعد والده في تجارته ، حيث كان يزاول نشاطه ، في بيع الخضر ، وبعد حوالي سنتين ، ستأتي لحظة العودة إلى مكان مسقط الرأس ، ليحمل معه بومدين حرقة عدم ولوجه إلى المدرسة و يجتر مرارة الأمر ، ليقدم على خطوة هامة حيث قرر الإعتماد على نفسه في سبيل تعلمه الكتابة إلى أن بلغ مرحلة تحسين خط اليد بشكل جيد ، وفي ذات الآن يرافق والده بشكل يومي إلى البحر حيث يساعده في مهنته الجديدة على متن قوارب الصيد البحري ، قبل أن يقدم على إقتناءه لقارب صغير ويعيش سعادة بريئة في عالم البحار المجهولة ، حيث ظلت تجمعه بالبحر علاقة وطيدة إلى اليوم ..
شاعر بالفطرة ..
لم يجد بومدين مختاري ، أمام واقع ضيق العيش بدا ، من التفكير الجدي في حلول بديلة ، تساعده على مواجهة تكاليف الحياة الصعبة ، وحتما سيجد نفسه في خضم التفكير الذي أدخله في شرود مؤقت ، مستجيبا لإحساس داخلي غريب يسكنه ويأبى الرحيل ، إكتشف مع مرور الأيام أن الحوار الداخلي الذي لازمه ماهو إلا مرحلة البداية للتعبير عن مكنونه وإبراز موهبة أرغمته على إختيار ميدان الشعر والنطق بكلام يحمل بين ثناياه رسائل ومعان جمة ، بعد محاولات البداية ، سيجد نفسه سنة 2001 في أولى تجاربه الحقيقية ، لشاعر خرج إلى حيز الوجود بالفطرة ، إثر تأثره الكبير بالحادث الإرهابي الذي شهده البرج التجاري العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية شتنبر ذات السنة ، جراء إطلاعه على حكاية شابة كانت في ذات المكان إتصلت لحظتها بأحد أصدقائها تخبره بكلمة الوداع بإعتبار الرعب الذي تملك الجميع وهول الفاجعة التي ألمت بالمتواجدين بالمكان ذاته ، ومن هنا كانت أولى القصائد حيث تناول
موضوع الحرب والتعايش قبل أن يتطرق لمواضيع شتى حول الحياة والإنسان والأرض
إبداع من رحم المعاناة ..
الحاجة أم الإختراع كما يقال ، وإقتداءا بهذا المثل ، ظل بومدين مختاري يجتهد في سبيل تكوين نفسه بنفسه ، لتكون ثمرة البداية كتابته لمجموعة من القصائد باللغة الإسبانية ، قبل أن يختار كتابة الشعر بحرف تيفيناغ بالأمازيغية ، في ظل الإنفتاح الإعلامي الراهن ، لمختلف مشارب الإعلام الوطني على الثقافة الأمازيغية ، ويتوفر حاليا على مايقرب من 30 قصيدة شعرية من ضمنها حوالي 18 قصيدة بالإسبانية و 20 قصيدة بالأمازيغية ، كما يشتغل حاليا على تأليف ديوان شعري باللغة الأمازيغية ، إثر عرض الفكرة على المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي ينتظر منه الجواب الإيجابي لدعم مساره الإبداعي ، إضافة إلى إهتمامه الكبير باللحن حيث يقوم بمحاولة قصد تسجيل إحدى الأشرطة الغنائية ، وسبق له أن شارك في بعض المهرجانات الشعرية بمدينة الناظور ، كما سبق له وأن حل ضيفا على برامج ثقافية عدة مرات بالقناة التلفزية المحلية بمدينة مليلية " تيفي مليلية " ، ويواصل حاليا كتاباته الشعرية بالأمازيغية والإسبانية ، ويظل هدفه هو مواصلة التحدي ، بعد أن إستطاع أن يحارب عتمة الأمية ويخلق بقعة ضوء لمساره الإبداعي ولو من رحم المعاناة ، قصد التطلع لآفاق أوسع و البحث عن الذات ، ويرى بومدين مختاري ، بأن شعراء الشعر الأمازيغي رغم الأسماء الكبيرة المتواجدة بالمنطقة ، يفتقدون للغة التواصل ، وإطار يوحد أفكارهم وإبداعهم ، في حين يؤكد أن الشعر الأمازيغي ، يتخبط في مجموعة من الإكراهات نظرا لعوز الإمكانيات لدى مجموعة من الشعراء بالمنطقة
كتابات الشاعر