ناظورسيتي: بقلم جابر الزكاني
لعل الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين الشمال والجنوب، ماضية في التوسع منذ انتشار العولمة منذ سقوط جدار برلين، ولعل مشروع نظام المتوسط، أصبح حلما أكل عليه الدهر وشرب، وها هي مخلفات هذه الهوة بين الشاطئين تظهر عبر الأرواح التي تزهق وسط البحر في كل دقيقة وساعة.
لم يعد للخبر بريق بقدرما هو حكاية لمأساة غرق غريق.. فالفيديو أدناه كان الأكثر إثارة هذا العام الموشك على الانتهاء، مشاهد مُبكية للحظات غرق أكثر من خمسين مهاجرا سريا أبحروا من سواحل مغاربية، في محاولات يائسة لفريق إنقاذ اسباني، للحيلولة دون غرق هؤلاء ومن بينهم نساء وأطفال.
ومثل هذا الفيديو تصدّرت "التراند" مشاهد تحكي مآسي أخرى لمهاجرين حلموا بالهجرة فتحطمت أحلامهم وآمالهم على صخور من شواطئ غاضبة خصوصا بعد انتشار كورونا، التي نشرت اليأس والفقر، وأحاطت الموت بنا أجمعين، أبناء الجنوب كما يحلو للبنك الدولي تسميتنا..
لعل الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين الشمال والجنوب، ماضية في التوسع منذ انتشار العولمة منذ سقوط جدار برلين، ولعل مشروع نظام المتوسط، أصبح حلما أكل عليه الدهر وشرب، وها هي مخلفات هذه الهوة بين الشاطئين تظهر عبر الأرواح التي تزهق وسط البحر في كل دقيقة وساعة.
لم يعد للخبر بريق بقدرما هو حكاية لمأساة غرق غريق.. فالفيديو أدناه كان الأكثر إثارة هذا العام الموشك على الانتهاء، مشاهد مُبكية للحظات غرق أكثر من خمسين مهاجرا سريا أبحروا من سواحل مغاربية، في محاولات يائسة لفريق إنقاذ اسباني، للحيلولة دون غرق هؤلاء ومن بينهم نساء وأطفال.
ومثل هذا الفيديو تصدّرت "التراند" مشاهد تحكي مآسي أخرى لمهاجرين حلموا بالهجرة فتحطمت أحلامهم وآمالهم على صخور من شواطئ غاضبة خصوصا بعد انتشار كورونا، التي نشرت اليأس والفقر، وأحاطت الموت بنا أجمعين، أبناء الجنوب كما يحلو للبنك الدولي تسميتنا..
معذرة على قساوة المشهد في الفيديو أدناه عزيزي القارئ "الجنوبي"، لكن وجب أن أتقاسم معك معاناتي كحامل قلم، وأنا أنقل الصورة هاهنا، قبل أن آتي لأحادثك عن الفروقات المجالية بين الشمال والجنوب، وأن أذكرك بأن التفاوت المقصود يتسع أكثر فأكثر، ليجعلنا نحن "الجنوبيون" نرنو إلى الهجرة نحو الجنان الواهمة وبيننا وبينها برزخ قاتل، فمشكل الهجرة، أصبح سرمدي الحدود، سيستمر ما استمر ايماننا مشروخا، وما لم نتذكر أن الالقاء بالنفس إلى التهلكة كفر لا محالة.
يحدثوننا على "إيجابيات الهجرة" ولا إيجابيات بعد إهدار أرواح، وتغذية أسماك البوران، والمانش، والأطلسي على أجسامنا، يحدثوننا عن دور الهجرة نحو أوروبا في تنمية اقتصاد الوطن، ولا وجود للوطن في قلوب من قُتِلوا غرقا، ولفظت المياه جلودهم على شطآننا تفزعنا في بني شيكر، مارتشيكا، المضيق، الشاطئ الأبيض، العرائش، مليلية وغيرها.. يحدثوننا عن أمن الحدود ولا وجود لحدود تخترق جحافل المهاجرين بالآلاف نهار كل يوم نحتسي فيه فنجان القهوة نقرأ أخبارا عن وفاتهم و غرق قواربهم..
الناظور ينزف كما الريف.. تهاجرنا أدمغة، ويرحل عنا أقارب وأحبة مسترشدين بحالات البحر والطقس فقط، وبآمال مزيفة.. وفارّين في حضن عصابات تهريب البشر، وآخرون يسبحون ضد التيارات البحرية الجارفة يغوصون مياه متجمدة، قصد الالتفاف وراء صخور اسمنيتة أقفلت مليلية السليبة..
فوا وطناه.. وكما قال أحد الفنانين، " إيه ياوطن.." وكتبها عنا الفنان الشاعر عبد الرحيم فوزي وهو يستجمع معاني كلمة وطن في قالب استفهامي.. لأقول بدوري: "إيه يا جنوب" إلى متى..
يحدثوننا على "إيجابيات الهجرة" ولا إيجابيات بعد إهدار أرواح، وتغذية أسماك البوران، والمانش، والأطلسي على أجسامنا، يحدثوننا عن دور الهجرة نحو أوروبا في تنمية اقتصاد الوطن، ولا وجود للوطن في قلوب من قُتِلوا غرقا، ولفظت المياه جلودهم على شطآننا تفزعنا في بني شيكر، مارتشيكا، المضيق، الشاطئ الأبيض، العرائش، مليلية وغيرها.. يحدثوننا عن أمن الحدود ولا وجود لحدود تخترق جحافل المهاجرين بالآلاف نهار كل يوم نحتسي فيه فنجان القهوة نقرأ أخبارا عن وفاتهم و غرق قواربهم..
الناظور ينزف كما الريف.. تهاجرنا أدمغة، ويرحل عنا أقارب وأحبة مسترشدين بحالات البحر والطقس فقط، وبآمال مزيفة.. وفارّين في حضن عصابات تهريب البشر، وآخرون يسبحون ضد التيارات البحرية الجارفة يغوصون مياه متجمدة، قصد الالتفاف وراء صخور اسمنيتة أقفلت مليلية السليبة..
فوا وطناه.. وكما قال أحد الفنانين، " إيه ياوطن.." وكتبها عنا الفنان الشاعر عبد الرحيم فوزي وهو يستجمع معاني كلمة وطن في قالب استفهامي.. لأقول بدوري: "إيه يا جنوب" إلى متى..