الحسن بنزكور
أينعت الزهور وسط هذه القفار الموحشة،واشرأبت بأعناقها شامخة لترى زرقة السماء،فأحرجت كل الواقفين على الرصيف!! نعم قد تكون الأحلام آخر قلاع الحرية،لكن حينما يضيق الأمل يستغيث المرء بمزيد من العمل بدلا من أن يستنزف معظم حياته أسيرا لأحلامه، يستهلك الأوهام ويشرب الشاي ويتحدث في شؤون الآخرين، وأن يصنع بقعة من الضوء بدلا من أن يحتل يوميا ذلك الركن اليائس من المقهى يمارس النميمة منشغلا بالخصومات الجانبية. وليس سرا أن الاطمئنان للفراغ عملة بائرة تزحف في هدوء لتشل الحركة حيث لم تعد بعض الفروع خضراء تماما كما كانت!! لكن هذا لا يعني استعمال اللون الأسود في كل الرسومات،فمازالت هناك صفحات ناصعة قابلة لخطوط أكثر جمالا وروعة، وبقليل من الجهد يمزق الطوق الملتف حول رقابنا،وقد لا نختلف أن الابتسامة غابت عن المحيا وتسلل العبوس والتبرم إلى الزهور البرية الفواحة،لكن أن نفعل أي شيء غير مقت الحاضر وخشية المستقبل،ثم لا ننتظر من أحد أن يأتينا بالحكم الكبيرة لترتطم برؤوسنا كالأحجار تبعثر تركيزنا وتشتت ثباتنا.
فعفوا أيها السادة نحن مضطرون للتوقف قليلا عن التصفيق،وتأجيل الثرثرة عن أمجاد قرطبة!! فتعالوا ساعة لنتأمل تلك العمارة التي تراكمت حول جدرانها شعارات طيبة مكتوبة بخط جميل، ثم نقرأ التحذيرات التي تشبه تلك المكتوبة على علب السجائر.ونرجو أن تتوقفوا عن ترديد ما يسمى ب''الديمقراطية'' وتقدموا فاتورة الحساب أولا!! كما نرجو أن تمتنعوا عن إطلاق الاقتراحات التي تشبه تلك الملقاة على المظليين والتي تقول ''استعملوا مظلاتكم حين تقفزوا من الطائرة!!؟؟''
أيها السادة نرجو ألا تحتكروا الحكمة وأن تنتبهوا إلى أنه لا علاقة بين ربطة العنق وتدبير شؤون الناس، وأن غرس شجرة لا يتطلب بالضرورة تعليق لافتة!!وقديما قالوا:من زرع حصد.إلا أن الذي يزرع لا يحصد والذي يحصد لم يزرع أبدا!!؟
أيها السادة نرجو ألا تزحفوا بنا نحو الأوحال، وامنحوا لنا فرصة لنحاوركم ونصنع معا بقعة ضوء صغيرة. فتحية للزهور التي كسرت ذلك الصمت الذليل الذي اعتادت عليه الأبواق الانتخابية، فأوقفت التصحر وثابرت لتستنشق الأكسجين كباقي الكائنات الحية،وكل عام وأنتم زهور!!
أينعت الزهور وسط هذه القفار الموحشة،واشرأبت بأعناقها شامخة لترى زرقة السماء،فأحرجت كل الواقفين على الرصيف!! نعم قد تكون الأحلام آخر قلاع الحرية،لكن حينما يضيق الأمل يستغيث المرء بمزيد من العمل بدلا من أن يستنزف معظم حياته أسيرا لأحلامه، يستهلك الأوهام ويشرب الشاي ويتحدث في شؤون الآخرين، وأن يصنع بقعة من الضوء بدلا من أن يحتل يوميا ذلك الركن اليائس من المقهى يمارس النميمة منشغلا بالخصومات الجانبية. وليس سرا أن الاطمئنان للفراغ عملة بائرة تزحف في هدوء لتشل الحركة حيث لم تعد بعض الفروع خضراء تماما كما كانت!! لكن هذا لا يعني استعمال اللون الأسود في كل الرسومات،فمازالت هناك صفحات ناصعة قابلة لخطوط أكثر جمالا وروعة، وبقليل من الجهد يمزق الطوق الملتف حول رقابنا،وقد لا نختلف أن الابتسامة غابت عن المحيا وتسلل العبوس والتبرم إلى الزهور البرية الفواحة،لكن أن نفعل أي شيء غير مقت الحاضر وخشية المستقبل،ثم لا ننتظر من أحد أن يأتينا بالحكم الكبيرة لترتطم برؤوسنا كالأحجار تبعثر تركيزنا وتشتت ثباتنا.
فعفوا أيها السادة نحن مضطرون للتوقف قليلا عن التصفيق،وتأجيل الثرثرة عن أمجاد قرطبة!! فتعالوا ساعة لنتأمل تلك العمارة التي تراكمت حول جدرانها شعارات طيبة مكتوبة بخط جميل، ثم نقرأ التحذيرات التي تشبه تلك المكتوبة على علب السجائر.ونرجو أن تتوقفوا عن ترديد ما يسمى ب''الديمقراطية'' وتقدموا فاتورة الحساب أولا!! كما نرجو أن تمتنعوا عن إطلاق الاقتراحات التي تشبه تلك الملقاة على المظليين والتي تقول ''استعملوا مظلاتكم حين تقفزوا من الطائرة!!؟؟''
أيها السادة نرجو ألا تحتكروا الحكمة وأن تنتبهوا إلى أنه لا علاقة بين ربطة العنق وتدبير شؤون الناس، وأن غرس شجرة لا يتطلب بالضرورة تعليق لافتة!!وقديما قالوا:من زرع حصد.إلا أن الذي يزرع لا يحصد والذي يحصد لم يزرع أبدا!!؟
أيها السادة نرجو ألا تزحفوا بنا نحو الأوحال، وامنحوا لنا فرصة لنحاوركم ونصنع معا بقعة ضوء صغيرة. فتحية للزهور التي كسرت ذلك الصمت الذليل الذي اعتادت عليه الأبواق الانتخابية، فأوقفت التصحر وثابرت لتستنشق الأكسجين كباقي الكائنات الحية،وكل عام وأنتم زهور!!