أجرى الحوار: سيفاو الهانيس
1- مرحبا بكم ... في البداية نود لو تحدثونا عن حيثيات تأسيس مسلك الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة؟
في البداية أشكر منبر ناظورسيتي الذي فتح صدره لنا من أجل الحديث عن مسار تدريس الأمازيغية بوجدة، وكذا الصعوبات التي تواجهها ومصيرها... وجوابا على سؤالكم، أود أن أشير إلى أن في الميثاق الوطني للتربية والتكوين مادة، وهي المادة 116، تنص على إحداث مراكز جامعية تعنى بالبحث والتطير اللغوي والثقافي الأمازيغي، وتكوين المكونين وإعداد البرامج والمناهج الدراسية المرتبطة بها، فضلا عن التوجه العام للدولة المغربية الذي قدم نظرة مغايرة للقضية اللغوية في مغرب ما بعد الألفية الثالثة، حيث اعترف بواقع التعدد اللغوي والثقافي في المجتمع المغربي، وحدد الخطوات الضرورية لاحترام البعد الأمازيغي على أرض الواقع والعناية به وتطويره.
2- يقال إن نجاح أي عمل رهين بإنجاحه من طرف من أسند إليه، ترى هل ينطق ذلك على مسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة؟ وبمعنى آخر، هل ساهم الأساتذة المتخصصون في اللغة والثقافة الأمازيغيتين في إنجاح هذا المسلك؟
لابد من التذكير أن المسلك أحدث سنة 2007، وكانت أول انطلاقة برسم الموسم الجامعي 2007/2008، وهذه الانطلاقة ساهم فيها أساتذة ذوي التخصص في اللغة والثقافة الأمازيغيتين، إذ يمكن اعتبار هذا الانجاز ثمرة جهد هؤلاء الأساتذة، وذلك عبر انجازات وتخطيطات مضنية ومثمرة. وهي بذلك تعد عملا مشرفا، وإضافة نوعية للحقل التربوي والتعليمي الجامعي الموازي لمسار تدريس الأمازيغية.
3- هل واجهتكم إكراهات أثناء إعدادكم لإحداث هذا المسلك؟ من ثمّ، ما هي الإكراهات التي ما تزال تواجهكم؟
إن الإكراهات التي واجهتنا منذ افتتاح المسلك وما تزال إلى حيننا هذا، كثيرة، ويمكن تلخيص أهمها في عدم توفر المسلك على الإمكانيات المادية التي قد تساعدنا على جودة العملية التربوية الجامعية، إذ ما يزال الطلبة منذ افتتاح المسلك يتكلفون بإنجاز بحوث ميدانية دونما حصول على أي دعم مادي، بالإضافة إلى الضعف في بنية الإستقبال سواء على مستوى التنظيم الداحلي للمسلك الذي يجب أن يتحول إلى شعبة مستقلة بذاتها، يخولها مجموعة من الامتيازات التي تحظى بها باقي الشعب، إذ بات من الضروري أن يحظى هذا المسلك بعناية خاصة وتعاون مكثف من طرف باقي الشعب التي تلتقي فيها مع الأمازيغية في مجموعة من المواد الدراسية..
كما أن الخصاص الذي يعرفه المسلك على مستوى الأطر المتخصصة في الدراسات الأمازيغية، وعدم توفر المسلك على طاقم متكامل من الأساتذة وبشكل دائم فرض علينا غير ما مرة الانفتاح على أطر من خارج الكلية لسد الفراغ الحاصل... هذا وإن قلة المراجع والكتب في خزانة الكلية، جعلت بعض الطلبة يبذلون قصارى جهدهم في البحث عن المراجع التي لا تتوفر عليها، إذ باستفادتهم منها، قدموا بحوثا قيمة في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين... لكنه رغم كل هذه الإكراهات استطعنا بفضل الجهود الذاتية وبمعية بعض الأساتذة الغيورين على هذا المسلك أن نحقق مجموعة من الأهداف والغايات خلال السنوات الأخيرة.
4- لاحظ كثير من الطلبة غياب مجموعة من الأساتذة المتخصصين في اللغة والثقافة الأمازيغيتين، عن الحضور لإلقاء المحاضرات في المواد التي تولوا مسؤولية تدريسها، رغم أن معظمهم كان لهم أثر واضح في إنجاح هذا المسلك، حسب الطلبة أنفسهم. ترى إلى ماذا يعزى ذلك؟
لقد سبق وأن أشرت إلى أن عدم توفر المسلك على طاقم متكامل من الأساتذة وبشكل دائم، فرض علينا غير ما مرة الإنفتاح على أطر من خارج الكلية، حيث إنني كمنسق لمسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة أضطر عند بداية كل موسم جامعي للبحث عن أساتذة لتدريس المواد الجديدة أو لتعويض أماكن الأساتذة الذين قلتم إن الطلبة لاحظوا غيابهم..
أما بخصوص غياب بعض الأساتذة عن الحضور لإلقاء المحاضرات، فإن هناك أسباباً خاصة تتعلق بهم، تتمثل إما في البعد الجغرافي، وإما في ظروف خاصة تتعلق بالمرض وقرب البعض من سن التقاعد، وهناك أيضا أسباب عامة تتعلق بالنقص الحاد الذي تعرفه جميع مسالك الدراسات الأمازيغية على مستوى الجامعية المغربية والتي تعرف خصاصا على مستوى الأساتذة المتخصصين في الدراسات اللسانية والأدب الأمازيغي، فباستثناء بعض الأطر المتخصصة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لازال مسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة يحتاج إلى هذا التخصص.
5- الأستاذ بلقاسم الجطاري، في إحدى مقالاتكم المنشورة على صفحات شهرية تاويزا، قلتم إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يقدم أي دعم لمسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة أثناء إحداثكم للمسلك، وذلك رغم مراسلتكم له في موضوع تأسيس مسلك للدراسات الأمازيغية بوجدة، ترى هل تحسنت العلاقة بين المعهد والمسلك، أم أن التجاهل يبقى العنوان الذي يطبع هذه العلاقة؟
ليست هناك علاقة رسمية بين المعهد والمسلك للأسف، كما لم يقدم أي دعم للمسلك سواء أثناء التأسيس أو بعده، إذ سبق وأن راسلنا المعهد في موضوع "تأسيس مسلك للدراسات الأمازيغية" بوجدة منذ زمن، ولم نتلقّ منه في المقابل سوى الصمت والتجاهل والإنكار... ورغم أنه لم يقم بأي دور يذكر من أجل تفعيل الفقرة 6 من المادة الثالثة من الظهير المؤسس له والتي تنص على "مساعدة الجامعات إن اقتضى الحال على تنظيم المراكز التي تعنى بالبحث والتطوير اللغوي والثقافي الأمازيغي وعلى تكوين المكونين"، إلا أننا انفتحنا عليه وحاولنا إيجاد صيغة مناسبة للتعامل بيننا تمكن المسلك من الاستفادة في خبرة المعهد وإمكانياته، فتدارسنا مشروع اتفاقية شراكة بين الجانبين، غير أن الشروط التي وضعها المعهد لم تنل قبولنا وفضلنا العمل بشكل فردي فيه كثير من التضحيات من أجل إنجاح هذا المسلك وخدمته.
1- مرحبا بكم ... في البداية نود لو تحدثونا عن حيثيات تأسيس مسلك الدراسات الأمازيغية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة؟
في البداية أشكر منبر ناظورسيتي الذي فتح صدره لنا من أجل الحديث عن مسار تدريس الأمازيغية بوجدة، وكذا الصعوبات التي تواجهها ومصيرها... وجوابا على سؤالكم، أود أن أشير إلى أن في الميثاق الوطني للتربية والتكوين مادة، وهي المادة 116، تنص على إحداث مراكز جامعية تعنى بالبحث والتطير اللغوي والثقافي الأمازيغي، وتكوين المكونين وإعداد البرامج والمناهج الدراسية المرتبطة بها، فضلا عن التوجه العام للدولة المغربية الذي قدم نظرة مغايرة للقضية اللغوية في مغرب ما بعد الألفية الثالثة، حيث اعترف بواقع التعدد اللغوي والثقافي في المجتمع المغربي، وحدد الخطوات الضرورية لاحترام البعد الأمازيغي على أرض الواقع والعناية به وتطويره.
2- يقال إن نجاح أي عمل رهين بإنجاحه من طرف من أسند إليه، ترى هل ينطق ذلك على مسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة؟ وبمعنى آخر، هل ساهم الأساتذة المتخصصون في اللغة والثقافة الأمازيغيتين في إنجاح هذا المسلك؟
لابد من التذكير أن المسلك أحدث سنة 2007، وكانت أول انطلاقة برسم الموسم الجامعي 2007/2008، وهذه الانطلاقة ساهم فيها أساتذة ذوي التخصص في اللغة والثقافة الأمازيغيتين، إذ يمكن اعتبار هذا الانجاز ثمرة جهد هؤلاء الأساتذة، وذلك عبر انجازات وتخطيطات مضنية ومثمرة. وهي بذلك تعد عملا مشرفا، وإضافة نوعية للحقل التربوي والتعليمي الجامعي الموازي لمسار تدريس الأمازيغية.
3- هل واجهتكم إكراهات أثناء إعدادكم لإحداث هذا المسلك؟ من ثمّ، ما هي الإكراهات التي ما تزال تواجهكم؟
إن الإكراهات التي واجهتنا منذ افتتاح المسلك وما تزال إلى حيننا هذا، كثيرة، ويمكن تلخيص أهمها في عدم توفر المسلك على الإمكانيات المادية التي قد تساعدنا على جودة العملية التربوية الجامعية، إذ ما يزال الطلبة منذ افتتاح المسلك يتكلفون بإنجاز بحوث ميدانية دونما حصول على أي دعم مادي، بالإضافة إلى الضعف في بنية الإستقبال سواء على مستوى التنظيم الداحلي للمسلك الذي يجب أن يتحول إلى شعبة مستقلة بذاتها، يخولها مجموعة من الامتيازات التي تحظى بها باقي الشعب، إذ بات من الضروري أن يحظى هذا المسلك بعناية خاصة وتعاون مكثف من طرف باقي الشعب التي تلتقي فيها مع الأمازيغية في مجموعة من المواد الدراسية..
كما أن الخصاص الذي يعرفه المسلك على مستوى الأطر المتخصصة في الدراسات الأمازيغية، وعدم توفر المسلك على طاقم متكامل من الأساتذة وبشكل دائم فرض علينا غير ما مرة الانفتاح على أطر من خارج الكلية لسد الفراغ الحاصل... هذا وإن قلة المراجع والكتب في خزانة الكلية، جعلت بعض الطلبة يبذلون قصارى جهدهم في البحث عن المراجع التي لا تتوفر عليها، إذ باستفادتهم منها، قدموا بحوثا قيمة في مجال اللغة والثقافة الأمازيغيتين... لكنه رغم كل هذه الإكراهات استطعنا بفضل الجهود الذاتية وبمعية بعض الأساتذة الغيورين على هذا المسلك أن نحقق مجموعة من الأهداف والغايات خلال السنوات الأخيرة.
4- لاحظ كثير من الطلبة غياب مجموعة من الأساتذة المتخصصين في اللغة والثقافة الأمازيغيتين، عن الحضور لإلقاء المحاضرات في المواد التي تولوا مسؤولية تدريسها، رغم أن معظمهم كان لهم أثر واضح في إنجاح هذا المسلك، حسب الطلبة أنفسهم. ترى إلى ماذا يعزى ذلك؟
لقد سبق وأن أشرت إلى أن عدم توفر المسلك على طاقم متكامل من الأساتذة وبشكل دائم، فرض علينا غير ما مرة الإنفتاح على أطر من خارج الكلية، حيث إنني كمنسق لمسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة أضطر عند بداية كل موسم جامعي للبحث عن أساتذة لتدريس المواد الجديدة أو لتعويض أماكن الأساتذة الذين قلتم إن الطلبة لاحظوا غيابهم..
أما بخصوص غياب بعض الأساتذة عن الحضور لإلقاء المحاضرات، فإن هناك أسباباً خاصة تتعلق بهم، تتمثل إما في البعد الجغرافي، وإما في ظروف خاصة تتعلق بالمرض وقرب البعض من سن التقاعد، وهناك أيضا أسباب عامة تتعلق بالنقص الحاد الذي تعرفه جميع مسالك الدراسات الأمازيغية على مستوى الجامعية المغربية والتي تعرف خصاصا على مستوى الأساتذة المتخصصين في الدراسات اللسانية والأدب الأمازيغي، فباستثناء بعض الأطر المتخصصة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لازال مسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة يحتاج إلى هذا التخصص.
5- الأستاذ بلقاسم الجطاري، في إحدى مقالاتكم المنشورة على صفحات شهرية تاويزا، قلتم إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لم يقدم أي دعم لمسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة أثناء إحداثكم للمسلك، وذلك رغم مراسلتكم له في موضوع تأسيس مسلك للدراسات الأمازيغية بوجدة، ترى هل تحسنت العلاقة بين المعهد والمسلك، أم أن التجاهل يبقى العنوان الذي يطبع هذه العلاقة؟
ليست هناك علاقة رسمية بين المعهد والمسلك للأسف، كما لم يقدم أي دعم للمسلك سواء أثناء التأسيس أو بعده، إذ سبق وأن راسلنا المعهد في موضوع "تأسيس مسلك للدراسات الأمازيغية" بوجدة منذ زمن، ولم نتلقّ منه في المقابل سوى الصمت والتجاهل والإنكار... ورغم أنه لم يقم بأي دور يذكر من أجل تفعيل الفقرة 6 من المادة الثالثة من الظهير المؤسس له والتي تنص على "مساعدة الجامعات إن اقتضى الحال على تنظيم المراكز التي تعنى بالبحث والتطوير اللغوي والثقافي الأمازيغي وعلى تكوين المكونين"، إلا أننا انفتحنا عليه وحاولنا إيجاد صيغة مناسبة للتعامل بيننا تمكن المسلك من الاستفادة في خبرة المعهد وإمكانياته، فتدارسنا مشروع اتفاقية شراكة بين الجانبين، غير أن الشروط التي وضعها المعهد لم تنل قبولنا وفضلنا العمل بشكل فردي فيه كثير من التضحيات من أجل إنجاح هذا المسلك وخدمته.