محمد بوتخريط.
عن الإعلام والتيارات والنخب .
قد لا يختلف اثنان كون الإنسان حرا في الكثير من اختياراته...
لكل إختياراته إذن . كما انا الآخر، لي اختياراتي المفتوحة على باب رُؤاي...ولكني يكفيني أحيانا اعترافي بأخطائي حتى أرتب أوراقي وبعضا من اختياراتي وأعيد النظر في ما قد يكون قد كسرته بعض خطاي.
ورغم ان الأمر لا "يجبر" الكسر..فهو يبقيه موشوما في الذاكرة...استرجعه وأقتات منه أحيانا للسير أماماً . تماما كما استرجع ذلك الوجه الذي كتبته "نزيهة"على دمعتها عند اعتقال "يوبا "..!
"يوبا " اسم تناولته العديد من الصحف اثناء الاحداث الأخيرة التي عرفتها منطقة الريف. احداث تلتها تداعيات كثيرة , اشتباكات واعتقالات في صفوف المتظاهرين كما في غير المتظاهرين من أبناء هذه المنطقة من المغرب والتي يبدوا أن تخطيطا ما قد سُطر لها حتى تبقى دائما ذالك المغرب المنسي..
يوبا كان من بين هؤلاء الذين شملتهم حملة الإعتقالات .بعد اعتقاله ظهرت على بعض الصحف الهولندية بعض الإشارات حول ما وقع...بل ان نفس الإشارات تم تداولها داخل جلسة من جلسات البرلمان الهولندي.ومباشرة بعد ذلك -وكعادتنا- سُمع البعض منا يهلل ويهتف فرحا لتناول "الصحافة" الهولندية لأحداث المنطقة ..كما شوهد البعض الآخر حائرا ابتلعه التيه وأرهقته الأسئلة:
هل كانت هذه الصحف لتشير الى هذه الأحداث لو لم يكن هناك داعيا آخر لذلك .لو لم يتم اعتقال يوبا ؟
لماذا كانت تصر الصحافة الهولندية على تسمية "يوبا" في معظم ما تناولته في شأنه ب: "الشاب الهولندي" بدل الشاب الريفي او المغربي.؟
هل (فعلا)أن "الصحافة الهولندية تنشر الأخبار باعتبارها حق للجميع و تؤكد من خلال ذلك ايضا على "الديمقراطية" في التعامل مع هذه الأخبار"؟. كما قال لي يوما صديق لي في إشارة مشفرة منه إلى أنني -ربما- (أنا ) المتخلف في تقبل "الأخبار الصحيحة" و الرأي الآخر.
وهل فعلا ان أعراف الركوب على الأحداث لم يعد لها اليوم مكان..كما( حلمت) أن قال لي نفس الصديق ؟
اين كانت كل هذه "الأصوات" التي نسمعها اليوم ونراها في كل الأمكنة من كل الأحداث التي سبقت ومرت وعاشها الريف كما باقي المغرب. بل وحتى من بعض الأحداث التي نعيشها هنا " كمهاجرين " ؟
ام أن الركوب على الأحداث أصبح ( فعلا) بندا جديدا وسيد كل البنود الأخرى عكس ما ( حلمت ) أن قاله الصديق.
ليصبح بالتالي الإيمان بحرية النشرقضية...تتجزأ . تأخذها الصحافة هنا كما( الناس) لصالحها إذا كان الأمر يمس الآخرين، وتتركها عندما تجد نفسها متورطة.
إذا كان المعنى الضمني لكل هذه الأمور قد خفي على " البعض " فإن من يعرف حقيقة " الأشياء" والأحداث هنا لن يصعب عليه تفكيك رموزها . لم يكن (ابدا) خافيا على أحد ، أن مشاعر ما وأفكار كثيرة دفينة موجودة ومنذ زمن، وربما الشيء الذي (من المحتمل) أنه كان خفياً في كل هذا وذاك ، هو السرعة التي تظهر بها الآن هذه المشاعر الدفينة على السطح .لتتحول بالتالي امور كثيرة جدا وتنقلب من خلال ذلك هولندا 180 درجة.
تحولات وُصفنا عبر صيرورتها مرارا -سواءً من بعض وسائل الإعلام وبعض المؤسسات أو من بعض السياسيين -على أننا " مشكلة ". وبعد أن كان يطلق علينا مغاربة ، ومغاربة فقط ،في مراحل سابقة .صار إسمنا بعدها "مسلمين" وليت الامر توقف عند هذا الحد فقط ، لأن الدلالة السياسية له أخطر, بل أصبحنا بعد مراحل أخرى "مسلمين إرهابيين" أو "مغاربة مجرمين" .صرنا متهمين ،علينا الدفاع عن أنفسنا. بل حتى أطفالنا في المدارس لم يسلموا من ذلك. اصبحوا متهمين أيضا..لا يُنظراليهم هنا كما باقي اقرانهم ، تلاميذ.. وتلاميذ فقط . بل تلاميذ..."مغاربة" بكل ما أُلصق بالكلمة (زورا) من سلبيات.. !!
أصبح كل مغربي متهم وجب عليه أن يثبت ( وعلى الدوام) أنه ليس "كْرِيمِينَالاً " وأنه مغربي لا علاقة له لا بمن يمارس الإجرام ولا الإرهاب... ولا بأشياء أخرى هي الآن اجدى بالسرية.
وما يؤرقنا بل يدمينا أكثرهو تباعدناعن بعضنا البعض. وهو إحساس يلازم الكثير منا ويرهقنا بل يعصف بنا , يدمينا داخليا و يحدث فينا شَرخ أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يجسد أسوأ كابوس يمكن ان يؤرق نوم إنسان.
حال بعض " نخبنا "هنا -أشخاص ومؤسسات وجمعيات وأحزاب-. يدعون إلى اشياء يصعب علي احيانا استيعابها كلها...بل منهم من يقوم على رأس جمعيات ومنظمات تدعم ذلك ، أو متواجدين داخل أحزاب. أو نجدهم أحيانا (مثلا) يقاضون مجموعة من الصحف والمواقع داخل الريف والمغرب ، بحجة أنها لا تنشر "الحقيقة".
وعندما تنشر بعض الجرائد والمواقع هنا أخبارا عن المغرب والمغاربة وسواء المتواجدين منهم هنا أو هناك (ولست في حاجة لإبراز موقفي من ذلك) نسمع أصواتا ترتفع وتهلل لصدق هذه التقارير والاخبار.
وبالمقابل، عندما تطول الاتهامات أناسا هولنديين ، نجدهم يعارضون بل ويقودون هجمات إعلامية ، في انتهاك صارخ لحرية التعبير التي يزعمونها. وهي أمور تؤكد (في النهاية) أن هؤلاء وإن كانوا يملكون قاعدة معلوماتية للإختيار فهم يفتقدون - لا محالة- لإرادة خاصة لتسيير قراراتهم !!.
هي "نُخب" تعيب على البعض ما هو في الأصل عيب فيها...تتهم البعض باتهامات هي اصحابها.تطالب "بالفعل" وهي مضربة عنه . لا تتحرك الا في المناسبات . تنتظر "الأحداث", لتنصب الخيام وتخرج الألسنة لشحذها , للكلام والكلام ولا شئ آخر غير "الكلام".
تماما كما الحال هذه الأيام .بعد الأحداث التي شهدتها منطقة الريف . كثر الحديث عن التي اصبح " الآن فقط"....الكل يهواها !!!
خلاصة الحكاية ان الريف ليس منسيا فقط من "الدولة" او من الحكومات المتعاقبة بل هو ايضا منسيا من طرف بعض ابنائه...تجاهله الكثير من أبنائه ليجابه بذلك الامرين ، و"ظلم ذوي القربى -كما الجميع يعلم- أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند."
من هاجره الى أروبا "للإسترزاق" , ومن هاجر الى طنجة وفاس ومراكش للإستثمار ومن هاجر الى الرباط "للإستوزار" ...ثم بعد ذلك يصرخ الجميع في صمت جنائزي " أغيثو الريف!!!!" .
لماذا لم تغيثوه بمشاريعكم التي فضلتم ان تنقلوها خارج الريف, بدل ان تستفيد منها" ثومات انكوم" داخل الريف ؟.
الحكاية إذن تبقى ، إتجاهات متفردة ل:"نُخب" تظن ان لاخيار لنا فيها...ولكن خياراتنا لا تكترث كثيرا بأبواق الرياح والركوب على الأحداث وعنتريات الأنا.
حلمنا مختلف..لايشبه كل الرحلات وحلمهم لا يرتب لنا أوراقنا كما يعتقدون.
وعلى جميع "الحائرين" أمثالي قلب الطاولة لتظهر الصورة أكثر. فهناك يقبع "الإتجاه المعاكس" والذي لا يظهر إلا عند حدوث أحداث أو تغيرات مؤقتة أو"إضطراب" مفاجئ على الساحة.
عذراً.. وتحيةً.
فحرقة الأسئلة هي الكتابة ... تترجم ، تداعب خيالاتنا في زمن الألم الغارق في النهايات ...
زمن البداية بلا نهاية.
عن الإعلام والتيارات والنخب .
قد لا يختلف اثنان كون الإنسان حرا في الكثير من اختياراته...
لكل إختياراته إذن . كما انا الآخر، لي اختياراتي المفتوحة على باب رُؤاي...ولكني يكفيني أحيانا اعترافي بأخطائي حتى أرتب أوراقي وبعضا من اختياراتي وأعيد النظر في ما قد يكون قد كسرته بعض خطاي.
ورغم ان الأمر لا "يجبر" الكسر..فهو يبقيه موشوما في الذاكرة...استرجعه وأقتات منه أحيانا للسير أماماً . تماما كما استرجع ذلك الوجه الذي كتبته "نزيهة"على دمعتها عند اعتقال "يوبا "..!
"يوبا " اسم تناولته العديد من الصحف اثناء الاحداث الأخيرة التي عرفتها منطقة الريف. احداث تلتها تداعيات كثيرة , اشتباكات واعتقالات في صفوف المتظاهرين كما في غير المتظاهرين من أبناء هذه المنطقة من المغرب والتي يبدوا أن تخطيطا ما قد سُطر لها حتى تبقى دائما ذالك المغرب المنسي..
يوبا كان من بين هؤلاء الذين شملتهم حملة الإعتقالات .بعد اعتقاله ظهرت على بعض الصحف الهولندية بعض الإشارات حول ما وقع...بل ان نفس الإشارات تم تداولها داخل جلسة من جلسات البرلمان الهولندي.ومباشرة بعد ذلك -وكعادتنا- سُمع البعض منا يهلل ويهتف فرحا لتناول "الصحافة" الهولندية لأحداث المنطقة ..كما شوهد البعض الآخر حائرا ابتلعه التيه وأرهقته الأسئلة:
هل كانت هذه الصحف لتشير الى هذه الأحداث لو لم يكن هناك داعيا آخر لذلك .لو لم يتم اعتقال يوبا ؟
لماذا كانت تصر الصحافة الهولندية على تسمية "يوبا" في معظم ما تناولته في شأنه ب: "الشاب الهولندي" بدل الشاب الريفي او المغربي.؟
هل (فعلا)أن "الصحافة الهولندية تنشر الأخبار باعتبارها حق للجميع و تؤكد من خلال ذلك ايضا على "الديمقراطية" في التعامل مع هذه الأخبار"؟. كما قال لي يوما صديق لي في إشارة مشفرة منه إلى أنني -ربما- (أنا ) المتخلف في تقبل "الأخبار الصحيحة" و الرأي الآخر.
وهل فعلا ان أعراف الركوب على الأحداث لم يعد لها اليوم مكان..كما( حلمت) أن قال لي نفس الصديق ؟
اين كانت كل هذه "الأصوات" التي نسمعها اليوم ونراها في كل الأمكنة من كل الأحداث التي سبقت ومرت وعاشها الريف كما باقي المغرب. بل وحتى من بعض الأحداث التي نعيشها هنا " كمهاجرين " ؟
ام أن الركوب على الأحداث أصبح ( فعلا) بندا جديدا وسيد كل البنود الأخرى عكس ما ( حلمت ) أن قاله الصديق.
ليصبح بالتالي الإيمان بحرية النشرقضية...تتجزأ . تأخذها الصحافة هنا كما( الناس) لصالحها إذا كان الأمر يمس الآخرين، وتتركها عندما تجد نفسها متورطة.
إذا كان المعنى الضمني لكل هذه الأمور قد خفي على " البعض " فإن من يعرف حقيقة " الأشياء" والأحداث هنا لن يصعب عليه تفكيك رموزها . لم يكن (ابدا) خافيا على أحد ، أن مشاعر ما وأفكار كثيرة دفينة موجودة ومنذ زمن، وربما الشيء الذي (من المحتمل) أنه كان خفياً في كل هذا وذاك ، هو السرعة التي تظهر بها الآن هذه المشاعر الدفينة على السطح .لتتحول بالتالي امور كثيرة جدا وتنقلب من خلال ذلك هولندا 180 درجة.
تحولات وُصفنا عبر صيرورتها مرارا -سواءً من بعض وسائل الإعلام وبعض المؤسسات أو من بعض السياسيين -على أننا " مشكلة ". وبعد أن كان يطلق علينا مغاربة ، ومغاربة فقط ،في مراحل سابقة .صار إسمنا بعدها "مسلمين" وليت الامر توقف عند هذا الحد فقط ، لأن الدلالة السياسية له أخطر, بل أصبحنا بعد مراحل أخرى "مسلمين إرهابيين" أو "مغاربة مجرمين" .صرنا متهمين ،علينا الدفاع عن أنفسنا. بل حتى أطفالنا في المدارس لم يسلموا من ذلك. اصبحوا متهمين أيضا..لا يُنظراليهم هنا كما باقي اقرانهم ، تلاميذ.. وتلاميذ فقط . بل تلاميذ..."مغاربة" بكل ما أُلصق بالكلمة (زورا) من سلبيات.. !!
أصبح كل مغربي متهم وجب عليه أن يثبت ( وعلى الدوام) أنه ليس "كْرِيمِينَالاً " وأنه مغربي لا علاقة له لا بمن يمارس الإجرام ولا الإرهاب... ولا بأشياء أخرى هي الآن اجدى بالسرية.
وما يؤرقنا بل يدمينا أكثرهو تباعدناعن بعضنا البعض. وهو إحساس يلازم الكثير منا ويرهقنا بل يعصف بنا , يدمينا داخليا و يحدث فينا شَرخ أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه يجسد أسوأ كابوس يمكن ان يؤرق نوم إنسان.
حال بعض " نخبنا "هنا -أشخاص ومؤسسات وجمعيات وأحزاب-. يدعون إلى اشياء يصعب علي احيانا استيعابها كلها...بل منهم من يقوم على رأس جمعيات ومنظمات تدعم ذلك ، أو متواجدين داخل أحزاب. أو نجدهم أحيانا (مثلا) يقاضون مجموعة من الصحف والمواقع داخل الريف والمغرب ، بحجة أنها لا تنشر "الحقيقة".
وعندما تنشر بعض الجرائد والمواقع هنا أخبارا عن المغرب والمغاربة وسواء المتواجدين منهم هنا أو هناك (ولست في حاجة لإبراز موقفي من ذلك) نسمع أصواتا ترتفع وتهلل لصدق هذه التقارير والاخبار.
وبالمقابل، عندما تطول الاتهامات أناسا هولنديين ، نجدهم يعارضون بل ويقودون هجمات إعلامية ، في انتهاك صارخ لحرية التعبير التي يزعمونها. وهي أمور تؤكد (في النهاية) أن هؤلاء وإن كانوا يملكون قاعدة معلوماتية للإختيار فهم يفتقدون - لا محالة- لإرادة خاصة لتسيير قراراتهم !!.
هي "نُخب" تعيب على البعض ما هو في الأصل عيب فيها...تتهم البعض باتهامات هي اصحابها.تطالب "بالفعل" وهي مضربة عنه . لا تتحرك الا في المناسبات . تنتظر "الأحداث", لتنصب الخيام وتخرج الألسنة لشحذها , للكلام والكلام ولا شئ آخر غير "الكلام".
تماما كما الحال هذه الأيام .بعد الأحداث التي شهدتها منطقة الريف . كثر الحديث عن التي اصبح " الآن فقط"....الكل يهواها !!!
خلاصة الحكاية ان الريف ليس منسيا فقط من "الدولة" او من الحكومات المتعاقبة بل هو ايضا منسيا من طرف بعض ابنائه...تجاهله الكثير من أبنائه ليجابه بذلك الامرين ، و"ظلم ذوي القربى -كما الجميع يعلم- أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند."
من هاجره الى أروبا "للإسترزاق" , ومن هاجر الى طنجة وفاس ومراكش للإستثمار ومن هاجر الى الرباط "للإستوزار" ...ثم بعد ذلك يصرخ الجميع في صمت جنائزي " أغيثو الريف!!!!" .
لماذا لم تغيثوه بمشاريعكم التي فضلتم ان تنقلوها خارج الريف, بدل ان تستفيد منها" ثومات انكوم" داخل الريف ؟.
الحكاية إذن تبقى ، إتجاهات متفردة ل:"نُخب" تظن ان لاخيار لنا فيها...ولكن خياراتنا لا تكترث كثيرا بأبواق الرياح والركوب على الأحداث وعنتريات الأنا.
حلمنا مختلف..لايشبه كل الرحلات وحلمهم لا يرتب لنا أوراقنا كما يعتقدون.
وعلى جميع "الحائرين" أمثالي قلب الطاولة لتظهر الصورة أكثر. فهناك يقبع "الإتجاه المعاكس" والذي لا يظهر إلا عند حدوث أحداث أو تغيرات مؤقتة أو"إضطراب" مفاجئ على الساحة.
عذراً.. وتحيةً.
فحرقة الأسئلة هي الكتابة ... تترجم ، تداعب خيالاتنا في زمن الألم الغارق في النهايات ...
زمن البداية بلا نهاية.