ناظور سيتي: رشيد صبار
عودة من جديد اعزائي القراء معكم في قصة جديدة من قصص سلسلة "إقرأ" للكاتب احمد بوكماخ ،وهو الاب الروحي والبيولوجي لهذه السلسلة من خمسة أجزاء، هذه السلسلة التي جائت في مرحلة ما بعد استقلال المغرب لترسم بعد ذلك مسار جيل عريض من المغاربة، الذين طالعوا قصصا على قدر كبير من التفرد والتميز في سلسلة "اقرأ" منذ سنوات الخمسينات وحتى اواخر السبعينات، ولا يزال الكثير من الناس يشترونها اليوم من اجل احفادهم. انها قصة حب كبيرة بين مغاربة كثيرين وبين تلاوة "اقرأ".
ساتقاسم معكم من خلال هذا العمود قصة أخرى لكاتبنا احمد بوكماخ، والتي عنونها ب "سعاد في المكتبة" ويروي مايلي:عندما وصلت سعاد إلى المكتبة، سالتها المكلفة : <<ماذا تريدين يا صغيرتي>>؟ فاجابت سعاد: <<اريد ان أخذ كتابا>>فقالت المكلفة :<<انك صغيرة، لا تستطيعين كتابة اسمك>>فقالت سعاد :<<انا استطيع كتابة اسمي>>واخت قلما وكتبت:سعاد السوسي، فابتسمت المكلفة، واعطتها كتابا جميلا، لان المكلفة، كانت تعرف جيدا مدى الأهمية الكبيرة للمطالعة في حياة الاطفال سواء كانت في حياتهم الاكاديمية ام الحياتية المختلفة، والتي تعد من الادوات والوسائل الهامة في تطوير وبناء معرفتهم وقدراتهم ومهاراتهم.
اما كاتبنا احمد بوكماخ لم يؤلف للبنايات ولا للفضائات الاسمنتية، او للبحوث الكيميائية والأبراج، بل بعد حوالي اكثر من نصف قرن كان يتنبأ ويتوقع لما نعيشه الان واليوم ببلادنا، فقصة سعاد في المكتبة هذه الفتاة التي استطاعت ان تكتب اسمها في سن السادسة من عمرها وحصلت من خلاله على كتاب من المكتبة، كان كاتبنا يتوقع انه يوما ما سيصل اميون وجهلاء الى المجال السياسي من منتخبينا لتسيير الشأن العام،فالكثير منهم لا يعرف كتابة اسمه كما كتبته سعاد.
عودة من جديد اعزائي القراء معكم في قصة جديدة من قصص سلسلة "إقرأ" للكاتب احمد بوكماخ ،وهو الاب الروحي والبيولوجي لهذه السلسلة من خمسة أجزاء، هذه السلسلة التي جائت في مرحلة ما بعد استقلال المغرب لترسم بعد ذلك مسار جيل عريض من المغاربة، الذين طالعوا قصصا على قدر كبير من التفرد والتميز في سلسلة "اقرأ" منذ سنوات الخمسينات وحتى اواخر السبعينات، ولا يزال الكثير من الناس يشترونها اليوم من اجل احفادهم. انها قصة حب كبيرة بين مغاربة كثيرين وبين تلاوة "اقرأ".
ساتقاسم معكم من خلال هذا العمود قصة أخرى لكاتبنا احمد بوكماخ، والتي عنونها ب "سعاد في المكتبة" ويروي مايلي:عندما وصلت سعاد إلى المكتبة، سالتها المكلفة : <<ماذا تريدين يا صغيرتي>>؟ فاجابت سعاد: <<اريد ان أخذ كتابا>>فقالت المكلفة :<<انك صغيرة، لا تستطيعين كتابة اسمك>>فقالت سعاد :<<انا استطيع كتابة اسمي>>واخت قلما وكتبت:سعاد السوسي، فابتسمت المكلفة، واعطتها كتابا جميلا، لان المكلفة، كانت تعرف جيدا مدى الأهمية الكبيرة للمطالعة في حياة الاطفال سواء كانت في حياتهم الاكاديمية ام الحياتية المختلفة، والتي تعد من الادوات والوسائل الهامة في تطوير وبناء معرفتهم وقدراتهم ومهاراتهم.
اما كاتبنا احمد بوكماخ لم يؤلف للبنايات ولا للفضائات الاسمنتية، او للبحوث الكيميائية والأبراج، بل بعد حوالي اكثر من نصف قرن كان يتنبأ ويتوقع لما نعيشه الان واليوم ببلادنا، فقصة سعاد في المكتبة هذه الفتاة التي استطاعت ان تكتب اسمها في سن السادسة من عمرها وحصلت من خلاله على كتاب من المكتبة، كان كاتبنا يتوقع انه يوما ما سيصل اميون وجهلاء الى المجال السياسي من منتخبينا لتسيير الشأن العام،فالكثير منهم لا يعرف كتابة اسمه كما كتبته سعاد.
والامية السياسية جهل الفرد باي معلومات سياسية وعدم اهتمامه بالشأن السياسي العام، والامي في السياسة هو الشخص الذي لا يقرأ صفحات الواقع السياسي والاجتماعي كي يستفيد منه سواء كانت القرائة تاريخية او واقعية، وما يدور حول هذا الواقع من تداخلات واستنتاجات، فكما انه لا يستطيع ان يقرأ فهو لا يستطيع ان يكتب في الواقع شيأ لتستفيد منه الناس في حاضرهم ومستقبلهم، فتتحمل اميته الاجيال بالتخلف والانحسار والفساد الاجتماعي والخلقي وغيرها من التداعيات، وهذا النوع من البشر يوزعون لتسيير الجماعات منها الحضرية والقروية بتزكية من قيادات الاحزاب التي تحصل هي على رؤساء الحكومات ووزراء ورؤساء المجالس البرلمانية ونوابهم، ومديرون عامون لمؤسسات اقتصادية ومعاهد عليا وغيرها من المناصب. وجهلهم هذا واميتهم هذه تؤدي بهم الاخلال بالقوانين او التجاوزات على حقوق الاخرين والمجتمع، ومخالفة القانون كلما كان ذلك ممكنا امامهم، ناهيك على استخدام الرشوة والوساطة لتحقيق الأهداف بحيث اصبح ذلك مقبولا وشائعا في المجتمع لدرجة مقلقة، وهذا ما ادى بالكثير الى الزج بهم بالسجون واصدار احكام قاسية عليهم، وتغريمهم بغرامات كبيرة.
آن الاوان لضرورة التزام الاحزاب السياسية واعداد ميثاق انتخابي بمثابة ميثاق شرف توقع عليه جميع الاحزاب السياسية والسلطات العمومية وتلتزم فيه الاولى بإحترام اخلاقيات التنافس الشريف، ورفض ومنع تزكية تجار الانتخابات والاميين والجهلاء، وتجار المحرمات، وعدم استعمال المال كشرط للحصول على التزكيات واصوات الناخبين، فيما يلتزم الثاني السهر على الحياد والحرص على شفافية ونزاهة العملية الانتخابية، بهذا وعلى يقين اننا سنحصل على نخبة جديدة مثقفة صالحة والتي ستشكل الخريطة المستقبلية للبلاد.
اما الاميون والجهلاء فبدل توجيههم الى المجال السياسي وبالاخص للانتخابات، يجب ان نوجههم اولا إلى محو الامية ولا عيب فيه، ويراد به القدرة على القرائة والكتابة، وقد توسع هذا المصطلح ليشمل ايظا القدرة على استخدام اللغات والارقام والصور والوسائل الاخرى للفهم، وحتى يتسنى لهم كتابة اسمائهم كما كتبته سعاد وهي طفلة.
حقا إنه لأمر عجيب.. فسعاد في عصر بوكماخ تم تتويجها عن علمها بكتاب.. أما الأميون في عصرنا، فيتم تتويجهم عن جهلهم بمنحهم مناصب المسؤولية والقرار
آن الاوان لضرورة التزام الاحزاب السياسية واعداد ميثاق انتخابي بمثابة ميثاق شرف توقع عليه جميع الاحزاب السياسية والسلطات العمومية وتلتزم فيه الاولى بإحترام اخلاقيات التنافس الشريف، ورفض ومنع تزكية تجار الانتخابات والاميين والجهلاء، وتجار المحرمات، وعدم استعمال المال كشرط للحصول على التزكيات واصوات الناخبين، فيما يلتزم الثاني السهر على الحياد والحرص على شفافية ونزاهة العملية الانتخابية، بهذا وعلى يقين اننا سنحصل على نخبة جديدة مثقفة صالحة والتي ستشكل الخريطة المستقبلية للبلاد.
اما الاميون والجهلاء فبدل توجيههم الى المجال السياسي وبالاخص للانتخابات، يجب ان نوجههم اولا إلى محو الامية ولا عيب فيه، ويراد به القدرة على القرائة والكتابة، وقد توسع هذا المصطلح ليشمل ايظا القدرة على استخدام اللغات والارقام والصور والوسائل الاخرى للفهم، وحتى يتسنى لهم كتابة اسمائهم كما كتبته سعاد وهي طفلة.
حقا إنه لأمر عجيب.. فسعاد في عصر بوكماخ تم تتويجها عن علمها بكتاب.. أما الأميون في عصرنا، فيتم تتويجهم عن جهلهم بمنحهم مناصب المسؤولية والقرار