المزيد من الأخبار






رمسيس بولعيون يكتب.. الهلال يكشف المستور.. متى يستيقظ ضميركم؟


رمسيس بولعيون يكتب.. الهلال يكشف المستور.. متى يستيقظ ضميركم؟
بقلم: رمسيس بولعيون

في علم النفس، هناك ما يسمى بـ"العلاج بالصدمة"، حيث يُجبر المريض على مواجهة مخاوفه، حتى يتحرر منها ويتجاوزها. واليوم، جاء الهلال الرياضي الناظوري ليصدمكم جميعًا، ليعري الحقيقة التي تحاولون طمسها، ويكشف حجم الإهمال الذي أغرقتم فيه الرياضة في هذه المدينة.

فوزه المستحق على النادي المكناسي لم يكن مجرد انتصار في مباراة لكرة القدم، بل كان صفعة مدوية، هزّت أركان من توهموا أن الرياضة يمكن أن تظل حبيسة اللامبالاة والتجاهل.

الهلال، هذا الفريق الذي يحمل في ذاكرته مجدًا تليدًا، والذي دفعته أيادٍ متخاذلة إلى متاهات أقسام الهواة، أتى اليوم ليذكركم بأنه لا يموت، وأنه قادر على بعث نفسه من تحت الركام. ليس بالمعجزات، بل بإرادة لاعبيه، بشغف جماهيره، بعرق مناضليه الذين لا يزالون يؤمنون بأن هذا الفريق يستحق الأفضل. لكن ما الذي فعلتموه أنتم؟ من الذين بيدهم القرار، من الذين تكدست أرصدتهم، من الذين تتساقط أموالهم في كل الاتجاهات إلا صوب هذه المدينة التي ما زالت تنتظر؟!


الرياضة ليست ترفًا، وليست مجرد تسلية عابرة. هي محرك اقتصادي، وحافز اجتماعي، ورافعة تنموية. في كل مدينة تحترم نفسها، تُدرك السلطات ورجال الأعمال أن الرياضة تخلق اقتصادًا موازياً، تحرك التجارة، ترفع من قيمة العقار، تنعش النقل، تضخ الحياة في المقاهي والمطاعم، وتوفر فرص عمل لا حصر لها. لكن هنا، في هذه البقعة التي يبدو أن البعض قرر أن تبقى على هامش الاهتمام، تظل الرياضة آخر ما يفكرون فيه، وكأن الاستثمار في ملعب يليق بالناظور هو جرم لا يُغتفر، وكأن دعم الفرق الرياضية هو تبذير لا يستحقه أبناء هذه المدينة.

ثم ماذا عن الشباب؟ عن أولئك الذين يملكون من الموهبة ما يكفي ليصبحوا أبطالًا، لكنهم يصطدمون بجدران الإهمال؟ إلى متى سيستمر قتل الأحلام؟ إلى متى ستظلون تتركونهم فريسة للفراغ والتيه؟ كم من موهبة صاعدة كان يمكن أن تصبح سفيرًا لهذه المدينة، لكنها أُجهضت قبل أن ترى النور؟ كم من لاعب حمل أقدامه ورحل، بحثًا عن فرص لم يجدها في مدينته؟

لم يعد هناك مجال للمجاملات، ولا وقت للانتظار. الناظور يحتاج إلى ملعب يليق باسمه، إلى دعم حقيقي للرياضة، إلى قرار شجاع ينقذ ما تبقى قبل أن يُهدم كل شيء. وإن كنتم عاجزين عن ذلك، إن كنتم تظنون أن المدينة يمكن أن تستمر بدون روح، بدون شباب يحلمون، بدون رياضة تنبض بالحياة، فارحلوا، واتركوا المجال لمن يؤمن بأن الناظور يستحق أكثر!


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح