شعيب حليفي
بخصوص الدعوة التي أطلقها نادي القلم المغربي يدعو فيها " الزجالين المغاربة إلى مسابقة أدبية للتعبير عن رأيهم ، زجلا، في الحكومة الحالية بلغة الوجدان بعيدا عن الأرقام والمراوغات " .
إنها دعوة جديدة للشعراء الزجالين بالمغرب لكتابة نصوص شعرية باللغة المغربية تُعبر عن مشاعرهم المُحمّلة برؤاهم فنياّ، تُجاه التجربة الجديدة لحكومة جاءت في خضم تحولات تطول العالم العربي وظرفية اقتصادية عالمية سيئة ،ودستور جديد ( بات في اليوم الموالي بعد التصويت له وعليه قديما وفي حاجة إلى دستور تنزيلي ) يمنحُ أو يعطي أو يقدم أو يسلم أو يهدي أو يوهم ..رئيس الحكومة صلاحيات جديدة تبشر بعالم جديد كله طمأنينة ورفاهية وعدالة وكرامة وعيش رغيد .
أيها المثقفون المغاربة : لننصت إلى الشعراء الزجالين وهم يُعبّرون عن مشاعرهم أو بالأحرى يعملون على تحويل مشاعرنا إلى كلام حافظ لحرارته وشُعلته وحميميته .
إن الدعوة التي أطلقها نادي القلم المغربي بالدار البيضاء ولقيت ترحيبا واسعا من طرف أدباء من مختلف التعبيرات الأدبية والفنية ، لتستحق التوقف عندها لاعتبارات شتى بقصد قراءة واقعنا الثقافي والسياسي وفهم طبيعة الصراع في المجتمع الذي يريد البعض أن يجعله حُكرا على نخبة صار أغلبها يتحدث لغة متشابهة ، فتبدو لهم نشازا .لذلك ، مطلوب منا جميعا دعم هذه المبادرة التي ترمي – بدون تفاوض أو ترتيب قبلي لعبي- حَجَرا في البركة ، فلا أحد يعرف لماذا يسألون بعض رجالات السياسة والقانون والاقتصاد والاجتماع ( وليسوا كلهم) عن وجهات نظرهم في قضايا المجتمع والإنسان ، مُغفِلين – قصدا أو عن لا قصد متعود – المثقفين المشتغلين في الحقول الفكرية والإبداعية والفنية ، وكأن هذه الفئة لا رأي لها في ما هو واقعي،لأنها "محجورة ومحجوزة" بالأفكار والخيالات !! .أو أنها قاصرة عن فهم أشكال الطبيخ المغربي ، وبالتالي لم يجرؤ أحد في الإعلام الرسمي وغير الرسمي أو في اللقاءات والمناظرات على استدعاء والاستماع على ناقد أو مؤرخ أو روائي وقاص أو شاعر ومسرحي أو فنان ومطرب ...
إنها مسألة يمكن أن أنظر إليها كتحصيل حاصل لعدم اكتراث الدولة والحكومة بالمسألة الثقافية ، أو بالبحث العلمي ؛ أفلا تبصرون "البرنامج الحكومي" وكل الخطاب السياسي والإيديولوجي للحكومة الحالية الذي يخلو من رؤية ثقافية في الظاهر ، وذاك أمر طبيعي يجعل صراعنا واضحا ومُرتبا ، وهو ما كان مع الحكومة السابقة حين خُضنا - كمراصدة- تجربة أفرزت وعيا ثقافيا عاليا عند المثقفين المغاربة في مواجهتهم للسياسة الثقافية .ولعل من نتائج ذلك الوعي ، حرصنا اليوم على إعلان نقطة نظام استعجالية حول أمر غير طبيعي : وهو أن الحكومة الحالية لها رؤية ثقافية باطنية لا تعبر عن رؤى المجتمع المغربي .ولا بد من تفكيكها ومُحاورتها ونقدها .
في هذا السياق ، من حقنا الإنصات إلى المفكرين والأدباء والفنانين في هذه المرحلة .وأن نصيخ السمع إلى قولهم في نقد الحكومة وليس في نقد الأشخاص أو خرجاتهم التي هي من اختصاص فن أصيل آخر يسمونه الكاريكاتير .قولهم الأدبي إيجابا وسلبا في سير الحكومة ، فهم ليسوا باقتصاديين للحديث عن معدلات النمو المرعبة وواقع الشغل والجمود القدرة الشرائية المتدهورة .وهم ليسوا قانونيين للحديث عن واقع العدل في الحياة اليومية وليس في القوانين والجمعيات والكتب ودرجات الرعب والفزع...إنهم مثقفون مبدعون يلتقطون ويصوغون مشاعرنا المشتتة في كلمات كالمعجزة تضئ معدّلات الفرح تحت الصفر وما تبقى مجرد صدى قديم من احتياطي فاقد الصلاحية ، كما تضئ درجات اليأس والإحباط ونضوب الأحلام في تعبيرات هي سليلة ما كان يزفه كل الشعراء .
أليسَ ما قاله عبد الرحمان المجدوب وسيدي امحمد البهلول ننطقه على ألسنتنا اليوم في وصف أحوالنا ؟!
أليسَ ما قاله ويقوله أحمد لمسيح وإدريس المسناوي وعشرات الشعراء والشاعرات هو صوتنا الحار الذي لا يبرد أبدا ..إنهم جميعا أنزلوا الكلمات شفافة طاهرة من السماء إلى الأرض لتتمرغ وتحمل أرواحنا ..وكلما سمعناها تعترينا قشعريرة الدهشة والاكتشاف .
بخصوص الدعوة التي أطلقها نادي القلم المغربي يدعو فيها " الزجالين المغاربة إلى مسابقة أدبية للتعبير عن رأيهم ، زجلا، في الحكومة الحالية بلغة الوجدان بعيدا عن الأرقام والمراوغات " .
إنها دعوة جديدة للشعراء الزجالين بالمغرب لكتابة نصوص شعرية باللغة المغربية تُعبر عن مشاعرهم المُحمّلة برؤاهم فنياّ، تُجاه التجربة الجديدة لحكومة جاءت في خضم تحولات تطول العالم العربي وظرفية اقتصادية عالمية سيئة ،ودستور جديد ( بات في اليوم الموالي بعد التصويت له وعليه قديما وفي حاجة إلى دستور تنزيلي ) يمنحُ أو يعطي أو يقدم أو يسلم أو يهدي أو يوهم ..رئيس الحكومة صلاحيات جديدة تبشر بعالم جديد كله طمأنينة ورفاهية وعدالة وكرامة وعيش رغيد .
أيها المثقفون المغاربة : لننصت إلى الشعراء الزجالين وهم يُعبّرون عن مشاعرهم أو بالأحرى يعملون على تحويل مشاعرنا إلى كلام حافظ لحرارته وشُعلته وحميميته .
إن الدعوة التي أطلقها نادي القلم المغربي بالدار البيضاء ولقيت ترحيبا واسعا من طرف أدباء من مختلف التعبيرات الأدبية والفنية ، لتستحق التوقف عندها لاعتبارات شتى بقصد قراءة واقعنا الثقافي والسياسي وفهم طبيعة الصراع في المجتمع الذي يريد البعض أن يجعله حُكرا على نخبة صار أغلبها يتحدث لغة متشابهة ، فتبدو لهم نشازا .لذلك ، مطلوب منا جميعا دعم هذه المبادرة التي ترمي – بدون تفاوض أو ترتيب قبلي لعبي- حَجَرا في البركة ، فلا أحد يعرف لماذا يسألون بعض رجالات السياسة والقانون والاقتصاد والاجتماع ( وليسوا كلهم) عن وجهات نظرهم في قضايا المجتمع والإنسان ، مُغفِلين – قصدا أو عن لا قصد متعود – المثقفين المشتغلين في الحقول الفكرية والإبداعية والفنية ، وكأن هذه الفئة لا رأي لها في ما هو واقعي،لأنها "محجورة ومحجوزة" بالأفكار والخيالات !! .أو أنها قاصرة عن فهم أشكال الطبيخ المغربي ، وبالتالي لم يجرؤ أحد في الإعلام الرسمي وغير الرسمي أو في اللقاءات والمناظرات على استدعاء والاستماع على ناقد أو مؤرخ أو روائي وقاص أو شاعر ومسرحي أو فنان ومطرب ...
إنها مسألة يمكن أن أنظر إليها كتحصيل حاصل لعدم اكتراث الدولة والحكومة بالمسألة الثقافية ، أو بالبحث العلمي ؛ أفلا تبصرون "البرنامج الحكومي" وكل الخطاب السياسي والإيديولوجي للحكومة الحالية الذي يخلو من رؤية ثقافية في الظاهر ، وذاك أمر طبيعي يجعل صراعنا واضحا ومُرتبا ، وهو ما كان مع الحكومة السابقة حين خُضنا - كمراصدة- تجربة أفرزت وعيا ثقافيا عاليا عند المثقفين المغاربة في مواجهتهم للسياسة الثقافية .ولعل من نتائج ذلك الوعي ، حرصنا اليوم على إعلان نقطة نظام استعجالية حول أمر غير طبيعي : وهو أن الحكومة الحالية لها رؤية ثقافية باطنية لا تعبر عن رؤى المجتمع المغربي .ولا بد من تفكيكها ومُحاورتها ونقدها .
في هذا السياق ، من حقنا الإنصات إلى المفكرين والأدباء والفنانين في هذه المرحلة .وأن نصيخ السمع إلى قولهم في نقد الحكومة وليس في نقد الأشخاص أو خرجاتهم التي هي من اختصاص فن أصيل آخر يسمونه الكاريكاتير .قولهم الأدبي إيجابا وسلبا في سير الحكومة ، فهم ليسوا باقتصاديين للحديث عن معدلات النمو المرعبة وواقع الشغل والجمود القدرة الشرائية المتدهورة .وهم ليسوا قانونيين للحديث عن واقع العدل في الحياة اليومية وليس في القوانين والجمعيات والكتب ودرجات الرعب والفزع...إنهم مثقفون مبدعون يلتقطون ويصوغون مشاعرنا المشتتة في كلمات كالمعجزة تضئ معدّلات الفرح تحت الصفر وما تبقى مجرد صدى قديم من احتياطي فاقد الصلاحية ، كما تضئ درجات اليأس والإحباط ونضوب الأحلام في تعبيرات هي سليلة ما كان يزفه كل الشعراء .
أليسَ ما قاله عبد الرحمان المجدوب وسيدي امحمد البهلول ننطقه على ألسنتنا اليوم في وصف أحوالنا ؟!
أليسَ ما قاله ويقوله أحمد لمسيح وإدريس المسناوي وعشرات الشعراء والشاعرات هو صوتنا الحار الذي لا يبرد أبدا ..إنهم جميعا أنزلوا الكلمات شفافة طاهرة من السماء إلى الأرض لتتمرغ وتحمل أرواحنا ..وكلما سمعناها تعترينا قشعريرة الدهشة والاكتشاف .