محمد العمراني - إذاعة هولندا العالمية
لم يعد يحس بمعنى لهذا الوجود، منذ أن حرمته زوجته التي طلقها منذ 4 أشهر من رؤية أبناءه بعد أن انتقلت للسكن بمدينة أخرى غير التي كان يقطنانها معا في محاولة لابتزازه. حالة عبد الشكور البالغ من العمر 42 عاما تعتبر واحدة من مئات من حالات الطلاق التي يعرفها المغاربة المقيمين بهولندا.
البحث عن شريكة حياة
قدم عبد الشكور إلى هولندا بحثا عن حياة أكثر استقرارا من التي تخلى عنها بالمغرب، حيث كان يشغل منصب معلم منذ سنة 1998، لكنه لم يحمد الله على ذلك الوضع وكان يفكر دائما في الذهاب للعيش بأوربا.
ها هو إذن عبد الشكور بعد أن وطأت قدماه تراب هولندا، صار يفكر في الاستقرار ولم لا يتزوج من "شي بنت البلاد"، وفعلا ذلك ما حصل. تعرف على فتاة قال عنها: "أنا غير شفتها قلت هذه التّايب ديالي" أي من النوع الذي احبه. فقرر لتوه الارتباط بها دون أن يعطي نفسه فرصة التعرف.
تنشئة
لم يكن هذا الأخير يعرف شيئا عن طليقته لما تزوجها، يقول بحسرة "لم أكن أعرف أن هذه "المسخوطة" ستكون لديها كل هذه العقد النفسية، فقط أبهرتني بجمالها فقررت الزواج بها، لكني اكتشفت أنها لم تعرف في حياتها التي أمضتها بجانب والديها شيئا اسمه الحنان الأبوي، كان أبوها دكتاتورا في البيت، لذلك تكره الرجال بصفة عامة، وكان همها الوحيد أن تنجب الأطفال فقط ثم تذهب لتعيش حياتها لنفسها كما يبدو لها ذلك مناسبا" دون رجل.
عدم التفاهم
يقول عبد الشكور: "كنت أنا الذي يطبخ ويطعم الأبناء.. وكانت تفعل ما تشاء بدون استشارتي أو أخذ رأيي على الأقل! وإذا حاولت أن أتحدث معها في الموضوع، فأعرف أن ذلك اليوم لن يمر بخير. بل كانت تذهب للشرطة لتشكوني مرة بعد الأخرى، كانت تحضر لي ملفا مليئا بافتراءات لإجباري على تطليقها لكي تبقى هي في البيت وأخرج أنا".
الزواج من مغربية من المغرب
لمثل هذه الأسباب التي حددها بها عبد الشكور، هناك عقلية سائدة بين أوساط بعض الشباب المغاربة إذ يحبذون فكرة الزواج من مغربيات من المغرب، حيث يعتقدون أنهن محافظات أكثر على العادات والتقاليد، وأنهن أكثر طاعة للزوج وأكثر تفهما.
لكن كثير من هؤلاء لم يحصدوا سوي الندم لهم و طلّقوا زوجاتهن اللواتي كن فقط مطيعات لأنهن لا يعرفن الكثير عن هذه البلاد. وبعد أن ذقن طعم الحرية صرن كذلك مثل المغربيات اللواتي تربين هنا.
حكاية مغايرة لحسناء
في المقابل نجد حسناء، سيدة مغربية عمرها لم يتجاوز الثلاثين: "تقول أنا كنت في سن 18 لما تزوجت، كنت حينها طالبة بالجامعة في المغرب، جاء أحمد ليطلب يدي فوافقت لتوي لما سمعت منه من كلام ووعود... لكن لما صرنا زوجين، وجدتني بصحبة زوج جاف لا يعرف معنى الرومانسية أو الحياة الزوجية، وكأن مفهوم الزواج يقتصر عنده على الأكل والشرب والجماع!
عدم الاهتمام بالزوجة
كان يستيقظ صباحا ليذهب إلى العمل ولا يرجع إلا ليأكل ثم يعود ليخرج مرة ثانية ليلعب الشطرنج أو الكارطة (الورق) مع أصدقائه، وحينما يرجع إلى البيت يخلد للنوم مباشرة لأنه متعب. وقالت: "كنت أتساءل دائما عن مكانتي أو دوري في حياة هذا الرجل؟ صبرت على هذا الحال لمدة 6 سنين لأنني كنت أفكر في ابني أكثر من نفسي ولا أريد أن أهدم بيت الزوجية وكنت أكتفي بالصبر.
محاولة إيجاد حل
تكلمت معه في الأمر عدة مرات تضيف حسناء، لكن دون جدوى حيث كان يجيبني دائما بقوله: "مالك آشنو خاصك؟ واكلة شاربة ما ناقصك حتى خير"! وكنت أجيبه أنني لم أتزوجه لآكل وأشرب .. فأنا الحمد لله كنت في بيت أبي أفضل مما عليه أنا الآن، المهم أننا ارتأينا في الأخير أن الطلاق هو الحل الأنسب لنا نحن الإثنين.
زواج لبضع أشهر
في لقاء مع المكلف بمهام العدول (المأذون) بالقنصلية العامة للمملكة المغربية بأمستردام، السيد عبد السميع المتوكل قال: "إن الطلاق في الآونة الأخيرة عرفت وتيرته تصاعدا كبيرا بين أوساط الجالية.ومن المؤسف ان بعض الزيجات لم تدم سوى بضع أشهر" يقول المتوكل.
"إن ما يثير تعجبي، يضيف عبد السميع هو أن البنات هنا في هولندا يتزوجن عن طيب خاطر وبدون أدنى إكراه، على غرار بعض الحالات في المغرب، هذا إلى جانب أنهن يعشن في بلاد الحرية واحترام الاختيار .. ومع ذلك فالطلاق موجود وبقوة وخاصة بين صغار السن من الشباب الذين لم يترسخ بعد مفهوم الزواج الحقيقي في أذهانهم".
يمكن القول إذن أن عدم الإطلاع الكافي على ثقافة الآخر وخصوصا بين الزوجين من هنا أو من هناك يمكن أن يسبب في الطلاق. لأنه نمط العيش الذي يعرفه مغاربة الخارج غيره بالداخل. وأن التربية ونظرة الفتيات للزواج هنا بهولندا يختلف عن نظرتهن في المغرب.
لم يعد يحس بمعنى لهذا الوجود، منذ أن حرمته زوجته التي طلقها منذ 4 أشهر من رؤية أبناءه بعد أن انتقلت للسكن بمدينة أخرى غير التي كان يقطنانها معا في محاولة لابتزازه. حالة عبد الشكور البالغ من العمر 42 عاما تعتبر واحدة من مئات من حالات الطلاق التي يعرفها المغاربة المقيمين بهولندا.
البحث عن شريكة حياة
قدم عبد الشكور إلى هولندا بحثا عن حياة أكثر استقرارا من التي تخلى عنها بالمغرب، حيث كان يشغل منصب معلم منذ سنة 1998، لكنه لم يحمد الله على ذلك الوضع وكان يفكر دائما في الذهاب للعيش بأوربا.
ها هو إذن عبد الشكور بعد أن وطأت قدماه تراب هولندا، صار يفكر في الاستقرار ولم لا يتزوج من "شي بنت البلاد"، وفعلا ذلك ما حصل. تعرف على فتاة قال عنها: "أنا غير شفتها قلت هذه التّايب ديالي" أي من النوع الذي احبه. فقرر لتوه الارتباط بها دون أن يعطي نفسه فرصة التعرف.
تنشئة
لم يكن هذا الأخير يعرف شيئا عن طليقته لما تزوجها، يقول بحسرة "لم أكن أعرف أن هذه "المسخوطة" ستكون لديها كل هذه العقد النفسية، فقط أبهرتني بجمالها فقررت الزواج بها، لكني اكتشفت أنها لم تعرف في حياتها التي أمضتها بجانب والديها شيئا اسمه الحنان الأبوي، كان أبوها دكتاتورا في البيت، لذلك تكره الرجال بصفة عامة، وكان همها الوحيد أن تنجب الأطفال فقط ثم تذهب لتعيش حياتها لنفسها كما يبدو لها ذلك مناسبا" دون رجل.
عدم التفاهم
يقول عبد الشكور: "كنت أنا الذي يطبخ ويطعم الأبناء.. وكانت تفعل ما تشاء بدون استشارتي أو أخذ رأيي على الأقل! وإذا حاولت أن أتحدث معها في الموضوع، فأعرف أن ذلك اليوم لن يمر بخير. بل كانت تذهب للشرطة لتشكوني مرة بعد الأخرى، كانت تحضر لي ملفا مليئا بافتراءات لإجباري على تطليقها لكي تبقى هي في البيت وأخرج أنا".
الزواج من مغربية من المغرب
لمثل هذه الأسباب التي حددها بها عبد الشكور، هناك عقلية سائدة بين أوساط بعض الشباب المغاربة إذ يحبذون فكرة الزواج من مغربيات من المغرب، حيث يعتقدون أنهن محافظات أكثر على العادات والتقاليد، وأنهن أكثر طاعة للزوج وأكثر تفهما.
لكن كثير من هؤلاء لم يحصدوا سوي الندم لهم و طلّقوا زوجاتهن اللواتي كن فقط مطيعات لأنهن لا يعرفن الكثير عن هذه البلاد. وبعد أن ذقن طعم الحرية صرن كذلك مثل المغربيات اللواتي تربين هنا.
حكاية مغايرة لحسناء
في المقابل نجد حسناء، سيدة مغربية عمرها لم يتجاوز الثلاثين: "تقول أنا كنت في سن 18 لما تزوجت، كنت حينها طالبة بالجامعة في المغرب، جاء أحمد ليطلب يدي فوافقت لتوي لما سمعت منه من كلام ووعود... لكن لما صرنا زوجين، وجدتني بصحبة زوج جاف لا يعرف معنى الرومانسية أو الحياة الزوجية، وكأن مفهوم الزواج يقتصر عنده على الأكل والشرب والجماع!
عدم الاهتمام بالزوجة
كان يستيقظ صباحا ليذهب إلى العمل ولا يرجع إلا ليأكل ثم يعود ليخرج مرة ثانية ليلعب الشطرنج أو الكارطة (الورق) مع أصدقائه، وحينما يرجع إلى البيت يخلد للنوم مباشرة لأنه متعب. وقالت: "كنت أتساءل دائما عن مكانتي أو دوري في حياة هذا الرجل؟ صبرت على هذا الحال لمدة 6 سنين لأنني كنت أفكر في ابني أكثر من نفسي ولا أريد أن أهدم بيت الزوجية وكنت أكتفي بالصبر.
محاولة إيجاد حل
تكلمت معه في الأمر عدة مرات تضيف حسناء، لكن دون جدوى حيث كان يجيبني دائما بقوله: "مالك آشنو خاصك؟ واكلة شاربة ما ناقصك حتى خير"! وكنت أجيبه أنني لم أتزوجه لآكل وأشرب .. فأنا الحمد لله كنت في بيت أبي أفضل مما عليه أنا الآن، المهم أننا ارتأينا في الأخير أن الطلاق هو الحل الأنسب لنا نحن الإثنين.
زواج لبضع أشهر
في لقاء مع المكلف بمهام العدول (المأذون) بالقنصلية العامة للمملكة المغربية بأمستردام، السيد عبد السميع المتوكل قال: "إن الطلاق في الآونة الأخيرة عرفت وتيرته تصاعدا كبيرا بين أوساط الجالية.ومن المؤسف ان بعض الزيجات لم تدم سوى بضع أشهر" يقول المتوكل.
"إن ما يثير تعجبي، يضيف عبد السميع هو أن البنات هنا في هولندا يتزوجن عن طيب خاطر وبدون أدنى إكراه، على غرار بعض الحالات في المغرب، هذا إلى جانب أنهن يعشن في بلاد الحرية واحترام الاختيار .. ومع ذلك فالطلاق موجود وبقوة وخاصة بين صغار السن من الشباب الذين لم يترسخ بعد مفهوم الزواج الحقيقي في أذهانهم".
يمكن القول إذن أن عدم الإطلاع الكافي على ثقافة الآخر وخصوصا بين الزوجين من هنا أو من هناك يمكن أن يسبب في الطلاق. لأنه نمط العيش الذي يعرفه مغاربة الخارج غيره بالداخل. وأن التربية ونظرة الفتيات للزواج هنا بهولندا يختلف عن نظرتهن في المغرب.