NadorCity.Com
 


صحوة الشعوب


صحوة الشعوب
عزالدين شملال

لقد اضحى خروج الناس الى الشوارع و ميادين التحرير مطالبين بالتغيير واسقاط الظلم و الفساد امرا مالوفا في مجموعة من الدول العربية منذ اسقاط النظام و انتصار الثورة في كل من مصر و تونس .

لقد استطاعت الشعوب العربية اخيرا التغلب على الخوف و الخروج من دائرة الصمت التي عاشت داخلها طيلة سنوات القهر و الظلم و الاستعباد من طرف انظمة متسلطة تحكمت في مصير شعوبها و نهبت خيرات العباد و البلاد .

فعبر التاريخ البشري الطويل شهدت الشعوب المتعاقبة صحوات وثورات على أنظمة جثمت على قلوبها لسنين عديدة حيث حكمتها بالحديد و النار و تمرغت في خيرات البلاد بدون وجه حق هي و من تقرب إليها و تودد، بينما السواد الأعظم من الشعب عانى من التسلط و التهميش و الإقصاء .

إنها سنة الله عز و جل التي اقتضت بأن التغيير الشامل لا يأتي إلا بتغيير النفوس و تقويم السلوك البشري، وعدم الخنوع و الذل والإستسلام للأمر الواقع .

ففرعون لم يكن ليتجبر و يتأله و يقول أنا ربكم الأعلى لو لم يجد من بني إسرائيل استجابة لقبول الظلم و الرضوخ للأمر الواقع وهذا ما اشارت إليه الآية الكريمة من سورة الزخرف حيث يقول سبحانه واصفا سلبية بني اسرائيل اتجاه الظلم و الطغيان " فاستخف قومه فأطاعوه، إنهم كانوا قوما فاسقين" .

نفس ما وقعت فيه بنو إسرائيل مع فرعون، وقعت فيه اوروبا القرن 17 حيث عانت شعوبها من تسلط الملوك بتواطئ مع الكنيسة، فعاشت في ردهات الجهل و الظلم، و قاست من الإقصاء و التهميش الى ان وضعت الثورة الأمريكية و الفرنسية حدا لهذا الوضع المزري و احدثت انقلابا في المنظومة الحقوقية حيث أصبح المواطن العادي يتمتع بجميع حقوقه الكونية و حرياته العامة التي أقرتها بعد ذلك جميع المواثيق الدولية ، وهذا لم يكن ليتم لو استسلمت اوروبا لصمتها و خوفها، ولم تخرج الى الشارع مطالبة بتغيير الوضع و إسقاط الظلم و الفساد .

لقد جاء الدور على الشعوب العربية التي عاشت ردحا من الزمن تحت تسلط و طغيان الحكام، و عانت لسنين طويلة من التهميش و التفقير و التجهيل، و غرقت في صمتها و خوفها الى ان فجرها الشهيد البوعزيزي في تونس .

إنه الربيع العربي الذي انطلق يوم 17 دجنبر 2010 من تونس ثم امتد الى مصر و ليبيا فأطاح بثلاث رؤوس كبيرة من رؤوس الإستبداد في العالم العربي، قبل ان يواصل زحفه الى اليمن و سوريا والبحرين ... والبقية ستأتي ما ظلت مصرة على إستبدادها و غارقة في فسادها .

إنها صحوة الشعوب العربية من سبات الخوف و الذل و الإستكانة، إنه إعلان صارخ ضد الظلم و الفساد، ضد التسلط و التحكم، ضد الأوضاع البئيسة التي تعيشها على جميع المستويات السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية .

في المقابل هي (صحوة الشعوب ) مطالبة بالحرية و الديمقراطية و الكرامة و العدالة الإجتماعية، و مطالبة بحق الشعوب في اختيار الحكام و محاسبتهم، و بصيانة المال العام و الثروة الوطنية من السرقة و التبذير و الإحتكار، و بمجتمع تحترم فيه حقوق الإنسان و تصان فيه الحريات العامة و يضمن للمواطن العيش الكريم، و يحتكم فيه الى دستور ديمقراطي تقترحه لجنة منتخبة يحترم فصل السلط و يقر التداول على الحكم و يربط السلطة بالمحاسبة .

إنها صحوة الشعوب العربية تعلن خريف حكام العرب .

فعاش الشعب و سقط الظلم و الفساد .

* باحث في الدراسات الدستورية و السياسية ـ جامعة محمد الاول وجدة



1.أرسلت من قبل ابو داود في 15/11/2011 00:29
نشكرك على الموضوع، فهو قيمة مضافة في مجال الثقافة الثورية لنشدان الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فمزيدا من المواضيع الجديدة.

2.أرسلت من قبل oussama في 15/11/2011 17:28
شكرا يا ابن العم على هذا المقال

3.أرسلت من قبل سفيان اشن في 16/11/2011 17:41
مقال يليق بالنشر. واصل الكتابة... قل كلمتك قبل ان تموت

4.أرسلت من قبل MED في 17/11/2011 09:03
موضوع اشم فيه رائحة جماعة العدل والاحسان اتمنى ان اكون مخطئ

5.أرسلت من قبل amina في 17/11/2011 19:27
salam ahsant wawafa9aka alah 3ala hadiha alkalima aljamila yasahib al9alb alkabir atamana min koli chabab alma3rib bitafkiri mitlak atamana laka asa3ada wa toul al madid ma3a 3ailatak












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

نائب رئيس جماعة بني انصار ينفي ترأسه اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس