عبد الوهاب بنعلي *
مضت قرون و قرون على بدء الخليقة .. تعاقبت اجيال و اجيال على سياسة الحياة .. عاشت انواع من المخلوقات على هذا الكوكب في صراع من اجل البقاء ، كما عاشت مخلوقات اخرى عليه في نوع من التساكن و التعايش المنظم كأنها وقعت عقدا اجتماعيا سريا يضمن للقوي اكل الضعيف في العلن دون ان يصرخ الضعيف ولو بصوت خافت في سره .. لانه ربما جرب الصراخ مرارا و تكرارا فلم يجد صراخه في شيء ، وعندما تيقن بانه لا مغيث استكان واستسلم للقدر المحتوم منتظرا ما قد يسفر عليه وجه الصباح بعد طول الليل الدامس ..
لست ادري ما الذي حملني على كتابة مثل هذا الكلام بالضبط ، لكن وجدتني في حاجة الى البوح به امام سيادة القارئ الذي وجد بعضا من وقت في هذا الزمن الصاخب ليقرأ ماتبقى من حروف تنسج نفسها لتعلن بأن اللغة لا زالت حية رغم مكر الليل و النهار .. لست ادري ما القاسم المشترك بيني و بينك ايها القارئ الكريم ، لكن مادمت انك قرأت هذا الكلام فلعلك مثلي مفتون بسحر اللفظ الذي جعل الجاحظ يخوض معركة لا هوادة فيها على المعاني .. لكن حتى لا اكون جاحظيا و حتى انصف الجرجاني استسمحكم لانصف النظم بايجاد معنى يجمع هذه الالفاظ التي تأبى الا ان تتساقط من قريحتي بهذا الشكل المبعثر لتعبر عن حقيقة هذا الواقع المبعثر .. لكن مهلا .. لا تقولوا بأني مجنون .. فلست كذلك وانت كنت ربما مصابا بعدوى ما تبقى من الغيرة في قاموس الحياة ..
سيداتي ، اوانسي ، ساداتي انكم تعلمون بأن الامة تعيش على ايقاع سمفونية جديدة تعزفها الات حادة ، بعضها حناجر مخلوقة تطرب الدكتاتور بالاصوات المخنوقة ، واخرى قنابل موقوتة تسر الطاغية برؤية الاجساد المحروقة .. لكن يا احبتي هل تحرك وجدانكم مرة ليسأل : لماذا ...؟؟؟ ، وهل اقشعرت ابدانكم لتحس لحظة بكذا (...) لست ادري ماذا اضيف بعد هذه النقط .. لكن لانني متيقن من ان قارئي ليس من النوع الساذج فانني اترك له باب التأويل مفتوحا على مصراعيه ليسقط هذا الكلام على جميع البقاع التي طالتها يد العبث .. خصوصا اذا كانت هذه البقاع من التي بقي فيها ما تبقى من فلول حزب البعث الذي لم يبعث شيئا في الامة الا دمار الاخلاق ، وقطع الارزاق ، والجرأة على قتل الخلق ، وجحود الخلاق .. لعل قارئي الثاني الذي يكره المجاز ينتظر مني المزيد من الافصاح بعدما اتعبته من كثرة التلميح ...
سيداتي ، اوانسي ، سادتي انكم تعلمون بأنني اتحدث عن ذلك الوحش البشري الذي سمي اسدا .. اسد خلق ليفترس البشر بنهم ، و الفرق ، كما تعلمون يا احبابي ، بين هذا الاسد البشري و الاسد الحيواني هو ان الاول يقتل و يقتل و يقتل ... و الثاني يقتل ليأكل فقط دون تبذير و لا اسراف لانه يعلم بان المبذرين كانوا اخوان الشياطين ..
لقد كنا نقرأ في سفر من اسفار التوراة وهو " سفر القضاة " عن " القاضي شمشون" العجيب الغريب الذي يقتل ستمائة غزاوي بضربة رمح واحدة ، فلم نصدق ذلك حتى رأيناه بأم أعيننا في المجازر التي ارتكبها الصهاينة في غزة العزة ، لكن لم نستغرب كثيرا من ذلك لعلمنا المسبق بان اليهود الصهاينة الجبناء لا تحكمهم شريعة ، ولا يتقيدون بقانون ، ولا يتقنون الا لغة المكر و المؤامرات و اراقة الدماء ، لكن العجب كل العجب حينما ترى " شمشون الشام " يقتل المئات من ابناء شعبه الابرياء بضربة صروخ واحدة ، ولا يجرؤعلى مواجهة اليهود الذين يزعم بأنه يحاربهم هو و " محور الممناعة و المقاومة " المتمثل في " جمهورية المجوس " و" حزب اللات " ...
اسفي كله ليس على ابرياء زفت ارواحهم الى السماء ، انما اسفي على امة لم تتحرك لانقاذ ما تبقى من الحياة في سوريا .. اسفي كله ليس على تلك الارامل ولا اليتامى الذين تشردوا ، انما اسفي على الضمير العربي الذي لم تعد الحياة تجد اليه طريقا .. اسفي كله ليس على الثوب الملطخ بالدم الاحمر من اجل ان تخضر الحياة بلون الديموقراطية ، انما اسفي على الورق الاصفر الذي يدون تاريخا اسودا لا يشرف امة محمد عليه الصلاة و السلام الذي تركنا على المحجة البيضاء ...
ايها القارئ الكريم ، ايتها القارئة الكريمة كنت كتبت من قبل هذا عن ثورة تونس ، و ثورة مصر ، و ثورة ليبيا بلغة اقرب الى ترجمة الظروف التي مر بها ذلك الحراك الذي حقق بعض اهدافه في وقت وجيز .. لكن ابت لغتي الان الا ان تكتب بهذه الطريقة المجازية عن هذه الثورة السورية التي طال امدها و كبرت تكلفتها (... ) .
هذه صرخة من الزمن الضائع في سبيل ما تبقى من الحياة .. ربما قد لا تضيف الى هذا المشهد التراجيدي الا لوحة سريالية باهتة ، لكن ربما قد تكون سببا في تحريك قلب حي ليتألم في سبيل الله ، و لسان رطب ليدعو لشعبنا الذي يأن تحت و طأة الرصاص ، ما دام الدعاء هو السلاح المجاني الذي لا ينفذ من خزائن الضعفاء و المظلومين ..
فلا تبخل ايها القارئ الحي بترديد هذا الرصاص الحي معي: " اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الاحزاب سريع الحساب اهزم بشار السفاح و شبيحته ، و انصر الشعب السوري و قضيته " امين .
* Benali.pr@gmail.com
مضت قرون و قرون على بدء الخليقة .. تعاقبت اجيال و اجيال على سياسة الحياة .. عاشت انواع من المخلوقات على هذا الكوكب في صراع من اجل البقاء ، كما عاشت مخلوقات اخرى عليه في نوع من التساكن و التعايش المنظم كأنها وقعت عقدا اجتماعيا سريا يضمن للقوي اكل الضعيف في العلن دون ان يصرخ الضعيف ولو بصوت خافت في سره .. لانه ربما جرب الصراخ مرارا و تكرارا فلم يجد صراخه في شيء ، وعندما تيقن بانه لا مغيث استكان واستسلم للقدر المحتوم منتظرا ما قد يسفر عليه وجه الصباح بعد طول الليل الدامس ..
لست ادري ما الذي حملني على كتابة مثل هذا الكلام بالضبط ، لكن وجدتني في حاجة الى البوح به امام سيادة القارئ الذي وجد بعضا من وقت في هذا الزمن الصاخب ليقرأ ماتبقى من حروف تنسج نفسها لتعلن بأن اللغة لا زالت حية رغم مكر الليل و النهار .. لست ادري ما القاسم المشترك بيني و بينك ايها القارئ الكريم ، لكن مادمت انك قرأت هذا الكلام فلعلك مثلي مفتون بسحر اللفظ الذي جعل الجاحظ يخوض معركة لا هوادة فيها على المعاني .. لكن حتى لا اكون جاحظيا و حتى انصف الجرجاني استسمحكم لانصف النظم بايجاد معنى يجمع هذه الالفاظ التي تأبى الا ان تتساقط من قريحتي بهذا الشكل المبعثر لتعبر عن حقيقة هذا الواقع المبعثر .. لكن مهلا .. لا تقولوا بأني مجنون .. فلست كذلك وانت كنت ربما مصابا بعدوى ما تبقى من الغيرة في قاموس الحياة ..
سيداتي ، اوانسي ، ساداتي انكم تعلمون بأن الامة تعيش على ايقاع سمفونية جديدة تعزفها الات حادة ، بعضها حناجر مخلوقة تطرب الدكتاتور بالاصوات المخنوقة ، واخرى قنابل موقوتة تسر الطاغية برؤية الاجساد المحروقة .. لكن يا احبتي هل تحرك وجدانكم مرة ليسأل : لماذا ...؟؟؟ ، وهل اقشعرت ابدانكم لتحس لحظة بكذا (...) لست ادري ماذا اضيف بعد هذه النقط .. لكن لانني متيقن من ان قارئي ليس من النوع الساذج فانني اترك له باب التأويل مفتوحا على مصراعيه ليسقط هذا الكلام على جميع البقاع التي طالتها يد العبث .. خصوصا اذا كانت هذه البقاع من التي بقي فيها ما تبقى من فلول حزب البعث الذي لم يبعث شيئا في الامة الا دمار الاخلاق ، وقطع الارزاق ، والجرأة على قتل الخلق ، وجحود الخلاق .. لعل قارئي الثاني الذي يكره المجاز ينتظر مني المزيد من الافصاح بعدما اتعبته من كثرة التلميح ...
سيداتي ، اوانسي ، سادتي انكم تعلمون بأنني اتحدث عن ذلك الوحش البشري الذي سمي اسدا .. اسد خلق ليفترس البشر بنهم ، و الفرق ، كما تعلمون يا احبابي ، بين هذا الاسد البشري و الاسد الحيواني هو ان الاول يقتل و يقتل و يقتل ... و الثاني يقتل ليأكل فقط دون تبذير و لا اسراف لانه يعلم بان المبذرين كانوا اخوان الشياطين ..
لقد كنا نقرأ في سفر من اسفار التوراة وهو " سفر القضاة " عن " القاضي شمشون" العجيب الغريب الذي يقتل ستمائة غزاوي بضربة رمح واحدة ، فلم نصدق ذلك حتى رأيناه بأم أعيننا في المجازر التي ارتكبها الصهاينة في غزة العزة ، لكن لم نستغرب كثيرا من ذلك لعلمنا المسبق بان اليهود الصهاينة الجبناء لا تحكمهم شريعة ، ولا يتقيدون بقانون ، ولا يتقنون الا لغة المكر و المؤامرات و اراقة الدماء ، لكن العجب كل العجب حينما ترى " شمشون الشام " يقتل المئات من ابناء شعبه الابرياء بضربة صروخ واحدة ، ولا يجرؤعلى مواجهة اليهود الذين يزعم بأنه يحاربهم هو و " محور الممناعة و المقاومة " المتمثل في " جمهورية المجوس " و" حزب اللات " ...
اسفي كله ليس على ابرياء زفت ارواحهم الى السماء ، انما اسفي على امة لم تتحرك لانقاذ ما تبقى من الحياة في سوريا .. اسفي كله ليس على تلك الارامل ولا اليتامى الذين تشردوا ، انما اسفي على الضمير العربي الذي لم تعد الحياة تجد اليه طريقا .. اسفي كله ليس على الثوب الملطخ بالدم الاحمر من اجل ان تخضر الحياة بلون الديموقراطية ، انما اسفي على الورق الاصفر الذي يدون تاريخا اسودا لا يشرف امة محمد عليه الصلاة و السلام الذي تركنا على المحجة البيضاء ...
ايها القارئ الكريم ، ايتها القارئة الكريمة كنت كتبت من قبل هذا عن ثورة تونس ، و ثورة مصر ، و ثورة ليبيا بلغة اقرب الى ترجمة الظروف التي مر بها ذلك الحراك الذي حقق بعض اهدافه في وقت وجيز .. لكن ابت لغتي الان الا ان تكتب بهذه الطريقة المجازية عن هذه الثورة السورية التي طال امدها و كبرت تكلفتها (... ) .
هذه صرخة من الزمن الضائع في سبيل ما تبقى من الحياة .. ربما قد لا تضيف الى هذا المشهد التراجيدي الا لوحة سريالية باهتة ، لكن ربما قد تكون سببا في تحريك قلب حي ليتألم في سبيل الله ، و لسان رطب ليدعو لشعبنا الذي يأن تحت و طأة الرصاص ، ما دام الدعاء هو السلاح المجاني الذي لا ينفذ من خزائن الضعفاء و المظلومين ..
فلا تبخل ايها القارئ الحي بترديد هذا الرصاص الحي معي: " اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الاحزاب سريع الحساب اهزم بشار السفاح و شبيحته ، و انصر الشعب السوري و قضيته " امين .
* Benali.pr@gmail.com