المزيد من الأخبار






عبد الله بوصوف: إمارة المؤمنين ضمانة لحرية المعتقد ونموذج ديمقراطي مغربي فريد


عبد الله بوصوف: إمارة المؤمنين ضمانة لحرية المعتقد ونموذج ديمقراطي مغربي فريد
ناظورسيتي: متابعة

نظمت كلية الأداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية بشراكة مع الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية يوم الخميس 10 أبريل ندوة فكرية حول كتاب "إمارة المؤمنين- المرجعية الروحية لوسطية الإسلام" للدكتور عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بمشاركة ثلة من الأستاذة الباحثين في حقول العلوم الإنسانية.

وشهدت الندوة التي ادارها عميد الكلية، عبد الحميد ابن الفاروق، مداخلات لكل من الأساتذة محمد العزري، أستاذ باحث في التاريخ الراهن بجامعة الحسن الثاني، ومولاي مصطفى الهند، أستاذ باحث في العلوم الإنسانية ومدير مختبر بنية الخطاب الديني وقضايا الأسرة المغربي، وخالد أوعسو، أستاذ باحث في التاريخ الراهن والقانون العام والعلوم السياسية، وعبد الرزاق العسري أستاذ باحث في التاريخ ومدير مختبر الدراسات المقارنة في اللغات والأداب والثقافات والتاريخ، بالإضافة إلى مداخلات وتفاعلات لطلبة الكلية وأعضاء الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية.



وثمنت الورقات التي قدمها الأساتذة حول المؤلف، القيمة المعرفية والعلمية للكتاب الذي يؤسس بشكل موضوعي لنموذج التدين المغربي ممثلا في مؤسسة إمارة المؤمنين وأهميته في المحافظة على الاستقرار والأمن الروحي للمغاربة، بناء على قيم وفلسفة الإسلام الوسطي، ومحورية المؤسسة الملكية في التجربة التاريخية والحضارية المغربية، ودورها في ترسيخ الإجماع الوطني بناء على المرونة في تدبير السياسي والرمزي، مع تسليط الضوء على الوثيرة التي دشنها الملك محمد السادس منذ توليه العرش والتي أعطت لمؤسسة إمارة المؤمنين بعدا جديدا داخل الوطن وخارجه.

وبالنسبة للدكتور عبد الله بوصوف فإن فكرة الكتاب جاءت في سياق النقاش الدائر خصوصا في الغرب حول تدبير التعددية داخل المجتمع وحول الإشكاليات الهوياتية التي تطرح في العديد من الدول، خاصة تلك المرتبطة بالعلاقة بين الديني والسياسي والعلاقة بين الدولة والدين، والكتاب هو بمثابة مساهمة في النقاش الفكري العالمي من منظور مغربي انطلاقا من التجربة التاريخية لإمارة المؤمنين في المغرب والتي نجحت في ضمان حرية الممارسة الدينية لجميع مكونات المجتمع وحماية الأمن الروحي للمغاربة، وانصهرت فيها مفاهيم كونية، وهي بذلك قادرة على الإجابة على المشاكل الملحة التي يعرفها العالم اليوم في ظل التوتر الهوياتي.

يرى الدكتور بوصوف ان البيعة هي تعاقد بين أمير المؤمنين والشعب وهي بذلك تتلاءم مع أحد شروط الديمقراطية الفرنسية أي مفهوم العقد الاجتماعي عند روسو، كما أن مؤسسة إمارة المؤمنين من خلال الاحتكام إلى أهل الحل والعقد فهي تجيب على أحد عناصر الديمقراطية الأمريكية التي تعتمد على الناخبين الكبار، وهو ما يضفي الصفة الديمقراطية على إمارة المؤمنين من دون مزايدات.

أما فيما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة فإن امير المؤمنين في المغرب هو الضامن لحرية وممارسة الشعائر الدينية لجميع المؤمنين، وهي خاصية مغربية في تدبير التنوع الديني يحتاجها العالم اليوم، ومن بين الأمثلة الدالة التي ساقها الكاتب في مداخلته للتعبير على احترام التعددية الدينية في المغرب عبر التاريخ، حضور التعايش والتنوع الديني في أغلب المدن المغربية، بحيث هناك كنائس وبيع ومساجد يجاور بعضها البعض في انسجام تام، "فكاتدرائية طنجة مثلا، بنيت بعيد الاستقلال ووقع قرار بنائها علامة مسلم هو عبد الله كنون بصفته ممثلا للسلطان في طنجة" يضيف.

يقول عبد الله بوصوف " الكتاب ليس دراسة تاريخية لإمارة المؤمنين، و اعتماد منهجية التاريخ جاء فقط للتعبير عن الاستمرارية" مضيفا ان الإصلاحات التي باشرها الملك محمد السادس باعتباره أميرا للمؤمنين، مثل طلب فتوى المصالح المرسلة من المجلس العلمي الأعلى التي أقرت على أن الدولة في الإسلام هي دولة مدنية وليست دينية، بالإضافة إلى تمكين المرأة من مهنة العدل، هي إصلاحات ثورية تحتاج إلى انخراط الفاعلين الأكاديميين والمؤسساتيين في تعميق الاشتغال عليها وتسويقها لتكون نموذج كوني تستفيد منه الكثير من الدول لتجنب الصراعات والحروب.

Whats-App-Image-2025-04-10-at-20-28-49-5

Whats-App-Image-2025-04-10-at-20-28-49-4

Whats-App-Image-2025-04-10-at-20-28-49-3

Whats-App-Image-2025-04-10-at-20-28-49-2

Whats-App-Image-2025-04-10-at-20-28-49-1

Whats-App-Image-2025-04-10-at-20-28-49

Whats-App-Image-2025-04-10-at-20-28-48


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح