دوريات الأحياء ترفع مشعل الأمل في زمن الإندحار
كتب : محمد العلالي
دوري الأحياء .. مشتل النجوم
أضحت كرة القدم الوطنية في الآونة الأخيرة تعاني الأمرين بشأن تفريخ النجوم ، وتعيش أزمة حقيقية على مستوى الموارد البشرية خاصة فيما يتعلق بالفآت الصغرى، في ظل غياب التأطير داخل الأندية علاوة على ظاهرة إنقراض ملاعب الأحياء بجل المدن المغربية بسبب " الزحف الإسمنتي " لمعظم المساحات الفارغة التي كانت بالإمس القريب فضاءا خصبا للمواهب الصاعدة لإبراز قدراتها وإمكانياتها الفنية ، ومن جانب آخر تميزت كرة القدم الوطنية خلال حقب زمنية مضت بظاهرة الأطر " المنقبين " الذين كان شغلهم الشاغل ، إنتقاء أبرز المواهب عبر ملاعب الأحياء ، التي كانت تعرف أنشطة مكثفة بتنظيم تظاهرات رياضية ودوريات مندرجة ضمن مناسبات مختلفة ، ومن هنا كانت تعتبر دوريات الأحياء بمثابة " مشتل النجوم " بحكم تدحرج جل الأسماء التي لمعت في سماء كرة القدم الوطنية إن على صعيد الأندية أو في صفوف المنتخب الوطني ، عبر ملاعب الأحياء ، ولذا اعتبر جل الخبراء والمهتمين بكرة القدم الوطنية ، ظاهرة الإجهاز عن ملاعب الأحياء بمثابة الموت السريري للعبة ببالدنا ..
العقار يغتال كرة القدم الناظورية ..
حينما يستحضر المرء تاريخ كرة القدم الناظورية ، يجد نفسه مرغما على استحضار حقبة مشرقة ونجوم كبار ظل سجل اللعبة المستديرة بالمدينة يفتخر بها أيما افتخار ، وهذه الحقبة بالذات هي فترة أواخر الثمانينات ، التي إقترنت بإنجازات فريق هلال الناطور لكرة القدم الذي كان يقهر أعتد الأندية الوطنية برسم منافسات بطولة القسم الأول بفظل تركيبته البشرية التي كانت نتاجا محليا صرفا ، لأسباب موضوعية تتمثل في الدور البارز الذي لعبته ملاعب الأحياء في إبراز أسماء ناظورية سطع نجمها بالملاعب الوطنية وأبهرت أطر تقنية مرموقة ، كما يعود الفظل أيضا لأطر ضحت بالغالي والنفيس في سبيل كرة القدم الوطنية ولم تدخر أي جهد قصد البحث في كل أحياء المدينة عن المواهب الصاعدة بغية تأطيرها لصقل الموهبة والأمر هنا يتعلق بالخصوص بالإطار أحمد العروسي الملقب لدى الرياضيين ب "خيرة " هذا الأخير الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة كرة القدم الوطنية منذ عهد الحماية إلى الآن ، وكان وراء إكتشاف أسماء عديدة لايسع المجال لذكرها ومن أبرزها ، خينطو ، الروبيو ، أقشار ، زغالو ، البكاي ، بنخدة ... ، أسماء وغيرها كانت ملاعب الأحياء بمدينة الناظور مالذها الوحيد ، قبل أن تدخل كرة القدم الناظورية مرحلة الإندحار بسبب التوسع العمراني " الموحش " الذي أتى على الأخضر واليابس وابتلع فضاءات الشباب وملاعب الأحياء ، في تواطئ مكشوف لأكثر من جهة مسؤولة ، ظلت مكتفية بدور المتفرج على "جريمة "إغتيال كرة القدم الناظورية مع سبق الإصرار والترصد ..
دوري ثيزيرين .. نقطة ضوء
وسط الإحباط السائد داخل نفوس المهتمين والفاعلين في الحقل الرياضي على صعيد إقليم الناظور ،بفعل الخصاص المهول الذي تشهده البنيات التحتية الرياضية بالمدينة في ظل غياب مركب رياضي يليق بمكانة الإقليم وموقعه الإستراتيجي ، الذي لايزال رهين التصاميم الورقية وموضوع الدورات العادية والإستثنائية للمجالس المنتخبة في حين تستمر معاناة الأندية الناظورية مع الواقع المر والمخجل سارية المفعول حتى إشعار آخر ، وسط كل هذا تظل كرة القدم الناظورية متمسكة بمشعل الأمل بفعل المبادرات الفردية والجماعية على السواء ، التي تشهدها المدينة بين الفينة والأخرى وهنا يستوجب الأمر التوقف عند البادرة التي قام بها مجموعة من الشباب بحي "ثيزيرين" بالناظور والمتمثلة في تنظيم دوري ثيزيرين الأول لكرة القددم 2009 والذي شهد مشاركة 16 فريقا تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات ومشاركة حوالي 300 لاعب إلى جانب حظور جماهيري ملفت تابع مجمل أطوار الدوري ، وقد حقق كل من فريقي أصدقاء فهيمي عريض وفريق شباب سليمان حوليش الصعود إلى المبارة النهائية التي آلت نتيجتها إلى هذا الأخير ، بعدما إنسحب فريق أصدقاء فهيمي عريض من المبارة في الوقت الميت إحتجاجا على مدة الوقت بدل الضائع ، ليعلن الحكم عن نهاية المبارة ، ويتوج فريق شباب سليمان حوليش بطلا للدوري ، وقد تميزت المبارة المذكورة بمشاركة سليمان حوليش النائب الثاني لرئيس المجلس البلدي بالناظور زملائه طيلة أطوار المبارة ، فيما شهدت الحفل الختامي توزيع مجموعة من الجوائز والكؤوس على مختلف الفائزين وشواهد تقديرية على مجموعة من الفعاليات المساهمة في تنظيم وإنجاح الدوري ، وقد خلف الدوري أصداء حسنة إضافة إلى مساهمته في خلق إشعاع رياضي بالمنطقة وتنشيطها رياضيا .
وقد أعرب عيسى العبدلاوي رئيس اللجنة المنظمة للدوري لناظور سيتي عن إبتهاجه إثر مرور الدوري في إجواء طبعتها الروح الرياضية العالية ، مضيفا أن فكرة تنظيم الدوري جاءت بغية تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة لتفادي إقبالهم على الإنحراف ، معتبرا أن الدوري هو فرصة تفتح باب التفكير الجدي في تأسيس جمعية بالحي وجعل الدوري تقليد سنوي من أجل المساهمة في إبراز المواهب الصاعدة في مجال كرة القدم .
رسالة إلى من يهمه الأمر..
بين مرارة الواقع وأمل المستقبل تظل كرة القدم الناظورية تتخبط وسط مجموعة من الإكراهات لعل أبرزها إنعدام البنيات التحتية الرياضية ،وهنا بات النداء يفرض نفسه من جديد قصد توجيه رسالة إلى كل من يعنيه الأمر لبلورة حلم الجماهير الرياضية إلى أرض الواقع والمتمثل في إخراج المركب الرياضي إلى أرض الواقع ،وتجاوز مرحلة الديماغوجية التي ميزت كل مراحل النقاش الدائر حول مصير مشروع المركب الرياضي بالمدينة ، فهل ياترى سيستوعب المجلس البلدي بتركيبته الجديدة وباقي الجهات المسؤواة مضمون الرسالة جيدا ؟ أم أن الوضع سيظل قائما في إنتظار المصير المجهول ؟ أسئلة وغيرها كثيرة تنتظر الإجابة ،وبين إحباط الماضي ويأس الحاظر وأمل المستقبل يظل التاريخ شاهدا لإدانة مروجي الكذب وإنصاف محققي الإنجاز ، فمن ياترى سيدخل التاريخ من بابه الواسع بإخراج الحلم / المعجزة إلى أرض الواقع ..؟
فيديو وتصوير : طارق الشامي
كتب : محمد العلالي
دوري الأحياء .. مشتل النجوم
أضحت كرة القدم الوطنية في الآونة الأخيرة تعاني الأمرين بشأن تفريخ النجوم ، وتعيش أزمة حقيقية على مستوى الموارد البشرية خاصة فيما يتعلق بالفآت الصغرى، في ظل غياب التأطير داخل الأندية علاوة على ظاهرة إنقراض ملاعب الأحياء بجل المدن المغربية بسبب " الزحف الإسمنتي " لمعظم المساحات الفارغة التي كانت بالإمس القريب فضاءا خصبا للمواهب الصاعدة لإبراز قدراتها وإمكانياتها الفنية ، ومن جانب آخر تميزت كرة القدم الوطنية خلال حقب زمنية مضت بظاهرة الأطر " المنقبين " الذين كان شغلهم الشاغل ، إنتقاء أبرز المواهب عبر ملاعب الأحياء ، التي كانت تعرف أنشطة مكثفة بتنظيم تظاهرات رياضية ودوريات مندرجة ضمن مناسبات مختلفة ، ومن هنا كانت تعتبر دوريات الأحياء بمثابة " مشتل النجوم " بحكم تدحرج جل الأسماء التي لمعت في سماء كرة القدم الوطنية إن على صعيد الأندية أو في صفوف المنتخب الوطني ، عبر ملاعب الأحياء ، ولذا اعتبر جل الخبراء والمهتمين بكرة القدم الوطنية ، ظاهرة الإجهاز عن ملاعب الأحياء بمثابة الموت السريري للعبة ببالدنا ..
العقار يغتال كرة القدم الناظورية ..
حينما يستحضر المرء تاريخ كرة القدم الناظورية ، يجد نفسه مرغما على استحضار حقبة مشرقة ونجوم كبار ظل سجل اللعبة المستديرة بالمدينة يفتخر بها أيما افتخار ، وهذه الحقبة بالذات هي فترة أواخر الثمانينات ، التي إقترنت بإنجازات فريق هلال الناطور لكرة القدم الذي كان يقهر أعتد الأندية الوطنية برسم منافسات بطولة القسم الأول بفظل تركيبته البشرية التي كانت نتاجا محليا صرفا ، لأسباب موضوعية تتمثل في الدور البارز الذي لعبته ملاعب الأحياء في إبراز أسماء ناظورية سطع نجمها بالملاعب الوطنية وأبهرت أطر تقنية مرموقة ، كما يعود الفظل أيضا لأطر ضحت بالغالي والنفيس في سبيل كرة القدم الوطنية ولم تدخر أي جهد قصد البحث في كل أحياء المدينة عن المواهب الصاعدة بغية تأطيرها لصقل الموهبة والأمر هنا يتعلق بالخصوص بالإطار أحمد العروسي الملقب لدى الرياضيين ب "خيرة " هذا الأخير الذي أفنى زهرة شبابه في خدمة كرة القدم الوطنية منذ عهد الحماية إلى الآن ، وكان وراء إكتشاف أسماء عديدة لايسع المجال لذكرها ومن أبرزها ، خينطو ، الروبيو ، أقشار ، زغالو ، البكاي ، بنخدة ... ، أسماء وغيرها كانت ملاعب الأحياء بمدينة الناظور مالذها الوحيد ، قبل أن تدخل كرة القدم الناظورية مرحلة الإندحار بسبب التوسع العمراني " الموحش " الذي أتى على الأخضر واليابس وابتلع فضاءات الشباب وملاعب الأحياء ، في تواطئ مكشوف لأكثر من جهة مسؤولة ، ظلت مكتفية بدور المتفرج على "جريمة "إغتيال كرة القدم الناظورية مع سبق الإصرار والترصد ..
دوري ثيزيرين .. نقطة ضوء
وسط الإحباط السائد داخل نفوس المهتمين والفاعلين في الحقل الرياضي على صعيد إقليم الناظور ،بفعل الخصاص المهول الذي تشهده البنيات التحتية الرياضية بالمدينة في ظل غياب مركب رياضي يليق بمكانة الإقليم وموقعه الإستراتيجي ، الذي لايزال رهين التصاميم الورقية وموضوع الدورات العادية والإستثنائية للمجالس المنتخبة في حين تستمر معاناة الأندية الناظورية مع الواقع المر والمخجل سارية المفعول حتى إشعار آخر ، وسط كل هذا تظل كرة القدم الناظورية متمسكة بمشعل الأمل بفعل المبادرات الفردية والجماعية على السواء ، التي تشهدها المدينة بين الفينة والأخرى وهنا يستوجب الأمر التوقف عند البادرة التي قام بها مجموعة من الشباب بحي "ثيزيرين" بالناظور والمتمثلة في تنظيم دوري ثيزيرين الأول لكرة القددم 2009 والذي شهد مشاركة 16 فريقا تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات ومشاركة حوالي 300 لاعب إلى جانب حظور جماهيري ملفت تابع مجمل أطوار الدوري ، وقد حقق كل من فريقي أصدقاء فهيمي عريض وفريق شباب سليمان حوليش الصعود إلى المبارة النهائية التي آلت نتيجتها إلى هذا الأخير ، بعدما إنسحب فريق أصدقاء فهيمي عريض من المبارة في الوقت الميت إحتجاجا على مدة الوقت بدل الضائع ، ليعلن الحكم عن نهاية المبارة ، ويتوج فريق شباب سليمان حوليش بطلا للدوري ، وقد تميزت المبارة المذكورة بمشاركة سليمان حوليش النائب الثاني لرئيس المجلس البلدي بالناظور زملائه طيلة أطوار المبارة ، فيما شهدت الحفل الختامي توزيع مجموعة من الجوائز والكؤوس على مختلف الفائزين وشواهد تقديرية على مجموعة من الفعاليات المساهمة في تنظيم وإنجاح الدوري ، وقد خلف الدوري أصداء حسنة إضافة إلى مساهمته في خلق إشعاع رياضي بالمنطقة وتنشيطها رياضيا .
وقد أعرب عيسى العبدلاوي رئيس اللجنة المنظمة للدوري لناظور سيتي عن إبتهاجه إثر مرور الدوري في إجواء طبعتها الروح الرياضية العالية ، مضيفا أن فكرة تنظيم الدوري جاءت بغية تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة لتفادي إقبالهم على الإنحراف ، معتبرا أن الدوري هو فرصة تفتح باب التفكير الجدي في تأسيس جمعية بالحي وجعل الدوري تقليد سنوي من أجل المساهمة في إبراز المواهب الصاعدة في مجال كرة القدم .
رسالة إلى من يهمه الأمر..
بين مرارة الواقع وأمل المستقبل تظل كرة القدم الناظورية تتخبط وسط مجموعة من الإكراهات لعل أبرزها إنعدام البنيات التحتية الرياضية ،وهنا بات النداء يفرض نفسه من جديد قصد توجيه رسالة إلى كل من يعنيه الأمر لبلورة حلم الجماهير الرياضية إلى أرض الواقع والمتمثل في إخراج المركب الرياضي إلى أرض الواقع ،وتجاوز مرحلة الديماغوجية التي ميزت كل مراحل النقاش الدائر حول مصير مشروع المركب الرياضي بالمدينة ، فهل ياترى سيستوعب المجلس البلدي بتركيبته الجديدة وباقي الجهات المسؤواة مضمون الرسالة جيدا ؟ أم أن الوضع سيظل قائما في إنتظار المصير المجهول ؟ أسئلة وغيرها كثيرة تنتظر الإجابة ،وبين إحباط الماضي ويأس الحاظر وأمل المستقبل يظل التاريخ شاهدا لإدانة مروجي الكذب وإنصاف محققي الإنجاز ، فمن ياترى سيدخل التاريخ من بابه الواسع بإخراج الحلم / المعجزة إلى أرض الواقع ..؟
فيديو وتصوير : طارق الشامي