أعلن موقع فيسبوك الاجتماعي في منتصف تموز ان لديه الآن 250 مليون مستخدم بعد إضافة 50 مليونا خلال الاشهر الثلاثة الماضية وحدها. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" ان فيسبوك لو كان دولة لأصبحت رابع أكبر بلد من حيث عدد السكان في العالم. وإذا حافظ فيسبوك على معدلات نموه الحالية سيزيد عدد مستخدميه على سكان الولايات المتحدة بحلول اوائل تشرين الثاني المقبل. وتضيف الصحيفة ان الرجل الذي يحكم هذه المملكة يبلغ الخامسة والعشرين من العمر.
محللون يتساءلون إن كان حجم فيسبوك بات الآن أكبر مما ينبغي. فان هذا النمو المذهل أدى الى تركيز سلطة هائلة بيد الموقع على عدد ضخم من حياة الناس حيث يشكل نسيج فيسبوك الآن نمط نسبة كبيرة من الاتصالات بين البشر في انحاء العالم. ويرى محللون ان التساؤل عما إذا تخطى نموه الحدود المعقولة تساؤل مشروع. وهم يشيرون من باب المقارنة الى ان برنامج المسابقات الغنائية التلفزيوني "اميركان آيدول" American Idol يشاهده كل اسبوع نحو 30 مليون اميركي. والعبرة من هذا البرنامج ان أي شخص قادر على تحقيق مشاريع كبيرة وان حكم الجمهور القاسي قد يكون مضحكا بعض الأحيان وقد يكون رصينا معقولا في احيان أخرى. وان القصة التي يحلو للاميركيين ان يرووها عن ثقافتهم هي ان بامكان المغمور أن ينال الشهرة والمال من خلال المثابرة والتصميم. وقد تكون هناك رسائل أخرى ليست بهذا الوضوح. فثمة إدراك عام بأن برنامج "اميركان آيدول" يمارس تأثيرا ثقافيا مهما في هذه المرحلة من تاريخ الولايات المتحدة.
حجم فيسبوك يزيد نحو عشر مرات على شعبية "اميركان آيدول" ومستخدموه يقضون من الوقت على الموقع أكثر بكثير مما يقضيه الجمهور في متابعة برنامج المسابقات الغنائية. وهم يستخدمون فيسبوك للتواصل مع اصدقائهم الحميمين وافراد عائلاتهم. ولا ريب قطعا في ان لثقافة فيسبوك تأثيرا على الثقافة الأوسع للخبرة الانسانية. والكليشهة القائلة ان "الوسط هو الرسالة" ما زالت تحتفظ بصحتها، وفيسبوك وسط كبير حقا. ويلاحظ المحلل مارشال كيركباتريك ان تركيز هذا القدر من النفوذ والتأثير في شركة تكنولوجية واحدة في زمن يشهد تحولا ثقافيا دراماتيكيا أحدثته التكنولوجيا ذاتها، مدعاة للقلق.
لا تني شركة فيسبوك تقول ان الموقع يساعد العالم على ان يصبح أوثق ترابطا وتعترف بتأثير الموقع الثقافي. ولكن وجهة نظر فيسبوك وحدها لا تكفي لمناقشة كل الطرق المختلفة التي يتغير بها العالم بفعل عوامل أحدها فيسبوك تحديدا. وسيتطلب تحليل الآثار الثقافية لموقع فيسبوك زمنا طويلا. في هذه الاثناء يدعو المحلل كيركباتريك الى التوقف عند قضيتين:
آلات أذكى من الانسان
أولا ان بيتر تيل، اكبر مستثمر في فيسبوك يؤمن بقدرة التكنولوجيا على صنع ذكاء يفوق ذكاء الانسان وان الاستثمار في هذه التكنولوجيا يعني تخطيطا مستقبليا غايته النظر في كيف يستطيع الانسان أن يفيد من علاقاتنا مع هذه الآلات الأذكى من الانسان بدلا من ان تكون مصدر أذى له. وهو يقول ان هذا الأفق سيؤدي الى أعظم انتعاش اقتصادي في تاريخ البشرية أو سيفضي الى نهاية العالم، أو يوم الدينونة بالمعنى الحرفي للكلمة، على حد تعبيره. وهذه رؤية رجل الى تكنولوجيا اتصالات يستخدمها الآن 250 مليون انسان.
معايير الخصوصية
القضية الأخرى تتعلق بحرمة الحياة الخاصة للأفراد. فان فيبسبوك ترك بصمته ويحقق شعبيته أساسا لأن ما تقوله على الموقع لا يكون مرئيا إلا في دائرة العلاقات الاجتماعية التي وافقت عليها باختيارك. وان الموقع أخذ يغير فهمنا التقليدي لحياتنا الخاصة من قول اشياء معينة لأشخاص معينين في ظروف معينة الى خبرة تُقال فيها كل الاشياء لكل مَنْ نعرفهم من الأشخاص في رزمة كبيرة واحدة.
ويلفت المحلل كيركباتريك في "نيويورك تايمز" الى ان شركة فيسبوك تبشر الآن بتغييرات في طريقة عمل الموقع ستدفع المستخدمين الى كشف ما يتبادلونه من معلومات بحيث يكون مرئيا للجميع، لكل مستخدمي فيسبوك بملايينهم المئتين وخمسين زائد عدد غير معروف من الروبوتات التي تحلل معلوماتك للشركة وربما لمعلنين وربما لأشخاص يصممون تطبيقات ستكون موضع تقدير من جانب المستخدم.
تقول صحيفة "نيويورك تايمز" انها سألت ثلاثة من مدراء فيسبوك في وقت سابق من تموز إن كانوا يعملون على دفع المستخدمين الى تبادل مزيد من المعلومات بصورة علنية. وقد أجاب اثنان من المدراء بالايجاب في حين ان المدير الثالث الذي يتولى مراعاة الخصوصية على الموقع قدم اجابة ملتوية عن كيف تريد شركة فيسبوك ان تعطي المستخدمين سيطرة أكبر على اتصالاتهم.
ويخلص المحلل كيركباتريك الى ان موقع فيسبوك يغيِّر التوازن بين العام والخاص في طريقة تواصل يستخدمها مئات الملايين، شئنا أم أبينا
محللون يتساءلون إن كان حجم فيسبوك بات الآن أكبر مما ينبغي. فان هذا النمو المذهل أدى الى تركيز سلطة هائلة بيد الموقع على عدد ضخم من حياة الناس حيث يشكل نسيج فيسبوك الآن نمط نسبة كبيرة من الاتصالات بين البشر في انحاء العالم. ويرى محللون ان التساؤل عما إذا تخطى نموه الحدود المعقولة تساؤل مشروع. وهم يشيرون من باب المقارنة الى ان برنامج المسابقات الغنائية التلفزيوني "اميركان آيدول" American Idol يشاهده كل اسبوع نحو 30 مليون اميركي. والعبرة من هذا البرنامج ان أي شخص قادر على تحقيق مشاريع كبيرة وان حكم الجمهور القاسي قد يكون مضحكا بعض الأحيان وقد يكون رصينا معقولا في احيان أخرى. وان القصة التي يحلو للاميركيين ان يرووها عن ثقافتهم هي ان بامكان المغمور أن ينال الشهرة والمال من خلال المثابرة والتصميم. وقد تكون هناك رسائل أخرى ليست بهذا الوضوح. فثمة إدراك عام بأن برنامج "اميركان آيدول" يمارس تأثيرا ثقافيا مهما في هذه المرحلة من تاريخ الولايات المتحدة.
حجم فيسبوك يزيد نحو عشر مرات على شعبية "اميركان آيدول" ومستخدموه يقضون من الوقت على الموقع أكثر بكثير مما يقضيه الجمهور في متابعة برنامج المسابقات الغنائية. وهم يستخدمون فيسبوك للتواصل مع اصدقائهم الحميمين وافراد عائلاتهم. ولا ريب قطعا في ان لثقافة فيسبوك تأثيرا على الثقافة الأوسع للخبرة الانسانية. والكليشهة القائلة ان "الوسط هو الرسالة" ما زالت تحتفظ بصحتها، وفيسبوك وسط كبير حقا. ويلاحظ المحلل مارشال كيركباتريك ان تركيز هذا القدر من النفوذ والتأثير في شركة تكنولوجية واحدة في زمن يشهد تحولا ثقافيا دراماتيكيا أحدثته التكنولوجيا ذاتها، مدعاة للقلق.
لا تني شركة فيسبوك تقول ان الموقع يساعد العالم على ان يصبح أوثق ترابطا وتعترف بتأثير الموقع الثقافي. ولكن وجهة نظر فيسبوك وحدها لا تكفي لمناقشة كل الطرق المختلفة التي يتغير بها العالم بفعل عوامل أحدها فيسبوك تحديدا. وسيتطلب تحليل الآثار الثقافية لموقع فيسبوك زمنا طويلا. في هذه الاثناء يدعو المحلل كيركباتريك الى التوقف عند قضيتين:
آلات أذكى من الانسان
أولا ان بيتر تيل، اكبر مستثمر في فيسبوك يؤمن بقدرة التكنولوجيا على صنع ذكاء يفوق ذكاء الانسان وان الاستثمار في هذه التكنولوجيا يعني تخطيطا مستقبليا غايته النظر في كيف يستطيع الانسان أن يفيد من علاقاتنا مع هذه الآلات الأذكى من الانسان بدلا من ان تكون مصدر أذى له. وهو يقول ان هذا الأفق سيؤدي الى أعظم انتعاش اقتصادي في تاريخ البشرية أو سيفضي الى نهاية العالم، أو يوم الدينونة بالمعنى الحرفي للكلمة، على حد تعبيره. وهذه رؤية رجل الى تكنولوجيا اتصالات يستخدمها الآن 250 مليون انسان.
معايير الخصوصية
القضية الأخرى تتعلق بحرمة الحياة الخاصة للأفراد. فان فيبسبوك ترك بصمته ويحقق شعبيته أساسا لأن ما تقوله على الموقع لا يكون مرئيا إلا في دائرة العلاقات الاجتماعية التي وافقت عليها باختيارك. وان الموقع أخذ يغير فهمنا التقليدي لحياتنا الخاصة من قول اشياء معينة لأشخاص معينين في ظروف معينة الى خبرة تُقال فيها كل الاشياء لكل مَنْ نعرفهم من الأشخاص في رزمة كبيرة واحدة.
ويلفت المحلل كيركباتريك في "نيويورك تايمز" الى ان شركة فيسبوك تبشر الآن بتغييرات في طريقة عمل الموقع ستدفع المستخدمين الى كشف ما يتبادلونه من معلومات بحيث يكون مرئيا للجميع، لكل مستخدمي فيسبوك بملايينهم المئتين وخمسين زائد عدد غير معروف من الروبوتات التي تحلل معلوماتك للشركة وربما لمعلنين وربما لأشخاص يصممون تطبيقات ستكون موضع تقدير من جانب المستخدم.
تقول صحيفة "نيويورك تايمز" انها سألت ثلاثة من مدراء فيسبوك في وقت سابق من تموز إن كانوا يعملون على دفع المستخدمين الى تبادل مزيد من المعلومات بصورة علنية. وقد أجاب اثنان من المدراء بالايجاب في حين ان المدير الثالث الذي يتولى مراعاة الخصوصية على الموقع قدم اجابة ملتوية عن كيف تريد شركة فيسبوك ان تعطي المستخدمين سيطرة أكبر على اتصالاتهم.
ويخلص المحلل كيركباتريك الى ان موقع فيسبوك يغيِّر التوازن بين العام والخاص في طريقة تواصل يستخدمها مئات الملايين، شئنا أم أبينا