المكان :المقهى وعلى مائدة مستديرة قطرها الكذب وشعاعها النفاق
الزمان : ايام معدودة تفصلهم على تحقيق المراد من جلساتهم
كنت بمعية أفراد أسرتي بإحدى مقاهي بني انصار،وكان بجوارنا مجموعة من الشباب يتوسطهم مشيب الرأس،اعتقدت في الوهلة الأولى انه مجلس عائلي ـالجد وأحفاده ـ ليس إلا،إذ كانوا يتبادلون أطراف الحديث تارة،وتارة أخرى تجد الضحك الذي يحدث الضجيج ويلفت الانتباه قد عم محيطهم،لكن سرعان ما انتابني الشك في جلستهم تلك،فما كان علي إثم،فالظن أصبح يقينا،وجلستهم كانت ملحوظة ومشبوهة،كيف لا والشيخ الذي بلغ من العمر عتيا يسارع الزمن،العد التنازلي للانتخابات التشريعية قد انطلق،وانطلق معه الكذب بأنواعه،والنفاق باشكاله،والتجمعات باعداده،والجلسات بأماكنه،والوعود دون وفائه،فحز في نفسي ذلك الشعور الذي يحس به كل شاب تجمعه الصدفة بهؤلاء الانتهازيين الذين لم يخجلوا من حالهم وهم يسردون نفس الروايات والحكايات من اصلاحات وتغيير،هذا الأخير أكل عليه الدهر وشرب
ان الارادة الحقيقية للتغيير يلزمها من يعي حقيقة الوضع الذي نعيشه،ومن يرى المسؤولية تكليفا وليس تشريفا،فالوطن بحاجة ماسة لمن يحميها ويحمي خيراتها وممتلكات مواطنيها،وييسر أمورهم لا لتعسيره ،لقد سئمنا من الشعارات الغوغاء والضحك على ذقوننا،ويئسنا أشد اليأس من مستقبلنا
أصبح الشباب تعطى لهم آمال على الورق دون ان نلمسه في الواقع،نريد آمالا تُصرف مالا نسد به حاجياتنا،نريد مجلس النواب يهدي الشعير بدل التشريع،نريد فقط سدس ما يتقاضاه
البرلماني من اجرته الشهرية،نريد الاشتغال لنتفادى الاحتراق والاشتعال......وما نريده ليس مستحيلا،ولم يكن ابدا مستحيلا ان كنا حقا في اهتماماتهم ويطمحون لتفعيل الدستور الجديد والتغيير
ختاما،أود ان أعطي مثالا للرجل الكفؤ والغيور على وطنه : "سُئِل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كيف حَوّل ميزانية تركيا من عجز إلى فائض فأجاب بكل عفوية : لأنني لاأسرق" انه حقا لرجل مسؤول.
الزمان : ايام معدودة تفصلهم على تحقيق المراد من جلساتهم
كنت بمعية أفراد أسرتي بإحدى مقاهي بني انصار،وكان بجوارنا مجموعة من الشباب يتوسطهم مشيب الرأس،اعتقدت في الوهلة الأولى انه مجلس عائلي ـالجد وأحفاده ـ ليس إلا،إذ كانوا يتبادلون أطراف الحديث تارة،وتارة أخرى تجد الضحك الذي يحدث الضجيج ويلفت الانتباه قد عم محيطهم،لكن سرعان ما انتابني الشك في جلستهم تلك،فما كان علي إثم،فالظن أصبح يقينا،وجلستهم كانت ملحوظة ومشبوهة،كيف لا والشيخ الذي بلغ من العمر عتيا يسارع الزمن،العد التنازلي للانتخابات التشريعية قد انطلق،وانطلق معه الكذب بأنواعه،والنفاق باشكاله،والتجمعات باعداده،والجلسات بأماكنه،والوعود دون وفائه،فحز في نفسي ذلك الشعور الذي يحس به كل شاب تجمعه الصدفة بهؤلاء الانتهازيين الذين لم يخجلوا من حالهم وهم يسردون نفس الروايات والحكايات من اصلاحات وتغيير،هذا الأخير أكل عليه الدهر وشرب
ان الارادة الحقيقية للتغيير يلزمها من يعي حقيقة الوضع الذي نعيشه،ومن يرى المسؤولية تكليفا وليس تشريفا،فالوطن بحاجة ماسة لمن يحميها ويحمي خيراتها وممتلكات مواطنيها،وييسر أمورهم لا لتعسيره ،لقد سئمنا من الشعارات الغوغاء والضحك على ذقوننا،ويئسنا أشد اليأس من مستقبلنا
أصبح الشباب تعطى لهم آمال على الورق دون ان نلمسه في الواقع،نريد آمالا تُصرف مالا نسد به حاجياتنا،نريد مجلس النواب يهدي الشعير بدل التشريع،نريد فقط سدس ما يتقاضاه
البرلماني من اجرته الشهرية،نريد الاشتغال لنتفادى الاحتراق والاشتعال......وما نريده ليس مستحيلا،ولم يكن ابدا مستحيلا ان كنا حقا في اهتماماتهم ويطمحون لتفعيل الدستور الجديد والتغيير
ختاما،أود ان أعطي مثالا للرجل الكفؤ والغيور على وطنه : "سُئِل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كيف حَوّل ميزانية تركيا من عجز إلى فائض فأجاب بكل عفوية : لأنني لاأسرق" انه حقا لرجل مسؤول.