تقرير: محمد بوتخريط / هولندا
نظمت قناة أمازيغ تيفي هذا الاسبوع لقاءاً تناول وجهات النظر حول الاعلام الامازيغي خاصة في الجانب المتعلق منه بالاعلام السمعي البصري تحت عنوان ( وجهات النظر حول وسائل الاعلام الأمازيغية ) تحدث فيها عدد من وجوه الإعلام والصحافة :الاستاذ طالع سعود الأطلسي عضو الهيئة العليا للاعلام السمعي البصري " الهاكا" بالمغرب والأستاذ ع.الرحيم هربال صحفي ومعد ومقدم برامج تلفزيونية ومنتج في السمعي البصري
والاستاد محمد بوزكو كاتب سيناريو, مخرج ومنتج سينمائي
والأستاذ أحمد زاهد عن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري
افتتح أعمال الندوة الاستاد عبد الرحمن العيساتي مدير القناة (امازيغ تيفي) رحب فيها بالحضور واشار في كلمته ايضا للجهود المتواصلة للضيوف في عدد من المجالات ذات العلاقة المباشرة بالشأن الامازيغي
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ طالع سعود الأطلسي الذي ركز في مداخلته على مكانة الإعلام الامازيغي، الذي لا يمكن استثناؤه عن المشهد المغربي عامة سواء منه المكتوب أوالمسموع أو المرئي،
وهو يرى ان المسموع المتجلي في الشعر, يعتبر قديما جدا ولكن ظل شفويا لمدة طويلة , أما المكتوب فجزءا كبير منه ما يزال خجولا رغم خروج مجموعة من الانتاجات والإصدارات تلو الأخرى، ليظل التطورفي هذا المجال بطيئا كما ان ضعف العوامل البشرية والمادية والتقنية ساعد على ذلك ايضا,
واشار من جهة اخرى على ان الإعلام السمعي البصري في تطور، وهو أساسي، لأنه يشكل قاطرة للتطوير...وأن هذا الوضع جاء نتيجة لما يعيشه المغرب من انتقال وحركية ديمقراطية التي أتاحت مجالات للنقاش وسمحت بنوع من التصالح مع الذات, وأضاف الأطلسي أن هناك شعورا عاما يوحي بأننا في زمن التعددية و الحرية سواء منها الثقافية اوالفكرية والتي سمحت للجميع وفي مختلف التوجهات بان يعبر، عن أنفسهم ومواقفهم !
وعن القناة الامازيغية لم ينف بعض المشاكل التي تعرفها ولكن اشار ايضا على أن إحداث هذه القناة يعد في حد ذاته مؤشرا على تحول جوهري وهيكلي يشهده المجتمع المغربي، مؤكدا أن نجاح القناة هو نجاح للتعددية التي تطبع الثقافة المغربية.باعتبارها ستتمكن بالتعريف بالعمق التاريخي للمغرب وإعطاء صورة "حقيقية" ( حسب قوله دائما) عن الثقافة الأمازيغية للأجيال الحالية والمستقبلية، مضيفا أن القناة ستشكل أداة لتقوية الانسجام والتضامن بين مكونات المجتمع المغربي.
وختم مداخلته بالحديث عن مسيرة الدارالبيضاء، و"الحضورالمكثف" لابناء الريف وكيف أن الشعب المغربي بكل مكوناته كان حاضرا و متعبئاً للمسيرة ، تنديدا بالمواقف العدائية للحزب الشعبي الاسباني اتجاه المغرب. وأوضح بذلك أن المغاربة قالو بكلمة واحدة دون اي اعتبار ان هذا أمازيغي والاخر سوسي او عربي, إن قضية الصحراء قضية مصيرية، وجزء رئيسي من الكيان المغربي,
وتضمنت مداخلة ع.الرحيم هربال قراءة كرونولوجية للاذاعات الامازيغية بدءاً بتأسيس الإذاعة والتلفزة المغربية و بداية البث الأمازيغي بالمغرب والذي كان محددا في انطلاقته في 10 دقائق في اليوم ,ثم انطلاق تجربة البث التلفزي بالمغرب وشروع القناة الثانية في بث برامجها.ليعرج الى خطاب غشت 1994 للراحل الحسن الثاني والدعوة إلى إعادة الاعتبار للهجات الأمازيغية .ثم تحدث أخيرا عن إنشاء القناة الامازيغية كمشروع يرمي إلى تعزيز مكون الثقافة الأمازيغية في المشهد الإعلامي الوطني، والتي رصدت لها الدولة مبلغ 500 مليون درهم على مدى أربع سنوات، لتمكين القناة حسب بعض المتتبعين من إعداد وتكوين الموارد البشرية التي ستكون طاقم القناة و اقتناء ما ستحتاجه من معدات خاصة بالإنتاج والبث وما شابه ذلك،
وبعد ذلك تحدث في مجال الإعلام الإذاعي بعد زيادة ساعات البث في الإذاعة الوطنية الامازيغية، وظهور إذاعات جديدة "بخطاب" امازيغي، كما مع راديو كازا اف ام وراديو بلوس اكادير وكاب راديو وغيرها،
عرج بعد ذلك الى الحديث عن الاعلام المرئي بعد إدماج بعض البرامج في القناتين الأولى والثانية، تنفيذا للاتفاقية الإطار الموقعة بين وزارة الاتصال والمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، . كما أشار الى دخول عدة شركات إنتاج حديثة، غمار إنتاج برامج بالامازيغية والتي يرى أن معظمها يحركها الهاجس التجاري اكثر من أي شئ آخر,الشئ الذي جعل بعض الأعمال المبثوثة تفتقد الى الموضوعية والجودة والاحترافية، وهو بالتالي مايطرح سؤال الكم على حساب الكيف.
هذا كله دون ان يغفل في حديثه الجانب الاهم المتعلق بظروف العمل في هذا الميدان والتي وكما اشار ماتزال صعبة ،
ولاسباب كثيرة منها كيفية تعامل القناة مع الانتاجات والبرامج سواء منها الانتاج الداخلي أو الخارجي والذي وكما سماه "إنتاجات دون هوية" تعمل على تكريس دونية الثقافة الأمازيغية، وفلكرة تراثها دون السعي إلى الرقي بهذه اللغة وهذه الثقافة إلى المستوى اللائق بهما،
دون ان ينسى الحديث عن الوصلات الاشهارية التي لا تستفيد منا القناة الامازيغية في شئ,لا ماديا ولا معنويا وكل مداخيلها تذهب الى جيوب أخرى غيرالقناة.
وعبر كذلك عن عدم رضاه عن مجموعة من البرامج التي تذيعها القناة الامازيغية الثامنة باعتبارها لا تمس حقا مشاغل وهموم الامازيغيين خاصة بمنطقة الريف التي ينتمي اليها وهو العارف بخبايا الامور داخلها , خاصة في الجانب الثقافي باعتباره (هربال) حسب تعبيره ترعرع داخل أسرة أحبت المسرح و الثقافة الأمازيغية ترعرع بين أحضان جمعية الماس الثقافية واثناء متابعته لدراسته بالرباط نشط هناك كذلك في الحركة الثقافية الامازيغية.
كما ذكر ايضا من بين هذه الاسباب ما هو مرتبط بظروف عمله وزملائه من بعض المشتغلين في الميدان بحيث يرى أن عملهم يكتسيه الطابع النضالي والغيرة على الشأن الامازيغي ، ويعملون وفق اجتهادات ذاتية شخصية ..في غياب اي مبادرة في مجال الدراسة والتكوين، وهو يعول في هذا الجانب على الاجيال القادمة لتطويرهذا المجال مستقبلا .
وأشار أخيرا الى ان على القناة الأمازيغية والقائمين عليها ,العمل على تجاوز كل السلبيات المتراكمة من خلال إذاعة اللهجات، لتفادي السقوط مرة أخرى في نفس الأخطاء التي سقطت فيها تلك القنوات، سواء من الناحية التقنية أو البشرية، أو المواد والبرامج المقدمة وأن يبتعد المكلفون بتدبيرالتوظيفات عن منطق الزبونية من علاقات شخصية وما شابه ذلك والتفكير حاضرا ومستقبلا في اعتماد المهنية والشفافية والعمل باحترافية اكثر تكون قادرة على أن تجعل القناة تقوم بدورها كمنافس إعلامي يستطيع فرض نفسه داخل الساحة الاعلامية
وتحدث بعد ذلك الاستاد محمد بوزكو الذي تناول في كلمته (بعد ان عبر عن سعادته البالغة بحضور هذا الملتقى و موجهًا الشكرللجميع) تجربته الشخصية في المجال السمعي البصري مؤكدا ان هم الثقافة الامازيغية كان يحمله منذ الصغر ولكن ما اثار انتباهه اكثر هو غياب "الثقافة السمعية البصرية" وإغفال الجانب المتعلق بالسينما والإنتاجات السينمائية بمنطقة الريف وأن بعض الأفلام الأمازيغية التي عرفتها هذه المنطقة، جاءت في مرحلة متأخرة جدا بالمقارنة مثلا مع الأفلام السوسية ، كما أنها جاءت في شكل أفلام الفيديو...
لذلك فكر في الاشتغال في هذا الميدان للرفع من مستوى الممارسة السينمائية في المنطقة والتي ينعدم فيهما الإنتاج السينمائي، وبالتالي المساهمة في صناعة سينمائية تلبي انتظارات الشارع الريفي وتراعي شروط المنطقة .
كما اكد ان ثمارهذا التفكير والعمل نتجت عنه اولى بذوره قبل اواخر التسعينات بتجربة اولى في انتاج الافلام القصيرة ومن هذه الأفلام ذكر فيلم" سلام ذ ديماتان" والذي حصل على جوائز كثيرة داخل و خارج المغرب وثم ومؤخرا سيتكوم (ماني ذاش غ ثوادار) الذي تم بثه على القناة الامازيغية في رمضان المنصرم والذي رغم كل الإكراهات المادية والمعنوية , من عدم الدعم ونقص في الكثير من الاليات و....، "فقد نجحنا (حسب قوله ) إلى حد ما في إخراج عمل أمازيغي ريفي إلى النور.. وإن بدا (ربما) للبعض ضعيفا في بعض الجوانب فهي كما كل البدايات تعرف دائما مثل هذا النوع من التعثرات والنواقص"...فقد كانت مشاكل وثغرات كثيرة حاضرة ولكن كان الحلم والأمل ايضا حاضرين.
كما اشار ايضا الى أن إحداث القناة الأمازيغية رغم انه يعتبرمكسبا من المكاسب التي تم تحقيقها إلا أن ذلك لا يعني انه تحققت ديمقراطية إعلامية بالمغرب إذ ما يزال التمييز ضد الأمازيغية قائما وما تزال بعض الحقوق الأمازيغية تعاني من الإقصاء والتهميش والمصادرة .
مشيرا انه قدم أفلام قصيرة انتجتها شركة "تازيري" التي يديرها الى القناة الامازيغية/الثامنة ( وكهدية دون اي مقابل) ولا زالت لم ترى النورعلى الشاشة...
كما اشار قبل ختام مداخلته الى ضرورة التفكير أيضا في مشاريع تُخرج الانتاجات الامازيغية الريفية الى العالم..وهو المشروع الذي يشتغل عليه حاليا رفقة صديقه المخرج محمد امين بنعمراوي والذي قدموه للمركز السينمائي المغربي، ويتعلق الامر بالفيلم الطويل “وداعا كارمن” من انتاج شركة “تزيري للإنتاج” التي يديرها .
وشدد في ختام مداخلته على ضرورة فرض مثل هذه المشاريع والضغط على الدولة /إذاعة ومؤسسات من اجل تبنيها وتقبلها انطلاقا من ايمان الجميع ان هذا (حق) حقنا وهوحق مشروع
الاستاد أحمد زاهد, جاءت مداخلته مختصرة وقوية ,إنطلق بأسئلة وتساؤلات جوهرية حول نصيب الامازيغ في الريف من القناة الامازيغية :
" ماهو حقنا في القناة الامازيغية ؟"
"وكيف الحصول عليه ؟"
وبالتالي "هل الدولة المغربية جادة في إعطاء الامازيغ كافة حقوقهم؟"
وهو يرى في هذا المجال أن القناة الامازيغية كانت دائما من بين مطالب الحركة الامازيغية و لطالما انتظرها الشارع الامازيغي
وفعلا تحقق هذا المطلب وعلى القناة اليوم ان تفي بوعودها لانه وكما يبدو أنه ماتزال أدبياتها وممارسات مسؤوليها بعيدة عن الإقرار بحقوقنا اللغوية والثقافية الامازيغية وبالتالي يصبح تواجد القناة اليوم وبهذا الشكل مكسب معزول يحكمه الإقصاء والتهميش لبعض الاعمال والإنكار لبعض الاتفاقيات , وهو لم يستثني في هذا المجال القناتين الاولى والثانية حيث أشارإلى أن إحداث القناة الامازيغية لا يعني التنازل عن نسبة 30 بالمائة الخاصة بالأمازيغية في القناتين الأولى والثانية والتي تحتم على القناتين الالتزام بها ( برامج ثقافية,موسيقى,أخبار...)
كما ان ذلك لا يعني أيضا إلغاء الحق( حقنا) المشروع في المطالبة بدمقرطة هذه القنوات التي يتم تمويلها من أموالنا أموال الشعب.
وتحدث بعد ذلك عن التحديات التي على الامازيغ مواجهتها والتي يجب ان تتجاوزالجانب المطلبي وترقى إلى جوانب أخرى عملية منها التقنية والمالية المتعلقة بتوفيرالبرامج والانتاجات الإعلامية الامازيغية المتميزة.حيث أشار في هذا الجانب الى تجارب محمد بوزكو وعبدالرحيم هربال وانشاءهم لدورالانتاج وتضحياتهم في هذا المجال.
وختم بإنه على الشارع الامازيغي الريفي طريق طويلة من النضال من اجل اكتساب كل حقوقه المتعلقة بهذه القنوات ومن اجل اعتراف حقيقي بالامازيغية. و ما ضاع حق وراءه مطالب كما ان ما تحقق مطلب غاب صاحبه المطالب.
لذلك يجب التفكير في طريق نزع هذا الحق والإلحاح في طلبه والحصول عليه.
وبعد كلمة الضيوف فُتح باب مداخلات الحضور والتي جاءت في معضمها ملامسة لهموم الانسان المغربي بشكل عام والامازيغي ومنه الريفي بشكل خاص, لذلك لم تسلم مداخلات الضيوف من نصيبها في النقد خلال فتح باب المناقشة التي أثارت شهية الحضور، ومما أثير في هذا الصدد بشئ من الموضوعية ، وبنوع من الحدة والتشنج أحيانا، نقط يمكن حصرها في ما يلي: فعلى لسان أحد الحضور اثيرت قضية حقوق الانسان وارتباطها بالاعلام وكيف ان السيد طالع سعود الأطلسي قد احدث في مداخلته قطيعة مع ماضي حقوق الانسان بالمغرب, كما أغفل راهنه ومستقبله وما يعرفه المغرب من انتهاكات للحقوق, من متابعات واعتقالات في حق الصحفيين وتشميع لمقرات جرائد وغرامات في حق الصحافة والاعلاميين .
كما أشار متدخل آخرالى ان الأطلسي بحديثه هذا يبرر القمع في حق الصحافة المغربية ومصادرة حق الاختلاف والتعبير عن الرأي ووجهات النظر
كما اتهمه البعض الاخر بانه من خلال مداخلته يحاول ممارسة نوعا من الاستذة على الحضور والتي لا الوقت وقتها ولا المكان مكانها وان مثل هذه الخطابات مكانها في القنصليات...خاصة حين بدأ يتفاخر( ربما دون قصد) بنضاله وبتاريخه في الميدان الصحفي والسياسي.
كما طُرح ايضا موضوع الحركة الامازيغية حيث رأى البعض ان الاستاد لم يحترم الحركة الامازيغية ولا مناضليها، وان هذه الحركة التي ينتسب اليها الكثيرون تستهجن وتندد بالاساءة التي ألحقها بهم .
إظافة الى تدخلات أخرى من قبيل أن القناة الأمازيغية لايمكن أن تخرج عن المسارالذي رسمه لها "المسؤولون" في الرباط ..
أو من قبيل أن على إيمازيغن أن لا يثقوا في سياسات الانتظار والأمل والوعود الكاذبة التي يوعَدون بها والتي لا تنتهي.... وما الى ذلك...
كما طُرح ايضا موضوع الجهوية الموسعة عبر سؤال حول ما إذا كانت ستشكل أرضية جديدة للارتقاء بجودة الاعلام الامازيغي عن طريق فسح المجال امام الصحافة الجهوية والتي ستضيف الكثير في مجال السمعي البصري.
خلاصة الحديث ... كان اللقاء شفافاً بكل ما طرح فيه ،. وكان خطوة هامة للاضاءة والإجابة..والاستفادة وكذلك لقاءً للقاء أيضا .
نظمت قناة أمازيغ تيفي هذا الاسبوع لقاءاً تناول وجهات النظر حول الاعلام الامازيغي خاصة في الجانب المتعلق منه بالاعلام السمعي البصري تحت عنوان ( وجهات النظر حول وسائل الاعلام الأمازيغية ) تحدث فيها عدد من وجوه الإعلام والصحافة :الاستاذ طالع سعود الأطلسي عضو الهيئة العليا للاعلام السمعي البصري " الهاكا" بالمغرب والأستاذ ع.الرحيم هربال صحفي ومعد ومقدم برامج تلفزيونية ومنتج في السمعي البصري
والاستاد محمد بوزكو كاتب سيناريو, مخرج ومنتج سينمائي
والأستاذ أحمد زاهد عن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري
افتتح أعمال الندوة الاستاد عبد الرحمن العيساتي مدير القناة (امازيغ تيفي) رحب فيها بالحضور واشار في كلمته ايضا للجهود المتواصلة للضيوف في عدد من المجالات ذات العلاقة المباشرة بالشأن الامازيغي
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ طالع سعود الأطلسي الذي ركز في مداخلته على مكانة الإعلام الامازيغي، الذي لا يمكن استثناؤه عن المشهد المغربي عامة سواء منه المكتوب أوالمسموع أو المرئي،
وهو يرى ان المسموع المتجلي في الشعر, يعتبر قديما جدا ولكن ظل شفويا لمدة طويلة , أما المكتوب فجزءا كبير منه ما يزال خجولا رغم خروج مجموعة من الانتاجات والإصدارات تلو الأخرى، ليظل التطورفي هذا المجال بطيئا كما ان ضعف العوامل البشرية والمادية والتقنية ساعد على ذلك ايضا,
واشار من جهة اخرى على ان الإعلام السمعي البصري في تطور، وهو أساسي، لأنه يشكل قاطرة للتطوير...وأن هذا الوضع جاء نتيجة لما يعيشه المغرب من انتقال وحركية ديمقراطية التي أتاحت مجالات للنقاش وسمحت بنوع من التصالح مع الذات, وأضاف الأطلسي أن هناك شعورا عاما يوحي بأننا في زمن التعددية و الحرية سواء منها الثقافية اوالفكرية والتي سمحت للجميع وفي مختلف التوجهات بان يعبر، عن أنفسهم ومواقفهم !
وعن القناة الامازيغية لم ينف بعض المشاكل التي تعرفها ولكن اشار ايضا على أن إحداث هذه القناة يعد في حد ذاته مؤشرا على تحول جوهري وهيكلي يشهده المجتمع المغربي، مؤكدا أن نجاح القناة هو نجاح للتعددية التي تطبع الثقافة المغربية.باعتبارها ستتمكن بالتعريف بالعمق التاريخي للمغرب وإعطاء صورة "حقيقية" ( حسب قوله دائما) عن الثقافة الأمازيغية للأجيال الحالية والمستقبلية، مضيفا أن القناة ستشكل أداة لتقوية الانسجام والتضامن بين مكونات المجتمع المغربي.
وختم مداخلته بالحديث عن مسيرة الدارالبيضاء، و"الحضورالمكثف" لابناء الريف وكيف أن الشعب المغربي بكل مكوناته كان حاضرا و متعبئاً للمسيرة ، تنديدا بالمواقف العدائية للحزب الشعبي الاسباني اتجاه المغرب. وأوضح بذلك أن المغاربة قالو بكلمة واحدة دون اي اعتبار ان هذا أمازيغي والاخر سوسي او عربي, إن قضية الصحراء قضية مصيرية، وجزء رئيسي من الكيان المغربي,
وتضمنت مداخلة ع.الرحيم هربال قراءة كرونولوجية للاذاعات الامازيغية بدءاً بتأسيس الإذاعة والتلفزة المغربية و بداية البث الأمازيغي بالمغرب والذي كان محددا في انطلاقته في 10 دقائق في اليوم ,ثم انطلاق تجربة البث التلفزي بالمغرب وشروع القناة الثانية في بث برامجها.ليعرج الى خطاب غشت 1994 للراحل الحسن الثاني والدعوة إلى إعادة الاعتبار للهجات الأمازيغية .ثم تحدث أخيرا عن إنشاء القناة الامازيغية كمشروع يرمي إلى تعزيز مكون الثقافة الأمازيغية في المشهد الإعلامي الوطني، والتي رصدت لها الدولة مبلغ 500 مليون درهم على مدى أربع سنوات، لتمكين القناة حسب بعض المتتبعين من إعداد وتكوين الموارد البشرية التي ستكون طاقم القناة و اقتناء ما ستحتاجه من معدات خاصة بالإنتاج والبث وما شابه ذلك،
وبعد ذلك تحدث في مجال الإعلام الإذاعي بعد زيادة ساعات البث في الإذاعة الوطنية الامازيغية، وظهور إذاعات جديدة "بخطاب" امازيغي، كما مع راديو كازا اف ام وراديو بلوس اكادير وكاب راديو وغيرها،
عرج بعد ذلك الى الحديث عن الاعلام المرئي بعد إدماج بعض البرامج في القناتين الأولى والثانية، تنفيذا للاتفاقية الإطار الموقعة بين وزارة الاتصال والمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، . كما أشار الى دخول عدة شركات إنتاج حديثة، غمار إنتاج برامج بالامازيغية والتي يرى أن معظمها يحركها الهاجس التجاري اكثر من أي شئ آخر,الشئ الذي جعل بعض الأعمال المبثوثة تفتقد الى الموضوعية والجودة والاحترافية، وهو بالتالي مايطرح سؤال الكم على حساب الكيف.
هذا كله دون ان يغفل في حديثه الجانب الاهم المتعلق بظروف العمل في هذا الميدان والتي وكما اشار ماتزال صعبة ،
ولاسباب كثيرة منها كيفية تعامل القناة مع الانتاجات والبرامج سواء منها الانتاج الداخلي أو الخارجي والذي وكما سماه "إنتاجات دون هوية" تعمل على تكريس دونية الثقافة الأمازيغية، وفلكرة تراثها دون السعي إلى الرقي بهذه اللغة وهذه الثقافة إلى المستوى اللائق بهما،
دون ان ينسى الحديث عن الوصلات الاشهارية التي لا تستفيد منا القناة الامازيغية في شئ,لا ماديا ولا معنويا وكل مداخيلها تذهب الى جيوب أخرى غيرالقناة.
وعبر كذلك عن عدم رضاه عن مجموعة من البرامج التي تذيعها القناة الامازيغية الثامنة باعتبارها لا تمس حقا مشاغل وهموم الامازيغيين خاصة بمنطقة الريف التي ينتمي اليها وهو العارف بخبايا الامور داخلها , خاصة في الجانب الثقافي باعتباره (هربال) حسب تعبيره ترعرع داخل أسرة أحبت المسرح و الثقافة الأمازيغية ترعرع بين أحضان جمعية الماس الثقافية واثناء متابعته لدراسته بالرباط نشط هناك كذلك في الحركة الثقافية الامازيغية.
كما ذكر ايضا من بين هذه الاسباب ما هو مرتبط بظروف عمله وزملائه من بعض المشتغلين في الميدان بحيث يرى أن عملهم يكتسيه الطابع النضالي والغيرة على الشأن الامازيغي ، ويعملون وفق اجتهادات ذاتية شخصية ..في غياب اي مبادرة في مجال الدراسة والتكوين، وهو يعول في هذا الجانب على الاجيال القادمة لتطويرهذا المجال مستقبلا .
وأشار أخيرا الى ان على القناة الأمازيغية والقائمين عليها ,العمل على تجاوز كل السلبيات المتراكمة من خلال إذاعة اللهجات، لتفادي السقوط مرة أخرى في نفس الأخطاء التي سقطت فيها تلك القنوات، سواء من الناحية التقنية أو البشرية، أو المواد والبرامج المقدمة وأن يبتعد المكلفون بتدبيرالتوظيفات عن منطق الزبونية من علاقات شخصية وما شابه ذلك والتفكير حاضرا ومستقبلا في اعتماد المهنية والشفافية والعمل باحترافية اكثر تكون قادرة على أن تجعل القناة تقوم بدورها كمنافس إعلامي يستطيع فرض نفسه داخل الساحة الاعلامية
وتحدث بعد ذلك الاستاد محمد بوزكو الذي تناول في كلمته (بعد ان عبر عن سعادته البالغة بحضور هذا الملتقى و موجهًا الشكرللجميع) تجربته الشخصية في المجال السمعي البصري مؤكدا ان هم الثقافة الامازيغية كان يحمله منذ الصغر ولكن ما اثار انتباهه اكثر هو غياب "الثقافة السمعية البصرية" وإغفال الجانب المتعلق بالسينما والإنتاجات السينمائية بمنطقة الريف وأن بعض الأفلام الأمازيغية التي عرفتها هذه المنطقة، جاءت في مرحلة متأخرة جدا بالمقارنة مثلا مع الأفلام السوسية ، كما أنها جاءت في شكل أفلام الفيديو...
لذلك فكر في الاشتغال في هذا الميدان للرفع من مستوى الممارسة السينمائية في المنطقة والتي ينعدم فيهما الإنتاج السينمائي، وبالتالي المساهمة في صناعة سينمائية تلبي انتظارات الشارع الريفي وتراعي شروط المنطقة .
كما اكد ان ثمارهذا التفكير والعمل نتجت عنه اولى بذوره قبل اواخر التسعينات بتجربة اولى في انتاج الافلام القصيرة ومن هذه الأفلام ذكر فيلم" سلام ذ ديماتان" والذي حصل على جوائز كثيرة داخل و خارج المغرب وثم ومؤخرا سيتكوم (ماني ذاش غ ثوادار) الذي تم بثه على القناة الامازيغية في رمضان المنصرم والذي رغم كل الإكراهات المادية والمعنوية , من عدم الدعم ونقص في الكثير من الاليات و....، "فقد نجحنا (حسب قوله ) إلى حد ما في إخراج عمل أمازيغي ريفي إلى النور.. وإن بدا (ربما) للبعض ضعيفا في بعض الجوانب فهي كما كل البدايات تعرف دائما مثل هذا النوع من التعثرات والنواقص"...فقد كانت مشاكل وثغرات كثيرة حاضرة ولكن كان الحلم والأمل ايضا حاضرين.
كما اشار ايضا الى أن إحداث القناة الأمازيغية رغم انه يعتبرمكسبا من المكاسب التي تم تحقيقها إلا أن ذلك لا يعني انه تحققت ديمقراطية إعلامية بالمغرب إذ ما يزال التمييز ضد الأمازيغية قائما وما تزال بعض الحقوق الأمازيغية تعاني من الإقصاء والتهميش والمصادرة .
مشيرا انه قدم أفلام قصيرة انتجتها شركة "تازيري" التي يديرها الى القناة الامازيغية/الثامنة ( وكهدية دون اي مقابل) ولا زالت لم ترى النورعلى الشاشة...
كما اشار قبل ختام مداخلته الى ضرورة التفكير أيضا في مشاريع تُخرج الانتاجات الامازيغية الريفية الى العالم..وهو المشروع الذي يشتغل عليه حاليا رفقة صديقه المخرج محمد امين بنعمراوي والذي قدموه للمركز السينمائي المغربي، ويتعلق الامر بالفيلم الطويل “وداعا كارمن” من انتاج شركة “تزيري للإنتاج” التي يديرها .
وشدد في ختام مداخلته على ضرورة فرض مثل هذه المشاريع والضغط على الدولة /إذاعة ومؤسسات من اجل تبنيها وتقبلها انطلاقا من ايمان الجميع ان هذا (حق) حقنا وهوحق مشروع
الاستاد أحمد زاهد, جاءت مداخلته مختصرة وقوية ,إنطلق بأسئلة وتساؤلات جوهرية حول نصيب الامازيغ في الريف من القناة الامازيغية :
" ماهو حقنا في القناة الامازيغية ؟"
"وكيف الحصول عليه ؟"
وبالتالي "هل الدولة المغربية جادة في إعطاء الامازيغ كافة حقوقهم؟"
وهو يرى في هذا المجال أن القناة الامازيغية كانت دائما من بين مطالب الحركة الامازيغية و لطالما انتظرها الشارع الامازيغي
وفعلا تحقق هذا المطلب وعلى القناة اليوم ان تفي بوعودها لانه وكما يبدو أنه ماتزال أدبياتها وممارسات مسؤوليها بعيدة عن الإقرار بحقوقنا اللغوية والثقافية الامازيغية وبالتالي يصبح تواجد القناة اليوم وبهذا الشكل مكسب معزول يحكمه الإقصاء والتهميش لبعض الاعمال والإنكار لبعض الاتفاقيات , وهو لم يستثني في هذا المجال القناتين الاولى والثانية حيث أشارإلى أن إحداث القناة الامازيغية لا يعني التنازل عن نسبة 30 بالمائة الخاصة بالأمازيغية في القناتين الأولى والثانية والتي تحتم على القناتين الالتزام بها ( برامج ثقافية,موسيقى,أخبار...)
كما ان ذلك لا يعني أيضا إلغاء الحق( حقنا) المشروع في المطالبة بدمقرطة هذه القنوات التي يتم تمويلها من أموالنا أموال الشعب.
وتحدث بعد ذلك عن التحديات التي على الامازيغ مواجهتها والتي يجب ان تتجاوزالجانب المطلبي وترقى إلى جوانب أخرى عملية منها التقنية والمالية المتعلقة بتوفيرالبرامج والانتاجات الإعلامية الامازيغية المتميزة.حيث أشار في هذا الجانب الى تجارب محمد بوزكو وعبدالرحيم هربال وانشاءهم لدورالانتاج وتضحياتهم في هذا المجال.
وختم بإنه على الشارع الامازيغي الريفي طريق طويلة من النضال من اجل اكتساب كل حقوقه المتعلقة بهذه القنوات ومن اجل اعتراف حقيقي بالامازيغية. و ما ضاع حق وراءه مطالب كما ان ما تحقق مطلب غاب صاحبه المطالب.
لذلك يجب التفكير في طريق نزع هذا الحق والإلحاح في طلبه والحصول عليه.
وبعد كلمة الضيوف فُتح باب مداخلات الحضور والتي جاءت في معضمها ملامسة لهموم الانسان المغربي بشكل عام والامازيغي ومنه الريفي بشكل خاص, لذلك لم تسلم مداخلات الضيوف من نصيبها في النقد خلال فتح باب المناقشة التي أثارت شهية الحضور، ومما أثير في هذا الصدد بشئ من الموضوعية ، وبنوع من الحدة والتشنج أحيانا، نقط يمكن حصرها في ما يلي: فعلى لسان أحد الحضور اثيرت قضية حقوق الانسان وارتباطها بالاعلام وكيف ان السيد طالع سعود الأطلسي قد احدث في مداخلته قطيعة مع ماضي حقوق الانسان بالمغرب, كما أغفل راهنه ومستقبله وما يعرفه المغرب من انتهاكات للحقوق, من متابعات واعتقالات في حق الصحفيين وتشميع لمقرات جرائد وغرامات في حق الصحافة والاعلاميين .
كما أشار متدخل آخرالى ان الأطلسي بحديثه هذا يبرر القمع في حق الصحافة المغربية ومصادرة حق الاختلاف والتعبير عن الرأي ووجهات النظر
كما اتهمه البعض الاخر بانه من خلال مداخلته يحاول ممارسة نوعا من الاستذة على الحضور والتي لا الوقت وقتها ولا المكان مكانها وان مثل هذه الخطابات مكانها في القنصليات...خاصة حين بدأ يتفاخر( ربما دون قصد) بنضاله وبتاريخه في الميدان الصحفي والسياسي.
كما طُرح ايضا موضوع الحركة الامازيغية حيث رأى البعض ان الاستاد لم يحترم الحركة الامازيغية ولا مناضليها، وان هذه الحركة التي ينتسب اليها الكثيرون تستهجن وتندد بالاساءة التي ألحقها بهم .
إظافة الى تدخلات أخرى من قبيل أن القناة الأمازيغية لايمكن أن تخرج عن المسارالذي رسمه لها "المسؤولون" في الرباط ..
أو من قبيل أن على إيمازيغن أن لا يثقوا في سياسات الانتظار والأمل والوعود الكاذبة التي يوعَدون بها والتي لا تنتهي.... وما الى ذلك...
كما طُرح ايضا موضوع الجهوية الموسعة عبر سؤال حول ما إذا كانت ستشكل أرضية جديدة للارتقاء بجودة الاعلام الامازيغي عن طريق فسح المجال امام الصحافة الجهوية والتي ستضيف الكثير في مجال السمعي البصري.
خلاصة الحديث ... كان اللقاء شفافاً بكل ما طرح فيه ،. وكان خطوة هامة للاضاءة والإجابة..والاستفادة وكذلك لقاءً للقاء أيضا .